إلى البدور النائمة في بحر الناعمة
شهداء الإغتراب
سر للحمى شامخاً يا موكب الشهدا واعزف لحون الهنا للعائدين غدا
ففي بلادنا أحشاء موزعة وأمهات بحلم الملتقى سعدا
وخفف الوطء خلف الحي والدة تذوب شوقاً وفي تحنانها أبدا
أخاف أن تجرح الأنسام مهجتها فأي خطب وعته صكها كمدا
أو كلما صافحتها الريح في سحر أو فاح في الروض عطرا والربيع شدا
تظل ترنو إلى رسم بجانبها رسم الحبيب الذي عن عينها بعدا
لكنما في شغاف القلب منزله وليس يفصل بين العاشقين مدى
تقطع القلب مما قد رأى بصري زوج تنوح وأم ضيعت ولدا
لهفي لزوج بعمر الورد حاسرة قد راح عنها شريك العمر وابتعدا
أرثي محمدا أم أبكي على حسن حُّمَّ الفؤاد بنار الحزن واتَّقدا
هي المقادير تجري في أعنتها وليس يدري امرؤ ما ينتظره غدا
أما جمالُ كوجه الصبح بسمته كطلة البدر من خلف الغيوم بدا
وما أقول لإبن الخال والده هل أشتكي الدهر حزناً أو ألوم ردى
لا بل أقول له صبرا إنه قدر جلَّ المدبر أعني واحدا أحدا
كن يا أبه كإبراهيم حين سخا لربه بابنه في طاعة وهدى
أجابني باكياً والقلب منكسر جل المصاب وليت في السلوِّ يدا
في لجة البحر غابوا وانطوى أمل ويلي عليهم كيف ضاع العمر سدى
خطب ألمّ ففي لبنان كارثة فكان كالسيل للآفاق رجع صدى
يا راحلين عزاء إن رحلتكم إلى الجنان مع الأبرار والشهدا
بقلم الشاعر السيد عبد الرضا نورالدين