- الحافظ ابن مردويه المولود (323هـ- 416هـ) أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ أنّها نزلت يوم غدير خُمّ في عليّ بن أبي طالب. وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنّه قال:
كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ إنّ علياً مولى المؤمنين- ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾3.
وروى بإسناده عن ابن عبّاس قال: لمّا أمر الله رسوله صلّى الله عليه وآله أن يقوم بعليّ فيقول له ما قال، فقال: يا ربّ، إنّ قومي حديث [حديثوا] عهد بجاهليّة [بالجاهليّة]، ثمّ مضى بحجّه فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خُمّ أنزل الله عليه: ﴿يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ..﴾. فأخذ بعضد عليّ ثمّ خرج إلى الناس فقال: أيها الناس، ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهمّ من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ مَنْ والاهُ، وعادِ مَنْ عاداهُ، وأعِنْ مَنْ أعانَهُ، واخذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وانصرْ مَنْ نَصَرَهُ، وأحِبَّ مَنْ أحَبَّهُ، وأبغضْ مَنْ أبغَضَهُ. قال ابن عبّاس: فوجبت والله في رقاب القوم.
وقال حسّان بن ثابت:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخُمٍّ وأسمع بالرسول مناديا
يقول: فمَنْ مولاكم ووليّكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا:
إلهكَ مولانا وأنت وليّنا ولم ترَ منّا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا عليّ، فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
وروى عن زيد بن عليّ أنّه قال: لمّا جاء جبرائيل بأمر الولاية، ضاق النبيّ صلّى الله عليه وآله بذلك ذرعاً، وقال: قَومي حديثو عهد بالجاهليّة فنزلت الآية.
6- أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى (427هـ) أو (437هـ) روى في تفسيره "الكشف والبيان" عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (الإمام الباقر) أنّ معناها: بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك في فضل عليّ. فلما نزلت أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ، فقال: مَنْ كُنتُ مَولاهُ فعَلِيٌّ مَوْلاهُ.
وقال: أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد القايني، نا أبو الحسين محمّد بن عثمان النصيبي، نا أبو بكر محمّد بن الحسن السبيعي، نا عليّ بن محمّد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصّاص، نا حسين بن حكم، نا حسن بن حسين، عن حبان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ..﴾، قال: نزلت في عليّ، أمَر النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ فقال: مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ من والاهُ، وعادِ من عاداهُ4.
7- الحافظ أبو نعيم الأصبهاني المتوفّى (430هـ) روى في تأليفه ما نزل من القرآن في عليّ: عن أبي بكر بن خلاد عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون عن عليّ بن عابس عن أبي الحجاف والأعمش عن عطية، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عليّ يوم غدير خُمّ5.
8- أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفّى (468هـ) روى في عن أبي سعيد محمّد بن عليّ الصفّار عن الحسن بن أحمد المخلدي عن محمّد بن حمدون بن خالد عن محمّد بن إبراهيم الحلواني عن الحسن بن حمّاد سجادة عن عليّ بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خُمّ في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه6.
9- الحافظ أبو سعيد السجستانيّ المتوفّى (477هـ) في كتاب الولاية بإسناده من عدّة طرق عن ابن عبّاس قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يبلّغ بولاية عليّ فأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ..﴾. فلمّا كان يوم غدير خُمّ قام فحمد الله وأثنى عليه، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: صلّى الله عليه وسلّم: فمن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ مَنْ والاهُ، وعادِ مَنْ عاداهُ، وأحبّ مَنْ أحبّه، وأبغضْ مَنْ أبغضَهُ، وانصرْ مَنْ نَصَرَهُ، وأعزّ مَنْ أعزَّهُ، وأعنْ من أعانه.
10- الحافظ الحاكم الحسكاني أبو القاسم روى بإسناده عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس وجابر الأنصاريّ قالا: أمر الله تعالى محمّداً صلّى الله عليه وسلّم أن ينصب علياً للنّاس فيخبرهم بولاية [بالولاية]، فتخوّف النبيّ أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله: ﴿يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ..﴾. فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بولايته يوم غدير خُمّ7.
11- الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعيّ المتوفّى (571هـ) أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدريّ أنّها نزلت يوم غدير خُمّ في عليّ بن أبي طالب8.
12- أبو الفتح النطنزي أخرج في الخصائص العلويّة بإسناده عن الإمامين محمّد بن عليّ الباقر وجعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهم قالا: نزلت هذه الآية يوم غدير خُمّ.
13- أبو عبد الله فخر الدين الرازي الشافعيّ المتوفّى (606هـ) قال: العاشر: نزلت الآية في فضل عليّ، ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال: مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ مَنْ والاهُ، وعادِ مَنْ عاداهُ. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصحبتَ مولايَ ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ. وهو قول ابن عبّاس، والبراء بن عازب، ومحمّد بن عليّ9.
14- أبو سالم النصيبي الشافعي المتوفّى (652هـ) قال: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمّى بـ"أسباب النزول" يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خُمّ في عليّ بن أبي طالب10.
15- الحافظ عز الدين الرسعني11 الموصلي الحنبليّ (589هـ-661هـ) روى في تفسيره عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية أخذ النبيّ بيد عليّ فقال: مَنْ كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ مَنْ والاهُ، وعادِ مَنْ عاداهُ12.
16- شيخ الإسلام أبو إسحاق الحمويني المتوفّى (722هـ) أخرج في فرائد السمطين عن مشايخه الثلاث: السيّد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، وبدر الدين محمّد بن محمّد ابن أسعد البخاريّ بإسنادهم عن أبي هريرة أنّ الآية نزلت في عليّ.
17- السيّد علي الهمدانيّ المتوفّى (786هـ) قال في مودّة القربى: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أقبلتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خُمّ نودي الصلاة جامعة، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرة وأخذ بيد عليّ وقال: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. فقال: ألا مَنْ أنا مولاهُ فعليٌّ مولاهُ، اللهمّ والِ مَنْ والاهُ، وعادِ مَنْ عاداهُ. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال: هنيئاً لك يا عليّ بن أبي طالب، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ. وفيه نزلت: ﴿يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليكَ من ربّك﴾.>>>>