19/02/2010 حصلت المنار على النص الكامل لتقرير جهاز المراقبة في مطار رفيق الحريري حول تفاصيل ما حدث فجر الخامس والعشرين من الشهر الماضي والذي يتضمن تحميل الطيار مسؤولية الخطأ الذي تسبب في سقوط الطائرة.
هي ثلاث دقائق فقط من فجر الاثنين في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير للعام 2010 كانت كفيلة بإدخال لبنان في خضة إنسانية لم يشهدها تاريخ المرفق الجوي فيه.
الطائرة الأثيوبية من نوع بوينغ 737 أنهت الرحلة 409 في مئة وثمانين ثانية بعيد إقلاعها إلى غربة لا عودة منها أبداً، فما الذي حصل؟
المنار حصلت على نص تقرير المراقب الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي الذي يوضح الجزء الأهم من أسباب الكارثة وكيفية وقوعها، هذا طبعاً بعد مقارنة التقرير بمضمون صندوق التسجيلات الصوتية المستخرج من بين حطام الطائرة.
يورد المراقب الجوي أنه في تمام الساعة الثانية و38 دقيقة حول برج المراقبة إليه عبر الرادار الطائرة الأثيوبية المتوجهة إلى أديس أبابا فور إقلاعها من المدرج رقم 21، وفيما يلي النص الحرفي للتقرير.
ويقول المراقب في تقريره: "كان المراقب في برج المراقبة طلب إذناً بالسماح للطائرة بالذهاب مباشرة إلى نقطة شكا لتجنب الطقس الرديء، ونظراً لوجود طائرتين هما إتحاد الإماراتية وماليف الهنغارية تستعدان للهبوط على المدرج 16 بالتتابع، فلم نوافق بل طلبنا إعطاءه إتجاه 300 أو 315".
بحسب البوصلة فإن الإتجاه 300 درجة يعني الطلب من الطيار التوجه نحو البحر المفتوح إفساحاً في المجال لهبوط سليم لطائرتي الإتحاد وماليف، لكن ما حدث لاحقاً بحسب التقرير يحمل أخباراً محيرة.
وفي هذا المجال يقول المراقب في تقريره: "بعد الاتصال المباشر بقائد الطائرة اقترحنا عليه اتجاه 270 درجة نحو اليسار لتجنب الغيوم، ولكننا رأيناه يتجه يميناً نحو شكا مما كان سيعرض الطائرات الهابطة على المدرج 16 للخطر، فطلبنا منه فوراً الاتجاه يساراً 270درجة".
وافق قائد الطائرة دون اعتراض وبدأ بأخذ الاتجاه 270 درجة، لكن التقرير يورد أنه أكمل دورانه شرقاً باتجاه 140 درجة أي ناحية الساحل، دون أي إذن مسبق كما جاء في التقرير.
ويقول المراقب في التقرير: "حوالى الساعة 02.40 إتصلنا مجدداً بالطيار وطلبنا منه بأن يتجه يميناً 270 درجة، فوافق مجدداً لكنه لم يتقيد لتلك التعليمات وأكمل باتجاه 140 درجة. كررنا النداء والتصريح مرات عديدة فوافق قائد الطائرة. وعند الساعة 2.42 كررنا النداء مرة أخرى لكنه هذه المرة لم يرد".
تقرير المراقب الجوي ينهي روايته بانقطاع الاتصال نهائياً مع الطيار وفقدانه عن شاشات الرادار على ارتفاع حوالى 9000 قدم، ولم تنفع محاولات الاتصال به على موجة الطوارئ لسبع مرات خلال ثلاث دقائق قبل إبلاغ برج المراقبة لتطبيق خطة الطوارئ.
المنار تحصل على النص الكامل لتقرير المراقبة بمطار بيروت حول الطائرة المنكوبة
