[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد الحرب مباشرة .. الجنوبيون عادوا سريعا وافشلوا مخطط "النزوح الشامل"

هم حقا اشرف الناس ... لم تكد طبول الحرب توقف قرعها في الرابع عشر من اب \اغسطس عام الفين وستة حتى سارع النازحون بالعودة الى منازلهم وارضهم في الجنوب متخطين الجسور المدمرة والطرقات المقطعة الاوصال، في مشهدٍ عكس الصورة الحقيقية لهم ....

هم الذين يتشبثون بأرضهم التي لطالما انبتت انجازات وملاحم بطولية وحاكت اقدام رجال اعاروا الله جماجمهم ... فبينهم وبينها قصة حياة .... اهل تلك الارض المباركة اصروا على العودة فور وقف اطلاق النار للتأكيد على انتمائهم الوطني الأصيل لأبناء الجنوب الذي يتحملون المعاناة منذ قيام لبنان، ويتحملون الظلم والقهر والحرمان.

هؤلاء لم يستطيعوا تحمل ساعات قليلة على وقف إطلاق النار وعادوا الى الجنوب ليأكدوا ان هذه الأرض هي ارضٌ مقدسة، وهم متمسكون بها ومستعدون للتضحية من اجل الحفاظ على كرامتهم وعزتهم".

في 14 اب من العام 2006 كان لبنان المقاوم ينتصر للمرة الثانية في حرب ثانية ضد العدوالصهيوني .

وعلى غرار أيام خالدة ذخرت بالمفاجآت من تلك الأيام الثلاثة والثلاثين ، جاءت المفاجأة فلم تكن مرت بعد بضع ساعات على وقف إطلاق النار، حتى سجل اهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت تاريخُ انتصارٍ وحياةٍ جديدة للبنان والمنطقة في مواجهة المشروع العدواني الصهيوني- الاميركي .

فما ان دخل اعلان وقف العمليات الحربية حيز التنفيذ في الرابع عشر من آب\ اغسطس، حتى بدأت قوافل النازحين تتقاطر باتجاه القرى والبلدات في الجنوب والبقاع بصورة عفوية، تحدى من خلالها النازحون قسراً، فوهات المدافع الإسرائيلية، والطائرات الحربية التي لم تتوقف عن التحليق فوق رؤوسهم، بعد ان كانت قد امطرت الجنوب بملايين القنابل العنقودية.

عودة النازحين السريع احبط كل المؤامرات التي كانت تحاك للجنوب واهله ...

لم تحمل عودة النازحين السريع الى ارضهم وبيوتهم فقط رمزية ثورية تنم عن صمود قل نظيره وحسب ، بل اظهر ان هناك شعب قوي ابى ان يسقط بفعل مؤتمرات خسيسة من اعداء الداخل قبل اعداء الخارج ... بدا واضحاً وقتها ان حكومة العدو منزعجة من السرعة التي ضبطت ايقاع عودة النازحين، ومقابل الصمت المريب للحكومة غير الشرعية حينها ، والتي لم تصدر نداءاً واضحاً للمواطنين لكي تشجعهم على العودة الى ديارهم، سارع رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليوم نفسه، الى توجيه هذا النداء داعياً النازحين الى العودة الفورية الى ديارهم والثبات في ارضهم.

يومها، لم يطلق الرئيس بري هذا النداء جزافاً او لمجرد تسجيل موقف، فالرئيس بري كان على اطلاع على محاضر جلسات مجلس الوزراء، التي تحدث عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اي محاولة فريق السلطة في احدى الجلسات، فصل إعلان وقف إطلاق النار عن عودة النازحين، الذين كان يفترض ان يمثلوا ورقة ضغط مستقبلية يتم الضغط من خلالها على قيادة المقاومة، لتحقيق مكاسب بالسياسية عجز العدو عن تحقيقها عبر الآلة الحربية ...

إذن عودة النازحين السريعة احبطت كل المؤامرات التي كانت تكاك من قبل امهر العملاء والمتآمرين على المقاومة وعلى شعب المقاومة وقد اعطت دلالات على قيمة الانتصار ، اولا ان تداعيات العدوان الهمجي الصهيوني لم تؤثر على جمهور المقاومة ,ولم تنجح من جعل الجنوب منطقة قافرة ، ومنطقة نفوذ للقوات الدولية العاملة في الجنوب .

.....تحقيق النزوح الشامل من الجنوب اللبناني والذي عبّرت عنه الكثير من الأصوات التي كانت تُركّز وقتها على ان منطقة الجنوب اللبناني ستكون مشاعاً للقوات الدولية وستكون منطقة مفرّغة من سكانها .. لم يتححق بفضل اصرار هذا الشعب الابي الذي يرتكز على ثقافة المواجهة وثقافة المقاومة التي تفشل كل المخططات , وتكون ركيزة لاي نصر تحقق او سيتحقق في المستقبل وان غدا لناظره قريب .

المنار

[فارس لبنان]

هذا نحن لبنان
هذا نحن الجنوبيون
لا نهاب ولا نخاف نحمل دمنا بايدنا واكفاننا على اجسامنا
الله يحمي لبنان ويحيم الجنوب