اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم يا كريم .
فاطمة وعلاقتها بالنبوة
من القضايا المهمة التي يهمنا البحث عنها هو ارتباط فاطمة الزهراء بمقام النبوة الخاتمية ومن يمثل هذه الخاتمية أعني بذلك شخص رسول الله محمد وسلم ، ولا بد لنا ونحن نر توي من الماء العذب لفاطمة واللآلىء المتناثرة في حياتها ان نقف مع مقامها والارتباط الوثيق لهذا المقام بالنسبة للنبوة ، والذي ينقدح في الذهن القاصر لصحاب هذا القلم ان هناك عدة أدلة وشواهد تثبت ان لفاطمة ارتباط وثيق بالنبوة ، وهذا الارتباط تارة يتمثل على نحو الابوة لهذه الصديقة الطاهرة وتارة آخرى على شكل حب لهذه النسمة الطيبة ومرة اخرى على الارتباط العقائدي لها ، وسوف نعطي عدة شواهد وادلة على ذلك ، ومن خلال استقراء واستنطاق بعض الكتب الروائية والتاريخية التي تروي لنا قضية الزهراء وارتباطها بشخص النبي وسلم من جهة وبمقام النبوة من جهة أخرى ، أما كيف يكون هذا الارتباط بالنبوة ومقامها ، فنقول :
وردت عدة شواهد على هذه المسألة من القرآن الكريم ولكن نكتفي على شاهد قرآني واحد وهو الآية 57 من سورة الاحزاب ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا ... ) فهذه الآية الشريفة وكما تبيّن لنا لها ارتباط بمسألة أذى رسول الله وسلم ونحن نعلم انه ورد في الحديث الشريف عنه وسلم انه ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ، وكذلك قوله وسلم من آذى مؤمنا فقد أذاني ، فهذه الأحاديث تثبت مسألة أذى رسول الله ولقد حدثنا التاريخ كيف ان القوم عندما بعث الرسول وسلم بمكة كيف آذوه وطردوه من دياره والأكثر من ذلك نجد ان الكثير من النصوص عند العامة والخاصة قد بينت ان الرسول وسلم قد آذوه القوم بعد مماته في إبنته فاطمة تبين وتؤكد على حقيقة ثابتة ولا ينكرها إلا معاند أو منافق وهي أنهم قد أذوا رسول الله وسلم في ذريته ، فكانت الاحاديث المروية عنه تمثل الدعامة العظمى لارتباط أقرب الناس إليه وهي فاطمة الزهراء ، ولا نقصد من ارتباط الصديقة الطاهرة به مجرد لانه والدها كلا بل هناك أمور غيبية قد ذكرت بعض الروايات اسرارها وكما بينا في بعض أحاديثنا كحديث الاقرار بفضل فاطمة جميع الأنبياء وانه ما تكاملت نبوة نبي حتّى أقرّ بفضلها ومحبتها ... ممّا يدل على ارتباطها بالنبوّة العامّة كارتباطها بالنبّوة الخاصّة ...
وغير ذلك من الأحاديث في هذا المضمار ، وان كان رسول الله وسلم إكراماً عظيماً أكثر مما كان الناس يظنونه وأكثر من أكرام الرجال لبناتهم حتى خرج بها عن حد الآباء للأولاد ، فقال بعض الخاص والعام مراراً لا مرة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : إنها سيدة نساء العالمين ... وإنها إذا مرت في الموقف نادى منادٍ من جهة العرش : يا أهل الموقف : غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد وسلم . وهذا من الاحاديث الصحيحة . وعليه لابد من ذكر بعض النصوص التي تبين لنا مقام فاطمة من الرسول الأكرم وسلم .
* لفقد جاء في حديث طويل عن سعد بن أبي وقاص انه قال : سمعت رسول الله وسلم يقول : فاطمة بضعة مني ، من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة أعز الناس علّي .
* وروي النسائي باسناده عن السور بن محزمة ، قال : « سمعت رسول الله وسلم وهو على المنبر يقول « فاطمة هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها ، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله » .
* وروى أحمد بأسناده عن المسور ، قال : قال رسول الله وسلم « فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما قبضها وأنه تنقطع يوم القيامة الانساب والاسباب إلا نسبي وسببي » .
* وروي عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله وسلم : ان فاطمة شعرة مني ، فمن آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات والأرض .
* عن عبدالله بن زبير عن النبي وسلم في حديث : انها ـ فاطمة ـ بضعة منيء يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها . وكثيرة هي الاحاديث التي تروي لنا ارتباط الزهراء وظلمها وأذيتها برسول الله وسلم ، ولئلا يطول المقام بنا ولا نخرج عن هذا الكتاب نكتفي بهذه الاحاديث ونقول :
إنّ كلام الرسول وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى هذا يدل على انه ليس غضبه بأعتبار انه والدها ، لا وانما غضب النبوة ومقامها السامي الذي تمثل السماء ونحن نعلم أيضاً انه أذى فاطمة ايضاً الله تبارك وتعالى ، وإلا لامعنى ان يغضب الرسول ـ وسلم ـ لانه أباها الشخصي فقط لانه في مثل هذه الحالة سوف تكون العصبية لها بأعتبار القرابة وانما يؤكد الرسول من خلال هذه الاحاديث على حقيقة مهمة جداً وهي مسألة عصمة فاطمة لانها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذياً له صلى الله عليه وآل وسلم على كل حال لذا ثبتت لها العصمة من خلال أقوال الرسول وسلم في حقها . ويظهر ايضاً من خلال الحديث المروي في حق فاطمة عن أبي جعفر يقول :
« ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس ، والطير والوحوش والأنبياء حتى أقرّ بفضل فاطمة وحجيتها » حيث نستفيد من هذين الحديثين ان فاطمة كانت مرتبطة بنبوة الأنبياء السابقين قبل نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم ، فهي ـ أي النبوة ـ لم تكتمل في أي نبي من الأنبياء حتى أقر بفضل فاطمة وحجيتها ، وهذا يدل انها كانت مفروضة الطاعة على جميع الأنبياء وكما تبين لنا من خلال البحوث المتقدمة في هذا الأمر .