|
مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
هل يستطيع الإمام أن يخلق..
بتاريخ : 12-Aug-2010 الساعة : 07:39 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم:
والحمد لله, والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
الأخوة والأخوات الأعزاء، لقد أخترت لكم سؤال ورد لسماحة السيد المحقق جعفر مرتضى العاملي (حفظه الله)، من كتاب مختصر مفيد جزء 14، وذلك لكي تعم الفائدة على الجميع، ولكم الأجر والثواب..
السؤال الأول:
هل يستطيع الإمام المعصوم أن يرزق ويخلق بإذن الله (عز وجل)؟! أم الخلق والرزق من خصوصيات الله (عز وجل) فقط؟!
الجواب :
|
اقتباس |
|
|
|
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم:
والحمد لله, والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإن هذا السؤال ينحل إلى سؤالين:
أحدهما: هل الخلق والرزق مختصان بالله عز وجل أم يمكن لغيره تعالى أن يفعل ذلك؟!
الثاني: إذا لم يكونا مختصين به تعالى, فهل هما ثابتان لخصوص الأنبياء؟! أم يمكن لغير الأنبياء أن يفعل ذلك؟!
1 ـ أما الجواب عن السؤال الأول فهو: أن الخلق والرزق من فعل الله وحده, ويمكن أن يأذن الله تعالى بذلك لمن يشاء من عباده..
ويدل على إعطائه هذا الإذن بالنسبة إلى الخلق قوله تعالى عن عيسى «عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام»:
﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾( ).
ويدل على ممارسة هذا الإذن فعلاً قوله تعالى مخاطباً لعيسى «»: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي﴾( ).
ففي الآية الأولى نسب عيسى «عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام» الخلق إلى نفسه, كما أن الله تعالى نسب الخلق إلى عيسى في الآية الثانية.
ويلاحظ: أنه تعالى في هذه الآية قد ذكر الإذن مرتين:
إحداهما: حين أراد عيسى «» أن يعمل من الطين كهيئة الطير.
والثانية: حين احتاج إلى نفخ الروح فيه..
ولعل سبب ذلك: أن الله سبحانه قد نهى البشر عن عمل التماثيل على صورة ذوات الأرواح, فجاء الإذن الإلهي لعيسى «» بأن يعمل الطين على هيئة الطير، الذي هو من ذوات الأرواح ليرفع المنع, الثابت بهذا النبي.. أو ليرفع توهم احتمال شمول النبي «» لهذا المورد.. ثم احتاج إلى الإذن بنفخ الروح فيه، ما دام أن نفخ الروح لا يتحقق إلا بذلك، لأن الإذن يقع في سلسلة علل تحققه..
وعلى هذا الأساس جاء قوله تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾( ), وقوله: ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾( ).
ويدل على أن الله تعالى قد أذن لبعض عباده بالرزق أيضاً قوله تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾( ).
وقال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ ﴾( ).
كما أن الله تعالى قد أذن لملك الموت بقبض الأرواح. وأذن للمدبرات أمراً بالتدبير في بعض المجالات.
2ـ وأما الجواب عن السؤال الثاني, فهو أنه إذا جاز هذا الأمر بالنسبة للأنبياء, مثل عيسى «عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام», لم يكن مانع عقلي من جواز حصوله لغيره, إذا وجدت المصلحة التي تقتضي هذا الإذن..
وقد ورد ما دل على أن كل فضيلة ثبتت لنبي من الأنبياء فهي ثابتة لنبينا محمد «» بطريق أولى, وبنحو أتم( ).
وبعد هذا فإذا دل الدليل على أن ما للنبي «» ثابت لوصيه المنصوب للناس من قبل الله ورسوله, فعلينا أن نأخذ بمفاد ذلك الدليل, لعدم وجود مانع من قبوله, من عقل, أو نقل..
توضيح لا بد منه:
بقي أن نشير إلى أمر مهم هنا, وهو أنه بالرغم من أن الروايات تدل على أن ما ثبت لرسول الله «», ثابت للإمام «» إلا ما استثناه الدليل الخاص. إلا أن الروايات قد صرحت بما يلي:
1 ـ عن الإمام الرضا «»: «إن الله تعالى فوض إلى نبيه «» أمر دينه, فقال: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾( ). فأما الخلق والرزق فلا»( ).
2 ـ وجاء في التوقيع الذي خرج إلى الشيعة بواسطة أبي جعفر محمد بن عثمان «رحمه الله» سفير الإمام الحجة «» ما يلي: «إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام, وقسم الأرزاق, لأنه ليس بجسم, ولا حالٍ في جسم. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فأما الأئمة «», فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق, ويسألون فيرزق, إيجاباً لمسألتهم, وإعظاماً لحقهم»( ).
ويبدو لنا: أن محط نظر هذا الخبر ونظائره هو الرد على القول: بأن النبي أو الإمام يخلق ويرزق بقدرته وبإرادته الذاتية, على نحو تكون إرادته وقدرته في عرض قدرة الله تعالى، وليست ناشئة عنها.
وهذا مرفوض ومردود كما دل عليه الحديثان المتقدمان.
وكذلك الحال بالنسبة إلى القول: بأنه تعالى قد أوكل أمر الخلق والرزق إلى النبي أو الإمام, ولم يعد له أي شغل بالتدبير والخلق سوى أنه يجري ما يقررون, ويخلق ما يريدون..
فإن هذا أيضاً ـ كسابقه ـ باطل ومردود بمقتضى الحديثين المذكورين آنفاً..
ولكن لا مانع من أن يأذن الله تعالى لرسوله، أو لمن شاء من خلقه بالتصرف ضمن ضوابط معينة. بحيث يكون الله سبحانه هو الذي يفيض الوجود على الأشياء حين إرادته النبي أو الإمام، فتكون إرادة واقعة في سلسلة المبادئ والعلل التي توجب تعلق الإرادة الإلهية بالخلق والرزق فعلاً.
ويكون المراد بإذن الله سبحانه هو ما ينتج عن تعريف النبي أو الإمام بما يصلح به نظام الكون والحياة فتتعلق إرادتهما به ويكون تعلقها هذا من موجبات بلوغه درجة الصلاحية لذلك, فإذا أرادوه فإن الله تعالى يريده لإكتمال موجبات تأثيره بتعلق إرادتهم به.
ويبدو لنا أن هذا هو الذي عنته الآيات التي نسبت الخلق إلى عيسى, والإيتاء إلى رسول الله «»..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
|
|
|
|
|
|
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 13-Aug-2010 الساعة 03:14 PM.
سبب آخر: تعديل حجم الخط
|
|
|
|
|