تضاربت الأنباء حول تراجع الواعظ السعودي المثير للجدل محمد العريفي عن نيته زيارة القدس الشريف بعد توالي ردود الفعل العنيفة محليا واقليميا على خطوته التي عدها البعض تطبيعا مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف موقع شبكة راصد الاخبارية ان العريفي غاب عن الانظار بعد اعلانه المفاجئ على الهواء مباشرة نيته التوجه للقدس لتصوير حلقة من برنامج تلفزيوني لقناة "اقرأ" التي نفى مديرها محمد سلام صحة الأنباء الواردة بشأن تصوير الحلقة في المدينة المحتلة.
ومع توالي ردود الفعل المنددة بالزيارة في الصحافة السعودية ظل الهاتف النقال للعريفي مغلقا في وجه المتصلين من وسائل الاعلام المختلفة.
ونسبت صحيفة المدينة للباحث في شؤون القدس سمير سعيد وصفه لزيارة العريفي المزمعة للقدس بأنها "تشرعن للاحتلال، وتقرّ باحتلاله وعمليات تهويد القدس".
فيما قال عميد كليّة الشَّريعة بجَامعة الإمام محمد بن سعود الشيخ سعود الفنيسان "لا يجوز زيارة الشيخ العريفي أو غيره للقدس أو المسجد الاقصى، لأنه يبرر الاحتلال، وسيدخل عن طريقه".
وفي مقالته في صحيفة الوطن السعودية قال الكاتب سليمان العقيلي بأن العريفي "يعشق الإثارة إلى حد الإعلان عن عزمه زيارة القدس الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر الزيارة "خطوة أكثر تهورا.. (بعد) التصريحات التي أطلقها العريفي نفسه تجاه أحد المراجع الدينية الشيعية قبل أشهر والتي حملت المملكة وزرها".
وهاجم رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط طارق الحميد العريفي بالقول "من الواضح أن الداعية يبحث عن شهرة وأضواء إعلامية لكن هذه ليست الطريقة المثلى لذلك بل هي دليل جهل سياسي..".
وقال الحميد "سبق الإعلانَ عن زيارة القدس هجومُه الشهير على السيد السيستاني، وبشكل غير لائق، ومرفوض، وفي توقيت ينم عن جهل سياسي كبير..".
وأضاف "المؤكد أن مريدي الداعية، والمنافحين عنه، باتوا اليوم في ورطة، فإن دافعوا عنه فقد أصبحوا دعاة تطبيع وإن التزموا الصمت.. لينسى الناس ما فعله العريفي يكونوا قد ارتكبوا خطيئة الصمت".
وقال الكاتب في صحيفة عكاظ خلف الحربي "هذه الزيارة في صالح إسرائيل.. فيسقط السلاح الأخير الذي لا زال باقيا في يد العرب وهو سلاح المقاطعة".
وقال الحربي بأن العريفي "يعشق المبادرات الفردية المصورة.. وهي مرتبطة بقضايا خارجية، فهو يثير قضية كبيرة في الخارج كي يتطوع الناس للدفاع عنه في الداخل".
وقال رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى الشيخ حامد البيتاوي لصحيفة الشرق الأوسط "أن هذه الزيارة تأتي في سياق تطبيع العلاقة مع الاحتلال.. في الوقت الذي تشتد فيه الهجمة الاحتلالية على القدس والمسجد الأقصى".
وفي اطار ترحيبها بالعريفي قالت الخارجية الإسرائيلية أن بوسع الداعية السعودي إن أراد دخول القدس "التقدم بطلب تأشيرة دخول إلى السفارة الإسرائيلية بعمّان" بحسب ماذكرته "سي.إن.إن".
من جهته قال المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات المقدم بدر المالك بأن العريفي "يضع نفسه تحت طائلة المسؤولية القانونية.. اذا تجاوزالأنظمة وسافر إلى إحدى الدول المحظورة".
موقع العالم