نزول عيسى من السماء ونصرته الإمام المهدي عليهما السلام
بتاريخ : 25-Jun-2010 الساعة : 03:47 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم ولا سيما الوهابية .
نزول عيسى من السماء ونصرته الإمام المهدي عليهما السلام
آيات نزول عيسى
أجمع المسلمون على أن نبي الله عيسى ينزل من السماء إلى الأرض في آخر الزمان ، قال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً .(النساء:159) ، وقال تعالى: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (الزخرف:61) . والمعنى: أن عيسى آية من آيات الساعة ، وما من أحد من أهل الكتاب النصارى واليهود إلا سيؤمن بعيسى عندما ينزله الله إلى الدنيا ويرونه ويرون آياته . قال الإمام الباقر : (ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهله ملة يهودي ولانصراني إلا آمن به قبل موته ، ويصلي خلف المهدي). (البحار:14/530).
فالحكمة من رفعه إلى السماء أن الله تعالى ادَّخره لدور عظيم في مرحلة حساسة من التاريخ ، يكون أتباعه وعُبَّاده فيها أكبر قوة في العالم ، وأكبر عائق أمام وصول نور الهدى الى الشعوب ، وإقامة دولة العدل الإلهي العالمي .
لهذا من الطبيعي أن ينزل المسيح في بلادهم ، وأن تَعُمَّ العالم المسيحي مظاهرات شعبية عارمة ، ويعتبروا نزوله نصراً لهم في مقابل ظهور المهدي في المسلمين . ومن الطبيعي كذلك أن يزور المسيح بلادهم المختلفة ، ويظهر الله على يديه أنواع المعجزات ، ويهتدي على يديه أعداد كبيرة .
وستكون أول ثمرات نزوله تخفيف عداء الغربيين للإسلام والمهدي وعقد اتفاقية سلام وعدم اعتداء بين الدول الغربية والإمام المهدي .
وقد تكون صلاة عيسى خلف المهدي عليهما السلام بعد سنين من نزوله ، وذلك عندما تنقض الدول الغربية معاهدة الصلح وتحشدون جيوشها لغزو المنطقة وحرب المهدي ، عند ذلك يتخذ المسيح موقفه الصريح إلى جانب المسلمين ويأتم بإمامهم . أما كسره الصليب وقتله الخنزير الذي روته مصادر السنيين ، فالمعقول أن يكون بعد هزيمة الغربيين في معركتهم مع المهدي ، ودخوله هو والمسيح عليهما السلام الى عواصمهم واستقبال أهلها لهما بالهتاف والتكبير .
البيان في أخبار صاحب الزمان /528: (قال مقاتل بن سليمان ، ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل: وإنه لعلم للساعة ، قال: هو المهدي يكون في آخر الزمان).وعنه كشف الغمة:3/280 ، والصواعق/162 ، وحلية الأبرار:2/724 ، وينابيع المودة/301 .
وقال تعالى: إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ . وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ. (آل عمران:45-46) ومعنى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ: ما حدث عند ولادته . وَكَهْلاً: عندما ينزل من السماء ، لأنه رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة أي قبل الكهولة ، وعن ابن عباس أنه ابن ثلاثين(البغوي:2/77) والكهولة تبدأ من بدأ خط الشيب كما نص اللغويون . قال الراغب/442: ( الكهل من وَخَطَهُ الشيب... وأكتهل النبات إذا شارف اليبوسة مشارفة الكهل الشيب) . وفي مجمع البيان:2/295: (وكهلاً، بعد نزوله من السماء ليقتل الدجال ، وذلك لأنه رفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وذلك قبل الكهولة، عن زيد بن أسلم).
وذكر الطبري في تفسيره:3/371 ، رأي من قال بأن عيسى كلم الناس في المهد وكهلاً قبل رفعه الى السماء، ثم قال: (وقال آخرون: معنى قوله: وكهلاً ، أنه سيكلمهم إذا ظهر . ذكر من قال ذلك... ثم رواه عن ابن زيد . ونسبه الثعلبي في تفسيره:3/69، الى الحسن بن الفضل البجلي وكذا الرازي:8/55 ، وقال البغوي:1/308:قيل للحسين بن الفضل: هل تجدون نزول عيسى في القرآن؟قال: نعم ، قوله: وكهلاً ، وهو لم يكتهل في الدنيا وإنما معناه وكهلاً بعد نزوله من السماء).انتهى.
وبذلك تعرف ضعف تفسير من قال إن تكليمه الناس كهلاً قد تمَّ قبل رفعه الى السماء ، كالبيضاوي:2/40 ، والزركشي:3/67، والسيوطي في الدر المنثور:2/24، لكنه روى بعده/50 ، عن ابن عباس: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ: يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم ، وإن تغفر لهم أي من تركت منهم فنزلوا عن مقالتهم ، ووحدوك وأقروا أنا عبيد، وإن تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم ، فإنك أنت العزيز الحكيم). وعنه التصريح في نزول المسيح للكشميري/292 .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
أحاديث نزول عيسى من مصادر أتباع الخلافة
عبد الرزاق:11/400 ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : كيف بكم إذا نزل فيكم ابن مريم حَكَماً فأمكم ، أو قال: وإمامكم منكم ). وعنه ابن حماد/162 ، وأحمد:2/272، و/336 ، ورواه بخاري في صحيحه:4/205، ونصه: قال رسول الله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم) . ومثله مسلم:1/136، و137 ، وأبو عوانة:1/106، وملاحم ابن المنادي/57 ، وابن حبان:8/283 284 ، والبيهقي في الأسماء والصفات/535 ، والبغوي:3/516 ، من صحاحه . الى آخر المصادر .
وفي عبد الرزاق:11/399 ، عن أبي هريرة: قال رسول الله : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَماً عدلاً وإماماً مقسطاً ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد). ونحوه عبد الرزاق/400 و401 ، وعنه ابن حماد/162 بثلاث روايات ، وابن أبي شيبة:15/144 ، وأحمد:2/240 كلاهما كرواية ابن حماد الأخيرة ، وفي:394و482 ، بنحوه . وصحيح بخاري:3/107 و:4/205 ، كرواية عبد الرزاق الأولى بتفاوت يسير ، وفي/178 ، كرواية ابن أبي شيبة ، ومسلم:1/135 ، كرواية بخاري الأولى ، وذكر له طرقاً أخرى كلها تلتقي في الزهري ، وابن ماجة:2/1363 ، عن ابن شيبة ، والترمذي:4/506 كرواية عبد الرزاق الأولى ، وحسنه وصححه ، وعلل الدارقطني:9/189، وفي:11/228: يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم إماماً مقسطاً فيصلي الخمس يجمع الجمعة ويزيد في الحلال ! وجامع السيوطي:7/88 ، بعدة روايات ، وفي:9/442 ، وفيه: ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيؤه . ومسند الشاميين:1/317، وفيه: ويزيد في الحلال ! قال أبو الأشعث: والله يا أبا هريرة ما أظنه يزيد في شئ من الحلال في النساء ! فنظر اليَّ وتبسم وقال: إنك قد أصبت). انتهى.
أقول: أحرج أبو الأشعث أبا هريرة فطلب منه أن يبين المحرمات من النساء التي يحلها عيسى ، فاضطر أن ينفي ذلك ، لكنه لم يبين أي محرمات يحلل !
وفي بيان الشافعي/500 ، عن أبي سعيد: قال رسول الله : منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه... هكذا أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب مناقب المهدي ، وكتابه أصل) . وعقد الدرر/25 و157، عن مناقب المهدي ، والمنار المنيف/147، والحاوي:2/64 والفتاوى الحديثية/28، والقول المختصر/8 ، والجامع الصغير:2/546 ، وفيض القدير:6/17 .
وفي بيان الشافعي/497 ، عن حذيفة قال: قال رسول الله : فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدم صل بالناس ، فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك ، فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي ، فإذا صليت قام عيسى حتى جلس في المقام فيبايعه ، فيمكث أربعين سنة . وقال: قلت: هكذا أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي). وعقد الدرر/17 و229، كبيان الشافعي بتفاوت يسير ، عن الطبراني وأبي نعيم ، وفي/229 ، والحاوي:2/81 ، كرواية عقد الدرر الثانية ، عن الداني ، وصواعق ابن حجر/164 ، كرواية عقد الدرر الثانية ، عن الطبراني ، وابن حبان .
وفي القول المختصر/8: بينما هو والمؤمنون معه في بيت المقدس... فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم و إمام عيسى . وفي ارتقاء الغرف للسخاوي/253 ، عن حذيفة رفعه: يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم ..فيقول المهدي تقدم صل بالناس فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من ولدي).
وفي ابن حماد/103 ، عن عبد الله بن عمرو قال: المهدي الذي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلي خلفه عيسى. وابن شيبة:15/198 ، عن ابن سيرين ، وعقد الدرر/230 و231، عن ابن حماد ، والحاوي:2/65و78 ، عن ابن شيبة ، وابن حماد ، بتفاوت يسير . الخ. وابن حماد:2/567 ، عن كعب وفيه: فيقول بل أنت فصل لأصحابك فقد رضي الله عنك ، فإنما بعثت وزيراً ولم أبعث أميراً . والريطة: ثوب بطبقتين . الجمان: اللؤلؤ الصغار . وفي بدائع الزهور/189، عن أويس الثقفي قال النبي : ينزل عيسى بن مريم عند قيام الساعة ويكون نزوله على المنارة البيضاء التي بشرق جامع دمشق ، وصفته: مربوع القامة أسود أشعر أبيض اللون ، فإذا نزل يدخل المسجد ويقعد على المنبر ، فتتسامع الناس به فيدخل عليه المسلمون والنصارى واليهود ، فيزدحمون هناك حتى يطأ بعضهم رأس بعض ، فيأتي مؤذن المسلمين فيقيم الصلاة وهي صلاة الفجر فيصلي عيسى مأموماً مقتدياً بالمهدي ).
وفي ابن شيبة:15/136 ، عن عثمان بن أبي العاص قال: من حديث طويل فيه: فينزل عيسى بن مريم عن صلاة الفجر فيقول له أمير الناس: تقدم يا روح الله فصل بنا فيقول: إنكم معشر الأمةأمراء بعضهم على بعض ، تقدم أنت فصل بنا ، فيتقدم الأمير فيصلي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدجال ، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص ، ويضع حربته بين ثندوته فيقتله ، ثم ينهزم أصحابه ). وأحمد:4/216و217 ، كابن شيبة بتفاوت ، والطبراني الكبير:9/51 ، كرواية أحمد الأولى عن أبي نضرة ، والحاكم:4/478 ، كرواية أحمد الأولى بتفاوت يسير ، وصححه على شرط مسلم ، والدر المنثور:2/243 كرواية أحمد الأولى بتفاوت يسير وقال: وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن عثمان بن العاص...الى آخر المصادر .
وفي عقد الدرر/274، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ، في قصة الدجال: ويدخل المهدي بيت المقدس ويصلي بالناس إماماً ، فإذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصلاة نزل عيسى بن مريم بثوبين مشرقين حمر ، كأنما يقطر من رأسه الدهن ، رَجْلُ الشعر صبيح الوجه أشبه خلق الله عز وجل بأبيكم إبراهيم خليل الرحمن ، فيلتفت المهدي فينظر عيسى فيقول لعيسى: يا ابن البتول صل بالناس . فيقول: لك أقيمت الصلاة ، فيتقدم المهدي فيصلي بالناس ويصلي عيسى خلفه ويبايعه . ويخرج عيسى فيلتقي الدجال فيطعنه فيذوب كما يذوب الرصاص ولا تقبل الأرض منهم أحداً ، لا يزال الحجر والشجر يقول ، يا مؤمن تحتي كافر أقتله . ثم إن عيسى ، يتزوج امرأة من غسان ، ويولد له منها مولود ويخرج حاجاً فيقبض الله تعالى روحه في طريقه قبل وصوله إلى مكة).
وفي سنن الداني/143 ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهدي فيقال له تقدم يا نبي الله فصل لنا ، فيقول: إن هذه الأمة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عز وجل). انتهى.
وفي أحمد:2/290 ، عن أبي هريرة: قال رسول الله: ينزل عيسى بن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب وتجمع له الصلاة ، ويعطي المال حتى لا يُقبل ، ويضع الخراج ، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما قال: وتلا أبو هريرة: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) والحاكم:2/595، وصححه، عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله ليهبطن عيسى بن مريم حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً وليسلكن فجاً حاجاً أو معتمراً أو بنيتهما ، وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه . ونحوه جامع السيوطي:5/476 ،وعلل الحديث:2/413 .
أقول: إحفظ عليك هذه الأحاديث التي تنص على صلاة عيسى خلف الإمام المهدي واقتدائه به ، قبل أن يُفيق الشُّراح من نومهم ويمحوها !
وفي تفسير الطبري:6/14، عن (ابن زيد في قوله: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، قال: ابن عباس ، وابن زيد ، وأبو مالك ، والحسن البصري: إذا نزل عيسى بن مريم فقتل الدجال ، لم يبق يهودي في الأرض إلا آمن به ، قال: وذلك حين لا ينفعهم الإيمان). وعنه التبيان:3/386 ، والدر المنثور:2/241 .
وفي البيهقي:9/180 ، عن مجاهد في قوله عز وجل: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، يعني حتى ينزل عيسى بن مريم) . والجامع لأحكام القرآن:16/228 ، عن مجاهد وابن جبير: هو خروج عيسى . ونحوه الدر المنثور:6/47 ، كما في أحمد ، وقال: وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن أبي هريرة . وأحمد:2/411 ، عن أبي هريرة ، عن النبي قال: يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها . ومثله المسند الجامع:18/438 . يضع الجزية: أي لايقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو القتال. تضع الحرب أوزارها: تحط أثقالها وتنتهي
موطأ مالك:2/920 ، عن ابن عمر ، قال رسول الله : أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال ، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللم قد رجلها فهي تقطر ماء ، متكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالكعبة ، فسألت من هذا؟ قيل: هذا المسيح بن مريم ، ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عِنَبَة طافية فسألت من هذا؟ فقيل لي: هذا المسيح الدجال). آدم: أسمر اللون ، ويأتي في صفة عيسى أنه أبيض أحمر: اللِّمَّة: بكسر اللام الشعر إلى الكتفين ، وإلا فهو جُمَّة بالضم والتشديد . رَجْل شعره: مشطه . والطيالسي/249 ، عن سعيد بن المسيب: قال رسول الله : لَعيسى رجلٌ بين الرجلين كأن رأسه ينطف ماء أو يهراق ماء . فالتفتُّ فإذا رجل أحمر جعد الرأس أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ، فقيل هذا الدجال ، أقرب الناس شبهاً بابن قطن الخزاعي من بني المصطلق . وابن حماد/154، بعضه عن ابن عمر ، وفي/161 و163، آخرين عن ابن عمر . وأحمد:1/259 ، عن ابن عباس: وفيه. رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلاً طوالاً جعد الرأس كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى بن مريم مربوع الخلق في الحمرة والبياض سبطاً .وفي:2/22،و39و83و122و126، و154، و:3/334 ، وصحيح بخاري:4/202، عن ابن عمر: وفيه: إن الله ليس بأعور إلا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنه عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل آدم كأحسن . تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعاً يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت ، فقلت من هذا ؟ فقالوا: هذا المسيح بن مريم ، ثم رأيت رجل وراءه جعداً قططاً . وفي/213 و:9/75 كما في الطيالسي بتفاوت . ومسلم:1/151، عن ابن عباس ، بتفاوت وفيه: ورأيت عيسى بن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط الرأس. وفي/153، كأحمد الأخيرة بتفاوت ، عن جابر ، وثلاث روايت عن ابن عمر ، والدر المنثور:5/178، كما في رواية مسلم الأولى بتفاوت يسير ، وقال: أخرج عبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل من طريق قتادة ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس ..الخ.
الطيالسي/335 ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله : الأنبياء إخوة لعَلاة ، أمهاتهم شتى ودينهم وأحد فأنا أولى الناس بعيسى بن مريم ، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، فإذا رأيتموه فاعرفوه فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين مُمَصَّرتين ، كأن رأسه يقطر ولم يصبه بلل . وإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال ، حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غير الإسلام ، وحتى يهلك الله في زمانه مسيح الضلال الأعور الكذاب ، وتقع الأمنة في الأرض حتى يرعى الأسد مع الإبل ، والنمر مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات ، ولا يعض بعضهم بعضاً . ثم يبقى في الأرض أربعين سنة ، ثم يموت ، يصلي عليه المسلمون ، ويدفنونه).
ونحوه الطيالسي/331 ، ومثله عبد الرزاق:11/401 ، ونحوه ابن حماد/162 ، وفي/163 و164 ، عن تبيع عن كعب ، وفي/164، عن أبي هريرة: يلبث عيسى بن مريم في الأرض أربعين سنة لو قال للبطحاء سيلي عسلاً لسالت عسلاً..عن أرطاة: يمكث عيسى بعد الدجال ثلاثين سنة كل سنة منها يقدم إلى مكة فيصلي فيها ويهلل . وابن أبي شيبة:15/158 ، كالطيالسي الأولى ، وفيه: فيلبث في الأرض ما شاء الله ، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون , وأحمد:2/406 ، كما في رواية الطيالسي الأولى ، وفي/437 ، كما في ابن أبي شيبة ، وأبو داود:4/117، و118 ، كما في الطيالسي الأولى ، والمسند الجامع:18/434 ، عن أبي هريرة ، وفيه: فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون)..الى آخر المصادر . وأبناء العَلات والإخوة لعَلات: بفتح العين وتشديد اللام: الاخوة لأب من أمهات شتى . الثوب الممصر: الذي في لونه صفرة خفيفة .
الطيالسي/327، عن أبي هريرة: قال رسول الله : لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى بن مريم . وابن حماد:158و161، عن كعب قال: ينزل عيسى بن مريم عند المنارة التي عند باب دمشق الشرقي ، وهو شاب أحمر معه ملكان قد لزم مناكبهما ، لا يجد نفسه ولا ريحه كافر إلا مات ، وذلك أن نفسه يبلغ مد بصره ، فيدرك نفسه الدجال فيذوب ذوبان الشمع فيموت ! ويسير ابن مريم إلى من في بيت المقدس من المسلمين فيخبرهم بقتله ويصلي وراءه أميرهم صلاة واحدة ثم يصلي لهم ابن مريم وهي الملحمة ، ويسلم بقية النصارى ويقيم عيسى ويبشرهم بدرجاتهم في الجنة). أقول: وهذا من الأساطير التي أدخلها كعب على أحاديث آخر الزمان .
وفي ابن حماد/161 ، عن عبد الله عن النبي قال: إذا بلغ الدجال عقبة أفِيق ، وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله فيسمعون نداء: أيها الناس قد أتاكم الغوث وقد ضعفوا من الجوع فيقولون: هذا كلام رجل شبعان يسمعون ذلك النداء ثلاثاً وتشرق الأرض بنورها وينزل عيسى بن مريم ورب الكعبة وينادي: يا معشر المسلمين أحمدوا ربكم وسبحوه وهللوه وكبروه ، فيفعلون فيستبقون يريدون الفرار ويبادرون فيضيق الله عليهم الأرض إذا أتوا باب لد في نصف ساعة فيوافقون عيسى بن مريم قد نزل بباب لد ، فإذا نظر إلى عيسى فيقول: أقم الصلاة ، يقول الدجال: يا نبي الله قد أقيمت الصلاة ، يقول عيسى: يا عدو الله أقيمت لك فتقدم فصل ، فإذا تقدم يصلي قال عيسى: يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلم تصلي؟ فيضربه بمقرعة معه فيقتله فلايبقى من أنصاره أحد تحت شئ أو خلفه إلا نادى: يا مؤمن هذا دجالي فاقتله).انتهى. وهو نصٌّ عليه بصمات كعب الأحبار في الإسقاط والوضع .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
أحاديث نزول عيسى من مصادرنا
في أمالي الصدوق/181، عن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله الصادق يقول: أتى يهودي النبي ، فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال: يا يهودي ما حاجتك ؟ قال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وأظلَّه بالغمام ؟ فقال له النبي : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه، ولكني أقول إن آدم ما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي فغفرها الله له . وإن نوحاً لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله عنه . وإن إبراهيم لما ألقي في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً . وإن موسى لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني ، فقال الله جل جلاله: لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى. يا يهودي ، إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئاً ولا نفعته النبوة . يا يهودي ومن ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه). ومثله الإحتجاج:1/47 48 وروضة الواعظين:2/272، وجامع الأخبار/8 ، وعنه تأويل الآيات:1/48 ، والإيقاظ/351 و371، عن الإحتجاج والأمالي. وإثبات الهداة:3/495 و524 ، و566 ، آخره عن أمالي الصدوق والإحتجاج وجامع الأخبار. والبحار:13/349، عن الأمالي وليس الخصال كما في رمزه.
وفي كمال الدين:1/331 ، عن أبي أيوب المخزومي قال: ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر سير الخلفاء الإثني عشر الراشدين صلوات الله عليهم فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ) . وعنه الصراط المستقيم:2/132 ، وغاية المرام/201 ، والبحار:51/137.
وفي تفسير فرات/44: (عن أبي جعفر قال: يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو التوحيد ، حتى يكون خروج الدجال ، وحتى ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتل الله الدجال على يده ، ويصلي بهم رجل منا أهل البيت ، ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي إلا ونحن أفضل منه). وعنه البحار:14/348 .
وقال الكراجكي في التفضيل/24: ومما نقلته الشيعة وبعض محدثي العامة أن المهدي إذا ظهر أنزل الله تعالى المسيح فإنهما يجتمعان فإذا حضرت صلاة الفرض قال المهدي للمسيح: تقدم يا روح الله يريد تقدم للإمامة ، فيقول المسيح: أنتم أهل بيت لايتقدمكم أحد فيتقدم المهدي ثم يصلي المسيح خلفه).
وفي تفسير القمي:1/158 ، عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج آية في كتاب الله قد أعيتني ! فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، والله إني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه ، ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد ، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت، قال: كيف هو؟ قلت:إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي ، قال ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به ؟ فقلت حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: جئت بها والله من عين صافية ). وعنه مجمع البيان:2/137 ، والإيقاظ/339 ، والمحجة/62 ، والبحار:14/349 .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
حساسية رواة الخلافة من بعض أحاديث نزول المسيح
في أحاديثه عن نزول المسيح مدح النبي الجيل الذين ينزل في المسيح في عصرهم وفضلهم على صحابته . كما شبَّهَ أمته بحديقة تثمر في كل عصر فوجاً ، ولعل فوج ثمرها الذي ينزل فيه عيسى يكون أفضل من أوله ، وذكر أن الأئمة من أهل بيته ضمانة لبقاء الأمة وأمل لمستقبلها .
ومن المعروف حساسية الخلافة القرشية ورواتها من كل حديث يفضل أحداً على زعمائهم ، أو ينص على إمامة الأئمة الإثني عشر من عترة النبي ! ومع ذلك أفلتت منهم بعض الأحاديث ، ومنها في مسند أحمد ، لكن أيدي المتأخرين حذفته !
فقد روى الديلمي في الفردوس:5/515 ، عن أبي هريرة عن النبي : ينزل عيسى بن مريم على ثمان مائة رجل وأربعمائة امرأة ، خيار من على الأرض وأصلح من مضى). وعنه زهر الفردوس:4/403 ، وجمع الجوامع:1/1017 ، وكنز العمال:14/338 ، والتصريح 254 وتذكرة القرطبي:2/762 ، وجامع أحاديث السيوطي:8/181.
وفي تذكرة القرطبي:2/762: ليدركن المسيح بن مريم رجالاً من أمتي مثلكم أو خيراً منكم . وفي/774: ليدركن المسيح من هذه الأمة أقواماً إنهم لمثلكم أو خير منكم ثلاث مرات ، ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها).
وروى الترمذي في نوادر الأصول/156،عن ابن سمرة أن النبي عندما سمع بكاء المسلمين على من استشهد في تبوك فسألهم مايبكيكم؟ فقالوا: وما لنا لانبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا ! قال: لا تبكوا ، فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها ، فاجتث رواكبها وهيأ مساكنها وحلق سعفها فأطعمت عاماً فوجاً ثم عاماً فوجاً ، ولعل آخرها طعماً يكون أجودها قنواناً وأطولها شمراخاً ، والذي بعثني بالحق نبياً ليجدن ابن مريم في أمتي خلفاً من حواريه). وعنه الدر المنثور:2/245 ، وكنز العمال:12/181 ، وأبي نعيم ، بتفاوت يسير ، وتصريح الكشميري/211 . والرواكب: مايركب من الأشجار من زوائد منها أو من غيرها .
ومعنى حلق سعفها: قصه وكربه . القِنوان مفرد وجمع: الأعذاق والقطوف . الشمراخ ، جمعه شماريخ: غصون الأعذاق: خلفاً من حواريه: أصحاباً بدل أصحابه أو خيراً منهم .
وفي الحاكم:3/41 ، عن ابن نفير قال: لما اشتد جزع أصحاب رسول الله على من قتل يوم مؤتة ، قال رسول الله : ليدركن الدجال قوم مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات ، ولن يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) . والعرائس للثعلبي/227 ، عن ابن عباس ، ومناقب ابن المغازلي/395 ، والفرودس:3/292 .
وقال الشافعي في البيان/508،عن حديث: كيف يهلك الله أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها: هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في عواليه وأحمد بن حنبل في مسنده كما أخرجناه !
وقال السلمي في عقد الدرر/146 ، كبيان الشافعي وقال: أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، ورواه الحافظ أبو نعيم في عواليه ! وقال في هامشه: ولم أجد الحديث في مسند الإمام أحمد ) !
أقول: ونحن أيضاً لم نجده ! فقد تعمدت الأيدي غير الأمينة حذفه منه رغم أنه ناقص عن أصله! فهو كما رأيت ينص على إمامة أهل البيت !
وكان عليهم أن يحذفوا أيضاً ما رواه أحمد:5/278، عن ثوبان عن النبي قال: عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار: عصابة تغزو الهند ، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم ، ومثله تاريخ بخاري:6/72 ، والنسائي:6/42 ، والبيهقي:9/176 ، ومجمع الزوائد:5/282، والجامع الصغير:2/155 .وفي مختصر استدراك الذهبي:2/1121: قال رسول الله : ليدركن الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم ثلاث مرات ولن يُخزي الله أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها) . وهو نص أن أصحاب عيسى من هذه الأمة أفضل من الصحابة المفضلين عندهم !
أما مصادرنا فقد روته ولم تظلم منه شيئاً ، ففي عيون أخبار الرضا:1/52، عن علي قال: قال رسول الله : أبشروا ثم أبشروا ثلاث مرات ، إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره ، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاماً ، ثم أطعم منها فوج عاماً ، لعل آخرها فوج يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وفرعاً وأحسنها حباً . وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولوا الألباب والمسيح بن مريم آخرها ، ولكن يهلك من بين ذلك نتج الهرج ، ليسوا مني ولست منهم). ومثله الخصال:2/475 ، وكمال الدين:1/269 ، وكفاية الأثر/230 ، بتفاوت يسير ، والعمدة/432 ، والإيقاظ/374 ، عن كفاية الأثر ، وإثبات الهداة:3/617 ، عن مشكاة المصابيح ،وغاية المرام/710 ، عن كمال الدين . وفي عيون أخبار الرضا:1/53 ، عن علي بن الحسين عن أبيه عليهما السلام : قال رسول الله :كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولوا الألباب أولها ، والمسيح بن مريم آخرها ، ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني). ومثله كمال الدين:1/281 ، ودلائل الإمامة/234، عن ابن عباس .
وفي غيبة الطوسي/114، عن عبد الله بن عمرو العاص: قال رسول الله في حديث طويل: فعند ذلك خروج المهدي ، وهو رجل من ولد هذا وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب ، به يمحق الله الكذب ويذهب الزمان الكلِب ، به يخرج ذل الرق من أعناقكم ، ثم قال: أنا أول هذه الأمة ، والمهدي أوسطها وعيسى آخرها ، وبين ذلك ثبج أعوج) . وعنه إثبات الهداة:3/503 ، والبحار:51/75. وغاية المرام/698 ، عن غريب الحديث ، والعمدة/434 ، عن تأويل مختلف الحديث ،ونحوه دلائل الإمامة/443 .
أقول: روت هذا الحديث عن ابن عمرو العاص مصادر أتباع الخلافة كما رواه الشيخ الطوسي ، ففي نوادر الأصول للترمذي/156، عن ابن عباس عن النبي : كيف يهلك الله أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها ). ومثله تفسير الثعلبي:3/82 ، وتاريخ دمشق:5/394 ، و:47/522 ، وعنه كنز العمال:14/120، والسيرة الحلبية:1/194و315، وتفسير النسفي:1/156، وفرائد السمطين:2/338 ، عن البيهقي في تاريخ نيسابور ، والطبري في تفسيره:3/203 ، عن كعب الأحبار . لكن المتفق عليه في كافة المصادر أن المهدي في آخر الأمة ، لذلك نرجح أن يكون أصل الحديث ما رواه في أخبار الدول/76، عن ابن عباس: قال رسول الله : كيف تهلك أمة أنا أولها ، وعيسى بن مريم في آخرها ، والشهداء من أهل بيتي في وسطها). انتهى.
وفي نوادر المعجزات/197 ، عن ابن عباس: قال رسول الله : كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي من أهل بيت أوسطها وعيسى بن مريم في آخرها) . ونحوه الكشف والبيان:3/82 ، وجامع الأحاديث للسيوطي:5/126و367، ونيل الأوطار:8/313 ، وحسنه .
وفي الطيالسي/270، عن أنس، قال النبي : مَثَلُ أمتي مَثَل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره) . ومثله أحمد:3/130 ، و143، و:4/319 ، وتأويل مختلف الحديث/115 ، والترمذي:5/152 ، بأكمل منه ونصه: أبشروا أبشروا إنما أمتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله ، أو كحديقة أطعم منها فوج عاماً كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي أوسطها والمسيح آخرها ، ولكن بين ذلك ثبج أعوج ، ليس مني ولا أنا منهم . وقال: وفي الباب عن عمار وعبد الله بن عمرو وابن عمر ، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . روى عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبت حماد بن يحيى الأبح وكان يقول: هو من شيوخنا ). ونوادر الأصول/156 ، كالطيالسي ، وأبو يعلى:1/165 ، وابن حبان:9/176 ، عن عمار بن ياسر، ومصابيح البغوي:4/233 ، كأحمد ، من حسانه ، ومسند الشهاب:2/276 ، كرواية أحمد الأولى ، عن ابن عمر ، وأنس ، ومجمع الزوائد:10/68 ، قال: رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سليمان الأغر وهما ثقتان ، وفي عبيد خلاف لايضر. وحَسَّنَ رواية البزار
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وعجّل فرجَ آل محمّدٍ .
ينبغي التذكير بحقيقتين ، الأولى : إنَّ حضور عيسى صلوات الله عليه وعلى أمّه الصِدّيقة في هذا المشهد الرّباني لا باعتباره نبيّاً ؛بل باعتباره عيسى بن مريم(ع) ذلك أن فترة نبوّته قد انتهت في زمانها ،ثم أنَّ مرحلة النبوَّة قد ختمها الله تعالى بنبيّنا الأكرم صلى اللهُ عليه وآله ،كذلك فإنّ وجود حجّتين على الأرض في آنٍ واحدٍ قد ختمها اللهُ سبحانه بالحسنين صلوات الله عليهما . وأمّا الثانية : فتتعلق برفع عيسى صلوات الله عليه وعلى أمّه الصِدّيقة الطاهرة ، تخليصاً له من مكائد السلطات الغاشمة آنذاك وتطهيراً له كما جاء في الآية الخامسة والخمسين من سورة آل عمران . أقول : إنَّ الرفع إلى السماء لم تذكره الآية ؛بل هي قالت : ورافعُكَ إليَّ . ولو قيل أنَّ الرفع في المقام يستلزم معنى المكان ،لقلنا أنّ ذلك يستدعي القول بالجسمية ؛ وهو في غاية الفساد ،فكيف ذاك ؟
وللجواب أُلمّح : إنَّ مناسبة معنى الرفع في المقام ، تقتضي أن يكون خارج عن الاعتبار الحسي قطعاً ، ولو قيل بالخلاف ،فإنه يلزم تقديم القرينة المقامية ،وهي معدومة .فإنْ تم هذا، فإن هذه من الأسرار التي لم تدركها عقولنا بعد . المصدر : كتاب الأمانة الإلهية في الأرض/ تأليف كاظم الذبحاوي . تقبّلوا تحياتي .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
رووا أن من يقتل الدجال عيسى وروينا أن المهدي يقتله
ورد في نصوص اليهود والنصارى ونصوص أتباع الخلافة نسبة قتل الدجال إلى المسيح ، وورد في نصوص أهل البيت نسبة قتله إلى المهدي ، ويؤيده أن عيسى يبعث وزيراً لا أميراً .
ففي الطيالسي/170، عن مجمع بن جارية: أن رسول الله قال: يقتل ابن مريم الدجال بباب لِدّ (بلد بفلسطين) ). ومثله عبد الرزاق:11/398 ، والحميدي:2/365 ، وابن حماد/158، وروى أن عمر بن الخطاب سأل رجلاً من اليهود فحدثه فقال له عمر: إني قد بلوت منك صدقاَ فأخبرني عن الدجال فقال: وإله يهود ليقتلنه ابن مريم بفناء لد . وعن أبي أمامة عن النبي نحوه . وعن كعب قال: إذا سمع الدجال نزول عيسى بن مريم هرب فيتبعه عيسى فيدركه عند باب لد فيقتله فلا يبقى شئ إلا دل على أصحاب الدجال فيقول: يا مؤمن هذا كافر ). انتهى. وهو تحريف من كعب لقول النبي لايبقى حجر ولا شجر إلا قال يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله ! فحرفه كعب وتبعه تلميذه ابن العاص !
أبو هريرة كان يأمل أن يدرك المسيح !
عبد الرزاق:11/402 ، عن يزيد بن الأصم قال: كنت أسمع أبا هريرة يقول: تروني شيخاً كبيراً قد كادت ترقوتاي تلتقي من الكبر ، والله إني لأرجو أن أدرك عيسى وأحدثه عن رسول الله فيصدقني). وابن حماد:161، وفيه: ثم التفت فرآني من أحدث القوم فقال: يا ابن رسول الله فيصدقني). وابن أخي: إن أدركته فاقرأه مني السلام). ونحوه ابن شيبة:15/145 .
وجعل أبو هريرة أمنيته على لسان النبي ففي أحمد:2/298 ، عن أبي هريرة عن النبي : إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى بن مريم ، فإن عجل بي موت فمن لقيه فليقرؤه مني السلام! ومثله أحمد:2/298 ، والطبراني الصغير:1/256 ، والحاكم:4/545 ، ومجمع الزوائد:8/5 ،وقال: رواه أحمد بإسنادين مرفوع وهو هذا ، وموقوف ورجالهما رجال الصحيح . وأبو يعلى:5/203، عن أنس: سيدرك رجال من أمتي عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال). وعنه الحاكم:4/544 ، ومجمع الزوائد:7/288 و49، وعن الطبراني .
زعموا أن المسيح يدفن مع النبي
الوفا بأحوال المصطفى:2/814 ، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : ينزل عيسى بن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له ، ويمكث خمساً وأربعين سنة ، ثم يموت فيدفن معي في قبري ، فأقوم أنا وعيسى بن مريم من قبر وأحد بين أبي بكر وعمر . وفي خطط المقريزي:1/188: روي أن رسول الله قال لوفد جذام: مرحباً بقوم شعيب وأصهار موسى ، ولا تقوم الساعة حتى يتزوج فيكم المسيح ويولد له . وفي المسيح لابن كثير/149 ، عن عائشة مرفوعاً أنه يدفن مع رسول الله وأبي بكر وعمر في الحجرة النبوية . الخ.
ابن حماد:2/580، عن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: نجد في التوراة أن عيسى بن مريم يدفن مع محمد .قال أبو مودود: وقد بقي في البيت موضع قبر عيسى بن مريم. وتاريخ بخاري:1/263 ، وفيه: ليدفنن عيسى بن مريم مع النبي في بيته . والترمذي:5/588، وفيه: مكتوب في التوراة صفة محمد وصفة عيسى بن مريم يدفن معه) . انتهى. لكن ابن كثير قال في حديث الترمذي: ولكن لايصح إسناده . (النهاية:2/118).
سوف نكمل
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
أهم المسائل في نزول عيسى
المسألة الأولى: أين ينزل عيسى ؟
لم يحدد أي حديث عن أهل البيت مكان نزول عيسى وهذا يصحح احتمال نزوله في الغرب في إحدى عواصم أتباعه وعابديه كما نرجح !
أما مصادر أتباع الخلافة فروت أنه ينزل في دمشق ، وأقدم نص في ذلك رواه ابن حماد:2/567 ، عن كعب الأحبار قال: يهبط المسيح عيسى بن مريم عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي إلى طرف الشجرة) .
وروى مسلم في صحيحه:4/2250 ، عن نواس بن سمعان عن النبي قال: ذكر رسول الله الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل.. الى أن قال: ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ! فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قَطَرَ ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات). انتهى. والعبارة الأخيرة ضعيفة ، تحير فيها شراح مسلم ، ومعناها أن الكافر إذا شم ريح نَفَس المسيح مات !
والرواية الثالثة عن أويس الثقفي قال النبي: ويكون نزوله على المنارة البيضاء التي بشرق جامع دمشق ). وقد تقدمت مصادرها .
والرابعة: في سنن الداني/143 ، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : لا تزال طائفة من أمتي تقاتل عن الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ، ينزل على المهدي فيقال له تقدم يا نبي الله فصل لنا ، فيقول: إن هذه الأمة أمير بعضهم على بعض لكرامتهم على الله عز وجل)ولا يمكن الإعتماد على مثل هذه الروايات ، ولا مجال لبسط البحث في أسانيدها ومتونها .
المسألة الثانية: محاولة بعضهم إنكار اقتدائه بالمهدي عليهما السلام !
وقد عرفت حديثه النبوي الصحيح عند الجميع ، لكنه حديثٌ ثقيل على قلب المخالفين لأهل البيت ويغصون به ، لأنه يجعل إماماً منهم أفضل من رسول من أولي العزم ! لكن ما نصنع لهم إذا كان هذا رواية صحاحهم ؟!
فنص رواية بخاري:4/205: قال رسول الله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم . ومثله مسلم:1/136، و137 ، ومسند أبي عوانة:1/106، وملاحم ابن المنادي/57 ، وابن حبان:8/283 284 ، والبيهقي في الأسماء والصفات/535 ، ومصابيح البغوي:3/516 ، من صحاحه . الى آخر المصادر . ونص مسلم:1/137 أو:1/95، و:3/1524، وأحمد:3/345 ،عن جابر أن النبي قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا ، فيقول: لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، ليكرم الله هذه الأمة ) ، وسنن البيهقي:9/39و180، وأبو يعلى:4/59 ، وفيه: أمر أكرم الله به هذه الأمة ، ومسند أبي عوانة:1/106 ،وابن حبان:8/289 ، والداني/143،والمحلى:1/9 و:7/391، وعمدة القاري:16/40 ، ومسند أبي يعلى:4/59 ، ومنتقى ابن الجارود/257 ، وابن حبان:15/231 ، وتاريخ دمشق:14/302 و:29/362، و47/501 ، وسبل الهدى:10/375 ، وينابيع المودة:3/260، والإيمان لبن منده:1/517 ، ومسند أبي عوانة:1/106، والفردوس بمأثور الخطاب:5/103، وخصائص السيوطي:2/372، وعقد الدرر/106، وعقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر ، للشيخ العباد الوهابي/8 عن بخاري ، ومسلم. الى آخر المصادر .
لكن مع صراحة روايتي بخاري ومسلم وغيرهما ، فقد استعظم بعض أئمتهم كالتفتازاني أن يصلي عيسى خلف المهدي عليهما السلام لأنه يعني أن المهدي أفضل من رسول من أولي العزم فحاول إنكاره !
كما اتجه عدد من شُّرَّاح بخاري ومسلم الى تأويله وتهوينه بأن عيسى يصلي خلف المهدي عليهما السلام مرة واحدة فقط ، ثم يصلي عيسى إماماً ، وأن ذلك تكريم للأمة وليس تفضيلاً للمهدي ! وقلَّ فيهم من كان صريحاً وتجرأ وقال إن عيسى يقتدي بالإمام المهدي عليهما السلام ولا ضير في ذلك !
قال الشافعي في البيان/496: هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه كما سقناه ، وإن كان الحديث المتقدم قد أُوِّلَ(حديث بخاري) فهذا لا يمكن تأويله لأنه صريح فإن عيسى يقدم أمير المسلمين وهو يومئذ المهدي ، فعلى هذا بطل تأويل من قال: معنى قوله وإمامكم منكم ، أي يؤمكم بكتابكم ) !
فترى هذا العالم السني يكافح لإثبات أصل صلاة عيسى خلف المهدي عليهما السلام ، ورد تأويلهم الحديث النبوي وتمييعه لإبطاله ، وهذا من بؤس البحث العلمي عندهم !
وشبيه بقول الشافعي قول المناوي في فيض القدير:6/17، قال: ( فإنه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيجد الإمام المهدي يريد الصلاة فيحس به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى ويصلي خلفه ! فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الأمة ، ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الآثار من أن عيسى هو الإمام بالمهدي ، وجزم به السعد التفتازاني وعلله بأفضليته ، لإمكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه ، ثم بعدُ يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل).
وقال السلمي في عقد الدرر في أخبار المنتظر/106: (الباب العاشر في أن عيسى بن مريم يصلي خلفه ويبايعه وينزل في نصرته) ثم أورد تسعة أحاديث وأثرين: وهي ما تقدم عن بخاري ومسلم ، وحديث أبي نعيم عن حذيفة ، وحديث ابن حماد عن عبدالله بن عمرو ، وحديث جابر من سنن الداني ، وحديث هشام بن محمد من ابن حماد ، وحديث أبي أمامة من الحلية وابن حماد ، وحديث حذيفة من سنن الداني ، وحديث جابر من مسند أحمد بن حنبل ، وقول كعب الأحبار ، وقول السدي من ابن حماد . وقد تقدمت كلها .
ونختم بما قاله السيد الميلاني في المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي/141، بعد أن أورد عدداً من أحاديث القوم: ( وبعد ، فلا حاجة للإطالة في إيراد الأحاديث الأخرى الكثيرة المبينة بأن المراد بالإمام في حديث الصحيحين هو الإمام المهدي . وقد جمع معظم هذه الأحاديث السيوطي في رسالته (العرف الوردي في أخبار المهدي) المطبوعة في كتابه الحاوي للفتاوى ، أخرجها من كتاب الأربعين للحافظ أبي نعيم وزاد عليها ما فات منها على أبي نعيم كالأحاديث التي ذكرها نعيم بن حماد الذي قال عنه السيوطي ، وهو أحد الأئمة الحفاظ وأحد شيوخ البخاري) . أقول: ومن راجع شروح صحيح بخاري يعلم بأنهم متفقون على تفسير لفظة (الإمام) الواردة في حديث بخاري بالإمام المهدي . فقد جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري التصريح بتواتر أحاديث المهدي أثناء شرحه لحديث البخاري المتقدم حتى قال: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال: إن الأرض لاتخلو من قائم لله بحجة . كما فسره في إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري بالمهدي مصرحاً باقتداء عيسى بالإمام المهدي عليهما السلام في الصلاة . كما نجد هذا في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري . وأما في فيض الباري فقد أورد عن ابن ماجة القزويني حديثاً مفسراً لحديث البخاري ثم قال: فهذا صريح في أن مصداق الإمام في الأحاديث هو الإمام المهدي.. إلى أن قال: وبأي حديث بعده يؤمنون؟! وأما في حاشية البدر الساري إلى فيض الباري فقد أطال في شرح الحديث المذكور مبيناً ضرورة رجوع شارح الأحاديث إلى أحاديث الصحابة الآخرين في كتب الحديث ذات الصلة بالحديث الذي يراد شرحه ، وقد جمع من تلك الأحاديث المبينة لحديث البخاري ما حمله على التصريح بأن المراد بالإمام هو الإمام المهدي قال: وقد بين هذا المعنى حديث ابن ماجة مفصلاً ، وإسناده قوي).
وقال في هامشه: فتح الباري شرح صحيح البخاري:6/383 . إرشاد الساري:5/419 . عمدة القاري بشرح صحيح البخاري:16/39 من المجلد الثامن . فيض الباري على صحيح البخاري:4/44 . حاشية البدر الساري إلى فيض الباري:4/44 . صحيح مسلم بشرح النووي:18/38 . انتهى.
وقد بحث السيد الميلاني هذا الموضوع أيضاً في كتابه الإمامة في أهم الكتب الكلامية/281، وكتابه تفضيل الأئمة على الأنبياء /29 ، وقال: (ومن الأدلة على أفضلية الأئمة من الأنبياء السابقين قضية صلاة عيسى خلف المهدي ، وهذا أيضاً مما ناقش فيه بعضهم كالسعد التفتازاني من حيث أن عيسى نبي ، وكيف يمكن أن يقتدي بمن ليس بنبي ، وعليه فإن هذه الأحاديث باطلة ! لاحظوا عبارته يقول: فما يقال إن عيسى يقتدي بالمهدي شئ لا مستند له فلا ينبغي أن يعول عليه ، نعم هو وإن كان حينئذ من أتباع النبي فليس منعزلاً عن النبوة فلا محالة يكون أفضل من الإمام ، إذ غاية علماء الأمة الشبه بأنبياء بني إسرائيل) . هذه عبارة سعد الدين التفتازاني ، ونحن نكتفي في جوابه بما ذكره الحافظ السيوطي فإنه أدرى بالأحاديث من السعد التفتازاني، يقول الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي: هذا من أعجب العجب ! فإن صلاة عيسى خلف المهدي ثابتة في عدة أحاديث صحيحة بإخبار رسول الله وهو الصادق المصدق الذي لايخلف خبره.
وفي الصواعق لابن حجر دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهدي سلام الله عليه . إذن ، أثبتنا أفضلية أئمتنا من الأنبياء السابقين بأربعة وجوه ، على ضوء الكتاب والسنة المقبولة عند الفريقين). وقال في هامشه: شرح المقاصد:5/313 . الحاوي للفتاوي 2/167 . الصواعق المحرقة/99 . انتهى.
أقول: نحن نقدر حجم المشكلة التي يشعر بها أئمة أتباع الخلافة ، فقد بنوا كل مشروعية خلافة زعماء قريش على حديث رووه ورددناه ، هو أن النبي في مرض وفاته أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ، فاستدلوا بذلك على أنه أفضل من علي وأحق منه بالخلافة . فلو اعترفوا بأن نبي الله عيسى يصلي خلف الإمام المهدي حفيد علي عليهما السلام ، لكان معناه أن فرع علي أفضل من رسول من أولي العزم ، فكيف بعلي ! فلا يبقى مكان لأبي بكر وعمر ؟!
لكن مشكلتهم هذه لاحل لها ! بل يوجد مشكلة أصعب منها عليهم ، وهي ما رووه بسند صحيح أن النبي جعل محبي علي وفاطمة والحسنين معه في درجته في الجنة ! فهو يدل عن مكانة العترة كما يدل على أن الدرجة في الجنة تتسع لملايين ! روى أحمد:1/77 ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: إن رسول الله أخذ بيد حسن وحسين رضي الله عنهما فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة). ورواه من مصادرنا: كامل الزيارة/117، وأمالي الصدوق/299 و374 ، وغيرهما . ومن مصادرهم الترمذي:5/305 ، وحسنه، والطبراني في المعجم الكبير:3/50 ، والصغير:2/70 ، والخطيب في الإكمال للخطيب/173، وقال: والحديث صحيح بشواهده . وتاريخ دمشق:13/196، وأسد الغابة:4/29 ، وتهذيب الكمال:29/360 ، وقال: قال عبد الله بن أحمد: لما حدث نصر بن علي بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط ! فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة ولم يزل به حتى تركه ! والذهبي في تاريخ الإسلام:18/508 ، وزاد على ما في تهذيب الكمال: قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضياً فلما علم أنه من أهل السنة تركه . وقال ابن أبي دؤاد: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء فدعاه عبد الملك أمير البصرة فأمره بذلك ، فقال: أرجع فأستخير الله عز وجل ، فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فآقبضني إليك . فنام فأنبهوه فإذا هو ميت… وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام رحمه الله ) .انتهى.
وجاء الذهبي في القرن الثامن وأراد أن يحل مشكلتهم بالصراخ ! قال: إسناده ضعيف والمتن منكر ! (سيره:3/254) وساعده الألباني في القرن العشرين فضعف الحديث(ضعيف سنن الترمذي/504). لكنهما متأخران قروناً عمن صححه ، ولاحجة لهما في تضعيف سنده إلا التعصب والتحكم ، ولا في تضعيف متنه إلا رد فضيلة للنبي وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم ومن أحبهم ، لكن ينبغي أن نشكرهما لأنهما لم يحكما بجلد راويه ألف عصا ، كما فعل إمامهم المتوكل !
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المسألة الثالثة:
تأثير عيسى في الشعوب المسيحية
ودوره في تعميم الإسلام في العالم ، فلا بد أنه سيكون له تأثير أساسي في توعية الشعوب الغربية وتغيير الأوضاع السياسية ، وقد ورد أنه يحتج على الروم بالمهدي عليهما السلام والآيات التي تظهر على يديه ، ففي النعماني/146 ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن كعب الأحبار قال في حديث طويل: ومن نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم على نصارى الروم والصين). وعنه البحار:52/226 . ومعناه أن الآيات التي سيظهرها الله تعالى على يد المهدي ستكون بمستوى أن يحتج بها الأنبياء أولوا العزم .
المسألة الرابعة:
في مدة بقاء عيسى في الأرض
وردت في ذلك روايات تقدم عدد منها ، في بعضها أنها يبقى ثلاثون سنة ، وفي بعضها أربعون ويموت في حياة الإمام المهدي وشذت رواية مرسلة نقلها في إلزام الناصب أن الإمام المهدي يموت في حياة عيسى عليهما السلام ، ولعلها تصحيف . قال في:2/182 ، في نسخة مرسلة من خطبة البيان: ( بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله يقبض الملك روحه من الحرمين وكذلك يموت عيسى ويموت أبو محمد الخضر ويموت جميع أنصار المهدي ووزراؤه وتبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات والضلالات وترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبدأ الله بخراب المدن والبلدان ). ويظهر أنه نص متأثر بروايات كعب الأحبار . كما ورد أن المسلمين يقاتلون مع عيسى اليهود والروم والدجال , وأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام ، ويتزوج ويولد له ، ثم يتوفاه الله تعالى ويدفنه المسلمون . وكنت رأيت أن الإمام المهدي يتولى مراسم دفنه على أعين الناس حتى لايقول فيه النصارى ما قالوه فيه أولاً ، وأنه يكفنه بثوب من غزل أمه الصديقة مريم ويدفنه في القدس في قبرها . ثم لم أعثر على المصدر .
المصدر معجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي
لشيخ علي الكوراني