اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم لك الحمد في الأولى والآخرة على ما أفدت من نعمائك الفاخرة وأفضت من بحار آلائك الزاخرة ونصلي ونسلم على نبيك أبي القاسم ، سيدنا محمد الفاتح الخاتم ، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
إن الحياء زينة المرأة التي يجب أن تتزين به ؛ فمن فقدت حياءها فقد فقدت كل شيء وأصبحت فريسة لأهل الإغواء وأصحاب الهوى يفترسونها متى يشاءون ويبثون لها السموم متى أرادوا.
إن الحياء هو تاج فوق رأسك يجب ألا تتخلي عنه ولا تقبلي في يوم من الأيام أن تخلعيه مهما كانت الإغراءات ومهما كانت الظروف والأحداث فكما علمت أن أعداء الأمة لا يريدون خلع الحجاب وإنما يريدون أيضا وفي المقام الأول نزع الحياء من القلوب ولذا فإنه من الواجب علينا أن نستمسك بالحياء ونحافظ عليه حتى نكيد أعداء الله.
" الحياء لا يأتي إلا بخير "
" الحياء خير كله "
ومن خيره أنه يحافظ على الأمة ويحميها من كيد أعداءها الذين يبغون الفساد وانتشار الشهوات وتسهيل قضاء النزوات.
ولهذا فإن المسلمة التي تريد الخير لها ولأمتها عليها أن تعيش بالحياء وتحافظ عليه وتسعى إلى نشره بين المسلمين وتضرب المثل والقدوة الحسنة في ذلك حتى يعم الخير ويزداد .
إن ما نراه اليوم من سوء أدب وقلة حياء إنما ينم عن ضعف في الأيمان
" الحياء والأيمان قرناء فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر "
كما أن الحياء شعبة من شعب الأيمان
" الأيمان بضع وسبعون _ أو بضع وستون شعبة – أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان "
فالأيمان يدعوا إلى الحياء ويرغب فيه كما أن الحياء طريق للأيمان وشعبة من شعبه.
ولهذا لما ضعف الأيمان في نفوس بعض المسلمات رأينا قلة الحياء تطفح على كلماتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم فانظر إلى حالهم في الطرقات والمواصلات وفي المدارس والمعاهد والجامعات وفي الأندية والمنتزهات وداخل المنازل وعلى الشاشات وفي الصحف والمجلات والأعلانات
ستجد أننا أمام ظاهرة تستدعى الوقوف معها ودراسة أسبابها فتلك المرأة التي تصاحب أجنبي عنها وتجلس معه في الجامعة أو المنتزه أو تسير معه في الطرقات أو تسافر معه هنا وهناك..
إنها
" عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تسمع منها تلك الضحكات الرنانة والكلمات البذيئة في المواصلات والطرق والمنتزهات..
إنها " عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تجلس مع قريناتها يتسامرون ويتحدثون في أشياء تخدش حياء الرجل فضلا عن حياء المرأة ..
إنها " عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تختلط بالرجال اختلاطا محرما بل وتسعى إلى ذلك الأختلاط ولا تحاول تجنبه
إنها " عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تتزين وتلبس ثيابا غير شرعي فيه من السفور والتبرج ما فيه ..
إنها " عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تفرح بمعاكسة الآخرين لها لتشعر بإنوثتها أو التي تظهر خصيلات من شعرها لتبرز جمالها وليعلم الناس جمال شعرها ونعومته ونضارته ..
إنها " عديمة الحياء " ...
أو تلك المرأة التي تلتقط خيوط الكلام لتتحدث مع الرجال وتضحك معهم ..
إنها " عديمة الحياء " ...
إنها صور كثيرة تعبر عن قلة الحياء وكلنا عنده من الأمثلة والمواقف والحكايات ما يدمي القلب ويعبر عما ذكرناه بل ويزيد عنه .
" إذا لم تستحي فافعل ما تشاء "
ففقد الحياء يستدعي أن يصنع المرء ما يشاء كما أن الفعل الذي لا يستحي المرء من فعله يصنعه ويُقدم عليه وكلاهما معنيان ذكرهما أهل العلم لهذا الحديث وعليه فإن المرأة التي ضاع حياؤها وصار مفقودا وغائبا عن حياتها ستجدها تفعل ماتشاء كما رأينا في بعض الصور التي ذكرناها
وقديما قال الشاعر :
إذا لم تخشى عاقبة الليـالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله مافي العيش خـير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحيــاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحــاء
فإن الحياء يجب أن يشمل كل سلوكياتكِ وأن يغمر حياتكِ كلها حتى تسعدي وتُسعدي من حولك فالمرأة ضعيفة الحياء هي تعيسة في واقع الأمر وتتعس من حولها بشقاءها وضلالها بل وتضر الأمة بأسرها فكم تعين على معصية وكم تمنع من طاعة وكم تضيع من أوقات الآخرين وكم تضعف من همم المؤمنين الذين يعز عليهم ما يرونه وما يسمعونه
"المرأة المصونة بالحياء كالجوهرة المكنونة بالوعاء"
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
والحياء ظاهرة تعبر عن الخوف من الظهور بمظاهر النقص .
وهو من الإيمان وهو أن لا تقول أو تعمل عملا تعلم أن الله عز وجل لا يرضى عنه وكذلك رسوله والأئمة الأطهار .
وهو إنحصار النفس وانفعالها من إرتكاب المحرمات الشرعية والعقلية والعادية حذرا من الذم واللوم .
والحياء من الإيمان فمن لاحياء له لا خير فيه ولا إيمان له . ونهاية الحياء ذوبان القلب لآنه يعلم أن الله مراقبة وهو في كل حالة فيبتعد عن الذنوب والمعاصي والمعاصي حياء من الله .
* يقول تعالى : "ما أنصفني عبدي يدعوني فأستحي أن أرده ويعصيني ولا يستحي مني " إرشاد القلوب للديليمي .
ومن علامات المستحي أنه لا يرى في أمر يستحي منه .
* يقول أحد صحابة الرسول : ولقد كان رسول الله أشد من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه . تفسير الميزان الجزء7.
يقول الشاعر :
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياك فاحفظه عليك فإنما بدل على فعل الكريم حياؤه .
أشكال الحياء :
1- الحياء من الله في السر والعلن بالإمتثال لأوامره والكف عن محارمه .
عن الرسول : من لم يستح من الله في العلانية ، لم يستح من الله في السر . كنز العمال .
2- الحياء من الناس يكف الأذى عنهم وترك المجاهره بالقبيح فلا خير فيمن لا يستحي إذا لم تصن عرضا ولم يخش خالقا
ولا يستحي مخلوقا فما شئت فاصنع من الناس .
وعن الإمام علي : من لم يستح من الناس لم يستح من الله سبحانه وتعالى . غرر الحكم .
3- الحياء من نفسه بالعفة وعدم عمل المعاصي حتى في الخلوات حياء من نفسه فمن عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر .
عن الإمام علي : أحسن الحياء أستحياؤك من نفسك وقال : حياء الرجل من نفسه ثمرة افيمان . غرر الحكم