|
عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
إضاءات من نور المراجع والعلماء
أهمية المراقبة في شهر رجب
بتاريخ : 21-Jun-2010 الساعة : 09:17 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هو العليم
أهميّة المراقبة في شهر رجب
و بعض التوصيات
مقطع من المحاضرة السابعة و العشرين من سلسلة محاضرات شرح حديث عنوان البصري
سماحة آية الله الحاج السيد محمد محسن الحسيني الطهراني
,,,,,،،،،،,,,,,,،،،،،,,,,,,,،،،،
أعوذُ بالله منَ الشيطانِ الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين
ولعنةُ الله على أَعدائِهم أجمَعين
أهميّة الصمت و أثره في نفس الإنسان
شهر رجب هو الشهر الذي مهما زاد فيه الأصدقاء من المراقبة لم يفعلوا إلا القليل. التفتوا! أنا أعبّر بهذه العبارة: مهما زدتم في المراقبة، فهو أيضاً قليل.
إنّ التكلّم في هذا الشهر ليس من المناسب حتّى في المسائل الصحيحة. إنّ التكلم يقلل من رصيد الإنسان. فعندما تكون لديكم حالٌ مّا، وعندما تحسّون في أنفسكم حالة من التوازن، ثمّ تتكلّمون بهذا المقدار، و تتحدثون، فإنّني لا أعلم كم هو تأثير هذا الحديث !! – ولكن بالطبع إن شاء الله فيما بعد وفي نفس هذه الفقرات من حديث عنوان البصري سيأتي الحديث حول كثرة الكلام، و هناك سوف أبيّن الأمر – أمّا الآن وبنحوٍ من الإجمال؛ فإنّ أحد أهم المسائل هي أن الأعاظم كانوا ينبّهون الأفراد على قلّة الكلام، فقلّة الكلام توجب بقاء الحالات التي تظهر للإنسان في نفسه، فلا تخرج خارجها.
إن البحث هنا لا يتعلّق بأحاديث اللغو و اللعب و هذه الأمور التي لا طائل منها، فهذه الأمور لا تؤدّي فقط إلى اضمحلال الحالات و زوالها، بل هي تسلب الإنسان ما كان قد حصّله أيضاً. لا أبداً. فكلامنا أصلاً هو في الكلام الصحيح، البحث هو عن الكلام الصحيح. فعلى الإنسان أن لا يتكلّم حتّى الكلام الصحيح، وإنّما يتحدث قليلاً.
إنّ السكوت عجيبٌ جدّاً. السكوت يوجد عند الإنسان حالة من التوازن، إنّ هكذا حالة من التوازن و هكذا حالة من المتانة، وهكذا حالة من الامتلاء و الاكتفاء ممّا هو يتلازم مع هذه القضية، و هي أن تتنزّل الإفاضات الإلهية على قلب الإنسان، ولكن مع التكلّم فإنّ هذه الأمور لا تتنزّل.
إنّ الأفراد الذين يكثرون من الكلام، قلبهم مشوّش، فيه اضطراب. رأيتم البعض. على سبيل المثال بعض الأشخاص نحن رأيناهم، كالمرحوم العلامة الطباطبائي أو مثلاً الأعاظم الذين رأيناهم، أو مثلاً المرحوم السيّد الحداد؛ كانوا إذا جلسوا في المجلس لا يجيبون ولا يتكلّمون إلاّ إذا سألناهم. أو كالعلاّمة الطباطبائي؛ كُنّا نجلس في حضرته ساعة، و هو ينظر إلى الإنسان هكذا.
ولكن البعض يقول: أيها السيّد! ما معنى ذلك؟ يجلس الإنسان بهذا الشكل و ينظر، يبقى ساكت، فليتكلّم كلمة أو يتحدّث في أمر مّا: يا سيّدي الهواء حارٌ اليوم، الشارع مزدحم، أسعار البضائع أصبحت مرتفعة، فنتكلّم في أمر مّا مهما يكن، فما معنى أن لا نتكلّم؟
هؤلاء لديهم اضطراب، يوجد في أنفسهم اضطراب، هذا الاضطراب لا يضمحل ليعيشوا في حال من السكينة. والارتباط بهؤلاء الأفراد مضرٌّ للإنسان. يجب على الإنسان أن يرتبط بالأشخاص الذين تكون هذه الحالة فيهم أقلّ، وبمن تكون حالة السكينة و السكون و الهدوء عندهم أكثر. و هناك الكثير من الروايات التي تتحدّث في هذا المجال، بأنّ : الملائكة موجودون حيث السكينة، الشياطين موجودون حيث الاضطراب، و هذه النقاط سوف ستأتي فيما بعد.
أهميّة تشديد المراقبة في شهر رجب
في شهر رجب؛ يجب علينا أن نزيد من مراقبتنا، و أن نعلم بأنّنا إذا لم نقم بذلك؛ فإنّ هذا الشهر سوف ينقضي، و أنّ تلك النتائج التي كانت ستترتب علينا، لن تترتب. الآن إذا كان هنا شخص لا يريد أن يستفيد من فضائل شهر رجب، فلا داعي لأن نربط أنفسنا به. فإذا أراد شخصٌ معيّن أن يتحرك طبقاً لنفس طريقة سائر الأفراد العاديّن، وقد لا يكون لديه الميل للاستفادة من مواهب هذا الشهر، عندها نحن لا نستطيع أن نضحّي بأنفسنا... لا، على الإنسان أن يفهم بأنّ منزلة كل إنسان تختصّ به، وهذه المنزلة لا تأتي بعد ذلك، والآخرين لا يجيبون عن تفريطنا نحن.
فلهذا، ((المؤمن كيِّس))، و الشخص الذكي و الفطن هو الذي يجني من أفضل الفرص أفضل النتائج، وهذا الشخص يُسمّى كيِّس و فطن و ذكي. إذا كان المفترض أن يكون الإنسان ذكيّاً فليكن ذكيّاً في أمر آخرته.
وبعبارة أخرى: في يومٍ من الأيام ذهب بهلول إلى هارون، فقال له هارون: حدثني قليلاً عن الزهد، اجعل قلبي يتألّم قليلاً.
فأجابه: أنت من يجب أن تحدّثني عن ذلك.
فقال: ولمَ؟
أجابه: لأنّك أزهد منّي.
فقال: وكيف يكون ذلك؟
فأجابه: أنا زاهد في الدنيا، أمّا أنت فزاهد في الآخرة ، إذاً مقامك أعلى. وأين الآخرة من الدنيا، أنت زاهدٌ جدّاً؛ أنت تركت الآخرة، أمّا أنا فتركت الدنيا، إذاً أنت أزهد.
الآن، الإنسان الذكي و الفَطِن عليه أن يخاطب ذلك الآدمي الذي هو نفسه: يا سيّدي لا تضِع وقت الآخرين! (هكذا يكون الرجل الذكي). مضيّع لوقت الآخرين! كيف يكون ذلك؟ هل أنا أيضاً كذلك؟ (آتي معه قدماً بقدم). لا، يا سيدي العزيز! الآخرين لديهم حساب و محاسبة تختصّ بهم، ونحن لنا حسابنا و محاسبتنا، و كل إنسان له حسابه ومحاسبته الخاصّة .... . نريد أن نضيّع أوقات الآخرين إذاً نحن نخسر من رصيدنا؛ نفرّط في رصيدنا. إذاً يجب أن نفتّش عن الأعمال التي إذا عملناها عندها سنستطيع أن نستفيد أكثر و أكثر.
التأكيد على الصيام في شهر رجب
لذا التأكيد على المراقبة في شهر رجب، و الصيام في شهر رجب مؤكّد عليه في مضمون بعض الروايات إلى حدٍّ قد يكون في نظر البعض فيه نوع من المبالغة، ما ورد في صيام شهر رجب أمر عجيب جدّاً؛ الإمام الصادق يقول: - روايته أيضاً موجودة في المفاتيح- يقول لسالم: (( هل صمت في الشهر شيئاً؟ قلت لا و الله يا بن رسول الله ، فقال: فقد فاتك من الثواب ما لم يعل مبلغه إلا الله (عز وجل) )) ما ذا يعني ذلك؟ ما هو الثواب؟ فوت الثواب يعني: إنّ ما فاتك هو مقدار كبير من المواهب الإلهية في الارتباط بينك و بين الله، وأنّه قد فاتك الكثير من البركات التي لا يعلمها إلى الله، فيما يتعلّق بقربك منه.
لذا وقدر الإمكان ما دام الإنسان لم يُصب بالضعف، فإنّ دأب و رأي الأعاظم كان كالتالي: يجب أن يصوم الإنسان من شهر رجب قدر الإمكان، وإذا ما كان الإنسان غير قادر على الصيام و كان لديه عذراً في ذلك، عليه أن يقرأ هذا الذكر مئة مرّة، و هو موجود في المفاتيح حيث الإمام يقول أنّ عليه أن يقوله: ((سُبحانَ الإلهِ الجَليلِ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغي التَسبيحُ إلاّ لَه، سُبحانَ اْلأعزِّ اْلأكرَم، سُبحانَ مَن لَبِسَ الْعِزَّ و هُوَ لَهُ أهلٌ))، عليه أن يقول هذا الذكر مئة مرّة، عندها سيُعطى ثواب الصيام.
بعض الأذكار و الأدعية الواردة في شهر رجب
أحد المسائل التي تمّ التأكيد عليها بشدّة في هذا الشهر، وكذلك في شهر شعبان و شهر رمضان، هو الذِكر الدائم الذي يُديم ذكره الإنسان. الذِكر الدائم هو ذلك الذكر الذي لا عدد له و الإنسان يمكنه أن يذكره بدون عدد معيّن. هذا الذكر، يسمّى الذكر الدائم، فهو لا يدخل ضمن الأذكار العددية، ولا إشكال للشخص أن يقوله. مثل ذكر ((لا إله إلاّ الله)). فهكذا يداوم الإنسان على ذكره. يمشي في الطريق يقول: ((لا إله إلا الله)). وهو جالس ... ، بهدوء بدون أن يفهم أحد أنّه يذكر الله، أو مثلاً بدون أن يحرّك فكّيه. يقول: (( لا إله إلا الله )). هذا مناسب جدّاً. أحد تلك الأذكار، هو ذكر اليونسيّة وهو: (( لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين))، وهو موصّى به وبدون عدد. وإذا استطاع الإنسان أن يذكره بين الطلوعين مئة مرّة، أو إذا استطاع أحد أن يذكره مئتي مرّة. إنّ ذكر اليونسيّة هذا مهمُّ جدّاً.
إذن ليس هناك عدد معيّن، خمسين مرّة، سبعين مرّة، مئة مرّة، مئة و خمسين مرّة، كل شخص على حسب المقدار الذي لا يُتعِبه. وقد تمّ التأكيد عليه من الأعاظم كثيراً، ونفس هذا الحقير سمع من المرحوم السيّد الحداد – رضوان الله عليه- بأنّه كان يقول: الكنوز في ذكر اليونسيّة مخفيّة، وإذا داوم الشخص عليها، فإنّ الله يوصل له نعماتٍ كبيرة جدّاً. هذا من الموارد التي تمّ التوصية بشأنها أيضاً في أشهر رجب و شعبان ورمضان.
ومن الأمور الموجودة و التي تمّ التأكيد عليها، قراءة أدعية شهر رجب، بالخصوص ذلك الدعاء المعروف الوارد من ناحية إمام الزمان ، (( أللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدعوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِكَ)) هذا الدعاء دعاءٌ عجيب جدّاً، نعم دعاءٌ عجيب جدّاً، وفي ليلة من الليالي شرح المرحوم العلاّمة – أنا أذكر ذلك، في مسجد القائم، في ليلة الثلاثاء- شرح هذه الفقرة الأولى من الدعاء و بيّن معناها، تحدّث عن الفقرة الأولى بالإضافة إلى مسائل أخرى عجيبة. في نفس هذه القضيّة وصل إلى (( لي مع الله حالاتٌ لا يسعها ملكٌ مقرّب ولا نبيٌ مرسل))، هذا الدعاء يشير إلى هذا الأمر، و العجيب هنا أنّ أدعية شهر رجب كلّها أدعية توحيديّة و الجنبة التوحيديّة في هذه الأدعية ملحوظ، والأفضل للإنسان أن يقرأ هذه الأدعية في النهار؛ على فرض المثال يَقرأ أحد هذه الأدعية بعد صلاة الصبح، واحد فقط من أدعية شهر رجب – يَقرأ بعض الأدعية لا أكثر- بين الظهر و العصر يَقرأ أحدها، و آخر قبل غروب الشمس، وواحد بين صلاة المغرب و العشاء، ويقرأ واحداً على سبيل المثال قبل النوم. وهذه الأدعية هي أدعية عجيبة جدّاً، حيث لها أثر عالي جدّاً في نفس الإنسان وفيما يتعلّق بالسكوت أيضاً كما تمّ توضيحه.
يتبع ...
|
|
|
|
|