بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
موضوع الرجعة.
الرجعة بعنوانها العام ..هو عودة الشيئ من مكان الى مكان اخر.
وتنقسم الرجعة الى قسمين ..
الرجعة المعنوية:- وهي عودة تكاملية ..حيث ان الانسان في بداية خلقته مبني على الفطرة السليمة ..وبعد انتكاس تلك الفطرة في ملذات وانحرافها عن جادة الصواب..وعودتها الى الرقي الايماني العال يطلق عليها الرجعة..( التكامل الايماني).
وقد اشار القران الكريم لذالك في عدد من الايات القرانية الكريمة نذكر منها..
قوله تعالى.
واليه ترجعون .من سورة البقرة28
ان الى ربك الرجعى.من سورةالعلق 6
واتقو يوما ترجعون فيه الى الله الاية 4
والرجعة المادية :- هي عودة اشخاص من مكان الى مكان اخر وايضا في زمان اخر..وهنا نفتح هذا الموضوع للذين يعتقدون بان الله قادر على كل شيئ..
قد صرح القران الكريم بان هناك رجعة لمن محض الكفر محضا..وبطبيعة الحال ممكن ان يرجع من محض الايمان محضا..
فمثلا على ذالك ..
قوله تعالى..يوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون....حيث ان هذه الاية تشير الى ان هناك قوم يرجعون الى الدنيا ...فانها دالة على الرجعة في دار الدنيا والا لماذا قال من كل امة فوجا..وما مذكور عن حشر يوم القيامة فيقول عز جلاله ..وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا..سورة الكهف الاية 47 ..
حيث ان هناك اشارات في القران الكريم ان هناك حشران ..حشر في يوم القيامة والمعبر عنه فلم نغادر منهم احدا..
وحشر في دار الدنيا.يوم نحشر من كل امة فوجا...
وهنا من خلال هاتان الاياتان قد تم الاثبات بان الرجعة مثبته ومسددة من قبل القران الكريم.
لابد من الاشارة الى ان هناك اية قرانية كريمة يجب اخذها بعين الاعتبار.وهي..
قوله تعالى ..رب ارجعون لعلي اعمل صالحا...فيأتيه الجواب.كلا انه كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون..
هذه الاية هي لقسم من الناس الذي بعلم الغيب لله سبحانه وتعالى انهم اذا ردو فانهم يفسدون في الارض مرة اخرى
وجوابه قوله تعالى..
ولو ردو لعادو لما نهو عنه وانهم لكاذبون..
فمن باب الرحمة الرحيمية انهم لا يعودون الى الدنيا من اجل استكمال عذابهم وتطهيرهم من الذنوب.
الغاية من الرجعة ..
هو ان هناك من ابتلاء للناس في رجعتهم وهذا السبب الاول ..والسبب الثاني هو تلقيهم العقاب الثاني .وبذالك تثبت رجعة دابة الارض..
ويعود اطلاق اسم الدابة ..هو ان الفلاسفة واهل المنطق يطلقون على الانسان..حيوان ناطق..
وهناك معنى اخر يقولون فيه بانه كل من يمشي على رجلين فهو من قسم الدواب.
مع احتمال : ان يكون تسميتها بالدابة لاتصافها بالدبيب من نوع اخر ..ككثرة متابعتها للافراد لاجل محاسبتهم او دبيب في النفوس لاجل الخوف لديهم نتائج محاسبتهم.. او غير ذالك ..
وقد اشارت عدد من روايات الائمة المعصومين
بان المراد من قوله تعالى اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ..هي عودة امير المؤمنين
لمحاسبة الظالمين...
والضاهر من هذه الاية الكريمة ان عودة امير المؤمنين من بعد فتنة يبتلى بها الناس اجمعين تؤدي الى قتل الامام الحجة المهدي ابن الحسن ..
.
فتكون اسباب الرجعة الى عدة امور منها:-
اولا:- انها ستكون سبب في استمراية نشر العدل الالهي من بعد استشهاد الامام المهدي
. بما في ذالك قوله تعالى ...واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم..ان الناس كانو باياتنا لا يوقنون..
ثانيا:- انها فتنة وتمحيص للناس اجمعين ..
ثالثا:- انها رحمة من قبل الله سبحانه وتعالى للبشرية من اجل استمراية احقاق الحق ودحض الباطل.
ومن الله التسديد والتوفيق