|
مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدّيقة
المنتدى :
ميزان أخبار الشيعة والمقاومة الإسلامية
بتاريخ : 14-Jun-2010 الساعة : 03:17 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ولقد انطلقت الحضارة الإسلامية ببعثة الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله وسلم) (بل بولادته الشريفة) ثم استمرت في النمو بفضل الجهود التي بذلها المسلمون على مدى القرون المتمادية. وتمثل الآثار المرتبطة بالنبي(ص) وبالمخلصين من صحبه جزء من التراث العام لهذه الحضارة العظيمة، وليست هذه الآثار ملكا شخصيا لأي أحد لكي يتمكن أن ينتفع منه لمصالحه الخاصة، بل هي ملك للأمة الإسلامية جمعاء (بل هي تراث إنساني خالد) ولا يحق لأي حكومة أن تتصرف فيها أدنى تصرف - فضلا عن تخريبها - دون استشارة جميع أبناء الأمة الإسلامية مهما كانت حججها كادعاء الحفاظ على التوحيد!. ولقد علمنا مؤخرا قيام بلدية المدينة بعمل مناف للشرع والتاريخ والعرف وذلك بقيامه بهدم مسجد السيدة فاطمة (س) وإلحاقه بما يسمى «حدیقةالفتح» ويمثل هذا خطوة خطيرة في مسار طمس الآثار الإسلامية ومحو اسم أهل البيت (ع). ولقد كان مسجد فاطمة(س) يعد أحد المساجد السبعة التي تعود إلى صدر الإسلام فقامت بلدية المدينة بهدمه وإلحاقه بحديقة للتنزه والترفيه أطلقت عليها اسم \"حديقة الفتح\". ونحن نعلم أن الوهابية تسعى إلى طمس الآثار الإسلامية وتخريب أي أثر يعود إلى النبي الأكرم(ص) أو أهل بيته، وتنجز هذه المخطط بالتدريج لكي لا تثير حفيظة العالم الإسلامي. وحينما يقوم المؤمنون بزيارة هذه المساجد وأداء ركعتي الصلاة فيها تحية للمسجد فقد قاموا بعمل مستحب، وحينما يزورنها ويستذكرون أولئك السلف الصالح من أهل البيت(ع) والأوفياء من صحب النبي(ص) فإن يؤدون ذلك استذكارا لمواقف أولئك الموحدين الكبار الذين حافظوا لنا على راية التوحيد بدمائهم الزكية. والعجب من المملكة السعودية التي توجد فيها آثار قوم عاد وثمود وعرب الجاهلية فتسعى للحفاظ عليها وللبحث عن آثار جديدة تفتخر بها، ثم تسعى في نفس الوقت لطمس آثار نبي الإسلام (ص) وأهل بيته(ع). فما هو مغزى هذا التناقض؟ فهل حفظ الآثار الإسلامية يعد شركا، والحفاظ على آثار المشركين هو عين التمدن والتوحيد؟! وأخيرا ننبه على: إن الآثار الإسلامية التي توجد في الجزيرة العربية هي ملك لجميع المسلمين ولا يحق لمجموعة صغيرة أن تتخذ قرارا بتدميرها وطمس معالمها، لأن ذلك يحول الإسلام إلى قصص وأساطير بلا شواهد ملموسة. جعفر سبحاني
|
|
|
|
|