|
عضو نشيط
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأسرة الزهرائية
راتب الزوجة العاملة بين الأهل والزوج
بتاريخ : 07-Jul-2010 الساعة : 01:35 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
راتب الزوجة العاملة بين الأهل والزوج
عمل المرأة من القضايا التي أثارت جدلاً كبيراً، وأسالت مدادا ليس بالقليل خاصة فيما يتعلق بما تجده المرأة العاملة من المشكلات الجانبية المتعلقة بالبيت وما تتحمله من مسؤولية تجاه الزوج والأبناء وكيفية الموازنة بين مسؤولياتها في العمل وواجباتها الزوجية والأسرية.. ويزداد الأمر تعقيداً عندما تواجه المرأة مشكلات مع زوجها بسبب الراتب الذي تتقاضاه من عملها، مما يكون عائقا دون السعادة في كثير من البيوت...
ترى كيف ينظر الزوج إلى راتب زوجته؟ هل بنظرة الجشع والطمع ؟ أم أنه في غنى عن راتب قد لايسمن ولا يغني من جوع؟ كيف توزع المرأة راتبها بين نفسها وبيتها وأهلها؟
زيجات من أجل الراتب
بعض الرجال عندما يريد الزواج فإنه يبحث عن الزوجة الموظفة، وذلك لمساعدته في تحمل أعباء الحياة الاقتصادية التي أضحت تشكل عائقا أمام الكثير من الشباب، وبعض الزوجات لا يردن أن يتم اختيارهن على أساس الوظيفة، مما يجعل بعض النساء يضعن احتمال الاستقالة من العمل في بداية الخطوات حتى يغلقن باب الشك في دافع الاختيار.
هذا ما عبرت عنه سعاد ( موظفة عزباء - 26سنة ) : "كلما تقدم لخطبتي شاب أضعه أمام واقع قد يحصل وقد لا يحصل، أقول له إنه سيأتي يوم أغادر فيه العمل تفرغا لتربية الأبناء، فإن أبدى تفهما لما أشترطه، علمت حينها أن وظيفتي لا تشكل أساس الاختيار، وهذا ما سيجعلني أرتاح في زواجي وأطمئن أن الزوج اختارني لذاتي وليس لمالي".
وتضيف سعاد أنها أضحت تفكر بهذه الطريقة نظرا لما تعرفه بعض البيوت من المشكلات، حيث يضع الزوج شروطا يضمنها التعاون على مصاريف البيت.
وفي نفس السياق يقول مصطفى: "لما فكرت في الزواج، فكرت في المرأة الموظفة لأن ظروفي المادية لا تساعدني على تكوين أسرة نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة، لكن هذا لايعني أنني أريد كل راتبها، بل جزءا قد يكون يسيرا تساعدني به على المصاريف مثل سداد فواتير الماء والكهرباء، وأعرف أن المرأة حرة في راتبها غير أن هذا لا يعني أن لا تساعد زوجها إن كان يستحق ذلك "
أجرتي ملكي ولا دخل لزوجي بها
نجد في واقعنا نساءا لا يقدمن للبيت شيئا من أجرتهن، وذلك راجع إلى استغناء الزوج أو اشتراط الزوجة عدم الإنفاق على البيت.
تقول لطيفة (تقنية):" منذ زواجنا (14سنة) لم يسألني زوجي يوما عن راتبي ماذا عملت به ولا كيف أو فيما صرفته، بل لدي الحرية في صرف مالي كيفما أشاء، وهذا راجع إلى أن راتب زوجي يساوي ضعف راتبي، وبالتالي فهو ليس بحاجة إليه."
وتبقى الرغبة والطواعية هي السمة السائدة عند النساء، بيد أن هناك منهن من لا تنفق قرشا واحدا من أجرتها، يقول مراد:" لقد أعطى الإسلام للمرأة حق التصرف في مالها، والزوج هو المكلف بالإنفاق عليها، ومنذ زواجنا لم أناقش زوجتي في راتبها، لأن لها الحق في صرفه كيف شاءت".
وتحدثنا أم معاذ عن بعض صديقاتها قائلة:"حسب معرفتي بزميلاتي في العمل، فجلهن يقدمن الراتب لأزواجهن باستثناء واحدة، لا تعطي لزوجها أي شيء من راتبها، ولا تصرف ولو قرشا على نفسها، إنها تكتنز كل راتبها، وزوجها يتكلف بمصاريف البيت، وإن احتاج بعض المال تقرضه، ومؤخرا اقترض منها أربعة عشر مليون سنتيم ولم يقدر على تسديد الدين، فاضطر إلى أن يشركها في عقد البيت، وهذه التصرفات لاترضيه".
وبعض الرجال يعتبر أن الطمع في راتب الزوجة هو من قبيل قلة الوعي، فالمرأة هي التي ينبغي أن تقرر في راتبها ما تشاء، يقول عبد الحكيم :" لم أطلب منها قط ولو درهما من مالها، فمن حقها أن تتصرف فيه كيف تشاء، بل أعطيها راتبي أيضا ولا أحاسبها، والحق أن المرأة تحسن التدبير الاقتصادي للبيت، وتفكر أكثر في مستقبل الأبناء."
هذه بعض المواصفات نجدها قليلة عند الرجال الذين لا يهمهم سوى الأكل والشرب ولا يفكرون في مستقبل الأبناء.
أساهم في مصاريف البيت عن طواعية
يكون شرط العمل ضرورة عند بعض النساء في عقد الزواج، حتى يكون ذلك برضا الزوج، ولتكون الحياة الزوجية مبنية على الصراحة والوضوح، وحتى تطمئن المرأة إلى الزوج الذي ستشاركه أعباء البيت.
محمد اشترطت عليه زوجته العمل فوافق، فلما اشتغلت لم يتدخل في راتبها، غير أنه لا ينفي مساعدتها له، يقول في هذا الصدد:"لا آخذ من راتب زوجتي شيئا، لكنها تنفق على البيت برغبتها وإرادتها، ولا تجد حرجا في ذلك، ولم أشعرها يوما أن ما تفعله واجب". وفي نفس السياق تقول الأستاذة الزوهرة :"تزوجت وأنا طالبة، واشترطت عليه في عقد الزواج العمل في ميدان التعليم، ولما يسر الله عز وجل منصب شغل لم يرقه ذلك، فكان عقد الزواج حكما بيننا، ولما اشتغلت وزعت راتبي 500درهم لأمي شهريا، و1500درهم أساهم بها في مصاريف البيت عن طواعية حتى أبرهن لزوجي أنني موظفة، وأنني أساهم مثله في البيت، ولا يشكل عدم مساهمتي أي عائق لأن زوجي في غنى عن راتبي"،. وتضيف رشيدة "لا أعطي لزوجي راتبي، لكنني أقدمه له بطريقة غير مباشرة، لأنني أشتري مستلزمات البيت وأقتني أغراضا لا ينتبه لها. ومن سلبيات زوجي أنه لا يهمه المستقبل بقدر ما تهمه اللحظة التي يعيشها، ومنذ زواجنا (سنة) لم أوفر شيئا لنفسي كما أنني لا أساعد أهلي ".
هكذا تفكر بعض النساء وينظرن إلى الزواج نظرة مشاركة وعطاء، ولا ينبغي أن تتسرب إليه الحسابات المادية التي قد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه.
استيلاء من نوع آخر
تشعر بعض الزوجات بالإهانة والمذلة عندما يستولي الزوج على راتبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..
تقول سناء :"لدي مع زوجي حساب بنكي مشترك، وراتبي يمر مباشرة لزوجي، وأنا التي أطلب منه ثمن اللباس، وكان السبب هو مشروع شراء بيت، وباعتباره رب البيت، فهو الذي يتحكم في الراتب، ورغم أننا اشترينا المنزل، فإني لم أستطع أن أطلب منه فتح حساب بنكي خاص بي لأن ذلك سيجر علي مشكلات أنا في غنى عنها، ولما تنازلت عن هذا الحق بدأ يأخذ ما يريد من الراتب، وهمه هو نفسه، يشتري بذلة كل أسبوع، أما أنا فلا أجد مالا حتى لتغيير جلبابي، لأنني أحمل هم أبنائي لشراء كل المستلزمات، فشراء كتاب واحد لابنتي يساوي 700 درهم، ويبقى الزوج لا يبالي بمستقبل الأبناء ولا يهمه سوى مظهره وتغيير سيارته".
ويرى بعض الرجال أن سماحهم للزوجة بالخروج للعمل يعطيهم الحق في الاستفادة من راتبها للتعاون على أعباء البيت، وإلا فإن الرجل لن يجني من عملها سوى الكآبة والتعاسة. يقول نور الدين : "لما خرجت زوجتي للعمل فإن ذلك كان برضاي، غير أنني بذلك ضحيت ببعض لوازم الراحة التي من المفروض أن تهيئها هي، وعملها يؤثر سلبا على تربية الأبناء، ومن حقي ما دامت تترك المنزل لتعمل، ووظيفتي أنا هي طلب الرزق، وما دامت هي تفعل ذلك فمن العدل أن تساهم في حاجات البيت".
لا خير في الرجال فادخرن لأنفسكن
تزوجها وهي موظفة في التعليم، وفي ليلة زفافها علم أن عليها دينا قدره ثلاثة ملايين سنتيم لأبيها وأن راتبها يقتطع منه شهريا، فلم يعجبه الأمر، واعتبر ذلك خداعا لأنها لم تخبره بذلك قبل الزواج، وهذا جعله يطلقها في تلك الليلة. هذا ما وقع لنجوى ليلة زفافها، لأن أباها عمد إلى اقتراض مبالغ ضخمة من البنك باسم ابنته حتى يضمن نصيبه من راتبها لئلا يحتكره الزوج.
بعض الزوجات تعطي الراتب كله لزوجها عن طواعية، و عندما تصبح هذه عادة، تبدأ المشكلات بمجرد تفكير الزوجة في إنفاق راتبها بنفسها. تحدثنا السيدة زينب قائلة: "أعطي راتبي لزوجي و لا أحتفظ منه بشىء، وهو الذي يعطيني ما أحتاجه، لأن أمي علمتني أن أعتني ببيتي ولا شيء غير ذلك، فالوالدان ينبغي أن ينصحوا بناتهم بالاعتناء بأنفسهن وأن لا يفكرن في البيت فقط، والمرأة ينبغي أن لا تثق كلية في الزوج، لأنه لا خير في الرجال، فكم من امرأة ضحت، ولما وقعت في مشكلة لم يبال الزوج بها، أنصح النساء بالادخار لأنفسهن شيئا، لأنهن لا يعرفن ما يدخره لهن القدر.
وتقول فاطمة: "تزوجنا وأنا غير موظفة، فاجتزت مسابقة، ويسر الله لي العمل، فاشترط علي زوجي إن أردت العمل أن أساهم بثلثي الراتب للبيت، وقبلت هذا الشرط، غير أنه استغل هذا الشرط استغلالاً سيئا ولم يرضني ذلك، والأشياء التي تكون بالرضا والرغبة، هي التي تجعل الإنسان دائما يشعر بالكرامة والعزة.
أما الأستاذ عبد السلام فيعلق على هذه الحالة قائلا "هذا الزواج بني على شرط غير عادل، لأن المرأة هي حرة في راتبها، وهذا الشخص الذي سولت له نفسه استغلال هذه المرأة بهذه الطريقة يتصف بالجشع والطمع، وهذه تصرفات لا تصدر من عاقل وهناك من يتعدى الأمر إلى الطلاق.
الحياة الزوجية ليست حسابات مادية، وإذا دخلت في هذا النطاق إتسعت الهوة بين الزوجين، والمطلوب من كليهما التفكير مليا في إنجاح مشروع الزواج، بعيدا عن الحزازات المادية الضيقة التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فلا بأس أن تشارك المرأة زوجها في تحمل المسؤولية المادية، ولو بجزء يسير، كما أن الزوج لا ينبغي أن يتحايل على زوجته ويستغلها ليستولي على أجرتها أو يمنعها من مساعدة أهلها التي تصنف في باب الإحسان للوالدين والبر بهما.
م\ن
|
|
|
|
|