|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (32)
بتاريخ : 07-Apr-2010 الساعة : 04:44 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (32)
السبب (20)
السلوك المنحرف لمتدينين سنيين
أحد الأسباب القوية التي تجعل عدداً من أبناء السنة يتمردون على مذاهبهم هو السلوك المنحرف والتخبط اليومي لأبناء مذاهب السنيين المتدينين أنفسهم !
فالمتدين السني أصبح يرادف المتعصب والجاهل والخارجي والسفاح في بعض المناطق ، والسلفي يرادف العنف والإرهاب والتكفير ! ذلك أنّ منهجهم في التدين والحياة باطل ومنحرف ، ولا يمت إلى السلف الصالح بصلة ، ولا إلى النبي (ص) و المتشرعين المخلصين طوال العقود الماضية ، بل هم أبرياء منهم كل البراءة !
بل إن سلوكهم ليس له علاقة بالأديان والمذاهب أبداً ، ولا بإنسانية الإنسان ، فهؤلاء خوارج جدد لم يأخذوا الدين من السلف الصالح والعلماء الأبرار والأتقياء الأخيار ، وإنما من انحطاط الدولة العربية المعاصرة ، التي هي امتداد للدولة الأموية الفاجرة وطغاتها ، امتداد العصر الجاهلي المنحط !
ويكفي دليلاً أن أسوتهم أمثال أبي سفيان وهند ومعاوية .
إنّ المنهج التعليمي السيئ والمتخلف دينياً وحضارياً والشحن التعصبي الظالم والثقافة المريضة والتربية العليلة في الجزيرة العربية ، لا تفرز ولا تنتج أفضل من هذه النتائج البائسة و الكارثية ، والتقصير لا ينحصر في آل سعود حكام الجزيرة العربية بل في المنطقة العربية برمتها ، وخاصة بحكامها أو بالتسمية السلفية بولاة أمرها ، لقد خضع أتباع المذاهب السنيين للمذهب الوهابي العنيف وصيّروه ممثلا لهم وناطقاً باسمهم فأوردهم المهالك تلو المهالك و سيزيدهم من نقمه .
إن أصحاب المبادئ والقيم والأديان والمذاهب لا تقوم حججهم ومعاملاتهم على الأحقاد والضغائن ، ولا على السباب والشتائم ، ولا على تزوير الحقائق والتشهير والأكاذيب ، وكلها مباحة لدى أتباع المذهب الوهابي ، الناطق باسم المذاهب السنية ! وهم يعلمون أنها ستكون وبالاً نهاية الأمر عليهم .
وقد تكون حالة الانحراف في المتدينين السنيين نافذة لمعرفة المسلم بحقيقتهم ، وهذا خيري يوسف وهو صاحب الرؤيا وكرامة الشفاء من مدينة جنين في فلسطين وقد كان يعيش في الجزيرة العربية مع عائلته ، يذكر أنه كان في المسجد ذات يوم فإذا أحد المشائخ يرتقي المنبر في صلاة الجمعة فيلعن الشيعة و الروافض ، مما أثار استغرابه وسؤاله عن سبب هذا اللعن والكره للشيعة ، ثم بدأ رحلة البحث والتحول نحو مذهب أهل البيت (ع) [1].
إنّ بعض رجال الدين السنيين يخدمون التشيع بتصرفاتهم وأكاذيبهم على الشيعة فيدعون للتشيع من حيث لا يعلمون ! وقد اتجهت نسبة كبيرة من السنة للبحث وإعادة النظر في التمذهب ، بسبب عدم مصداقية رجال الدين السنيين ، حيث اكتشفوا أنهم يكذبون عليهم فيما يتعلق بالشيعة والتاريخ وشخصياته !
كما اكتشفوا أنهم يكذبون عليهم في توثيق كثير من الأحكام الشرعية الخاطئة ، لأنها نشأت من توثيق رجال ظالمين ، بسبب الخلل في بنية علم التعديل والتجريح عند السنيين .
إن المسلم السني يدرك أنه لا يمكن أن تكون شلالات الدم والجرائم التي ترتكب باسم الدين في أفغانستان والعراق والجزائر والمغرب والجزيرة العربية ، مبررة دينياً أبداً ، فالعنف والدمار الذي يقوم به هؤلاء المجرمون وعصاباتهم المتطرفة باسم الدين يؤشر إلى خلل في العقيدة والأحكام الفقهية للمذهب الذي يتبعه هؤلاء الأوباش ، ومن أبشعها فظاعة ما حدث في الجزائر بين الجماعات الإسلامية والحكم المركزي من مجازر كبيرة بين سنتي 1997 و1998 ، ومنها مجزرة بن طلحة وراح ضحيتها أكثر من 500 إنسان ذبحاً وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ ، وكان الناس في حفل زواج فهاجمتهم جماعات مسلحة بغتة ليلاً فقتلت أغلبهم ذبحاً واختطفت كثيراً من النساء !
وأعقبتها مجزرة الريس حيث قتل أكثر من 300 شخص ذبحاً ! وكذلك مجزرة بني مسوس .! فأي دين يأمر بهذا أو يرضى عنه ؟ بل أي إنسانية هذه ؟!
ومثل هذا يحدث في العراق ، ويذبح الإنسان لتشيعه أو لنصرانيته أو لكرديته ، أو لاختلاف فكره عمن يقوم بالدمار و الذبح والتفجير؟!
فالسلفيون هم شعب الله المختار ، فيحق لهم ذبح الآخرين دون اعتراض !!
إنّ هذه المجازر تشير إلى أزمة عقائدية وفكرية في هذه الجماعات السلفية والسنية ، وإنّ الأديان أينما كانت تدعو إلى الفضائل والقيم ، وإلى الحلم والعفو و عدم الانتقام وترك الظلم والرذائل ، وبهذا جاء الأنبياء (ع) .
ويقول بعض أبناء المذاهب السنية إنه يجب التفريق بين أتباع المذاهب السنية وأتباع السلفية ، لكن أبناء المذاهب السنية للأسف قد ارتضوا لأنفسهم الفكر السلفي ، وأعطوا حق تمثيلهم للوهابية ، فصاروا الناطقين باسمهم في كل شئ دون اعتراض !
فلماذا لا يعترض علماء السنيين أو جمهورهم على ما يقوم به الوهابيون ؟ ولماذا لا يجهرون بالقول إن المذهب الوهابي قمة في التخلف والإرهاب والقمع !
فهل تبرأ أحد بصورة علنية من أعمالهم ؟ وهل استنكر وأدان المذابح والتفجيرات التي تسفك دماء العراقيين ؟!
إنّ أعمال السلفيين والوهابيين أو المتطرفين يفوق ما قام به الخوارج !
ومقارنة سريعة بين رحمة أتباع مذهب أهل البيت (ع) وتقواهم في الدماء ، وبين الوهابية والسلفية ، نرى أن حزب الله انتصر في لبنان سنة 2000 و أخرج الإسرائيليين وعملاءهم من الجنوب وأسر العديد من الخونة العملاء فلم يقتل منهم أحداً ، بل سلمهم إلى الحكومة اللبنانية لتحاكمهم !
وقد ضرب الشيعة المنتصرون بذلك مثالا صارخاً ودرساً إنسانياً في مشهد تاريخي قل نظيره بأنّهم لم يعتدوا أو ينتقموا حتى من أعدائهم !
وأما السلفيون فإنهم حينما يستولون على منطقة في أفغانستان بعد القتل والقتال تسير معهم حمامات دماء الآلاف من المسلمين السنيين منهم ومن غيرهم .
وأما في العراق فالمجازر التي قاموا بها سوّدت وجه التاريخ البشري ، فلم يتورعوا عن أي حرمة إلا ارتكبوها ، ولا جرم إلا مارسوه ، ولا ذنب إلا فعلوه ، حتى أنهم وضعوا الطفل في طبق وشووه في الفرن و أرسلوه إلى أمه !
بينما يوصي سماحة السيد السيستاني الشيعة بأن يعتبروا السنة ليس أخوة لهم فقط بل أنفسهم ، وذلك رغم الإرهاب والقمع والقتل والتنكيل التي مارسها نظام الطاغية صدام بحق الشيعة ، وبعده الوهابيون بمرتزقتهم وفتاواهم بكفر الشيعة والتقرب إلى الله بذبحهم !
ويندهش كثير من المراقبين لهذا الموقف الشرعي الرافض للإنتقام ، حتى يقارنوه بمواقف أهل البيت (ع) و سيرة الأنبياء (ع) الذين لم يعيشوا للإنتقام والقتل ، وعاملوا الناس بالرحمة و العفو و الأخلاق ، والعلماء ورثة الأنبياء (ع) .
ومن السلوكيات الانحرافية القبيحة التي يتصف بها متدينون سنة : الكذب والتشويه و الإفتراء على أهل البيت (ع) وشيعتهم . فتسبب ردة فعل عند بعض الناس السنة ويتحققون منها ويكتشفون كذب مشايخهم ، فيهتدون إلى مذهب أهل البيت (ع) !
ومع بروز الشيعة كقوة عالمية وتوسع ظاهرة التشيع ، نتوقع أن تتزايد حملات التشويه والتزوير ضدهم ، وستعرض أسواق الكتب كتباً على نمط : وجاء دور المجوس والخطر الشيعي الرافضي ، وستزداد الفضائيات المعادية لأهل البيت (ع) .
ولكنها لن تخدع العقلاء ولن تربح النبلاء ، بل ستشارك في الإهتداء إلى مذهب أهل البيت (ع) عندما يقارن المشاهد بين هذه القنوات التجارية المستهلكة فارغة الروح والمحتوى وبين قنوات تحمل فكر وتراث النبي وأهل بيته (ع) .
فالمشكلة في الأصل مشكلة أخلاقية من أعداء للتشيع يصبون ضغائنهم وأحقادهم عبر تزوير الحقائق والتاريخ ، مرة بادعاء تحريف القرآن ، ومرة بمسألة الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين ، ومرة بالغمز في المستبصرين في علمهم أو في مالهم ، مع أنهم الصفوة من المثقفين المنزهين ، ومرة بادعاء أن تعدد المذاهب لازمه التناحر والتقاتل ! فالمطلوب لحل المشكلة رفع المستوى الأخلاقي .
إن هذا التشويه ليس جديداً ، ففي التاريخ رافق الصراع بين الحق والباطل ، ورافق بعثة النبي (ص) فكان بين الرسول (ص وأبي سفيان ، وبين علي (ع) ومعاوية ، وبين الحسين (ع) ويزيد .. وهكذا إلى يومنا هذا !
والصراع قائم الآن بين الإسلام المحمدي والإسلام الأمريكي ، وكل له حلفاؤه وأدواته ، ففيما يتبنى الإسلام المحمدي عناصر القوة المسلمة من دول وحركات وشعوب ويتحالف معها ، يتحالف الإسلام الأمريكي مع أعداء الأمة التقليديين من مستكبرين وصهاينة .
وكل له استراتيجيته ، فبينما ينفتح الإسلام المحمدي على الآخرين ينغلق الآخرون عليه ، وبينما يلتزم الشيعة الدفاع والنصيحة يقوم الآخرون بالتكفير والتفجير، وبينما تنهض وتتقدم الدولة الشيعية في جميع المجالات ، تتقهقر الدول المعادية لها ، وبينما ينتصر الشيعة على إسرائيل ، يتآمر الآخرون مع إسرائيل ضد الشيعة خاصة ، والمقاومين عامة .
إن ما يقوم به المشروع الوهابي التخبطي من أحقاد وضغائن وتفجيرات وفتن وتحريض المسلمين على بعضهم ، يشير إلى وجود منظمات صهيونية محركة لهم ! وهذا يثبت أن هذه الشرذمة التي تكفر كل المسلمين ليست مؤهلة أبداً للريادة وقيادة الأمة الإسلامية .
وإن المنطقة العربية والإسلامية مقبلة على أيام تغييرية في جانبها الديني والعقائدي ، وعلى شرائحها الاجتماعية أن تتأقلم مع هذه التغيرات العقائدية و الاجتماعية الجديدة ، بتوفير الحريات الدينية والمذهبية .
... يتبع ...
[1]- مقابلة مع خيري يوسف ، فيديو.
|
|
|
|
|