اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة المهدي صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
وصية رسول الله لأبي ذر الغفاري
في وصية رسول الله لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه ) عن أبي الأسود قال : قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب ابن جنادة - رضي الله عنه - فحدثني أبو ذر قال : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله ( ) في مسجده فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله ( ) وعلي ( ) إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها ؟ فقال : نعم وأكرم بك يا أبا ذر إنك منا أهل البيت وإني موصيك بوصية فاحفظها ، فإنها جامعة لطرق الخير وسبله ، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان .
يا أبا ذر : اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك .
واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به فهو الأول قبل كل شئ فلا شئ قبله ، والفرد فلا ثاني له ، والباقي لا إلى غاية ، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شئ وهو الله اللطيف الخبير وهو على كل شئ قدير ، ثم الايمان بي والاقرار بأن الله تعالى أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
واعلم يا أبا ذر : إن الله عز وجل جعل أهل بيتي في أمتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن رغب عنها غرق ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا .
يا أبا ذر : احفظ ما أوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والآخرة .
يا أبا ذر : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ .
يا أبا ذر : اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .
يا أبا ذر : إياك والتسويف بعملك فإنك بيومك ولست بما بعده ، فإن يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم .
وإن لم يكن غدا لم تندم على ما فرطت في اليوم .
يا أبا ذر : كم من مستقبل يوما لا يستكمله ، ومنتظر غدا لا يبلغه .
يا أبا ذر : لو نظرت إلى الاجل ومسيره لأبغضت الامل وغروره .
يا أبا ذر : كن كأنك في الدنيا غريب أو كعابر سبيل . وعد نفسك من أصحاب القبور .
يا أبا ذر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء . وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح . وخذ من صحتك قبل سقمك . ومن حياتك قبل موتك ، فإنك لا تدري ما اسمك غدا .
يا أبا ذر : إياك أن تدركك الصرعة عند العثرة ، فلا تقال العثرة ، ولا تمكن من الرجعة . ولا يحمدك من خلفت بما تركت . ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به .
يا أبا ذر : كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك .
يا أبا ذر : هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقيرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مقعدا أو موتا مجهزا ، أو الدجال ، فإنه شر غائب ينتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر . إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه . ومن طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة .
يا أبا ذر : من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنة .
يا أبا ذر : إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه ، تنج من تبعته ، ولا تفت بما لا علم لك به ، تنج من عذاب الله يوم القيامة .
يا أبا ذر : يطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون : ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنة بتأديبكم وتعليمكم ، فيقولون : إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله .
يا أبا ذر : إن حقوق الله جل ثناؤه أعظم من أن يقوم بها العباد . وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أمسوا وأصبحوا تائبين .
يا أبا ذر : إنك في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة . ومن يزرع خيرا يوشك أن يحصد خيرا . ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع ، لا يسبق بطئ لحظة ولا يدرك حريص ما لم يقدر له ومن أعطي خيرا فالله أعطاه ومن وقى شرا فالله وقاه .
يا أبا ذر : المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم الزيادة . إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه ، وإن الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه .
يا أبا ذر : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل ذنوبه بين عينيه [ ممثلة والاثم عليه ثقيلا وبيلا ] .
وإذا أراد بعد شرا أنساه ذنوبه .
يا أبا ذر : لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيته .
يا أبا ذر : إن المؤمن أشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه .
يا أبا ذر : من وافق قوله فعله فذاك الذي أصابه حظه . ومن خالف قوله فعله فإنما يوبق نفسه .
يا أبا ذر : إن الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه .
يا أبا ذر : دع ما لست منه في . فلا تنطق بما لا يعنيك . واخزن لسانك كما تخزن ورقك .
يا أبا ذر : إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم قوم في الدرجات العلى ، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون : ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات هيهات إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤن حين تروون ويقومون حين تنامون ويشخصون حين تخفضون .
يا أبا ذر : جعل الله جل ثناؤه قرة عيني في الصلاة . وحبب إلي الصلاة كما حبب إلى الجائع الطعام ، وإلى الظمآن الماء . وإن الجائع إذا أكل شبع وإن الظمآن إذا شرب روى ، وأنا لا أشبع من الصلاة .
يا أبا ذر : أيما رجل تطوع في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة .
يا أبا ذر : إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك الجبار ، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له .
يا أبا ذر : ما من مؤمن يقوم مصليا إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش ووكل به ملك ينادي : يا ابن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة ومن تناجي ما انفتلت .
يا أبا ذر : طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة ، ألا : هم السابقون إلى المساجد بالاسحار وغير الأسحار .
يا أبا ذر : الصلاة عماد الدين واللسان أكبر ، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر ، والصوم جنة من النار واللسان أكبر ، والجهاد نباهة واللسان أكبر .
يا أبا ذر : الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض ، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك ، فيقول : أخي فلان كنا نعمل جميعا في الدنيا وقد فضل علي هكذا ، فيقال له : إنه كان أفضل منك عملا ، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى .
يا أبا ذر : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وما أصبح فيها مؤمن إلا حزينا ، فكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله جل ثناؤه إنه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها وليلقين أمراضا ومصيبات وأمورا تغيظه وليظلمن فلا ينتصر ، يبتغي ثوابا من الله تعالى فلا يزال حزينا حتى يفارقها ، فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة .
يا أبا ذر : ما عبد الله عز وجل على مثل طول الحزن .
يا أبا ذر : من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق أن يكون قد أوتي علما لا ينفعه ، إن الله نعت العلماء فقال عز وجل : " إن الذين أوتو العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " .
يا أبا ذر : من استطاع أن يبكي فليبك . ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ، إن القلب القاسي بعيد من الله تعالى ولكن لا يشعرون .
يا أبا ذر : يقول الله تعالى : لا أجمع على عبد خوفين ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة .
يا أبا ذر : لو أن رجلا كان له كعمل سبعين نبيا لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة .
يا أبا ذر : إن العبد ليعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمن ذنب ذنوبه فيقول : أما إني كنت خائفا مشفقا فيغفر له .
يا أبا ذر : إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها ويعمل المحقرات حتى يأتي الله وهو عليه غضبان . وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها يأتي آمنا يوم القيامة .
يا أبا ذر : إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنة ، فقلت : وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : يكون ذلك الذنب نصب عينيه تائبا منه قارا إلى الله عز وجل حتى يدخل الجنة .
يا أبا ذر : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت . والعاجز من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله عز وجل الأماني .
يا أبا ذر : إن أول شئ يرفع من هذه الأمة : الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا .
يا أبا ذر : والذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة أو ذباب ما سقى الكافر منها شربة من ماء .
يا أبا ذر : إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله . وما من شئ أبغض إلى الله تعالى من الدنيا خلقها ثم عرضها فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة .
ما من شئ أحب إلى الله من الايمان به وترك ما أمر بتركه .
يتبع >>> ...
نسألكم الدعاء
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة