اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمه تعالى
الحمد للّه وحده والصلاة على سيد أنبيائه وعلى آله الطيبين واللعن على أعدائهم أجمعين.
لقد طلب جماعة من المؤمنين والمؤمنات النصيحة، وطلبهم هذا يرد عليه إشكالات منها:
1 ـ ان النصيحة تكون في الجزئيات، والموعظة أعمّ من الكليات والجزئيات. ولا تكون النصيحة ممّن لا يملك المعرفة لمثله.
2 ـ «من عمل بما علم ورثه اللّه علم ما لم يعلم» بحار الأنوار، ج 8 ;ص18
ـ من عمل بما عَلِم] كُفِيَ ما لم يعلم»
ـ «والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبلنا» سورة العنكبوت الآية (صل الله عليه و آله و سلم )
اعملوا بما تعلمون، واحتاطوا فيما لا تعلمون إلى أن يتضح أمره. فإن لم يتضح فاعلموا أنكم قد أهملتم بعض ما تعلمون. وطلب الموعظة من غير العامل محل اعتراض. ومن المقطوع به انكم قد سمعتم بعض المواعظ، وتعلمتموها ولم تعملوا بها، وإلاّ لكنتم على بصيرة ووضوح من الأمر.
3 ـ الجميع يعلمون أن عليهم أخذ الرسالة العملية، وقراءتها وفهمها، والعمل طبقها، وتشخيص الحلال والحرام بواسطتها. وكذلك الأمر بالنسبة للمدارك الشرعية إن كانوا من أهل الاستنباط . إذن لا يمكنهم القول: «اننا لانعلم ما الذي يجب علينا فعله أو تركه».
4 ـ انظروا إلى أعمال من لديكم اعتقاد حسن بهم، فما يأتون به عن اختيار فعليكم بإتيانه، وما يتركونه عن اختيار فعليكم بتركه. وهذا من أفضل السبل للوصول إلى المقاصد العالية «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم» أصول الكافي، ج2.
5 ـ من الأمور الواضحة ان قراءة القرآن في كل يوم، والأدعية المناسبة للأوقات والأمكنة، في التعقيبات وغيرها، وكثرة التردّد إلى المساجد والمشاهد المشرّفة، وزيارة العلماء والصلحاء ومجالستهم، ممّا يرضاه اللّه ورسوله«» . كما يجب مراقبة ازدياد البصيرة والأنس بالعبادة والتلاوة والآيات يوماً بيوم. وعلى العكس من ذلك، فإن كثرة مجالسة أهل الغفلة تزيد من قساوة القلب وظلمته، ومن النفور من العبادات والزيارات. ولذا نجد ان الأحوال الحسنة الحاصلة من العبادات والزيارات وأنحاء التلاوة، تتبدّل بسبب مجالسة ضعفاء الايمان إلى سوء الحال والنقصان. فمجالسة ضعفاء الايمان إذن في غير صورة الاضطرار، أو من دون قصد هدايتهم ـ تسبّب فقدان الملكات الحسنة للمرء، بل انه يكتسب أخلاقهم الفاسدة: «جالسوا من يذكّركم اللّه رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله» أصول الكافي، ج1 ص; 3
6 ـ من الواضحات أن ترك المعصية في الاعتقاد والعمل يغني عن غيره. فغيره يحتاجه، بينما هو لا يحتاج إلى غيره، بل هو مولد للحسنات ودافع للسيئات: «ما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون»
ويظن البعض أنهم قد اجتازوا مرحلة ترك المعصية، غافلين عن أن المعصية لا تختص بالكبائر المعروفة، بل الإصرار على الصغائر أيضاً كبيرة. والنظرة الحادّة مثلاً إلى المطيع لإخافته إيذاء محرم، كما ان الابتسام للعاصي لتشجيعه إعانة على المعصية. ومحاسن الأخلاق الشرعية ومفاسدها قد تمّ بيانهما في الكتب والرسائل العملية. وان الابتعاد عن العلماء والصلحاء يمنح سارقي الدين للفرصة، لتضييع الايمان وأهله بأهون السبل وأرخصها، وأبعدها عن الخير والبركة. وكلّ هذا مجرّب ومشاهد. نسأل اللّه تعالى أن يجعل هديتنا في العيد (عيديتنا) في أعياد الإسلام الشريفة، التوفيق للعزم الراسخ الثابت الدائم على ترك المعصية، فإنّه مفتاح سعادة الدنيا والآخرة، إلى أن يصبح ترك المعصية ملكة. والمعصية بالنسبة لصاحب الملكة بمنزلة شرب السمّ للعطشان، أو أكل الميتة للجائع. وبالطبع، فلو كان هذا الطريق صعباً إلى آخره، ولا ينتهي بالسهولة والرغبة، لما وقع مورداً للتكليف والترغيب والحثّ من قبل الخالق القادر الرحيم.
وما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب والحمد للّه أوّلاً وآخراً والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
بسمه تعالى
(قلت : ألف. قال ثم مه. قلت : لا شيء، فلو كان في البيت من أحد ثمّة لكفاه حرف واحد) قلت مراراً وأكرّر الآن: إن من يعلم:« بأن كل من يذكر اللّه تعالى فاللّه جليسه، لا يحتاج إلى أية موعظة. إذ أنه يعلم ما الذي يجب عليه فعله أو تركه، ويعلم ان عليه أن يأتي بما يعلمه ويحتاط فيما لا يعلمه». والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته............... ..... مع تحياتى ونسئلكم الدعاء