ثانياً/ لقد منعنا منذ قرابة العامين من إقامة الصلاة التي هي عمود الدين, وعندما أصررنا على إقامة الصلاة وأدائها قبضوا على وجهائنا وشبابنا وزجوا بهم في السجون , وطوقوا أماكن العبادة بالدوريات بحجة أنها غير مرخصة, علماً أن هذه المصليات قديمة وبعضها يعود إلى قرابة الخمسين عاماً, وأنهم لا يمنحوننا ترخيصاً لبناء المساجد.
ثالثاً/ إننا الآن وبعد إغلاق مصلياتنا الثلاثة في محافظة الخبر, صرنا نقيم الصلاة في المنازل كل يوم في بيت بخوف وحذر وكأننا نرتكب جرماً أو محرماً من المحرمات, وتقوم شرطة البحث الجنائي يومياً بمراقبتنا ومطاردتنا, وبين فترة وأخرى يسدون علينا مكاناً ويستدعون صاحب البيت ويجبرونه على التعهد بعدم فتح بيته لإقامة الصلاة , وقد أخبرناهم مرراً أن الصلاة فريضة لا يمكن أن نتوقف عن إقامتها, وأن البيوت إذا كانت غير مرخصة فليمنحونا مكاناً مرخصاً نصلي فيه.
رابعاً/ بالأمس الأول الاثنين 13 ربيع الثاني 1431, قامت إدارة البحث الجنائي التي لم تدخر جهداً طوال هذه المدة في التضييق علينا واستفزاز المواطنين بالقبض على كوكبة من أبرز وجهاء الخبر الشيعة والزج بهم في السجن العام بالخبر, وهم من البيوتات المحترمة والشريفة, وتم استدعاء مجموعة كبيرة أخرى لإمضاء تعهدات والتزامات لا تنتهي حول إقامة الصلاة والمآتم الحسينية .
إن هؤلاء أناس محترمون ولعلهم لم يروا مخافر الشرطة من قبل, ولهم مكانة اجتماعية, وسجنهم لإقامة الصلاة ومناسبات أهل البيت (ع) مع المجرمين إهانة لكافة المجتمع الشيعي.
إننا نعلنها صراحة عملاً بتكليفنا أننا ندين هذا العمل اللامسؤول, ونستنكر بشدة هذا التمييز الطائفي, ونطالب المسؤولين بالتدخل السريع وإطلاق سراحهم, وتوجيه إدارة البحث أن توفر جهدها للمجرمين ومروجي المخدرات والفواحش .
خامساً/ طوال المراجعة للمسؤولين كان المسؤولون يوجهوننا دائماً إلى الصلاة في المساجد مع بقية المسلمين, إلا إننا كنا نعلم أن المتطرفين لا يسمحون لنا, ولكن عندما ضاقت علينا الأرض برحبها بسبب التضييقات الأمنية , صلينا في المسجد المجاور تماماً لمصلانا المغلق, وبتصريح خطي من مدير البحث الجنائي نفسه, إلا أن القائم على المسجد جمع جماعة من المتشددين, ومنعنا من أداء الصلاة, مع أننا كنا نصلي بإمامة إمام المسجد, وقال: إنني بنيت المسجد لأهل السنة والجماعة, والدولة لم تساهم فيه بشيء, وأطفأ أنوار المسجد, فخشينا وقوع الفتنة وبادرنا إلى الخروج .
وبدلاً من أن يعاتب هذا الرجل صدر الأمر من الإمارة بناءً على توصية من إدارة الأوقاف بمنعنا من الصلاة جماعة في مساجد أهل السنة, بل تضمن القرار المنع حتى من الصلاة مع أهل السنة في جماعتهم إذا كنت تريد الالتزام بأحكام المذهب الشيعي, وعليه إذا أردنا الصلاة علينا أن نتفرق في المساجد وأن نصلي بدون العمل بأحكامنا الفقهية الخاصة .
سادساً/ إن الصلاة وعبودية الله عزوجل وحب أهل بيت النبي
وإحياء شعائرهم متجذرة في عمق وجودنا, ولن يستطيع أي مخلوق أن يمنعنا من ممارستها, ولن يزيدنا منعه إلا إصراراً عليها وتمسكاً بها, وإذا كان يعتقد بأننا كفار ولا صلاة لنا فهذا شأنه, ولكن أقولها وبملء الفم: سيبقى شيعة الخبر الطيبون محافظين دوماً على إقامة صلاة الجماعة وإحياء مناسبات أهل البيت
مهما حصل .
أسال الله تعالى أن يرفع الحيف عنا, وأن يوحد قلوب المسلمين, وأن يصون بلدنا من كل مكروه .