فهرس لأحداث أيام وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
بتاريخ : 01-Feb-2011 الساعة : 09:06 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فهرس لأحداث أيام وفاة النبي وسلم !
حاولتُ أن أضع تقويماً زمنياً لمراسم تغسيل النبي وسلم وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، يضم الأحداث الخطيرة التي وقعت أثناء ذلك وبعده ، الى أسبوعين من وفاته وسلم ، فوجدت ذلك مهمة صعبة ، لأن رواة الخلافة القرشية حرصوا على التعتيم عليها وتشويشها ! فجاءت نصوصها متضاربة ، ينفي بعضها الآخر !
وتذكرت ماجرى للشيخ متولي شعراوي عندما قرأ في محاضرته في التلفزيون المصري كلام علي في وداع فاطمة بعد دفنها عليهما السلام ، وعلَّق عليه الشعراوي بأنه يدل على وجود أحداث خطيرة بعد وفاة النبي وسلم ينبغي أن نكشفها !
والكلام الذي قرأه الشعراوي هو كلام أمير المؤمنين الذي تقدم بعد دفنه فاطمة الزهراء : (السلام عليك يارسول الله ، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك....
وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ! هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر...الخ. ). (وهو في نهج البلاغة:2/182، وغيره) .
وفي اليوم الثاني لكلام الشعراوي خرجت صحيفة مصرية تتساءل: هل تشيع الشعراوي ؟! وبذلك أسكتوه عن البحث في تلك الأحداث ، بل عن ذكرها !
فإذا كانت هذه حال عالم سني معروف كالشعراوي ، وبعد ألف وأربع مئة سنة من الحادثة ، وفي مصر التي يحب شعبها أهل البيت وفاطمة الزهراء خاصة ! فما بال من يحاول كشف تلك الأحداث في عصور حكم الخلافة القرشية ؟!
إن العجيب حقاً هو ما وصل الينا ، وليس العجيب ما أخفوه ولم يصل !
وهذا تقويم تقريبي لتلك الأحداث ، وهو قابل للإتساع:
1ـ يوم الأحد لَدَّتْ عائشة وحفصة النبي وسلم أي سقتاه(دواء)في حال إغمائه رغم نهيه المشدد عن ذلك كما في البخاري ! فلما أفاق من إغمائه غضب من فعلهما ، وأمر أن يسقى كل من كان موجوداً غير بني هاشم من ذلك الدواء ! وتدهورت حالة النبي وسلم بعد ذلك حتى توفي في ظهر يوم الإثنين ! (راجع صحيح البخاري:5/143و7/17، وغيره).
2 ـ كان عدد الطلقاء الذين أرسلهم النبي وسلم في جيش أسامة سبع مئة نفر وأرسل أبا بكر وعمر وغيرهم ، وقد تباطأ قسم منهم عن الإلتحاق بمعسكر أسامة في الجرف ، ثم ترك المعسكر من التحق منهم يوم الأحد ، وعادوا الى المدينة ! قال في فتح الباري:8/116وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش(جيش أسامة) كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش) . انتهى.
3 ـ باشر علي بمراسم تجهيز النبي وسلم بعد ظهر الإثنين الى صباح الثلاثاء وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته فرادى ، من ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم أخذ يواجه ضغط أبي بكر وعمر ومبعوثيهما ، ثم مجيئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع !!
4 ـ دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي وسلم بساعة أوساعتين فقط ! وساعدهم بعض الأوس حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج أن يصير هو الخليفة ! ولم يثبت أن سعداً أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي وسلم ، بل كانت السقيفة محل ضيافة سعد ، وهي فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي مكاناً للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وبعض الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي وسلم وأسرعا الى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لانبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو ثم أبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد! ولم يعيروا بالاً لاعتراض سعد بن عبادة زعيم الأنصار ! وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانو ألوفاً في المدينة !
وقد سمع عمر في أواخر خلافته أن بعضهم سيبادر بعد وفاته الى الصفق على يد أحد وبيعته بالخلافة كما فعل هو في السقيفة ، فخطب ووصف بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وأصدر أمراً بقتل من بادر الى مثلها !( البخاري:8/25) !
5 ـ اعترض سعد بن عبادة زعيم الأنصار وصاح رغم شدة مرضه ، وأدان تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته ! فاستولوا على السقيفة وجعلوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !
6 ـ ترك أبو بكر وعمر وكافة القرشيين الطلقاء جنازة النبي وسلم لعترته ، وعشيرته بني هاشم! حتى أن مسجد النبي وسلم ومحيطه كان بعد وفاته وسلم شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !
7 ـ في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي وسلم مشمِّرين أزرهم يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويأخذون له البيعة بقوة السلاح ويهددون من لم يبايع بالقتل! وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي وسلم وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي وسلم ، ولم يصلوا على جنازته !
8 ـ مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء قام عليٌّ بدفن جنازة النبي وسلم بعد منتصف الليل ، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي وجمهوره الطلقاء !
9 ـ في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان بجولة على بيوت الأنصار وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم للنبي وسلم وشرطه عليهم النصرة وأن يمنعوه وأهل بيته وذريته وسلم مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم.. فاستجاب له منهم أربعة وأربعون رجلاً ، فطلب منهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة !
ثم أعاد جولته على الأنصار وبعض المهاجرين ليلة الجمعة ثم ليلة السبت ! فلم يأته غير أولئك الأربعة: المقداد ، وعمار ، وأبو ذر ، وسلمان !
10 ـ في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن يغلق المعسكر ويأتي ومن بقي معه الى المدينة ، ويبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه ، فاحتج عليهم أسامة بأن النبي وسلم توفي وأنا أمير على أبي بكر ، فأبو بكر ما زال جندياً تحت إمرتي !
قال الطبرسي في إعلام الورى:1/269: (فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة إلا نحو من أربعين يوماً ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله وسلم فتأمَّر عليَّ وعزلني ) ! انتهى .
11 ـ تخوف الحزب القرشي من علي أن يجد أنصاراً وينهض ضدهم ، لذا تتابعت اليه رسل أبي بكر بالحضور الى السقيفة ليبايعه ، فكان يتعلل بأنه مشغول بمراسم دفن النبي وسلم ، ثم بجمع القرآن . لكنهم واصلوا الضغط عليه ، وصعَّدوا تهديدهم ، وجاؤوا مسلحين في جمع من الطلقاء الى باب داره مرات ، فتلاسن معهم بعض أنصاره ، لكنهم تغلبوا عليهم واقتحموا البيت بالقوة ، وأخذوا علياً مقيداً الى السقيفة ، فحاججهم بقوة ، فسكتوا عنه ذلك اليوم .
وهذه الحادثة هي الهجوم الأول على بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، وقد يكون وقتها يوم الأربعاء أو الخميس !
12 ـ اتفق اثنا عشر صحابياً من المهاجرين والأنصار على أن يخطبوا في المسجد النبوي في يوم الجمعة التي تلت وفاة النبي وسلم ، ويقيموا الحجة على أبي بكر وعمر ، فتكلموا جميعاً وبينوا وصية النبي وسلم لعلي وبيعة المسلمين له يوم الغدير ، وأدانوا مؤامرة السقيفة ! ففي الإحتجاج للطبرسي:1/97: (عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله وسلم أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول وسلم ؟ قال: نعم كان الذي أنكر على أبي بكر اثنا عشر رجلاً: من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص ، وكان من بني أمية ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمار بن ياسر، وبريدة الأسلمي .
ومن الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبي بن كعب ، وأبو أيوب الأنصاري .
قال: فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض: والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله وسلم ! وقال آخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك إذاً أعنتم على أنفسكم ، فقد قال الله عز وجل: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين لنستشيره ونستطلع رأيه ، فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت حقاً أنت أحق به وأولى به من غيرك ، لأنا سمعنا رسول الله يقول:علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيفما مال . ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول الله وسلم ، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فما تأمرنا ؟ فقال أمير المؤمنين: وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حرباً ، ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين.....
فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم وسلم ، ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعذر ، وأبعد لهم من رسول الله وسلم إذا وردوا عليه .
فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله وسلم وكان يوم الجمعة ، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار: تقدموا وتكلموا ، فقال الأنصار للمهاجرين: بل تكلموا وتقدموا أنتم ، فإن الله عز وجل بدأ بكم في الكتاب.....
فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص ، ثم باقي المهاجرين ، ثم بعدهم الأنصار.... فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص (ابن العاص الأموي) وقال:
إتق الله يا أبا بكر ، فقد علمت أن رسول الله وسلم قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر ، وقد قتل علي بن أبي طالب يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم: يامعاشر المهاجرين والأنصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم أمراً فاحفظوه:ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربي . ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصروه ، اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم ، ووليكم أشراركم ! ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من بعدي . اللهم من أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشرهم في زمرتي ، واجعل لهم نصيباً من مرافقتي يدركون به نور الآخرة . اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض ! فقال له عمر بن الخطاب: أسكت يا خالد ، فلست من أهل المشورة ، ولا ممن يقتدى برأيه ! فقال له خالد: بل أسكت أنت يا ابن الخطاب ، فإنك تنطق على لسان غيرك ! وأيم الله لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ، وأخسها قدراً ، وأخملها ذكراً ، وأقلهم غناءاً عن الله ورسوله ، وإنك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال ، لئيم العنصر ، مالك في قريش من فخر ، ولا في الحروب من ذكر ، وإنك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان: إِذْ قَالَ لِلإنسان اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرئٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِين . فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ !! فأبلس عمر ! وجلس خالد بن سعيد.....).الخ .
13 ـ من المرجح أن الهجوم الثاني وقع بعد احتجاج وجهاء الصحابة يوم الجمعة في المسجد ، وهو الهجوم الذي أشعلوا فيه النار حول البيت ، ثم دفعوا الباب على الزهراء ، وضربوها وأسقطوا جنينها ، ثم أخذوا علياً ثانيةً الى السقيفة وهددوه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر !
14 ـ كان تأثير احتجاج الصحابة الإثني عشر في المسجد قوياً ، فقد أحدث موجة ضد مؤامرة السقيفة ، وضعف أبو بكر وانكسر أمام خطبهم ، ولزم بيته ثلاثة أيام ، وأخذ يلوم عمر على توريطه في الأمر ، حتى أنه وآخرون من الحزب القرشي فكروا أن يعيدوا الخلافة شورى بين المسلمين! لكن عمر وبخهم ودبَّر موجة لمصلحة الحزب القرشي ، فاتفق مع جماعة من البدو القريبين أن يدخلوا المدينة ويبايعوا أبا بكر! قال الطبري في تاريخه:2/458: (حدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي أن أسلمَ أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ماهوإلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر)!
15 ـ في يوم الجمعة الثانية لوفاة النبي وسلم خطب علي في مسجد النبي خطبته البليغة القوية المعروفة بـ (خطبة الوسيلة) ! وكانت تأكيداً لإقامة الحجة على أهل السقيفة وغيرهم ، بيَّن فيها مقام النبي وسلم وأهل بيته عند الله ، ويوم القيامة ، وواجب الأمة تجاههم . وجاء في مقدمتها قول الإمام الباقر لجابر بن يزيد الجعفي رحمه الله : إسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله وسلم ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه ، فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده ، وحجب العقول أن تتخيل ذاته ، لامتناعها من الشبه والتشاكل ، بل هو الذي لايتفاوت في ذاته ولايتبعض بتجزئة العدد في كماله...)الخ. وهي طويلة بليغة . ( الكافي:8 /18).
16– أما مجئ الصديقة الزهراء الى المسجد ، وخطبتها القوية المشهورة ، فوقتها بعد أحداث السقيفة وهجومهم على بيتها وضربها وإسقاط جنينها ! وبعد أن أجبروهم على البيعة ، وشنوا عليهم حرباً اقتصادية لإفقارهم ، فحرموهم الخمس الذي لهم ، وصادروا منهم أوقاف النبي وسلم وهي سبعة بساتين وكانت بيدهم، وصادروا منهم مزرعة فدك التي أعطاها النبي وسلم للزهراء عندما نزل قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) ، ومنعوها أن ترث من أبيها وسلم أي شئ ، فرأت الصديقة الزهراء في ذلك مناسبةً لأن تخطب في المسجد ، وتؤكد إقامة الحجة عليهم ، وتفضح مؤامرتهم ، وقد تقدم ذلك !
17 ـ يبدو أن حادثة ضرب عمر للصديقة الزهراء كانت في الطريق بعد يوم أو أكثر من خطبتها في المسجد النبوي ، فقد ذهبت الى أبي بكر وكان وحده واحتجت عليه ، فكتب لها كتاباً بإرجاع فدك اليها ، فبلغ ذلك عمر ، فلحقها في الطريق وضربها وأخذ منها الكتاب ومزقه !