اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بين الوحدة وثقل الانتقال
كان خبرا مفاجأ لنا، وذا وقعا أليما على قلوبنا. خاصة بعد تلك السنوات الطويلة التي مرت، ونحن في انتظار فرصة كهذه، وقد تمكنا من سداد ديوننا. كمزارع ينتظر ريع محصوله، بعد العناية المستمرة والجهد المضاعف.
كانت الأنظار في قريتنا معاكسة لرغبتنا، والرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.
في تلك الفترة المتأخرة من شهر رمضان المبارك، كانت العدوى الدينية عارمة وعامة، قل أن ينجو منها إلا من لم تكتب له، أو لم يكن موفقا لاستقبال الرحمة اللاهية.
كان صعبا علينا تغيير وجهتنا وركوب الموج المتدفق، بعد أن استقرت الآراء وتهيأت القلوب، لاستقبال الرحمات من تلك البقعة الطاهرة المباركة. ولكن كيف لنا بالقدرة على التجديف عكس التيار!
رآها مسؤول الحملة فرصة مؤاتية وجوهرة ثمينة، بعد أن أنشب مخالبه في العربون، وتخوف من فقدان الزبون، فقال متفائلا: وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، اقترح عليكم عدم تفويت الفرصة من زيارة غريب الغرباء وبعيد المدى(ع)، بعد أن فاتتكم زيارة جده شهيد كربلاء(ع).
راقت لنا الفكرة ولم نود المجازفة بخير في اليد، مقابل تجارة مستقبلية لا يعلم متى يحين حصادها، وبديل بذات القداسة قد لا يتكرر مرة أخرى. فتم له ما أراد، أو أرادت مشيئة الله تعويضنا.
لكن خرجت لنا مشكلة من تحت الركام، عندما انقشع عنها رماد النسيان، بعد ما غابت عنا في خضم الأحداث وتسارعها.
هل نصطحب الأبناء ونتحمل المصاريف الإضافية التي لا قبل لنا بها، أم نتركهم خلفنا يواجهون الوحدة وثقل الانتقال بين بيوت الأقارب؟
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية