اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يا دائم الفضل على البرية
يا باسط اليدين بالعطية
يا صاحب المواهب السنية
صلى على محمد وآل محمد
خير الورى سجية
وغفرلنا ياذا العلى في هذه العشية
الإمام الرضا مظهر الولاية الكلية الإلهية و ثامن الأئمة وضامن الجنة الحاوي لجميع العلوم علي
بن موسى الرضا ، الذي لمن زاره على بعد مداه بالجنان، لقد أشرقت الأرض بنور ربها
منذ أن ولد شمس الشموس وأنيس النفوس السلطان سلام الله عليه.
من كراماته، قال الفضل بن الربيع لما اصطبح الرشيد يوما استدعى حاجبه فقال له امض إلى علي
بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس وألقه في بركة السباع فما زلت ألطف به وأرفق ولا يزداد إلا
غضبا وقال والله لئن لم تلقه إلى السباع لألقينك عوضه قال فمضيت إلى علي بن موسى الرضا فقلت
له إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وبكذا قال افعل ما أمرت به فإني مستعين بالله تعالى عليه وأقبل
بهذه العوذة وهو يمشي معي إلى أن انتهيت إلى البركة ففتحت بابها وأدخلته فيها وفيها أربعون سبعا
وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي وعدت إلى موضعي فلما انتصف الليل أتاني
خادم فقال لي إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال لعلي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت
منكرا فإني رأيت البارحة مناما هالني وذلك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي وبأيديهم سائر
السلاح وفي وسطهم رجل كأنه القمر ودخل إلى قلبي هيبته فقال لي قائل هذا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب صلوات الله عليه وعلى أبنائه فتقدمت إليه لأقبل قدميه فصرفني عنه فقال {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ} (محمد:22) ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت
مذعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتني أن ألقي علي بن موسى للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت
إي والله فقال امض وانظر ما حاله فأخذت الشمع بين يدي وطالعته فإذا هو قائم يصلي والسباع
حوله فعدت إليه فأخبرته فلم يصدقني ونهض واطلع إليه فشاهده في تلك الحال فقال السلام عليك يا
ابن عم فلم يجبه حتى فرغ من صلاته ثم قال وعليك السلام يا ابن عم قد كنت أرجو أن لا تسلم علي
في مثل هذا الموضع فقال أقلني فإني معتذر إليك فقال له قد نجانا الله تعالى بلطفه فله الحمد ثم أمر
بإخراجه فاخرج فقال فلا والله ما تبعه سبع فلما حضر بين يدي الرشيد عانقه ثم حمله إلى مجلسه
ورفعه فوق سريره وقال يا ابن عم إن أردت المقام عندنا ففي الرحب والسعة وقد أمرنا لك ولأهلك
بمال وثياب فقال له لا حاجة لي في المال ولا الثياب ولكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم وذكر له
قوله فأمر له بصلة وكسوة ثم سأله أن يركبه على بغال البريد إلى الموضع الذي يحب فأجابه إلى
ذلك وقال لي شيعه فشيعته إلى بعض الطريق. (البحار 48/154)
عن العسكري عن أبيه عن جده (ع) أن الرضا علي بن موسى لما جعله المأمون ولي
عهده احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا (ع) يقولون انظروا لما
جاءنا علي بن موسى وصار ولي عهدنا فحبس الله تعالى عنا المطر واتصل ذلك بالمأمون فاشتد
عليه فقال للرضا (ع) قد احتبس المطر فلو دعوت الله عز وجل أن يمطر الناس قال الرضا (ع) نعم
قال فمتى تفعل ذلك وكان ذلك يوم الجمعة قال يوم الاثنين فإن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم
أتاني البارحة في منامي ومعه أمير المؤمنين (ع) وقال يا بني انتظر يوم الاثنين فابرز إلى
الصحراء واستسق فإن الله عز وجل سيسقيهم وأخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون حاله ليزداد
علمهم بفضلك ومكانك من ربك عز وجل فلما كان يوم الاثنين غدا إلى الصحراء وخرج الخلائق
ينظرون فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل البيت فتوسلوا
بنا كما أمرت وأملوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك فاسقهم سقيا نافعا عاما غير رائث
ولا ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم ومقارهم قال فو الله
الذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس
كأنهم يرون التنحي عن المطر فقال الرضا (ع) على رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم إنما هو
لأهل بلد كذا فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد وبرق فتحركوا فقال
على رسلكم فما هذه لكم إنما هي لأهل بلد كذا فما زال حتى جاءت عشر سحابات وعبرت ويقول
علي بن موسى الرضا (ع) في كل واحدة على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لأهل بلد كذا ثم أقبلت
سحابة حادية عشر فقال أيها الناس هذه بعثها الله عز وجل لكم فاشكروا الله تعالى على تفضله عليكم
وقوموا إلى منازلكم ومقاركم فإنها مسامتة لكم ولرئوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقاركم ثم
يأتيكم من الخير ما يليق بكرم الله تعالى وجلاله ونزل من المنبر فانصرف الناس فما زالت السحابة
ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية والحياض والغدران
والفلوات فجعل الناس يقولون هنيئا لولد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم كرامات الله عزوجل
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
موضوع مفعم بالأنوار الرضوية
وفق الله كاتبه لزيارة الإمام الرضا صلوات الله عليه
بحق غريب الغرباء وبعيد المدى
وجميع من في المنتدى
شعاع المقامات