غمرنا حبهم وإحتضننا حنانهم ..
بذلوا لنا وقتا وجهدا وأرواحا لو لزم الأمر ..
محال أن نرى صدورا أحن علينا من صدورهم ..
محال أن نجد قلوبا تحتوينا كما إحتوتنا قلوبهم ..
محال أن نجد من يفضلنا ويقدمنا كما فعلوا ..
ويفعلوا يوما بعد يوم .....
كم سهروا من ليال لننال نصيبنا من طيب المنام ..
وكم شعروا بالظمأ لنروى ونروى ونروى ..
مرضنا فأغرقت الدموع ثيابهم حزنا علينا ..
أحاطنا الخطر فهجر النوم عيونهم ليال وأيام ..
أخطأنا فجاهدوا ليرسموا لنا إشارات تهدي إلى الصواب ..
ومهما تكلمت ومهما وصفت ،،
ستعجز يداي عن حصر كرمهم وإحسانهم ،،
وسيعجز لساني عن رصف كلمات لتصفهم ،،
عاشوا حياة أشبه بالمعركة الطاحنة
محفوفة بالمخاطر وثقيل المسؤليات
فقط ليبنوا كيان شامخ لنا
طالت مسيرتهم ولكن هاهي تشارف أو شارفت
على الإنتهاء
أدوا واجبهم وبذلوا كل جهدهم في ذلك المشوار
مشوار أرهقهم وإستنزف كل طاقاتهم
مشوار إستهلك قواهم ونحت آثاره على وجوههم ....
هاهي أمك .. وهاهو أبوك .. وجدك ...
أتراهم ؟؟
أتشعر بهم ؟؟
طعنت أجسادهم سكاكين الحياة ومازالت تطعن
رقت عظامهم وأرهقت أجسادهم فما عادوا
يستطيعون كثيرا ...
![](http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/bfe6cf0b97.gif)
إبيض شعر رأسهم وحددت التجاعيد منطقتها
على وجوههم ..
هجرهم أصدقائهم فمنهم من مات
ومنهم من لزم سرير المرض
قتلتهم سهام الوحدة وما أقساها من سهام ..
لم يعد مدير العمل يسأل عن غيابهم
فهاهي ورقه التقاعد جاءت ككابوس قد تحقق
وزاد الملل وزادت الوحدة وغربة المشاعر
منهم من طال مكوثة على سرير أبيض يقبض على
القلب حتى يكاد يخنقه
لبعضهم في كل مشفى ملف وحساب ..
ولبعضهم مع كل طبيب قصة وحكاية ..
أسقمت أجسادهم وحياتهم كثير علاجات وأدوية ..
ففي كل يوم علاج وفي كل دقيقة حقنة ..
وتستمر الخناجر في رحلتها ومع كل تلك السكاكين القاتلة ..
نقبل نحن بسكاكيننا فنزيد همهم والآلآمهم وجروحهم ..
أقبلنا بهجر فنسيناهم كما تنسى قطعة الخردة في
صندوق قديم ....
أقبلنا بجفاء فما أذقناهم طعم حنان الأبناء وحبهم
أقبلنا بغلظة وشدة فما أسمعناهم رقيق الكلام ولطيف العبارات
فقدنا الصبر وخاصة عند التعامل معهم
إرتفعت أصواتنا حتى كادت تخترق طبول آذانهم
لم نفهمهم ونقدر الحالة التي يمرون بها
قد تكثر طلباتهم وشكواهم
قد يحتاجون ظروف خاصة ليكونوا مطمئنين
قد يعترضون ويلومون على كل شاردة وواردة
وماذا بعد ؟؟؟
يكفيهم ماهم فيه فياليتنا نفهمهم ونتحلى بالصبر عليهم
لم يعودوا كما كانوا فهذه صفات كبار السن
فيامن أنعم الله عليه بإطالة عمر والديه
أو جديه أو أي أحد ..
يامن إستنار بيتك ببركة شيخ أو كبير في السن
إغتنمها فرصة وإجعله مشروع العمر ...
إرسم البسمة وأدخل الفرحة على قلوب هؤلاء
هي أيام وسيرحلون أو ربما نرحل ...
ولن تبقى سوى ذكرى وآهات الندم
(مما لامس احاسيسي 00 ورسم بـداخلي الالم 00 )