اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين
العجب
يقول الشيخ النراقي في كتابه جامع السعادات ج1
وهو استعظام نفسه لأجل ما يرى لها من صفة كمال، سواء كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا. وسواء كانت صفة كمال في نفس الأمر أم لا، وقيل " هو اعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم " وهو قريب مما ذكر، ولا يعتبر في مفهومه رؤية نفسه فوق الغير في هذا الكمال وهذه النعمة، وبذلك يمتاز عن الكبر، إذ الكبر هو أن يرى لنفسه مزّية على غيره في صفة كمال، وبعبارة أخرى هو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه، فالكبر يستدعى متكبراً عليه ومتكبراً به.
وقال أبو الحسن : " العجب درجات: ومنها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً، فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعاً. ومنها ان يؤمن العبد بربه، فيمن على الله ـ عز وجل ـ ولله عليه فيه المن ".
العجب من المهلكات العظيمة وأرذل الملكات الذميمة، قال رسول الله : " ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه ". وقال : " إذ رايت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فعليك نفسك ". وقال : " لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ماهو اكبر من ذلك: العجب العجب ". وقال : " بينما موسى جالس إذا اقبل عليه ابليس وعليه برنس ذو ألوان، فلما دنى منه خلع البرنس، وقام إلى موسى فسلم عليه، فقال: من أنت؟ فقال انا ابليس، قال أنت: فلا قرب الله دارك، قال: إنى انما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله، فقال له موسى : فما هذا البرنس قال: به اختطف قلوب بني آدم فقال موسى: فاخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه، قال: إذا اعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه ". وقال : " قال الله ـ عز وجل ـ يا داود! بشر المذنبين وانذر الصديقين، قال: كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين؟ قال: بشر المذنبين انى اقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين ألا يعجبوا باعمالهم، فانه ليس عبد انصبه للحساب إلا هلك ".
وقال الباقر : " دخل رجلان المسجد، احدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صديق والعابد فاسق، وذلك انه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها، فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه، ويستغفر الله مما صنع من الذنوب ". وقال الصادق : " إن الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً بذنب أبداًً ". وقال : " من دخله العجب هلك "
اما العلاج الاجمالي ـ فهو ان يعرف ربه، وانه لا تليق العظمة والعزة إلا به، وان يعرف نفسه حق المعرفة، ليعلم انه بذاته أذل من كل ذليل وأقل من كل قليل، ولاتليق به إلا الذلة والمهانة والمسكنة، فما له والعجب واستعظام نفسه، فانه لاريب في كونه ممكناً، وكل ممكن في ذاته صرف العدم ومحض اللاشيء، كما ثبت في الحكمة المتعالية، ووجوده وتحققه وكماله وآثاره جميعاً من الواجب الحق، فالعظمة والكبرياء انما تليق بمفيض وجوده وكمالاته، لا لذاته التي هي صرف العدم ومحض الليس، فان شاء ان يستعظم شيئاً ويفتخر به فليستعظم ربه وبه افتخر، ويستحقر نفسه غاية الاستحقار وحتى يراها صرف العدم ومحض اللاشيء. وهذا المعنى يشترك فيه كل ممكن كائناً من كان.
وما المهانة والذلة التي تخص هذا المعجب وبنى نوعه، فكون أوله نطفة قذرة وآخره جيفة عفنة، وكونه ما بين ذلك حمال نجاسات منتنة، وقد مرّ على ممر البول ثلاث مرات. وتكفيه آية واحدة من كتاب الله تعالى لو كان له بصيرة، وهي قوله:
" قتل الإنسان ما أكفره. من أيّ شيء خلقه. من نطفة خلقه فقدّره. ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره. ثمّ إذا شاء أنشره
ضد العجب انكسار النفس واستحقارها وكونها في نظره ذليلة مهينة. وكما ان العجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار استصغار الغير معه، فكذا ضده مجرد استحقار النفس من دون اشتراط اعظام الغير معه، إذ الأول مع اعتبار الثاني تكبر، والثالث مع اشتراط الرابع تواضع، وهما ضدان.
ثم لا ريب في فوائد انكسار النفس واستصغارها، وكل من بلغ مرتبة عظيمة فانما بلغ بهذه الصفة، لأن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم، وقال رسول الله : " ما من أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانها، فان هو رفع نفسه جبذاها ثم فلا: اللهم ضعه، وان وضع نفسه قالا: اللهم ارفعه . وروي: " انه اوحى الله تعالى إلى موسى : ان يا موسى! أتدري لم اصطفيك بكلامي دون خلقي؟ قال: يا رب! ولم ذلك؟ فاوحى الله تبارك وتعالى إليه: اني قلبت عبادي ظهراً لبطن، فلم أجد فيهم أحداً أذل نفساً لي منك، يا موسى! إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب ". وروي: " انه لما أوحى الله تعالى إلى الجبال. أني واضع سفينة نوح عندي على جبل منكن، فتطاولت وشمخت، وتواضع الجودي، وهو جبل عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل، فقال نوح عند ذلك: (يا مارى اتقن) وهو بالسريانية: رب اصلح
لاتنسونا بالدعاء
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
العجب هو :
إعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم وهو كبر وزهو .
وهو يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها وتصغيرها فلا يجتهد في إصلاحها بل يظن أنه يغفر له .
من أسباب العجب :
1- الجهل : عن الإمام الصادق : لاجهل أضر من العجب .
2- رضى الإنسان عن نفسه . قال الإمام علي : رضاك عن نفسك من فساد عقلك .
وقال : شر الأمور الرضا عن النفس .
من نتائج العجب :
1- وحدة ووحشة .
عن الإمام علي : لا وحدة أوحش من العجب .
2- الوقوع في الأخطاء .
قال : العجب يوجب العثار .
3- يظهر النقيصة .
أيضا : العجب يظهر النقيصة .
4- يدمر ما يحسنه الإنسان .
قال الإمام علي ما أضر المحاسن كالعجب .
5- يؤدي إلى البغضاء .
عنه : ثمرة العجب البغضاء .
6- يؤدي إلى الهلاك .
عن الإمام الصادق : من دخله العجب هلك .
7- فساد العقل .
عن الإمام علي : العجب يفسد العقل .
8- يؤدي إلى الحمق .
عن الإمام علي : العجب عنوان الحماقة .
9- عن الإمام علي : العجب يمنع من الإزدياد .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قال النبي صل الله عليه واله { أئتمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم جهلا مطاعا وهوى متبع وأعجاب كل رأي برئيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك امر العوام }