اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
الإمام الصادق (ع) أبو المذاهب بشهادة أئمتها
يعترف الجميع بأن الإمام الصادق ()أبو المذاهب الفقهية وأستاذ أئمتها !ويروون تعظيم أئمتها وعلمائها للإمام الصادق ()!
1- قال ابن حجر في الصواعق: ( ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان... روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد ، وابن جريح ، ومالك ، والسفيانين ، وأبي حنيفة ، وشعبة ، وأيوب) .
2- قال الشيخ محمد أبو زهرة: (لا نستطيع في هذه العجالة أن نخوض في فقه الإمام جعفر ، فإنّ أُستاذ مالك وأبي حنيفة وسفيان بن عيينة ، لا يمكن أن يدرس فقهه في مثل هذه الإلمامة) . (موسوعة أصحاب الفقهاء:2/30).
3- قال ابن أبي الحديد: (أما أصحاب أبي حنيفة فأخذوا عن أبي حنيفة ، وأما الشافعي فهو تلميذ تلميذ أبي حنيفة ، وأما ابن حنبل فهو تلميذ الشافعي . وأبو حنيفة قرأ على جعفر الصادق وعلمه ينتهي إلى علم جده علي ()).
4 - قالالإمام مالك بن أنس:(ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد ، فضلاً وعلماً وورعاً وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً ، وإما قائماً ، وإما ذاكراً . وكان من عظماء البلاد ، وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم ، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد ، فإذا قال: قال رسول الله ، اخْضَرَّ مرةً واصْفَرَّ أخرى حتى لينكره من لا يعرفه ). (مناقب آل أبي طالب:3/396) .
وقال مالك أيضاً:( اختلفتُ إلى جعفر بن محمد زماناً ، وما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصل ، وإما صائم ، وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته يحدِّث عن رسول الله () إلا على طهارة . وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله ، ولقد حججت معه سنة ، فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يُهِلَّ كاد يغشى عليه فقلت له: لا بد لك من ذلك ، وكان يكرمني وينبسط إلي ، فقال: يا أبن أبي عامر إني أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك ، فيقول: لا لبيك ولا سعديك ! قال مالك: ولقد أحرم جده علي ابن حسين ، فلما أراد أن يقول اللهم لبيك أو قالها ، غُشِيَ عليه وسقط عن ناقته). (التمهيد لابن عبد البر:2/67، وبعضه تهذيب التهذيب:2/88).
ولو سألت مالكاً: ما دامت هذه عقيدتك في أستاذك ، فلماذا أسست مذهباً ضده ولماذا لم ترو عنه في كتابك الموطأ إلا خمسة أحاديث ؟!
فلا جواب له إلا أن المنصور العباسي أمره بذلك ، والمأمور معذور !
9-ترجم الحافظ أبي نعيم إمام الأئمة في حلية الأولياء:3/192، للإمام الصادق () بتفصيل ، وروى موقفه من أبي حنيفة وقياسه ، قال:(الإمام الناطق ذو الزمام السابق ، أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق ، أقبل على العبادة والخضوع ، وآثر العزلة والخشوع ، ونهى عن الرئاسة والجموع... مالك بن أنس قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني ! قال له: أنا أحدثك ، وما كثرة الحديث لك بخير...
عن الهياج بن بسطام قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقي لعياله شئ..
كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم أعزني بطاعتك ، ولا تخزني بمعصيتك . اللهم ارزقني مواساة من قتَّرْتَ عليه رزقه ، بما وسعت عليَّ من فضلك..
هشام بن عباد قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الى السلاطين فاتهموهم...
الأصمعي قال: قال جعفر بن محمد: الصلاة قربان كل تقي . والحج جهاد كل ضعيف . وزكاة البدن الصيام . والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر...الخ.
نصر بن كثير قال: دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر بن محمد فقلت: إني أريد البيت الحرام فعلمني شيئاً أدعو به ، فقال: إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على الحائط ثم قل يا سابق الفوت يا سامع الصوت ويا كاسيَ العظام لحماً بعد الموت ، ثم ادع بما شئت .
أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي قال: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه فعاد فذبه حتى أضجره ، فدخل جعفر بن محمد عليه فقال له المنصور: يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ قال: ليُذَلَّ به الجبابرة !..
يحيى بن الفرات قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة بتعجيله وتصغيره وستره..
روى عن جعفر عدة من التابعين منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأيوب السختياني ، وأبان بن تغلب ، وأبو عمرو بن العلاء ، ويزيد بن عبدالله بن الهاد ، وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريج ، وعبدالله بن عمر ، وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينة وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبدالعزيز بن المختار ، ووهب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان .. في آخرين . وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه .
ثم روى عنه ()عدة أحاديث، منها: يحيى بن العلاء عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال: جاء أعرابي الى النبي() فقال: يا محمد ، أعرض عليَّ الاسلام ، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله . قال: تسألني عليه أجراً؟ قال: لا ، إلا المودة في القربى . قال: قربايَ أو قرباك ؟ قال: قرباي . قال: هات أبايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله ! قال(): آمين .
ومنها،عن جابر أن رسول الله () قال لعلي ():سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك !
عبدالله بن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد فقال لابن أبي ليلى ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين . قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه؟قال: نعم . قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال نعمان ، قال: يا نعمان هل قست رأسك بعد؟ قال كيف أقيس رأسي؟ قال: ما أراك تحسن شيئاً، هل علمت ما الملوحة في العينين والمرارة في الأذنين والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا . قال: ما أراك تحسن شيئاً ، قال: فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟ فقال: ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها ! فقال: أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله () قال إن الله تعالى بمنه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجاباً من الدواب فإن دخلت الرأس دابة والتمست الى الدماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ ، وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شئ ويسمع الناس بها حلاوة منطقه . قال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان . فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر ، فإذا قال إلا الله فهو إيمان . ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدثني أبي عن جدي أن رسول الله()قال: أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس قال الله تعالى له اسجد لآدم ، فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس ! زاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال قتل النفس. قال: فإن الله عز وجل قبل في قتل النفسس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة ، ثم قال: أيهما أعظم الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة ، قال: فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ فكيف ويحك يقوم لك قياسك ؟! إتق الله ولا تقس الدين برأيك) !
5-وسئل أبو حنيفة:( من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد ، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد ، فهئ له مسائلك الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر ، فسلمت عليه فأومأ إلي فجلست ، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة فقال: نعم أعرفه . ثم التفت إليَّ فقال: ألق على أبي عبد الله من مسائلك ، فجعلت ألقي عليه ويجيبني فيقول: أنتم تقولون وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربما تابعنا ، وربما تابعهم، وربما خالفنا جميعاً ، حتى أتيت على الأربعين مسألة فما أخل منها بشئ ! ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا: أعلم الناس ، أعلمهم باختلاف الناس). (مناقب آل أبي طالب:3/378 ، وتهذيب الكمال:5/79، وسير الذهبي:6/258، وكامل ابن عدي:2/132، وغيرها).
(جاء أبو حنيفة ليسمع منه ، وخرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا ! قال: هو كذلك ، ولكنها عصا رسول الله () أردت التبرك بها ، فوثب أبو حنيفة وقال له: أقبِّلُها يا ابن رسول الله؟ فحسر أبو عبد الله عن ذراعه وقال له: والله لقد علمت أن هذا بَشَرُ رسول الله () وأن هذا من شعره ، فما قبلته وتقبل عصاه) ! (المناقب:3/372).
ولو سألت أبا حنيفة: ما دامت هذه عقيدتك في أستاذك ، فلماذا أسست مذهباً ضده ، وخالفت فقه من تعترف بأنه أفقه الناس وأعلم الناس؟!
فلا جواب له ،إلا أن يقول إن قلبه أشرب حب ذلك ثم شجعه المنصور !
ورويَ أن أم أبي حنيفة كانت أمَة الإمام الصادق ()ففيالمناقب:3/372:(قالأبو عبد الله المحدث في رامش أفزاي إن أبا حنيفة من تلامذته ، وإن أمه كانت في حبالة الصادق ()...قال: وكان أبو زيد البسطامي طيفور السقاء خادمه وسقاءه ثلاث عشرة سنة . قال أبو جعفر الطوسي: كان إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار من غلمانه). والبحار:3/373
6- وقال الإربلي في كشف الغمة:2/367: (قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: هو من عظماء أهل البيت وساداتهم ، ذو علم جم ، وعبادة موفورة ، وأوراد متواصلة وزهادة بينة ، وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ، ويستنتج عجائبه ، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه . رؤيته تذكر الآخرة ، واستماع كلامه يزهد في الدنيا ، والإقتداء بهداه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة ، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرّية الرسالة . نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعة من الأئمّة وأعلامهم ، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري ، وابن جريج ، ومالك بن أنس ، والثوري ، وابن عيينة ، وأبي حنيفة ، وشعبة ، وأيوب السجستاني وغيرهم ، وعدوا أخذهم منه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها . إلى أن قال: وأما مناقبه وصفاته فتكاد تفوق عدد الحاصر ، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر ، حتى أنه من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى ، صارت الأحكام التي لا تدرك عللها، والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه وتروى عنه)
7- وقال الإيجي في المواقف:3/638: (وهما سيدا شباب أهل الجنة كما ورد في الحديث ، ثم أولاد أولاده ممن اتفق الأنام على فضلهم على العالمين ، حتى كان أبو يزيد (البسطامي) مع علو طبقته سقاء في دار جعفر الصادق رضي الله عنه . وكان معروف الكرخي بواب دار علي بن موسى الرضا ، هذا مما لا شبهة في صحته ، فإن معروفاً كان صبياً نصرانياً فأسلم على يد علي بن موسى وكان يخدمه ، وأما أبو يزيد فلم يدرك جعفراً بل هو متأخر عن معروف ، ولكنه كان يستفيض من روحانية جعفر). والطرائف في معرفة مذاهب الطوائف/520.
8- (عن عمرو بن أبي المقدام قال: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين ! قد رأيته واقفاً عند الجمرة يقول: سلوني ، سلوني . وعن صالح بن أبي الأسود ، سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي) ! (سير الذهبي:6/257) .