اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مدح الإخلاص
الإخلاص منزل من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين. وهو الكبريت الأحمر، وتوفيق الوصول إليه من الله الاكبر، ولذا ورد في فضيلته ما ورد من الآيات والأخبار، قال الله تعالى:
" وما أمروا ألا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "
قال: " ألا لله الدين الخالص
وقال " إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله
وقال: " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً "
نزل فيمن يعمل لله يوجب أن يحمد عليه.
وفي الخبر القدسي: " الإخلاص سر من أسراري، استودعته قلب من أحببت من عبادي ".
وقال رسول الله (ص): " اخلص العمل يجزك منه القليل ".
وقال (ص): " ما من عبد يخلص العمل لله تعالى أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ".
وقال (ص): " ثلاث لا يغل عليهن ". وعد منها قلب رجل مسلم أخلص العمل لله عز وجل.
وقال أمير المؤمنين (ع): " لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول ".
وقال أمير المؤمنين (ع): " طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع اذناه، ولم يحزن صدره بما اعطى غيره! ". وقال الباقر (ع): ما اخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً ـ
أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله أربعين يوماً ـ إلا زهده الله تعالى في الدنيا وبصره داءها ودواءها، وأثبت الحكمة في قلبه وانطق بها لسانه ".
وقال الصادق (ع) في قول الله عز وجل.
" ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ":
" ليس يعني اكثركم عملا، ولكن اصوبكم عملا. وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة "... ثم قال: " الايفاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل من العمل، ألا وان النية هي العمل "... ثم تلا قوله عز وجل " قل كل يعمل على شاكلته ": يعني على نيته ".
وقال الصادق (ع): " الإخلاص: يجمع فواضل الاعمال وهو معنى مفتاحه القبول وتوفيقه الرضا، فمن تقبل الله منه ورضى عنه فهو المخلص وان قل عمله، ومن لا يتقبل الله منه فليس بمخلص وان كثر عمله، اعتباراً بآدم (ع) وابليس. وعلامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل المحاب مع اصابة علم كل حركة وسكون،
والمخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم والاعمال والعامل والمعمول بالعمل، لأنه إذا ادرك ذلك فقد أدرك ذلك الكل، وإذا فاته ذلك فاته الكل، وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول: هلك العاملون إلا العابدون، وهلك العابدون إلا العالمون وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا المخلصون، وهلك المخلصون، إلا المتقون وهلك المتقون إلا الموقنون، وأن الموقنين لعلى خطر عظيم! قال الله لنبيه (ص): واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وأدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته، ثم لا يجعل لعمله عند الله قدراً فيوجب به على ربه مكافاة بعمله، لعلمه أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، وادنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام، وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنة "
ومن تأمل في هذه الأخبار وفي غيرها مما لم يذكر، يعلم أن الإخلاص رأس الفضائل ورئيسها، وهو المناط في قبول الاعمال وصحتها، ولا عبرة بعمل لا اخلاص معه، ولا خلاص من الشيطان إلا بالإخلاص، لقوله:
" إلا عبادك منهم المخلصين "
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
ومعنى الإخلاص :
هو تجريد القصد عن الشوائب كلها .
والعمل الخالص هو الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل .
والطريق إلى الإخلاص هو قطع الطمع عن الدنيا والتوجه إلى الأخرة بالقلب والمشاعر ، ولا بد للإنسان المسلم من خالص النية في كل حركة وسكون .
فلو تصدق أحدهم بقصد الشهرة أو غيرها ولم يكن لله فعمله ليس فيه إخلاص لله .
ولوصلي كثيرا ليراه الناس فيعجبون به وليس لله فصلاته ليس بها إخلاص لله .
وهكذا ويوم القيامة يأتي أناس أعمالهم كالجبال من الأعمال الخيرية ولكن يأمر بهم الله إلى النار لأنهم لم يعملوا ذلك كله لله ولكن لغير الله فيقول لهم الخالق خذوا ثوابكم من الذي كنتم تعملون له .
والعالم إذا كان هدف نشره للعلم هو الاستلاء والسيطرة على الآخرين زكثرة أتباعه فعمله غير خالص لله عز وجل .
قال سيد الخلق محمد وسلم :
إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم .
طيب الله أنفاسك وجعلك من المخلصين لله في أعمالك
موفقه وسلمت أناملك