|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان المنبر الحر
المسلم أوقات الشدائد
بتاريخ : 07-Jan-2011 الساعة : 12:51 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المسلم أوقات الشدائد
تتكشف سمة الإيمان للإنسان المسلم وسلوكه الأخلاقي بجلاءٍ عند وقوع الشدائد. ففي هذه الأوقات العصيبة نرى الأخلاق السامية للمؤمنين, وشجاعتهم, وثقتهم بالله ووعيهم, وصبرهم ورباطة جأشهم, والاستعداد للمسامحة وتضحيتهم, ورحمتهم وإنسانيتهم وتقديرهم, وضميرهم الحيّ وسكينتهم.
ويشير تعبير "المسلم أوقات الشدائد" إلى الفرد الذي يتجشم عناء كل عنت ومشقةٍ وحرمانٍ وهو يبدي تلك الشمائل الرفيعة السامية. فمثل هؤلاء القوم لا يساومون على أخلاقهم, بل يتصدون لكل مكروه بتبصرٍ ووعي وثقة بالله تعالى, ويراقبون كل ما يحدث وما يمكن أن يحمله من إيجابية, داعين الآخرين إلى التزام بهذه الأخلاق الرفيعة نفسها. وكما يقول القرآن الكريم : (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) ) سورة الأحزاب: 10.
وعندما نتكلم عن أوقات الشدة, مثل الكوارث الطبيعية, وفقدان العمل أو الإفلاس وما شابهها من أحداث, يتبادر إلى أذهاننا نماذج من أناسٍ لا يعرفون لله سبحانه وتعالى قدراً. أما أولئك الذين يتحلون بالإيمان, فاللحظات الصعبة تعني مواقف جدّية قد يُحرمُ معها المُسلمونَ أبسط متطلباتهم الضرورية, حيث تصبح المنغصات أشد خطورة من تلك التي اعتادوها في حياتهم اليومية. ويصف لنا القرآن الكريم الوقت الذي تبلغ فيه القلوب الحناجر بأنها فترة يقع فيها كل ما يمكن تخيله من شدّةٍ ومرضٍ ومصيبةٍ تحدث للإنسان آخذٌ بعضها بزمام بعض, كمن يُلقى بهم خارج منازلهم, أو وقوعهم في شراكٍ نصبتْ لهم أو لأهلهم فيصبحون في مشقة وحزن شديدين.
وقد أورد القرآن الكريم نماذج لمثل هذه المشقات التي لاقاها الأنبياء والمؤمنون المخلصون. وقد تحمّل المؤمنون أصنافاً مختلفةً من الابتلاءات الشديدة لأن الله سبحانه خاطبهم بقوله : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) ) سورة البقرة: 214.
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآية أن المؤمنين سيتعرضون لشدائد كثيرة, فالذين صبروا واحتسبوا سيُرضيهم الله تعالى ويجزيهم خير الجزاء. وأوقات الشدائد تميز بين المؤمنين الصادقين والمؤمنين ضعيفي العزائم الذين همهم العيش في الرخاء والبحبوحةُ. أما مسلمو الصنف الأول فإنهم يستجيبون عند وقوع الشدائد والكربات بقولهم:
( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) ) سورة البقرة:
|
|
|
|
|