وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام لولده الحسن عليه السلام في معاشرة الأصدقاء
بتاريخ : 19-Sep-2010 الساعة : 11:57 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم لك الحمد في الأولى والآخرة على ما أفدت من نعمائك الفاخرة وأفضت من بحار آلائك الزاخرة ونصلي ونسلم على نبيك أبي القاسم ، سيدنا محمد الفاتح الخاتم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
لم يترك أهل البيت -سلام الله عليهم أجمعين ولعن الله ظالميهم من الاولين والآخرين - موضوعاً يخص بني البشر إلا وتحدثوا فيه بإسهاب ومن ذلك الصداقة لما لها من تاثير كبير على الإنسان
وصية أمير المؤمنين علي لولده الحسن في معاشرة الأصدقاء
[ احمل نفسك مع أخيك عند صرمه(1) على الصلة، وعند صدوده على اللطف والمقاربة ،وعند جموده(2) على البذل، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على الاعتذار حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك. واياك أن تضع ذلك في غير موضعه وأن تفعله بغير أهله ،لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك، ولا تعمل بالخديعة فإنها خلق اللئيم. وامحض اخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة،وساعده على كل حال،وزل معه حيث زال،ولا تطلب مجازاة أخيك ولو حثا(3) التراب بفيك. وخذ على عدوك بالفضل فإنه أحلى للظفر وتجرع الغيظ فإني لم أرَ جرعة احلى منها عاقبة ولا ألذ مغبّة(4). ولا تصرم(5) أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب، ولن لمن غالظك فإنه يوشك ان يلين لك. ما أقبح القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد الإخاء، والعداوة بعد المودة، والخيانة لمن ائتمنك، وخلف الظن لمن ارتجاك، والغدر بمن استأمن اليك، وان اردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها ان بدا ذلك له يوماً ما. ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه، ولا تضيعنّ حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه. فإنه ليس بأخ من أضعت حقه ولا يكن أهلك اشقى الخلق بك، ولا ترغبن فيمن زهد فيك، ولا تزهدن فيمن رغب إليك إذا كان للخلطة موضعاً، ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى من إلى الإحسان، ولا على البخل أقوى منك على البذل، ولا على التقصير أقوى منك على الفضل. ولا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه]