اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللاءات الثلاثة .. لطرد التعاسة !!--------------------------------------------------------------------------------
((( لا تغـــــــضب ..... لا تتســــــرع .... لا تيـــــــــأس )))
- من أجل حياة عنوانها السعادة حاول أن تعيش هذه الحياة وكأنها مدرسة مليئة بالدروس تفهمها قبل أن
تحفظها .. تستوعبها قبل أن تذهب من بين نظراتك وانت تلقي النظر عليها ... تعتبر التجربة فيها برهان
لإثبات نظريات الحياة حتى لا تقع في فخ الأخطاء المتكررة فتصبح حياتك سوداوية اللون عديمة الفائدة
وصعبة المراس !!
تعلم كيف تصيغ الحياة وتستسيغ نكهتها .. تعلم متى تزيد السكر فتطعم المذاق الحلو .. ومتى تقلل السكر فتحدث التوازن المطلوب ... تعلم أن تشربها مرة ذات مرة حتى تتعرف على الفرق فتتعلم .. فليس الخطأ
أن تتذوق مرارة الأشياء بل الخطأ أن تستأنس على ذلك المذاق فتصبح الأمور لديك إعتيادية ولا تعرف قيمة
السكر .. والسكر هنا أقصد به الأشياء الجميلة التي تحلي حياتنا كالإبتسامة .. كمساعدة المحتاجين .. كأشياء
جميلة نرسم من خلالها البسمة على وجوه الآخرين فتخلق بدواخلنا مذاقا رائعا ونكهة لا مثيل لها .
- لا تغــــــــــضب .. أيها الإنسان لأنك لن تبلغ مرادك إن غضبت ولن تحقق أهدافك إن فعلت .. ولن تغير
الأحداث إن ثارت ثائرتك ... على العكس تماما قد يفقدك الغضب ما تملكه أنت من أشياء جميلة .. فبعض
الناس تأخذهم ردود أفعالهم فيعبرون عن الغضب بأسلوب شديد اللهجة وبتصرف يزيد الطين بلة !! فهل
هذا سيجعلهم ينجحون في الوصول لما هم أرادوه ..!! أم هل هذا سيجعل حالهم أفضل أما أن هذا سيزيد
من وتيرة الغضب لديهم !! قليل من التفكير قبل أن نغضب يجعلنا نكون في منآى عن وضع أنفسنا في مواقف
محرجة تجعل صورتنا مشوهة وتجعل الغضب يفتح علينا أبوابا من اللوم والعتب .. برغم أن الغضب يا أصدقائي ويا أحبابي هي عاطفة إنسانية موجودة في البشر .. وأحيانا يقول أطباء علم النفس أن من لا
يغضب فإن لديه مشكلة في أحاسيسه ومشاعره .. ولكن هم لا يقصدون بطبيعة الحال الغضب الغير مبرر
الذي يسوقك إلى طرق وعرة ومتاهات وأنفاق لا حدود لها ... فحتى التعبير عن الغضب له فن خاص وأسلوب بسيط ..فالإستياء هو تعبير متزن عن الغضب ... والرفض هو تعبير مهذب عن الغضب ... كل هذا
يختلف تماما عن الثورة الحادة وهي تختلف تماما من شخص لآخر وفقا للمتغيرات الفسيولوجية والبيولوجية
للإنسان ... لذلك كن إيجابيا وعبر عن غضبك بالمنطق وليس بالعداء والثورة والإنفعال !! وقد أكد أكثر أطباء
علم النفس أن الإنسان لا يمكن أن يتجنب الأشياء التي تثير غضبه وذلك وفقا لسيكولوجية ونمط الفرد ولكنه
حتما يملك القدرة على تعلم كيفية التحكم في ردود أفعاله وتصرفاته ... ومن المهم جدا أن نتعلم كيف نتحكم
وندير تصرفاتنا عندما نغضب فهناك من يرى أنه ينفس عن نفسه عندما يعبر عن غضبه بالطريقة التي تروق له وهو أمر كارثي في الحقيقة لأن ذلك لا يمنحنا الحق في إيذاء الآخرين أو إعتبارها كرخصة إذا صح التعبير
يقول النبي صلى الله عليهوآله وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب(رواه البخاري)
- لا تتســــــــــــرع .. أيها الإنسان بل إجعل خطواتك محسوبة ومتأنية .. لا تتسرع لكي لا يفوتك شيء كنت
تنتظره .. ولا تتسرع وفرق جيدا بين السرعة في إنجاز الأمور والسرعة في تنفيذ المهام وبين التسرع الذي
قد يقودك حتما لأخطاء تشوه العمل وتجعلك محل نقد !! التريث في كل أمور حياتنا هي من اوليات النجاح
ومن أساليب التقدم والتطور .. لا تتسرع في عملك .. لا تتسرع في حكمك على الآخرين .. لا تتسرع في ظلمك لصديق أو لقريب .. لا تتسرع في إنهاء حياتك أيها الزوج أيتها الزوجة .. لا تتسرع في تحديد مصير مستقبلك
المهني .. والتسرع يرتبط إرتباطا كبيرا بالغضب إذ يعتبر كلاهما عاملان مؤثران على الآخر وإن كان الغضب
أحيانا يؤدي إلى التسرع وبعد التسرع يحصل الغضب على حالنا وعلى تصرفنا الذي نكتشف لاحقا أنه لم يكن
في محله الصحيح ... وسأحكي لكم قصة قرأتها فيها من العبرة الشيء الكثير فإليكم القصة المعبرة :
قصة تدور حول التهور و التسرع
التهور والتسرع
ُذات يوم وبينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدةفوجئ بابنه ذو الستة سنوات يلتقط حجراً ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارةوفي قمة غضبه، إذا بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات بدون أن يشعر أنه كان يستخدم 'مفتاح انجليزي'(مفك يستخدمه عادة السباكين في فك وربط المواسير) ويبدو ان الاب كان في فورة غضب شديدة على سيارته الجديدة التي كلفته الاف الدولارات لهذا كانت الضربات قاسية و قوية مما أدى إلى بتر أصابع الأبن في المستشفى كان الأب في غاية الألم كان الابن يسأل الأب دائما متى سوف تنموا أصابعي ثانية يا ابي ؟هذه السؤال كان كافيا لتمزيق قلب الاب كل يوم فيحترق حسرة وندما وترك الاب المستشفى عائدا للبيت وتوجه إلى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الأبن فوجده قد كتب (( أنا أحبك يا أبي )) !!!!
التأني والحلم والرفق والوقار ومجاهدة النفس دليل رجاحة العقل واتزان النفس وعلي العكس و النقيض من ذلك فإن التهور و الاندفاع و الطيش والهوى و السفه والعجلة دليل خفة العقل وجهالة النفس ويظهر التهور والتسرع جليا في سرعة الغضب من توافه الأمور وابسطها وإظهار الجزع من أدنى ضرر والسب الفاحش، أو استعمال العبد قواه فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي !!
- لا تــــــــــيأس .. أيها الإنسان فالأمل هو مفتاح الحياة وبهجتها .. لا تيأس لأنك لن تحقق أحلامك مالم تزرع
الأمل وتقطف ثمارها بالعمل .. لا تيأس لكي لا تجعل الإحباط والإكتئاب يتمكن منك فتصبح حياتك مبتورة الأمل
إصنع من داخلك قوة وعزيمة وإصرار وتحدى العواقب والتيار ... ولا تجعل اليأس هو الإختيار !! وتذكروا
دوما قول الله تعالى : (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) [يوسف:87].
فالله سبحانه وتعالى يزرع فينا روح الأمل فكيف لنا أيها الأحبة أن نقنط ونييأس من روح الله ... كيف يقول
الكثير أن حظي أسود أو أن حظي أغبر .. أو نصيبي منيل بستين نيلة !!! كلمات كثيرة نسمعها واستغفر الله
العلي العظيم كيف نقول هذا والله سبحانه وتعالى يغرقنا بالنعم ويمتعنا بكل ما لدينا .. الا يفتح هذا كله باب
الأمل حتى لو قفلت الأبواب لحظة فلا يعني هذا أن نركن إلى اليأس والقنوط ... فلا تقتلوا الأمل بداخلكم
حتى لو ضاقت بكم وتذكروا هذا القول الجميل :
فالليل وان طال لابد للصبح أن يظهر
والهم وان زاد لابد له أن ينجلي
والغم وان عاد لابد له أن ينقضي
وأخيرا أيها الأحبة إذا عملنا قدر المستطاع على تجنب هذه الأمور الثلاثة وجعلناها من اللاءات في حياتنا
بإذن الله سنعرف طريق السعادة بعد توفيق الله عز وجل ....فلنبدأ من اليوم نعمل بما جاء في هذا المقال
علنا نرسم طريق جميل في حياة جديدة .. نرسمها نحن بأيدينا .. ونقول بأعلى الصوت بعد اليوم .. لا غضب
لا تسرع .. ولا يأس .