اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الششناق
السلام عليكم
هل يجوز تربية عصافير الزينة في الاقفاص؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين، سيدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد..
الأخ الكريم (الششناق) حفظه المولى..
إن الله تعالى قد منَّ علينا بهذا الدين، ليكون هو سبيلنا ونهجنا الذي نلتزم به في حياتنا وسبيلنا الذي يحفظ لنا سلامة المسيرة، وصحة الهدف، وحيوية الانطلاقة إليه..
وذلك لما يهيئه لنا هذا النهج من قدرة على أداء الأمانة، والنهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتق كل منا في نطاق تحقيق أهداف الأنبياء، وإيصال كل هذا الذي يحيط بنا، ونتعاطى معه إلى كماله، من خلال التشبث بمعاني الكمال في داخل أنفسنا، وفق ما رسمه الله لنا في مسيرتنا الكادحة إليه تبارك وتعالى..
وكان من جملة ما رسمه لنا في نهجه القويم، وصراطه المستقيم، تلك الطريقة التي رضيها لنا في التعامل مع ذوات الأرواح، بعد أن قرر أننا مسؤولون عنها؛ فقد روي عن الإمام أمير المؤمنين «» قوله:
«اتقوا الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم..» (1).
ويجب أن تلفت أخي الكريم، فلقد ورد عن النبي «»:
«ما يصاد من الطير إلا ما ضيَّع التسبيح» (2).
فإن كان هذا العصفور الذي لزينة من الطيور التي تسبح الله عز وجل، فعليك الإنتباه لهذا، فقد روي عن رسول الله «»:
«أنه يكره للمؤمن حبس ما يسبح الله».
وأضف لذلك أن هذا الحيوان هو مخلوق لله عز وجل، ويجب عليك أن تهتم بشؤونه، وأن لا تنساه دون ماء أو طعام، وإذا فعلت ـ أي نسيت ـ أن تسقيه أو تطعمه فيموت عبثاً..
فعن النبي «» أنه قال:
«من قتل عصفوراً عبثاً جاء يوم القيامة يعج إلى الله تعالى يقول: يا رب، إن هذا قتلني عبثاً، لم ينتفع بي، ولم يدعني فآكل من حشارة الأرض».
و روي عن أبي عبد الله «»:
«أن امرأة عُذبت في هرة، ربطتها حتى ماتت عطشاً» (3).
فإن لم يكن هناك وجه لإستفادة من هذا المخلوق فعليك أن تلتفت أنك ستسأل عنه يوم القيامة..
ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص80 (خطبة 167) وبحار الأنوار ج32 ص9 و41 وج65 ص290 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص288 ونور الثقلين ج4 ص402 والميزان ج17 ص142 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص475 والبداية والنهاية ج7 ص254.
(2) راجع: وسائل الشيعة ج6 ص6 وج8 ص350 و351 ومستدرك الوسائل ج3 ص65 وبحار الأنوار ج61 ص24 و46 و25 عن العياشي وتفسير القمي، وقرب الإسناد، وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص22 و23 و33 عن الكافي، ومن لا يحضره الفقيه والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص146 وكنز العمال ج2 ص253 والدر المنثور ج4 ص184 وفتح القدير ج3 ص232 وزاد المسير ج5 ص30 والأصول الستة عشر ص77 والفصول المهمة ج2 ص128 والمحاسن ج1 ص294.
(3) بحار الأنوار ج61 ص267 وج62 ص64 و65 وج73 ص351 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص13 و14 والوسائل (ط الإسلامية) ج8 ص397 ودعائم الإسلام ج2 ص126 ومسند أحمد ج2 ص188 وج3 ص374 وعن صحيح مسلم ج3 ص31 وسنن النسائي ج3 ص139 و149 وشرح صحيح مسلم لنووي ج6 ص207 وعن فتح الباري ج6 ص254 وشرح سنن النسائي ج3 ص139 ومسند الطيالسي ص244 وعن السنن الكبرى للنسائي ج1 ص574 و580 وصحيح ابن خزيمة ج2 ص316 وصحيح ابن حبان ج12 ص439 ومسند أبي حنيفة ص142 وإثبات عذاب القبر ص71 وموارد الظمآن ص157 وكنز العمال ج7 ص823 و829 وج8 ص425 وإرواء الغليل ج3 ص128.
آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 09-Jan-2011 الساعة 09:05 PM.