|
عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
ندوة فكرية \ ولادة نبي الرحمة
بتاريخ : 28-Feb-2010 الساعة : 04:31 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
ندوة فكرية للهيئات النسائية في ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية ـ مصور
ولادة الرسول الأكرم محمد(ص) وأسبوع الوحدة الإسلامية أقامت الوحدة المركزية للهيئات النسائية في حزب الله ندوة فكرية في قاعة السيد عبد الحسين شرف الدين التابعة لمجمع الإمام الصادق(ع) – طريق المطار تحت عنوان:" النبي محمد(ص) الأسوة الحسنة ".
وتحدثت في الندوة على التوالي:
1- أستاذة الفلسفة والحضارات في جامعة البلمند، المتخصصة في فلسفة الأديان والفلسفة الحديثة الدكتورة مارلين كنعان تحت عنوان: " محمد(ص) سيرة تقرأ بعيون مسيحية ".
2- رئيسة جامعة الجنان، المتخصصة في تاريخ الفلسفة الإسلامية الدكتورة منى يكن تحت عنوان: " الرسول محمد(ص) والوحدة الإسلامية ".
3- مديرة دائرة الإرشاد والتوجيه التربوي والديني في مدارس المصطفى(ص)، عضو المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي والباحثة الإسلامية في الشأن التربوي والأسري الأستاذة أميرة برغل تحت عنوان: " الأبعاد التربوية في شخصية الرسول محمد(ص) " .
مداخلة الدكتورة مارلين كنعان تحت عنوان: "محمدٌ سيرة تقرأ بعيون مسيحية"
يقول يوحنا البشير في إنجيله: " ان الروحَ يهبّ حيث يشاء و تسمع صوته إلا انك لست تعلم من اين يأتي و لا إلى أين يذهب هكذا كل مولودٍ من الروح".1
في بدايات القرن السابع للميلاد، سُمع في دنيا العرب صوتٌ ذكر اسم الله عالياً و أسلم وجهه له وسط مجتمعٍ صنميّ بغالبيته، غارقٍ حتى الذروة في الضلالات و العزّ الدنيوي و الأمجاد الفارغة.
هبّ فيه روح الهي، فقرأعلى الناس باسم ربّه آياتٍ بيّنات، احتمل بسببها ما احتمل، لكنها ادخلت العرب في فلك التوحيد الإبراهيمي.
صوتُ هذا البشير النذير الذي علّم الناس ما لم يكونوا يعلمون، ما زال يدوّي في أمةٍ تستذكر كل عامٍ مولده؛ مولدٌ يستوقف كل انسان للتأمل في سيرةٍ شريفةٍ أكان على دين هذا الرجل أم لم يكن.
سيرة محمد بن عبد الله هي أولاً سيرة نجاح: رجلٌ دافع عن ايمانه وعقيدته وجاهد في سبيلهما الجهاد الحسن شاهداً لانتصارهما على الشرك وعبادة الأوثان. لذا كان له شرف إطلاق دينٍ تجاوز حدود البيئة التي ظهر فيها نحو العالمية.
بإعلانه الإسلام تغلب محمد على الوثنية و محا من بلاد العرب أثرها سائراً بذلك على خطى أبينا إبراهيم. لكنه ظل على صلة إخاء مع اتباع الديانات الحنيفة الأخرى، خاصةً النصرانية، وإن تكررت بينه و بين اتباعها الجدالات حول مسائل إيمانية أساسية، مقدماً نموذجاً للتسامح الديني الصادق والبعد عن العصبية والعيش المشترك. ألم يقرأ:
" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى والصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم و لا هم يحزنون".2 و" لتجدنَّ أقربهم مودَّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهباناً و انهم لا يستكبرون"3.
هذه الشخصية التاريخية التي أثرت في مجريات التاريخ البشري، استطاعت ان تعطي العرب إذاً ديناً غير دينهم القديم رابطةً اياه بالتوحيد اليهودي و المسيحي في أمورٍ كثيرة، بدءاً من فكرة الإيمان بالإله الواحد و بتوالي الأنبياء وبيوم الحساب و القيامة وانتهاء ببعض العبادات المتشابهة.
غير ان سيرة هذا الرجل لا يمكن قراءتها تاريخياً عن طريق مجايليه، فهي تخالف المحيط العام و البيئة التي عاش فيها من حيث قوة تأمله و إرادته و جهاده و وثبته على خرافات أمته. فالرجل رسولٌ و خطيبٌ و مشرّعٌ و هادٍ للإنسانية، أوجد في مجتمعه قيّماً و مقاييس جديدة عاش هو بموجبها، خارجاً بذلك عن ماضي بيئته و ثقافته و تقاليده، واضعاً اتجاهاً جديداً للمستقبل، إتجاهاً أنار سبيل الكثيرين، فرفعهم الى درجات الحق الذي يبرّر وحده الوجود.
من هو محمد؟
لن استعيد في هذه المداخلة سيرة ابن اسحق، و قد كتبها للمهدي بأمر أبيه المنصور؛ و لن استعيد كذلك اختصار هذه السيرة بحسب ابن هشام، بل سأُقبل على حياة محمد من خلال مآثره و لعل أهمها على الإطلاق إدخاله أمة العرب في دائرة التوحيد، فضلاً عن تعاليمه التي عاش هو بموجبها و التي دعت إلى إمساك النفس عن المعاصي و المكاره و الإستغراق في الفانيات ، عاملةً على بنيان الإنسان على الاستقامة و العطاء.
إن حياة محمد عرفت في بداياتها الصدمات والخيبات، لكنها في نهايتها عرفت نجاحاً كبيراً. إذ تمكن من فتح مكة و توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية دينه الجديد. فالرجل لم يكن بدوياً بسيطاً، بل كان على أميّته و تواضعه، مدينيٌ بامتياز. و مع ذلك أسلم نفسه لله، فوقف وحده في وجه سيطرة معارضيه والتقاليد المتحجرة، آمراً الناس بطاعة الله الواحد الأحد طاعة مطلقة والتسليم له، رابطاً التوحيد بالنزعة الإنسانية.
غير أنه في سبيل غايته هذه تحمل الأذى، إذ حاول خصومه قتله عند الكعبة، فرُجم منزله و هُدّد هو و أهله، لكن هذا كله لم يزده إلا صبراً و إمعاناً في دعوته التي جاءت بلغة عربية واضحة و أسلوبٍ مفهومٍ من الجميع.
لكن هذه الدعوة العربية الى الإيمان بالله الواحد لم تعن فقط الاعتراف النظري بوجود إله واحد خالق الكون، أحدٍ صمدٍ، رحمنٍ رحيم، بل عنت أيضاً الإيمان بالعدل و العيش بموجبه، في بعدٍ عملي ترجم العقيدة التوحيدية. هذا البعد عاشه محمد بالكلية، صائراً الإسلام بصورة إنسان.
لقد نبه محمد تجار مكة مثلاً الى كفرهم و جشعهم و أكلهم أموال اليتامى و الأرامل و توعدهم بحساب شديد يوم يسألون عن كل ما فعلوا في هذه الدنيا. من هنا نفهم مطالبته بالعدالة الاجتماعية، و هو الذي أنذر الظالمين بالنار و بشّرالمنصفين بالجنة، فاتحاً على طريقته نافذة على الحب الإلهي الذي لا ينضب، غادياً بالنسبة لكثيرين مرجعاً و قدوة.
لم يكن محمد اذاًً طالب مالٍ أو جاه و لم يكن كذلك طالب حكم أو سلطان، بل طالب هدىً و صاحب رسالة بارة استمدها عن طريق علاقة شخصية بالله، علاقة دافع عنها بإرادة قوية حتى المنتهى.
هذه الرسالة التي تماهى فيها وغلبّها على كل شيئ آخر في حياته، لم تحارب الملكية الفردية و الغنى لكنها حاربت اعتقاد الناس انهم بأملاكهم و سلطانهم قادرون ان يفعلوا بالآخرين ما يشاؤون.
لذا نادى الرسول بأخّوة لا تعرف التفرقة العنصرية بين البشر. فالناس "سواسية كأسنان المشط" "خلقهم الله من ذكرٍ و أنثى و جعلهم شعوباً و قبائل ليتعارفوا و إن أكرمهم عند الله اتقاهم"4؛ و لا فضل لإنسانٍ على آخر إلا بالتقوى؛ "إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً"5؛ و الإنسان حرّ إذ " لا إكراه في الدين"6. و أما العلاقة الروحية بين الله و الإنسان فهي تتأسس على الحرية و المجانية و الخصوصية. الله يفيض ايمانه على قلوب الناس و ليس لنا ان نحكم على علاقة البشر بخالقهم، هو الذي "يهدي من يشاء". من هنا كانت دعوته الى الحوار و العدل و العفو و المغفرة " ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن"7.
هذه التعاليم لم يستمدها محمد من جماعة ما أو من سلطة سياسية، بل من خبرة روحية تاقت إلى حدّة الألوهة، فرسمت ان الحياة الحقّة لا تقوم إلا على التحول المستمر إلى الله في تواضع مع الآخر كائناً من كان.
لقد أدرك محمد أن الإنسان المنقطع عن الإلوهة لا يدرك شيئاً، ولعل الله وحده مصدر الإدراك و العلوم و المعارف. فكل ما علّم و حدّث به إنما تلاه باسم الله. هذا الإله الواحد ليس على الإنسان ان يبحث عنه في العالم أو في خارجه، بل عليه ان يعود الى ذاته و إلى نفسه حتى يلقاه، فهو "خليفة الله في الأرض".
و لعل الله يطل علينا أيضاً في الكلمة وفي الوجوه و في أحرف المصاحف و في سيّر الأخيار و منها سيرة محمد؛ الذي و من أجل ربه هاجر في الأرض و لامس بجبينه الأرض، فسجد تواضعاً و خشيةً كانت له مرقاة وإسراءً الى المطلق.
أسمحوا لي في سياق هذا الحديث عن الرسول الكريم أن استعيد ما حدثنا به طيموثاوس الجاثليق الذي حضر سنة 781 م الى بلاط الخليفة المهدي ليحاوره في مسائل الدين و العقيدة، فقال:
" و ملكنا الحكيم المملوء حكمة، قال لي:
" ماذا تقول عن محمد؟"
فجاوبته قائلاً:" إن محمداً يستحق المدح من جميع الناطقين، و ذلك لأجل سلوكه في طريق الأنبياء و محبي الله. لأن سائر الأنبياء قد علّموا عن وحدانية الله، و محمد علّم عن ذلك. فإذاً هو أيضاً سلك في طريق الأنبياء.
ثُم كان أن جميع الأنبياء أبعدوا الناس عن الشر و السيئات و جذبوهم إلى الصلاح و الفضيلة، هكذا محمد أبعد بني ملته عن الشر، و جذبهم إلى الصلاح و الفضائل، فإذاً، هو أيضاً قد سلك في طريق الأنبياء.
ُثم إن جميع الأنبياء منعوا بني البشر من سجدة الشياطين و عبادة الأوثان، و حرّضوهم على عبادة الله و السجود لجلالته. هكذا محمد منع بني ملته من عبادة الشياطين و السجدة للأوثان، و حرّضهم على معرفة الله و السجود له تعالى: الذي هو وحده إله، و ليس بإله آخر سواه. فقد اتضح إذاً أن محمداً قد سلك في طريق الأنبياء.
ثُم إن محمد قد علّم عن الله و كلمته و روحه فجميع الأنبياء تنبأوا عن ذلك، فمحمد إذاً قد سلك في طريق الأنبياء.
فمن لا يمدح و يكرّم و يبجّل ذلك الذي يحارب من أجل الله؟ ليس بالكلام فقط بل و بالسيف أيضاً أظهر الغيرة لأجل البارئ تعالى.
و كما فعل موسى النبي في بني إسرائيل الذين صنعوا عجلاً من ذهب، و سجدوا له فقتل بالسيف وأباد جميع الذين سجدوا للعجل، هكذا محمد أيضاً صنع، لما أظهر الغيرة من أجل البارئ و أحبه و كرّمه أكثر من نفسه و عشيرته و بني أمته.
و الذين كانوا يتبعونه في إكرام الله و مخافته كان يمجدهم و يكرّمهم و يمدحهم و يوعد لهم أيضاً الجنة و المجد و الإكرام، من لدن الله في هذا العالم، و في الآخر بالجنة.
و الذين كانوا يعبدون الأصنام و يسجدون لها، كان يحاربهم و ينذرهم بعذاب أليم في نار الجحيم التي بها يحترق المنافقون، وهم فيها خالدون.
و كما فعل إبراهيم، خليل الله، الذي ترك الأوثان و أبناء جنسه، و تبع الله و سجد له، فصار يعلم عن وحدانية الله للأمم.. هكذا صنع أيضاً محمد، لما ترك سجدة الأوثان، و الذين كانوا يسجدون لها من بني جنسه و غيرهم من الغرباء، فأكرم فقط ذلك الذين هو وحده إله الحق، و سجد له".8
إشراقيٌ هو إذاً محمد، متحسسٌ للحق و للبهاء الرباني، معلمٌ و مرجعُ ، ناطقٌ بنصٍ ما زال تدفق نوره ينير سبيل العديدين، و قد جسّد بكل قواه تعاليم و قيّماً نريد لها ان تكون أبداً قائمة على وجه الأرض حتى يعمّ السلام.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه كل حين: هل يعيش المسلمون اليوم كلهم ملء قامة الرسول؟ هل يتبتلون على غرار سيّدهم و نبيّهم إلى الله، تابعين رضوانه في التقوى والسماحةً و الإنفتاح حتى يبقى وهجه في التاريخ مضيئاً؟
ذلك ان سيرة محمد في النهاية ليست بعد ملكاً للمسلمين فحسب بل اصبحت كذلك ملكاً للإنسانية المتقربة من ربّها أياً يكن دينها.
الإنتقاد ..
|
توقيع ولاء علي |
أللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
قال النبي الأطهار كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام رواه المجلسي \ أحمد بن حنبل - في البحار 25\ 21
قال النبي الأطهار لعلي نور فاطمة من نورنا ---------------- أبد والله ما ننسى حسينا
|
|
|
|
|