اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إن الله سبحانه أكبر من كل شيء أو أكبر من أن يوصف أو من أن يدرك بالحواس، أو يقاس بالناس، فإذا نطق به لسانك فينبغي أن لا يكذبه قلبك، فإن كان في قلبك شيء هو أكبر من الله تعالى يشهد أنك لكذاب، وإن كان الكلام صدقاً كما شهد على المنافقين في قولهم إنه (ص) رسول الله. فإن كان هواك أغلب عليك من أمر الله وأنت أطوع له منك لله، فقد اتخذته إلهك وكبرته، فيوشك أن يكون قولك: الله أكبر، كلاًما باللسان المجرد وقد تخلف القلب عن مساعدته، وما أعظم الخطر في ذلك لولا التوبة والاستغفار وحسن الظن بكرم الله وعفوه. قال الصادق (ع): ( إذا كبرت فاستصغر ما بين السموات العلى والثرى دون كبريائه).
قال الصادق (عليه السلام) : قال الله تبارك وتعالى:{إنّما أقبل الصلاة لمَن تواضع لعظمتي ، ويكفُّ نفسه عن الشهوات من أجلي ، ويقطع نهاره بذكري ، ولا يتعاظم على خلقي ، ويُطعم الجائع ، ويكسو العاري ، ويرحم المصاب ، ويؤوي الغريب ، فذلك يشرق نوره مثل الشمس .
أجعل له في الظلمات نوراً وفي الجهالة علماً ، أكلأه بعزتي ، وأستحفظه بملائكتي ، يدعوني فأُلبّيه ، ويسألني فأعطيه ، فمثل ذلك عندي كمثل جنّات الفردوس ، لا تيبس ثمارها ، ولا تتغير عن حالها}
>>>>>من كتاب اسرار الصلاة للشهيد الثاني قدس سره