|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
قراءةٌ في حركة الإمام الجواد عليه السلام
بتاريخ : 09-Nov-2010 الساعة : 05:21 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قراءة في حركة الإمام الجواد عليه السلام
للنشر إذا كان صالحاً
كاظم الحسيني الذبحاوي
ربّ سائل يسأل : أين تراث الإمام الجواد(ع) وقد تلمذ عليه مائة واثنان؟؟ تذكر الأخبار أنهم : مائة رجل وامرأتان؟؟
فلو فرضنا أنّ واحداً منهم حفظ حديثان من أحاديثه (ع) لتجمع عندنا تراثٌ بلغ مجلـّداً واحداً في الأقل ؟؟!!
لماذا نجد أن ذخيرة الشيعة تخلو من تراث هذا الإمام المظلوم،فلم تحتوِ إلاّ على مجموعة يسيرة من الأحاديث تتردد على ألسن الخطباء كل سنة مرّة ؟؟!!
وهل أنَّ وراء الأكمة ما وراءها،أم أنّ إخفاء هذا التراث جاء هكذا اتفاقاً ؟؟!!
السؤال الثاني : هل صحيح ما يذكره الخطباء في كل عام مرّة، من أنّ الإمام الجواد (ع) اعتزل السياسة، كما اعتزلها آباؤه من قبل؟؟ وإذا اعتزلها، فلماذا اغتالته السلطة العباسية ؟؟ هل أن سبب الاغتيال هو الحقد الشخصي بين آل علي وبين آل العباس ؟؟ أم أنّ سبب موته كان على أثر خلاف عائلي بين زوجته الأولى ،وبين زوجته الثانية،بحسب ما تروجه أجهزة إعلام السلطة العباسية ؟!!
وللخوض في هذا المواضيع بنحو من الإجمال، لابدَّ أن نعرف حقيقة أن السلطة العباسية تتوجس كثيراً من حركة الإمام الجواد (ع)، حتى وكأنَّ السلطة أسست مركزاً للدراسات الاستخباراتية ـ بحسب تعبير اليوم ـ قدّم نصيحة للبلاط بضرورة استقدام هذا الشاب من المدينة إلى بغداد ليكون تحت عين السلطة ، وتحديداً تخضع حركاته لتقييم هذا المركز المحتمل ليقدم توصياته إلى القصر مباشرة .وقد يكون من توصيات هذا المركز المعلوماتي ضرورة أن تجعل السلطة (سفيراً مقيماً) في بيت الإمام يُحصي عليه أنفاسه وتحركاته وعلاقاته، ثم يتولى هذا المركز تلقي التقارير الدورية من هذا السفير المقيم، فيما يشبه استمارة الاستبيان الإحصائية،ليقوم بتبويبها وتحليلها وتقديم التوصيات بشأنها ،ولقد وقع اختيار المركز على ابنة المأمون المسماة بأم الفضل، لتقوم بهذه المهمة الإستخباراتية على أحسن وجه !
هذا من جهة ،ومن الجهة الأخرى دفع غوائل الثورات والانتفاضات التي يقوم بها العلويون وشيعتهم عن مرمى القصر العباسي، حيث إنّ شأن وجود الإمام المعصوم في مجلس القيادة في بغداد يضمن تفتيت حدّة هذه الثورات في أقل تقدير.
بعبارة أخرى أراد المأمون العباسي، وبما عنده من حنكة معهودة، أن يضفي مشروعية لحكمه،أمام الشارع الشيعي الملتهب بين الفينة والفينة !
وللأسف الشديد فقد انطلت على الجماهير هذه اللعبة السلطوية، كما انطلت على قطاعات واسعة منهم لعبة نظرية الواقفة التي اندلعت بعد استشهاد الإمام الكاظم(ع)،ولعبة ولاية العهد التي صدّق بها الناس أول أمرها !!
ولعل هذا هو السبب الذي دفع المنابر أن تصدع بمقولة اعتزال الإمام الجواد(ع) عن السياسة ،لأنّ القائمين على هذه المنابر ينظرون إلى العمل السياسي بمنظار الحاكم المتسلط فقط ، فقد خلطوا، كمايخلطون اليوم ، بين التصدي المباشر لعملية الإدارة والحكم، وبين ترتيب الأوضاع السياسية في كواليس المشهد السياسي، فتوهموا أن الجواد (ع) اعتزل العمل السياسي بمجرد عدم رؤيتهم له أنه لم يتسنم منصباً إدارياً تغدقه السلطة عليه ، وتلك إشكالية كبيرة أنتجتها ماكنة العباسيين الإعلامية وصدَّقت بها الجماهير المغيبة عن الحقائق !!
فمن مجموع الأخبار يتحصل لنا أنّ الدافع الحقيقي الذي دفع المعتصم بن هارون الرشيد أن يقوم بتصفية الإمام الجواد تصفية جسدية عن طريق دس السم في الطعام هو إحساسه الأكيد بقيام هذا الشاب العلوي(ع) بتأسيس هيكل تنظيمي مستتر يقوم بمختلف المهام، عن طريق شبكة الوكلاء المنتشرة في أرجاء العالم الإسلامي آنذاك،يتمكن،فيما لو أتيحت له الظروف الموضوعية نتيجة التخلخل المحتمل في الهيكل التنظيمي الرسمي ،من تقويض دعائم العباسيين في مرحلة قادمة محتملة ،وليس أدل على صحة ها الافتراض من استجابة المتوكل العباسي لمتغيرات البيئة السياسية بفعل ضغوطات الثورات التي تجيء رداً على تفشي الفساد الإداري والمالي في جسد الدولة العباسية ،وذلك حينما نقل العاصمة العتيدة بغداد وأحلَّ محلها سرّ من رأى، التي شيّد في قلبها برجاً عظيما للمراقبة على شكل ملوية متدرجة خوفاً من سطوة (صاحب الزنج) الذي أقض مضاجع الحكام ردحاً من الزمن !!
كاظم الحسيني الذبحاوي ـ العراق
|
آخر تعديل بواسطة كاظم الحسيني الذبحاوي ، 09-Nov-2010 الساعة 05:24 AM.
سبب آخر: تصحيح الفعل المضارع ( تخلو)
|
|
|
|
|