من صدقات السيدة فاطمة المعصومة على الحوزة العلمية في قم المقدسة
بتاريخ : 10-Oct-2010 الساعة : 11:41 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من صدقات السيدة فاطمة المعصومة على الحوزة العلمية في قم المقدسة صيانة وحفظ الحوزة: يقول المرحوم آية العظمى الحاج السيد صدر الدين(رضي الله عنه): تحمّلت بعد المرحوم آية الله العظمى الحائري (رضي الله عنه) مسؤولية امور الحوزة العلمية لمدة، وكنت مسؤولاً عن توزيع الرواتب الشهرية لطلاب العلم، حتى كان أحد الشهور حيث لم يصل الينا شيء من المال، فاضطررت الى الاستقراض وصرفت الراتب الشهري، و هكذا حصل في الشهر الثاني، ولمّا حان موعد دفع الرواتب في الشهر الثالث صرت في موقف صعب فلم تطاوعني نفسي على الاستقراض.جاء بعض الطلاب الى بيتي حيث اضطرتهم الحاجة ليطالبوا بالراتب، فقلت لهم: ليس عندي ايّ مال وأنا الآن مدين بمبلغ كبير. فسألني بعض الطلاب: اذاً مانعمل؟ فلا أمان في المدرسة (حيث كانت حكومه رضاخان آنذاك تمارس ضغوطات كبيرة عليهم) ولايمكننا الرجوع الى أوطاننا، فاذا اجتمع مع كل هذا فقدان الراتب الشهري فان علماء وطلبة الحوزة العلمية سيصيبها الذل والهوان امام الاعداء.ثم تحدث آخرون بكلام طويل بكيت لسماعه، فقلت لهم: أيها السادة، تفضلّوا بالخروج وسأعمل غداً ان شاء الله على توفير الرواتب.ذهب اولئك الطلاب واخذت افكر في الليل، الاّ انني لم اصل الى نتيجة. واخيراً استيقظت في السحر وتوضّأت وتوجهت نحو حرم السيدة معصومة ()، وكان الحرم خالياً من الزائرين. فصلّيت الصبح وقرأت بعض التعقيبات ثم توجهت نحو الضريح المطهر بحالة من التوتر والغضب وتحدثت مع السيدة معصومة (عليها السلام) قائلاً: أيتها العــــمة! أهذا من تقاليد اكرام الضيف ان يموت جوعاً بعض جيرانك من طلاب العـلم: فـاذا استطعت أن تدبـّري الامور فاعمـلي والاّ حوّلي الأمر الى أخيك الـمعظم علـي بن موسـى الرضـا () أو جـدك اميــر الـمؤمنين ()(كناية عن نقل الحــوزة من قـــم الى مشهــــد أو النـــجف الاشرف). تفوّهت بهذه الكــلمات بعصبـــية وخرجت من الحرم المطــهر ودخلت بيت المرحوم آيــة الله الصدر و جلــست بين الغرفة والفناء، وفجأة سمعت طرقاً على الباب، فقلت للطارق: ادخل. ففتح الباب ودخل الخادم العجوز محمد وقال ايها السيد! هناك شخص يلبس قبّعة خاصة بمأموري الدولة وفي يده حقيبة، وهو يريد لقاءك حالاً ويقول بأنه ليس عنده وقت ليراك ثانية. فقلت له: لا أعلم هل عاد السيد من الحرم ام لا فماذا تقول الآن يا سيدي؟قلت للخادم: أدخله عليّ لعلّه يريحني مما أنا فيه (وذلك لأنّ الوقت كان أول الصباح، وكان الخادم العجوز يظن ان هذا الرجل من جلاوزة الحكومة وجاء ليلقي القبض على السيد).وبعد لحظات عاد الخادم ومعه رجل وقور وهو يلبس تلك القبعة الخاصة ويحمل حقيبة بيده. وضع الحقيبة جانباً وخلع قبعته وسلّم عليّ. فرددت . تقدم نحوي وقبّل يدي ثم اعتذر قائلاً: آسف لازعاجك في هذا الوقت. عند مرورنا بالطريق الجبلي المتعرج وقع بصري على قبة السيدة المعصومة واخذت افكر فجأة بأنني في هذه السيارة اسافر في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر فقلت لنفسي: اذا حصل لي حادث ومتّ وتلفت اموالي وبقي دين الله وسهم الإمام بذمّتي فماذا سأفعل؟ (يبدو انه في الوقت الذي كان المرحوم آية الله الصدر يعرض حاجته على السيدة معصومة () مرّت هذه الافكار في ذهن هذا الرجل المؤمن) ثم اضاف قائلاً: ولهذا فحينما وصلنا قم طلبت من السائق أن يتوقف قليلاً ليتمكن المسافرون من أداء الزيارة و أحضر أنا بخدمتك. قال المرحوم السيد: فعدّ هذا الرجل أمواله وظهر انّ عليه أن يدفع مبلغاً كبيراً كحقوق شرعية، ففتح حقيبته ودفع ما بذمته. وقد استطعت علاوة على أداء الديون السابقة ودفع الرواتب لذلك الشهر ان أدفع الرواتب الشهرية للطلاب على مدى سنة كاملة. توجهت نحو حرم السيدة ودخلت الى ضريحها () وقدّمت اليها آيات الشكر
توقيع عبـد الرضا
أفصبراً يا صاحب الأمر والخطب جليل يذيب قلب الصّبور
كيف من بعد حمرة العين منها تهنى بطرفٍ قرير !!
فإبكِ لها وإزفر لها فإنّ عداها منعوها من البكاء والزّفير !