وقال المفيد وصاحب المناقب بعد ذلك: وكان نافع بن هلال البجلي يقاتل قتالا شديدا ويرتجز ويقول: أنا ابن هلال البجلي أنا على دين علي ودينه دين النبي فبرز إليه رجل من بني قطيعة، وقال المفيد: هو مزاحم بن حريث، فقال: أنا على دين عثمان، فقال له نافع: أنت على دين الشيطان، فحمل عليه نافع فقتله فصاح عمرو بن الحجاج بالناس: يا حمقى أتدرون من تقاتلون؟تقاتلون فرسان أهل المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين لا يبرز منكم إليهم أحد إلا قتلوه على قلتهم، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم، فقال له عمر بن سعد - لعنه الله: الرأي ما رأيت فأرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم، وقال: لو خرجتم إليهم وحدانا لأتوا عليكم مبارزة.
ودنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسين (ع) فقال: يا أهل الكوفة ألزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام، فقال الحسين (ع): يا ابن الحجاج أعلي تحرض الناس؟أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتم عليه؟والله لتعلمن أينا المارق من الدين، ومن هو أولى يصلى النار.
ثم حمل عمرو بن الحجاج لعنه الله في ميمنته من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة وانصرف عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريع وقال محمد بن أبي طالب: فسقط إلى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسين، ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين (ع): رحمك الله يا مسلم " فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " ثم دنا منه حبيب فقال: يعز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة، فقال له قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب: لولا أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بكل ما أهمك فقال مسلم: فاني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين (ع) فقاتل دونه حتى تموت، فقال حبيب: لأنعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه.
قال: وصاحت جارية له يا سيداه يا ابن عوسجتاه فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله: ثكلتكم أمهاتكم أما إنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون عزكم، أتفرحون بقتل مسلم ابن عوسجة أما والذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تلتام خيول المسلمين ثم حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة، فثبتوا لهز.
وقاتلهم أصحاب الحسين (ع) قتالا شديدا وإنما هم اثنان وثلاثون فارسا، فلا يحملون على جانب من أهل الكوفة إلا كشفوهم، فدعا عمر بن سعد بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة، فاقتبلوا حتى دنوا من الحسين وأصحابه، فرشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم، وقاتلوهم حتى انتصف النهار، واشتد القتال، ولم يقدروا أن يأتوهم إلا من جانب واحد لاجتماع أبنيتهم، وتقارب بعضها من بعض، فأرسل عمر ابن سعد الرجال ليقوضوها عن أيمانهم وشمائلهم، ليحيطوا بهم وأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون فيشدون على الرجل يعرض وينهب، فيرمونه عن قريب فيصرعونه فيقتلونه فقال ابن سعد: أحرقوها بالنار فأضرموا فيها فقال الحسين (ع): دعوهم يحرقوها فإنهم إذا فعلوا ذلك لم يجوزوا إليكم فكان كما قال (ع): وقيل: أتاه شبث بن ربعي وقال: أفزعنا النساء ثكلتك أمك، فاستحيا وأخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد، وشد أصحاب زهير بن القين فقتلوا أبا عذرة الضبابي من أصحاب شمر.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم ويقتل من أصحاب عمر العشرة فلا يبين فيهم ذلك لكثرتهم فلما رأى ذلك أبو ثمامة الصيداوي قال للحسين (ع): يا أبا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة، فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين، نعم هذا أول وقتها ثم قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي، فقال الحصين بن نمير: إنها لا تقبل، فقال حبيب بن مظاهر: لا تقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله وتقبل منك يا ختار، فحمل عليه حصين بن نمير وحمل عليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه الحصين فاحتوشته أصحابه فاستنقذوه فقال الحسين (ع) لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله: تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلما أخذ الحسين (ع) يمينا وشمالا، قام بين يديه، فما زال يرمى به حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك السلام عني وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فاني أردت بذلك نصرة ذرية نبيك ثم مات رضوان الله عليه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
وقال ابن نما، وقيل صلى الحسين (ع) وأصحابه فرادى بالايماء، ثم قالوا: ثم خرج عبد الرحمان بن عبد الله اليزني وهو يقول:.
أنا ابن عبد الله من آل يزن * ديني على دين حسين وحسن
أضربكم ضرب فتى من اليمن * أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن.
ثم حمل فقاتل حتى قتل وقال السيد: فخرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين (ع) فأذن له فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء، وبالغ في خدمة سلطان السماء، حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد، وجمع بين سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين سهم إلا اتقاه بيده، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته، فلم يكن يصل إلى الحسين سوء حتى أثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسين وقال: يا ابن رسول الله أوفيت؟قال: نعم، أنت أمامي في الجنة، فاقرء رسول الله مني السلام، وأعلمه أني في الأثر، فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه.
وفي المناقب أنه كان يقول:
قد علمت كتيبة الأنصار * أن سوف أحمي حوزة الذمار
ضرب غلام غير نكس شاري * دون حسين مهجتي وداري!.
وقال السيد: ثم تقدم جون مولى أبي ذر الغفاري وكان عبدا أسود، فقال له الحسين: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلبا للعافية، فلا تبتل بطريقنا، فقال: يا ابن رسول الله أنا في الرخاء الحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم، والله إن ريحي لمنتن، وإن حسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفس علي بالجنة، فتطيب ريحي ويشرف حسبي، ويبيض وجهي؟لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم وقال محمد بن أبي طالب: ثم برز للقتال وهو ينشد ويقول: .
كيف يرى الكفار ضرب الأسود * بالسيف ضربا عن بني محمد
أذب عنهم باللسان واليد * أرجو به الجنة يوم المورد.
ثم قاتل حتى قتل، فوقف عليه الحسين (ع) وقال: اللهم بيض وجهه، وطيب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرف بينه وبين محمد وآل محمد وروي عن الباقر (ع) عن علي بن الحسين (ع) أن الناس كانوا يحضرون المعركة، ويدفنون القتلى، فوجدوا جونا بعد عشرة أيام يفوح منه رائحة المسك رضوان الله عليه وقال صاحب المناقب: كان رجزه هكذا:.
كيف يرى الفجار ضرب الأسود * بالمشرفي القاطع المهند
بالسيف صلتا عن بني محمد * أذب عنهم باللسان واليد
أرجو بذاك الفوز عند المورد * من الاله الأحد الموحد
إذ لا شفيع عنده كأحمد.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
وقال السيد: ثم برز عمر (و) بن خالد الصيداوي فقال للحسين (ع): يا أبا عبد الله قد هممت أن ألحق بأصحابي، وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا فقال له الحسين: تقدم فانا لاحقون بك عن ساعة، فتقدم فقاتل حتى قتل (قال وجاء حنظلة بن سعد الشبامي فوقف بين يدي الحسين يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره، وأخذ ينادي: يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، مثل دأب قوم نوح وعاد، وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد، ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد، يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم، يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب، وقد خاب من افترى.
وفي المناقب: فقال له الحسين: يا ابن سعد إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق، ونهضوا إليك يشتمونك وأصحابك، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين قال: صدقت جعلت فداك أفلا نروح إلى ربنا فنلحق بإخواننا؟فقال له: رح إلى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها، وإلى ملك لا يبلى فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وجمع بيننا وبينك في جنته قال: آمين آمين، ثم استقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه رضوان الله عليه.
وقال السيد: فتقدم سويد بن عمر (و) بن أبي المطاع وكان شريفا كثير الصلاة فقاتل قتال الأسد الباسل، وبالغ في الصبر على الخطب النازل، حتى سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح، فلم يزل كذلك وليس به حراك، حتى سمعهم يقولون: قتل الحسين، فتحامل وأخرج سكينا من خفه وجعل يقاتل حتى قتل.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
وقال صاحب المناقب: فخرج يحيى بن سليم المازني وهو يرتجز ويقول:.
لأضربن القوم ضربا فيصلا * ضربا شديدا في العداة معجلا
لا عاجزا فيها ولا مولولا * ولا أخاف اليوم موتا مقبلا
لكنني كالليث أحمي أشبلا.
ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
ثم خرج من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري وهو يرتجز ويقول:.
قد علمت حقا بنو غفار * وخندف بعد بني نزار
بأني الليث لدى الغيار * لأضربن معشر الفجار
بكل عضب ذكر بتار * ضربا وجيعا عن بني الأخيار
رهط النبي السادة الأبرار.
قال: ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
وخرج من بعده مالك بن أنس المالكي وهو يرتجز ويقول:.
قد علمت مالكها والدودان * والخندفيون وقيس عيلان
بأن قومي آفة الاقران * لدى الوغى وسادة الفرسان
مباشرو الموت بطعن آن * لسنا نرى العجز عن الطعان
آل علي شيعة الرحمان * آل زياد شيعة الشيطان.
ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله، وقال ابن نما: اسمه أنس بن حارث الكاهلي وفي المناقب ثم خرج من بعده عمر (و) بن مطاع الجعفي وهو يقول:.
أنا ابن جعف وأبي مطاع * وفي يميني مرهف قطاع
وأسمر في رأسه لماع * يرى له من ضوئه شعاع
اليوم قد طاب لنا القراع * دون حسين الضرب والسطاع
يرجى بذاك الفوز والدفاع * عن حر نار حين لا انتفاع.
ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
وقالوا: ثم خرج الحجاج بن مسروق، وهو مؤذن الحسين (ع) ويقول: .
أقدم حسين هاديا مهديا * اليوم تلقى جدك النبيا
ثم أباك ذا الندا عليا * ذاك الذي نعرفه وصيا
والحسن الخير الرضي الوليا * وإذا الجناحين الفتى الكميا
وأسد الله الشهيد الحيا.
ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
ثم خرج من بعده زهير بن القين رضي الله عنه وهو يرتجز ويقول:.
أنا زهير وأنا ابن القين * أذودكم بالسيف عن حسين
إن حسينا أحد السبطين * من عترة البر التقي الزين
ذاك رسول الله غير المين * أضربكم ولا أرى من شين
يا ليت نفسي قسمت قسمين.
وقال محمد بن أبي طالب: فقاتل حتى قتل مائة وعشرين رجلا فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه، فقال الحسين (ع) حين صرع زهير: لا يبعدك الله يا زهير! ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.
ثم خرج سعيد بن عبد الله الحنفي وهو يرتجز:.
أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا * وشيخك الحبر عليا ذا الندا
وحسنا كالبدر وافى الا سعدا * وعمك القرم الهمام الأرشدا
حمزة ليث الله يدعى أسدا * وذا الجناحين تبوأ مقعدا
في جنة الفردوس يعلو صعدا.
وقال في المناقب: وقيل: بل القائل لهذه الأبيات هو سويد بن عمر (و) بن أبي المطاع قال: فلم يزل يقاتل حتى قتل ثم برز حبيب بن مظاهر الأسدي وهو يقول:.
أنا حبيب وأبي مظهر * فارس هيجاء وحرب تسعر
وأنتم عند العديد أكثر * ونحن أعلى حجة وأظهر
وأنتم عند الوفاء أغدر * ونحن أوفى منكم وأصب
ر حقا وأنمى منكم وأعذر .
وقاتل قتالا شديدا وقال أيضا:.
أقسم لو كنا لكم أعدادا * أو شطركم وليتم الأكتادا
يا شر قوم حسبا وآدا * وشرهم قد علموا أندادا.
ثم حمل عليه رجل من بني تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير لعنه الله على رأسه بالسيف فوقع ونزل التميمي فاجتز رأسه فهد مقتله الحسين (ع)، فقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي وقيل: بل قتله رجل يقال له بديل بن صريم وأخذ رأسه فعلقه في عنق فرسه، فلما دخل مكة رآه ابن حبيب وهو غلام غير مراهق فوثب إليه فقتله وأخذ رأسه.
وقال محمد بن أبي طالب: فقتل اثنين وستين رجلا فقتله الحصين بن نمير وعلق رأسه في عنق فرسه.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
ثم برز هلال بن نافع البجلي وهو يقول:.
أرمي بها معلمة أفواقها * والنفس لا ينفعها إشفاقها
مسمومة تجري بها أخفاقها * ليملأن أرضها رشاقها.
فلم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه، ثم ضرب يده إلى سيفه فاستله وجعل يقول:.
أنا الغلام اليمني البجلي * ديني على دين حسين وعلي
إن أقتل اليوم فهذا أملي * فذاك رأيي وألاقي عملي.
فقتل ثلاثة عشر رجلا فكسروا عضديه وأخذ أسيرا فقام إليه شمر فضرب عنقه.
قال: ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه، فقالت له أمه: اخرج يا بني وقاتل بين يدي ابن رسول الله! فخرج فقال الحسين: هذا شاب قتل أبوه ولعل أمه تكره خروجه فقال الشاب: أمي أمرتني بذلك، فبرز وهو يقول:.
أميري حسين ونعم الأمير * سرور فؤاد البشير النذير
علي وفاطمة والداه * فهل تعلمون له من نظير؟
له طلعة مثل شمس الضحى * له غرة مثل بدر منير.
وقاتل حتى قتل وجز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين (ع) فحملت أمه رأسه، وقالت: أحسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرة عيني، ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته وأخذت عمود خيمته، وحملت عليهم وهي تقول:.
أنا عجوز سيدي ضعيفة * خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة * دون بني فاطمة الشريفة.
وضربت رجلين فقتلتهما فأمر الحسين (ع) بصرفها ودعا لها.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
وفي المناقب ثم خرج جنادة بن الحارث الأنصاري وهو يقول:.
أنا جناد وأنا ابن الحارث * لست بخوار ولا بناكث
عن بيعتي حتى يرثني وارث * اليوم شلوي في الصعيد ماكث.
قال: ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله.
قال: ثم خرج من بعده عمرو بن جنادة وهو يقول:.
أضق الخناق من ابن هند وارمه * من عامه بفوارس الأنصار
ومهاجرين مخضبين رماحهم * تحت العجاجة من دم الكفار
خضبت على عهد النبي محمد * فاليوم تخضب من دم الفجار
واليوم تخضب من دماء أراذل * رفضوا القرآن لنصرة الأشرار
طلبوا بثأرهم ببدر إذ أتوا * بالمرهفات وبالقنا الخطار
والله ربي لا أزال مضاربا * في الفاسقين بمرهف بتار
هذا على الأزدي حق واجب * في كل يوم تعانق وكرار.
قال: ثم خرج عبد الرحمن بن عروة فقال: .
قد علمت حقا بنو غفار * وخندف بعد بني نزار
لنضربن معشر الفجار * بكل عضب ذكر بتار
يا قوم ذودوا عن بني الأخيار * بالمشرفي والقنا الخطار.
ثم قاتل حتى قتل رحمه الله.
وقال محمد بن أبي طالب: وجاء عابس بن (أبي) شبيب الشاكري معه شوذب مولى شاكر، وقال: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟قال: ما أصنع؟أقاتل حتى أقتل قال: ذاك الظن بك، فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك فان هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب فيه الاجر بكل ما نقدر عليه، فإنه لا عمل بعد اليوم وإنما هو الحساب.
فتقدم فسلم على الحسين (ع) وقال: يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشئ أعز علي من نفسي ودمي لفعلت، السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني على هداك وهدى أبيك، ثم مضى بالسيف نحوهم.
قال ربيع بن تميم: فلما رأيته مقبلا عرفته وقد كنت شاهدته في المغازي، و كان أشجع الناس، فقلت: أيها الناس هذا أسد الأسود، هذا ابن "أبي" شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ ينادي: ألا رجل؟ألا رجل؟.
فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة من كل جنب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ثم شد على الناس فوالله لقد رأيت يطرد أكثر من مائتين من الناس ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب، فقتل، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول: أنا قتلته، والآخر يقول كذلك فقال عمر بن سعد: لا تختصموا هذا لم يقتله انسان واحد حتى فرق بينهم بهذا القول.
ثم جاءه عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان، فقالا: يا أبا عبد الله السلام عليك "إنه" جئنا لنقتل بين يديك، وندفع عنك، فقال: مرحبا بكما ادنوا مني، فدنوا منه، وهما يبكيان فقال: يا ابني أخي ما يبكيكما؟فوالله إني لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين، فقالا: جعلنا الله فداك والله ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك، ولا نقدر على أن ننفعك، فقال: جزاكما الله يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما إياي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين ثم استقدما وقالا: السلام عليك يا ابن رسول الله، فقال: وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته فقاتلا حتى قتلا.
قال: ثم خرج غلام تركي كان للحسين (ع) وكان قارئا للقرآن، فجعل يقاتل ويرتجز ويقول:.
البحر من طعني وضربي يصطلي * والجو من سهمي ونبلي يمتلي
إذا حسامي في يميني ينجلي * ينشق قلب الحاسد المبجل.
فقتل جماعة ثم سقط صريعا فجاءه الحسين (ع) فبكى ووضع خده على خده ففتح عينه فرأى الحسين (ع) فتبسم ثم صار إلى ربه رضي الله عنه.
قال: ثم رماهم يزيد بن زياد بن الشعثاء بثمانية أسهم ما أخطأ منها بخمسة أسهم وكان كلما رمى قال الحسين (ع): اللهم سدد رميته، واجعل ثوابه الجنة فحملوا عليه فقتلوه.
وقال ابن نما: حدث مهران مولى بني كاهل قال: شهدت كربلا مع الحسين (ع) فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم إلا كشفهم ثم يرجع إلى الحسين (ع) ويرتجز ويقول:.
أبشر هديت الرشد تلقى أحمدا * في جنة الفردوس تعلو صعدا.
فقلت: من هذا؟فقالوا: أبو عمرو النهشلي وقيل: الخثعمي فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني اللات من ثعلبة فقتله واجتز رأسه، وكان أبو عمرو هذا متهجدا كثير الصلاة.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
وخرج يزيد بن مهاجر فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشاب، وصار مع الحسين (ع) وهو يقول:.
أنا يزيد وأبي المهاجر * كأنني ليث بغيل خادر
يا رب إني للحسين ناصر * ولابن سعد تارك وهاجر.
وكان يكنى أبا الشعشاء من بني بهدلة من كندة قال: وجاء رجل فقال: أين الحسين؟فقال: ها أنا ذا قال: أبشر بالنار تردها الساعة، قال: بل أبشر برب رحيم، وشفيع مطاع، من أنت؟قال: أنا محمد بن الأشعث قال: اللهم إن كان عبدك كاذبا فخذه إلى النار، واجعله اليوم آية لأصحابه فما هو إلا أن ثنى عنان فرسه فرمى به وثبتت رجله في الركاب فضربه حتى قطعه ووقعت مذاكيره في الأرض، فوالله لقد عجبت من سرعة دعائه ثم جاء آخر فقال: أين الحسين؟فقال: ها أنا ذا، قال: أبشر بالنار، قال: أبشر برب رحيم، وشفيع مطاع، من أنت؟قال: أنا شمر بن ذي الجوشن، قال: الحسين (ع): الله أكبر قال رسول الله
: رأيت كأن كلبا أبقع يلغ في دماء أهل بيتي وقال الحسين: رأيت كأن كلابا تنهشني وكأن فيها كلبا أبقع كان أشدهم علي، وهو أنت، وكان أبرص ونقلت من الترمذي: قيل للصادق (ع) كم تتأخر الرؤيا؟
فذكر منام رسول الله
فكان التأويل بعد ستين سنة وتقدم سيف بن أبي الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان - بطن من همدان يقال لهم: بنو جابر - أمام الحسين (ع) ثم التقيا فقالا: عليك السلام يا ابن رسول الله! فقال: وعليكما السلام ثم قاتلا حتى قتلا ثم قال محمد بن أبي طالب وغيره: وكان يأتي الحسين (ع) الرجل بعد الرجل فيقول: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين، ويقول: وعليك السلام ونحن خلفك، ثم يقرأ ﴿فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر﴾ حتى قتلوا عن آخرهم رضوان الله عليهم ولم يبق مع الحسين إلا أهل بيته وهكذا يكون المؤمن يؤثر دينه على دنياه، وموته على حياته في سبيل الله وينصر الحق وإن قتل، قال سبحانه: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾.
ولما وقف رسول الله
على شهداء أحد وفيهم حمزة رضوان الله عليه وقال: أنا شهيد على هؤلاء القوم زملوهم بدمائهم فإنهم يحشرون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دما فاللون لون الدم، والريح ريح المسك ولما قتل أصحاب الحسين ولم يبق إلا أهل بيته، وهم ولد علي، وولد جعفر وولد عقيل، وولد الحسن، وولده (ع) اجتمعوا يودع بعضهم بعضا، وعزموا على الحرب فأول من برز من أهل بيته عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهو يرتجز ويقول:.
اليوم ألقى مسلما وهو أبي * وفتية بادوا على دين النبي
ليسوا بقوم عرفوا بالكذب * لكن خيار وكرام النسب
من هاشم السادات أهل الحسب.
وقال محمد بن أبي طالب: فقاتل حتى قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات ثم قتله عمرو بن صبيح الصيداوي وأسد بن مالك وقال أبو الفرج: عبد الله بن مسلم أمه رقية بنت علي بن أبي طالب (ع) قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن المدائني وعن حميد بن مسلم، وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته، ومحمد بن مسلم بن عقيل أمه أم ولد قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أبو جرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني وقال محمد بن أبي طالب وغيره: ثم خرج من بعده جعفر بن عقيل وهو يرتجز ويقول:.
أنا الغلام الأبطحي الطالبي * من معشر في هاشم وغالب
ونحن حقا سادة الذوائب * هذا حسين أطيب الأطائب
من عترة البر التقي العاقب.
فقتل خمسة عشر فارسا وقال ابن شهرآشوب: وقيل قتل رجلين ثم قتله بشر بن سوط الهمداني وقال أبو الفرج: أمه أم الثغر بنت عامر العامري قتله عروة ابن عبد الله الخثعمي فيما رويناه عن أبي جعفر الباقر (ع) وعن حميد بن مسلم.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
وقالوا: ثم خرج من بعده أخوه عبد الرحمان بن عقيل وهو يقول:.
أبي عقيل فاعرفوا مكاني * من هاشم وهاشم إخواني
كهول صدق سادة الاقران * هذا حسين شامخ البنيان
وسيد الشيب مع الشبان.
فقتل سبعة عشرة فارسا ثم قتله عثمان بن خالد الجهني.
وقال أبو الفرج: وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب أمه أم ولد وقتله عثمان بن خالد بن أشيم الجهني وبشر بن حوط القابضي فيما ذكر سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، وعبد الله الأكبر ابن عقيل أمه أم ولد قتله فيما ذكر المدائني عثمان بن خالد الجهني ورجل من همدان - ولم يذكر عبد الرحمان أصلا.
ثم قال: ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب الأحول وأمه أم ولد قتله لقيط ابن ياسر الجهني رماه بسهم فيما رويناه عن المدائني، عن أبي مخنف، عن سليمان ابن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، وذكر محمد بن علي بن حمزة أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل، ووصف أنه قد سمع أيضا من يذكر أنه قد قتل يوم الحرة.
وقال أبو الفرج: (ما رأيت) في كتب الأنساب لمحمد بن عقيل ابنا يسمى جعفرا، وذكر أيضا محمد بن علي بن حمزة، عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد ابن عبد الله بن محمد، بن عقيل بن أبي طالب أن علي بن عقيل وأمه أم ولد قتل يومئذ .
ثم قالوا: وخرج من بعده محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو يقول:.
نشكو إلى الله من العدوان * قتال قوم في الردى عميان
قد تركوا معالم القرآن * ومحكم التنزيل والتبيان
وأظهروا الكفر مع الطغيان.
ثم قاتل حتى قتل عشرة أنفس، ثم قتله عامر بن نهشل التميمي.
ثم خرج من بعده عون بن عبد الله بن جعفر وهو يقول:.
إن تنكروني فأنا ابن جعفر * شهيد صدق في الجنان
أزهر يطير فيها بجناح أخضر * كفى بهذا شرفا في المحشر.
ثم قاتل حتى قتل من القوم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا، ثم قتله عبد الله بن بطة الطائي.
قال أبو الفرج بعد ذكر قتل محمد وعون: وإن عونا قتله عبد الله بن قطنة التيهاني وعبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ذكر يحيى بن الحسن فيما أخبرني (به) أحمد بن سعيد عنه أنه قتل مع الحسين (ع) بالطف.
ثم قال أبو الفرج ومحمد بن أبي طالب وغيرهما: ثم خرج من بعده عبد الله ابن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) وفي أكثر الروايات أنه القاسم بن الحسن (ع) وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم، فلما نظر الحسين إليه قد برز اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليهما، ثم استأذن الحسين (ع) في المبارزة فأبى الحسين أن يأذن له، فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتى أذن له، فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يقول:.
إن تنكروني فأنا ابن الحسن * سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كالأسير المرتهن * بين أناس لا سقوا صوب المزن.
وكان وجهه كفلقة القمر، فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغره خمسة وثلاثين رجلا.
قال حميد: كنت في عسكر ابن سعد فكنت أنظر إلى هذا الغلام عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنسى أنه كان اليسرى، فقال: عمرو بن سعد الأزدي: والله لأشدن عليه، فقلت: سبحان الله وما تريد بذلك؟والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي، يكفيه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه قال: والله لأفعلن فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ووقع الغلام لوجهه، ونادى: يا عماه قال: فجاء الحسين كالصقر المنقض فتخلل الصفوف وشد شدة الليث الحرب فضرب عمرا قاتله بالسيف، فاتقاه بيده فأطنها من المرفق فصاح ثم تنحى عنه، و حملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من الحسين، فاستقبلته بصدورها، وجرحته بحوافرها، ووطأنه حتى مات (الغلام) فانجلت الغبرة فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام، وهو يفحص برجله، فقال الحسين: يعز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا يعينك، أو يعينك فلا يغني عنك، بعدا لقوم قتلوك ثم احتمله فكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض، وقد وضع صدره على صدره، فقلت في نفسي: ما يصنع؟فجاء حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته.
ثم قال: اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا، صبرا يا بني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
ثم خرج عبد الله بن الحسن الذي ذكرناه أولا وهو الأصح أنه برز بعد القاسم وهو يقول:.
إن تنكروني فأنا ابن حيدرة * ضرغام آجام وليث قسورة
على الأعادي مثل ريح صرصرة.
فقتل أربعة عشر رجلا ثم قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي فاسود وجهه.
قال أبو الفرج: كان أبو جعفر الباقر (ع) يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله، وروي عن هانئ بن ثبيت القابضي أن رجلا منهم قتله ثم قال: وأبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد، ذكر المدائني في إسنادنا عنه، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله، وفي حديث عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) أن عقبة الغنوي قتله .
قالوا: ثم تقدمت إخوة الحسين عازمين على أن يموتوا دونه، فأول من خرج منهم أبو بكر بن علي واسمه عبيد الله وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي التميمية فتقدم وهو يرتجز:.
شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الصدق الكريم المفضل
هذا حسين بن النبي المرسل * عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجل.
فلم يزل يقاتل حتى قتله زحر بن بدر النخعي وقيل عبد الله بن عقبة الغنوي قال أبو الفرج: لا يعرف اسمه، وذكر أبو جعفر الباقر (ع) في الاسناد الذي تقدم أن رجلا من همدان قتله، وذكر المدائني أنه وجد في ساقية مقتولا لا يدرى من قتله.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
قالوا: ثم برز من بعده أخوه عمر بن علي وهو يقول:.
أضربكم ولا أرى فيكم زحر * ذاك الشقي بالنبي قد كفر
يا زحر يا زحر تدان من عمر * لعلك اليوم تبوء من سقر
شر مكان في حريق وسعر * لأنك الجاحد يا شر البشر.
ثم حمل على زحر قاتل أخيه فقتله، واستقبل القوم وجعل يضرب بسيفه ضربا منكرا وهو يقول:.
خلوا عداة الله خلوا عن عمر * خلوا عن الليث العبوس المكفهر
يضربكم بسيفه ولا يفر * وليس فيها كالجبان المنجحر.
فلم يزل يقاتل حتى قتل.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
ثم برز من بعده أخوه عثمان بن علي وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد من بني كلاب، وهو يقول: .
إني أنا عثمان ذو المفاخر * شيخي علي ذو الفعال الظاهر
وابن عم للنبي الطاهر * أخي حسين خيرة الأخاير
وسيد الكبار والأصاغر * بعد الرسول والوصي الناصر.
فرماه خولي بن يزيد الأصبحي على جبينه فسقط عن فرسه، وجز رأسه رجل من بني أبان بن حازم، قال أبو الفرج: قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العباس قالا: قتل عثمان بن علي وهو ابن إحدى وعشرين سنة وقال الضحاك باسناده: إن خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأسقطه وشد عليه رجل من بني أبان دارم وأخذ رأسه، وروي عن علي (ع) أنه قال: إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون ( أقول: ولم يذكر أبو الفرج عمر بن علي في المقتولين يومئذ.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
قالوا: ثم برز من بعده أخوه جعفر بن علي، وأمه أم البنين أيضا، وهو يقول:.
إني أنا جعفر ذو المعالي * ابن علي الخير ذو النوال
حسبي بعمي شرفا وخالي * أحمي حسينا ذي الندى المفضال.
ثم قاتل فرماه خولي الأصبحي فأصاب شقيقته أو عينه.
![](http://www.mezan.net/forum/imotion/dam.gif)
ثم برز أخوه عبد الله بن علي وهو يقول: .
أنا ابن ذي النجدة والافضال * ذاك علي الخير ذو الفعال
سيف رسول الله ذو النكال * في كل قوم ظاهر الأهوال.
فقتله هانئ بن ثبيت الحضرمي.
قال أبو الفرج: حدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، عن علي ابن إبراهيم، عن عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العباس قالا: قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع) وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له، وقتل جعفر بن علي وهو ابن تسع عشر سنة، حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف، عن عبد الله بن عاصم، عن ضحاك المشرقي قال: قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي: تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك فإنه لا ولد لك، فتقدم بين يديه وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله، وبهذا الاسناد أن العباس بن علي قدم أخاه جعفرا بين يديه فشد عليه هانئ بن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله، وقال نصر بن مزاحم: حدثني عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أن خولي بن يزيد الأصبحي قتل جعفر بن علي (ع).
ثم قال: ومحمد الأصغر ابن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد، حدثني أحمد ابن عيسى، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) وحدثني أحمد بن أبي شيبة، عن أحمد بن الحارث، عن المدائني أن رجلا من تميم من بني أبان بن دارم قتله رضوان الله عليه.
كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج 45