أقسام النفس في القرآن - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع نور الولاية اهل البيت مشاركات 0 الزيارات 1662 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

نور الولاية اهل البيت
الصورة الرمزية نور الولاية اهل البيت
عضو مجتهد

رقم العضوية : 6519
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 80
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 190
المستوى : نور الولاية اهل البيت is on a distinguished road

نور الولاية اهل البيت غير متواجد حالياً عرض البوم صور نور الولاية اهل البيت



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Wink أقسام النفس في القرآن
قديم بتاريخ : 24-Feb-2010 الساعة : 06:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية معرفةالنفس‏
إن الحديث عن نفس الإنسان حديث له عدة جوانب فمن جهة لابد من الحديث عن خصائص هذهالنفس، ومن جهة يمكن الحديث عن قواها التي أودعها الله تعالى فيها، ومن جهة أخرى عن سبل إصلاحها وسنتحدث عن هذه النقاط الثلاث بشي من التفصيل إذ أن معرفة هذه النقاط الثلاث أمر أساسي في علم الأخلاق ففي الحديث الشريف عن الإمام علي: من عرف نفسه عرف ربه.
وفي الحديث عن الإمام موسى بن جعفرالكاظم في كلام له: "ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغيرحجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، لا إله إلا هو الكبير المتعال"، إذ يوضح الحديث هذا بشكل واضح أن الحجاب الأساسي بين الإنسان والله تعالى هو نفس الإنسان فما دام الإنسان يرى نفسه متصرفاً وينسب إلى نفسه كل أمر يقوم به وما دامت نفس الإنسان هيمدار الرحى التي يبني عليها معتقداته وتصرفاته، فإن هذه النفس ستكون الحجاب الكبيرالذي لا يسهل اختراقه.
ولذاكانت النفس وإصلاحها من أهم الأمور في علم الأخلاق، بل إن علم الأخلاق هو تهذيب النفس بالدرجة الأولى للوصول بها إلى الكمال المرجو لها، ولا أدل على ذلك من حديث الرسول الأكرم حين دخل عليه رجل اسمه مجاشع، فقال: "يا رسول الله! كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال: معرفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال : مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قالا: سخط النفس، فقال : يارسول الله! فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال : هجر النفس، فقال: يارسول الله! فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال : عصيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال : نسيان النفس،فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال : التباعد منالنفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال : الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال صلى الله عليهوآله: الاستعانة بالحق على النفس".
ومن المناسب أن نذكر ههنا سؤالاً استنكارياً سأله أمير المؤمنين فقال: "كيف يعرف غيره من يجهل نفسه" ؟

ما هي النفس؟
تتميز النفس التي أكرم الله تعالى بها الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنها جمعت العقل مضافاً إلى الغريزة والشهوة،خلافاً للحيوانات التي وضع الله فيها الغريزة والشهوة فقط، أو الملائكة التي أكرمهاالله بعقل بدون غريزة وشهوة ومن هنا فإن الإنسان لا بد وأن يستخدم العقل في تعديل المتطلبات التي تمليها الشهوة والغريزة حتى يسلك حد الاعتدال الذي أشرنا له فيماسبق قال الله تعالى: "ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَافُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".
وعندما نطالع الايات القرانية التي تحدثت عن النفس نراها قد تحدثت عن ثلاثة حالات من حالات النفس كما أنها وصفتهابصفات مختلفة منها:

الأمارةبالسوء
يقول الله تعالى في محكم بيانه "وَمَا أُبَرِّىُ نَفْسِي إِنّ‏َ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنّ‏َ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ"، فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تتبع هواها بحيث لا ترى أمامها سوى ما تتمنى الحصول عليه من الشهوات بدون أي التفات للشريعة أو للمفاسد الدنيوية والأخروية، ولذا فإن اتباع النفس الأمارة بالسوء يجلب الظلم والضلال، يقول الله تعالى: "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَأَهْوَاهُمْ وَمَنْ أَضَلّ‏ُ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِإِنّ‏َ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَالظَّالِمِينَ".

النفس اللوامة
يقولالله تعالى في محكم اياته: "لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ".
والمراد بالنفس اللوامة، نفس الإنسان المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية، والتثافل في أداءالطاعات.
وقد يطلق علماء النفس عليها اسم الضمير الذي يؤنب الإنسان على ما فعله من القبائح.

النفس المطمئنة
يقول الله تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".
والنفس المطمئنة كما وصفها العلامةالطباطبائي في تفسيره "هي التي تسكن إلى ربها وترضى بما رضي به فترى نفسها عبداً لايملك لنفسه شيئاً من خير أو وشر أو نفع أو ضر ويرى الدنيا دار مجاز وما يستقبلهفيها من غنى أو فقر أو أي نفع وضر ابتلاءاً وامتحاناً إلهياً فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان وإكثار الفساد والعلو والاستكبار، ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر، بل هو في مستقَرٍّ من العبودية لا ينحرف عن مستقيم صراطه بإفراط أو تفريط...
وتوصيفها بالراضية لأن اطمئنانها إلى ربها يستلزم رضاها بما قدَّر وقضى تكويناً أو حكم به تشريعاً فلا تسخطها سانحة ولاتزيغها معصية، وإذا رضي العبد من ربه رضي الرب منه، إذ لا يسخطه تعالى إلا خروج العبد من زيّ‏ِ العبودية، فإذا لزم طريق العبودية استوجب ذلك رضا ربه ولذا عقب قوله "راضية" بقوله: "مرضية".

الحذر منالنفس الأمارة
بعدأن عرفنا النفس الأمارة بالسوء وميزتها لا بد من مواجهتها وعدم الركون لها، إذ أنلبّ علم الأخلاق قهر النفس الأمارة وكبح جماحها، لأنها كما تقدم لا ترى إلا ما تريدوتشتهي، ولو خلفت كل شي‏ء خراباً من خلفها، فإذا كانت النفس الأمارة خطيرة لهذه الدرجة فلا بد من أن نجد لها علاجاً لإصلاحها وتليين طبعها الشرس فما هي الطرق الممكنة لإنجاز هذه المهمة؟

إصلاح النفس‏
إن المسالك والطرق إلى الله كثيرة، بل هي بعدد أنفاس الخلائق إلا أنها كلها تبدأ منخلال تهذيب النفس وإصلاحها.
فينبغي بالدرجة الأولى على من يريدإصلاح نفسه أن يرغِّب نفسه بالأعمال الصالحة، ويكون ذلك من خلال التفكر في الأعمال وما تستتبع من رضا أوسخط للمولى العزيز، وما يترتب عليها من اثار في الاخرة، فتطمع النفس بثواب الاخرة، وتخاف من عقاب الأعمال القبيحة.
وبما أن كثيراً من الناس يميلون إلى الربح السريع ويفضل الربح القريب ولو كان قليلاً وتافهاً على الربح البعيد ولو كان كبيراً وعظيماً، وهذه حقيقة في الإنسان قد ذكرها الله تعالى في كتابه حيث يقول جلشأنه: "كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَالْاخِرَةَ"، "وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ بِالشَّرِّدُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً".
فبسب شقاء هذا الإنسان تراه يستعجل ما يتصوره ربحاً في الدنيا ويترك فوز الاخرة، وهنايتضح دور العقل في السيطرة على الأهواء النفسية السيئة، فلا بد من التنبيه الدائم للنفس على الدوام، لما وعد به الله تعالى أهل طاعته، وحذر منه أهل معصيته، لأن مجردعدم الالتفات إلى الجانب الأخروي من الأعمال والاستغراق في أمور الدنيا وتفاصيلها،يدخل الإنسان في نفق الغفلة المظلم ولا يستيقظ منه إلا بعد الموت في الكثير من الأحيان ولعل هذا هو المراد من قول الإمام علي أمير المؤمنين: "الناس نيام فإذا ماتواانتبهوا".
وأماكيفية التفكر في أمر الدنيا وزوالها فهو كما يروى أن الإمام الباقر د قال لصاحبه جابر في حديث طويل: " ... يا جابر: إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيهاولم يأمنوا قدومهم الاخرة، يا جابر الاخرة دار قرار، والدنيا دار فناء وزوال، ولكن أهل الدنيا أهل غفلة، وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكرالله ما سمعوا باذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة، ففازوا بثواب الاخرة كما فازوا بذلك العلم. واعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة،وأكثرهم لك معونة تذكر فيعينونك، وإن نسيت ذكروك، قوالون بأمر الله، قوامون على أمرالله قطعوا محبتهم بمحبة ربهم، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبته بقلوبهم، وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه، فأنزل الدنيا كمنزلنزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك واستيقظت، وليس معك منهشي‏ء".

إذاًفإصلاح النفس يبدأ من التذكر والخروج من نوم الغفلة عن الاخرة بالدرجة الأولى ولهذاالأسلوب في إصلاح النفس ميزتين:
أأنه يصلح ظاهر العمل وباطنه إذ أن المراد هو الله تعالى، والمحاسب والمجازي هو الله تعالى أيضاً.
بأنه جزاء دائم لأنّ‏َ ما عند الله خير وأبقى، والقران الكريم اعتبر هذا المسلك مسلكاً جيداً وندب إليه ومنه قوله تعالى: "إِنّ‏َ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنّ‏َ لَهُمُالْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداًعَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجْيلِ وَالْقُرْانِ وَمَنْ أَوْفَىبِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِوَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ".
وقدورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين: "إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلاتبيعوها إلا بها".

مرتبة الحب لله تعالى‏
إن علاج النفس تارة يكون بإيجاد المانع فيها من فعل الذنوب كأن يخوّف الإنسان نفسه بالنار وغضب الجبار، ففي هذه الحالة يكون الدافع إلى الذنب موجوداً في النفس إلاأنه هنالك مانع من الوقوع فيه وهو ما ذكرناه من الخوف وغيره من الموانع، وتارة يكون علاجها بإلغاء الدافع أساساً بحيث لا تطلب النفس الذنب إذ لا رغبة لها فيه،والطريقة الأولى هي من خصائص المسالك الأخرى لا مسلك الحب الإلهي أما الطريقةالثانية وهي قلع الدوافع من النفس فهي من مختصات مسلك الحب الإلهي ولهذا المسلك والطريق ركنان أساسيان:
الأول: ركن المعرفة والعلم بأن يصل الإنسان من خلال علمه إلى مرحلة يدرك فيها معنىالتوحيد بكل أبعاده ومن خلال هذه المعرفة بالتوحيد لا يبقى أي موضوع لهذه الرذائل،ولن يتوجه بعد ذلك إلى الناس، ولا يطمع بما في أيديهم، لأنه يعرف حق المعرفة أن الغني منهم لا يملك ولا يعطي ولا يمنع إلا بإذن الله تعالى فلا يرجوه ولا القوي منهم خارج عن قوة الله فلا يخاف منه، وغيرها من المعاني.
ولقد كان الإمام الخميني (قده) من المصاديق البارزة في هذا المضمار من الإيمان إذ لم يخف طواغيت العالم بل خاف مالك الملوك وجبار الجبابرة فأخاف الله تعالى منه طواغيت الأرض.
الثاني: ركن العمل إذ مجرد العلم لا يكفي في هذا المجال، فبعد أن يتعلم الإنسان التوحيد يجب أن يكون توحيده عملياً لا نظرياً فحسب، والطريق إلى التوحيد العملي حبالله تعالى، فإن الإنسان إذا أحب شيئا أطاعه وعبده، بل إن من اثار الحب الطاعةوالتسليم.
وخلاصة الأمر أن على الإنسان أن يجعل قلبه متعلقاً بالله تعالى وحده قال تعالى: "مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ"، إذ لا يجتمع حب الله تعالى وحب الدنيا في قلب واحد، وإذا حصلت المحبة في قلب الإنسان لله أخذ إيمانه في الاشتدادوالازدياد وانجذبت نفسه إلى التفكير في ناحية ربه، واستحضار أسمائه الحسنى، وصفاته الجميلة المنزهة عن النقص والشين ولا تزال تزيد نفسه انجذاباً، وتترقى مراتبه حتى صار يعبد الله كأنه يراه...
فيأخذ الحب في الاشتداد لأن الإنسان مفطور على حب الجميل، وقد قال تعالى: "وَالَّذِينَ امَنُواأَشَدُّ حُبّاً لِلَّه"، وصار يتبع الرسول في جميع حركاته وسكناته لأن حب الشي‏ء يوجب حب اثاره، والرسول من اثاره واياته كما أن العالم أيضاً اثاره واياته تعالى، ولا يزال يشتدُّ هذا الحب ثم يشتد حتى ينقطع إليه من كل شي‏ء، ولا يحب إلا ربه، ولا يخضع قلبه إلا لوجهه، فان هذا العبد لا يعثربشي‏ء، ولا يقف على شي‏ء وعنده شي‏ء من الجمال والحسن إلا وجد أن ما عنده أنموذج يحكي ما عند الله من كمال لا ينفد وجمال لا يتناهى وحسن لا يحد، فله الحسن والجمال والكمال والبهاء، فيستولى سلطان الحب على قلبه.

خلاصةالدرس
هناك ثلاث حالات للنفس وردت في القران الكريم وهي:
1 النفس اللوامة.
2 النفس الأمارةبالسوء.
3 النفس المطمئنة.
فصلت الروايات الشريفة ما أجمله القران الكريم من أحوال النفس الإنسانية فتحدثت بشكل مفصل عن حالاتها.
إن المسالك والطرق إلى الله كثيرةبعدد أنفاس الخلائق إلا أنها كلها تبدأ من خلال تهذيب النفس وإصلاحها ومن هذهالطرق:
1 إصلاح النفس بالغايات الأخرويةوهذا المسلك هو مسلك أغلب الناس فبعضهم يغلب على نفسه الخوف وكلما فكر فيما أوعدالله الظالمين والذين ارتكبوا المعاصي والذنوب من أنواع العذاب الذي أعد لهم زاد فينفسه خوفاً، وبعضهم يغلب على نفسه الرجاء وكلما فكر فيما وعده الله الذين امنواوعملوا الصالحات من النعمة والكرامة وحسن العاقبة زاد رجاءاً وبالغ في التقوىوالتزام الأعمال الصالحات طمعاً في المغفرةوالجنة.
2 إصلاح النفس بالحب الإلهي وهومرتكز على أمرين:
ركن العلم والمعرفة، وركن العمل.

للمطالعة
حسن الخلق‏
من مواعظ الإمام الخمينيه في كتاب " الأربعون حديثاً":
أيها العزيز؛ انهض من نومك، وتنبه من غفلتك، واشدد حيازيم الهمة، واغتنم الفرصة ما دام هناك مجال، وما دام في العمربقية، وما دامت قواك تحت تصرفك، وشبابك موجوداً، ولم تتغلب عليك بعد الأخلاق الفاسدة، ولم تتأصّل فيك الملكات الرذيلة، فابحث عن العلاج، أعثر على الدواء لإزالةتلك الأخلاق الفاسدة والقبيحة، وتلمّس سبيلاً لإطفاء نائرة الشهوة والغضب .... وأفضل علاج لدفع هذه المفاسد الأخلاقية، هو ما ذكره علماء الأخلاق وأهل السلوك، وهوأن تأخذ كلّ واحدة من الملكات القبيحة التي تراها في نفسك، وتنهض بعزم على مخالفةالنفس إلى أمد، وتعمل عكس ما ترجوه وتطلبه منك تلك الملكةالرذيلة.
وعلى أيّ حال؛ أطلب التوفيق من الله تعالى لإعانتك في هذا الجهاد، ولا شك في أن هذا الخلق القبيح، سيزول بعد فترةوجيزة، ويفرّ الشيطان وجنوده من هذا الخندق، وتحلّ محلهم الجنودالرحمانية.
فمثلاً من الأخلاق الذميمة التي تسبب هلاك الإنسان، وتوجب ضغطة القبر، وتعذّب الإنسان في كلا الدارين، سوء الخلق مع أهلالدار والجيران أو الزملاء في العمل أو أهل السوق والمحلة، وهو وليد الغضب والشهوة،فإذا كان الإنسان المجاهد يفكر في السمو والترفع، عليه عندما يعترضه أمر غير مرغوب فيه حيث تتوهج فيه نار الغضب لتحرق الباطن، وتدعوه إلى الفحش والسي‏ء من القول عليهأن يعمل بخلاف النفس، وأن يتذكر سوء عاقبة هذا الخلق القبيح، ويبدي بالمقابل مرونة،ويلعن الشيطان في الباطن ويستعيذ باللَّه منه.
إني أتعهد لك بأنك لو قمت بذلك السلوك، وكرّرته عدّة مرّات، فإن الخلق السي‏ء سيتغير كلياً، وسيحلّ الخلق الحسن في عالمك الباطن، ولكنك إذا عملت وفق هوى النفس، فمن الممكن أن يبيدك في هذا العال منفسه، وأعوذ باللَّه تعالى من الغضب الذي يهلك الإنسان في ان واحد في كلا الدارينفقد يؤدي ذلك الغضب لا سمح اللَّه إلى قتل النفس. ومن الممكن أن يتجرأ الإنسان فيحالة الغضب على النواميس الإِلهية. كما رأينا أن بعض الناس قد أصبحوا من جراء الغضب مرتدّين. وقد قال الحكماء "إن السفينة التي تتعرض لأمواج البحر العاتية وهي بدون قبطان، لهي أقرب إلى النجاة من الإنسان وهو في حالةالغضب".
أو إذا كنت لا سمح اللَّه من أهل الجدل والمراء في المناقشات العلمية كما عليه بعض طلاب العلوم الدينية نحن الطلبة،المبتلين بهذه السريرة القبيحة، فاعمل فترة بخلاف النفس، فإذا دخلت في نقاش مع أحدالأشخاص في مجلس ما، ورأيت أنه يقول الحق فاعترف بخطأك وصدّق قول المقابل، والمأمول أن تزول هذه الرذيلة في زمن قصير.

إقرأ
كتاب المواعظ والحكم‏
تأليف الشهيد المفكر الشيخ مرتضى مطهري
يتميز هذا الكتاب من بين الكتب الأخلاقية بأنه أشبه ما يكون بكشكول الأخلاق لأنه لم يرتب على أساس معين بل يبحث عن المواضيع الأخلاقية المتفرقة ولا يعالج مسألة لوحدها ويُعلم ذلك من خلال ملاحظةالعناوين المتفرقة الكثيرة في الفهرس ومن تلك العناوين:
معرفة الله أساس الدين، الدين سندالسعادة، العبيد والأحرار، الإيمان والعمل الصالح، ذل المعصية وعز الطاعة، خصائص الحق في نظر علي د، حق الناس بعضهم على بعض، وغيرها من الأبحاث التي ترتبط بالأخلاق الإنسانية عامة.
كتاب لطيف متنوع الفائدة كتب بأسلوب سهل الفهم غير معقد كما هو أسلوب الشهيد في معظم كتبه.

للحفظ
"إِنّ‏َ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنّ‏َ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداًعَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجْيلِ وَالْقُرْانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِوَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ".

آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 24-Feb-2010 الساعة 08:31 PM. سبب آخر: تلاصق الاحرف

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc