الملك الذي تمنى ان يغسل قدمي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بتاريخ : 17-Feb-2011 الساعة : 10:25 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
كان حامل رسالة رسول الله وسلم إلى القيصر رجل اسمه دحية الكلبي .
وتهيأ السفير للانطلاق نحو أرض الروم . ولكنه قبل أن يصل القسطنطنية ، عاصمة القيصر ، علم أن القيصر قد يمم شطر بيت المقدس للزيارة. فاتصل بحاكم (بصرى) الحارث بن أبي شمر وكشف له عن مهمته . ويبدو أن رسول الله وسلم كان قد أجاز دفع الرسالة إلى حاكم ( بصرى ) ليوصلها هذا إلى القيصر .
بعد أن اطلع الحاكم على الأمر ، استدعى عدي بن حاتم وكلفه أن يسافر مع دحية إلى بيت المقدس ليوصل الرسالة إلى القيصر . إلتقى السفير قيصر في حمص . وكانت الحاشية قبل ذلك قد أفهموا دحية أن عليه أن يسجد أمام القيصر ، وأن لا يرفع رأسه أبدا حتى يأذن له .
فقال دحية : لا أفعل هذا أبدا ، ولا أسجد لغير الله . فأعجبوا بمنطقه المتين . وقال له أحد رجال البلاط : إذا لك أن تضع الرسالة تجاه منبر قيصر وتنصرف ، إن أحدا غير القيصر لا يمسها . فشكره دحية على ذلك ، وترك الرسالة في ذلك المكان ، وانصرف .
فتح قيصر الرسالة ، وجلب انتباهه افتتاحها باسم الله ، وقال : أنا لم أر رسالة مثل هذه غير رسالة سليمان . ثم طلب مترجمه ليقرأ له الرسالة ويترجمها . احتمل قيصر أن يكون كاتب الرسالة هو النبي الموعود في التوراة والإنجيل . فعزم على معرفة دقائق حياة هذا النبي . فأمر بالبحث في الشام لعلهم يعثرون على من يعرف شيئا عن محمد ( وسلم ) .
واتفق أن كان أبو سفيان وجمع من قريش قد قدموا إلى الشام - التي كانت الجناح الشرقي للروم - للتجارة ، فاتصل بهم رجال القيصر وأخذوهم إلى بيت المقدس ، فسألهم القيصر : أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : أنا . ثم قال القيصر للقريشيين - على طريق ترجمانه - : إني سائل ( أبا سفيان ) عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي . فإن كذبني فكذبوه .
فقال أبو سفيان : وأيم الله لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب لكذبت .
- ثم قال لترجمانه : سله كيف حسبه فيكم ؟
أبو سفيان : هو فينا ذو حسب .
- القيصر : هل كان من آبائه ملك ؟
أبو سفيان : لا .
- القيصر : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟
أبو سفيان : لا .
- القيصر : من يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟
أبو سفيان : بل ضعفاؤهم .
- القيصر : أيزيدون أم ينقصون ؟
أبو سفيان : بل يزيدون .
- القيصر : هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له ؟
أبو سفيان : لا .
ثم استمر الحوار بين الاثنين عن موقف قريش من النبي وسلم وعن سجاياه ثم قال القيصر :
إن يكن ما تقول حقا فإنه نبي ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، ولم أكن أظنه منكم ، ولو أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه - حسب تقاليد الاحترام يومئذ - وليبلغن ملكه ما تحت قدمي ، ثم دعا بكتاب رسول الله فقرأه ودعا دحية واحترمه وكتب جواب الرسالة وضمنها بهدية وأرسلها إلى الرسول وسلم وأظهر في جواب الرسالة ولاءه ومحبته إلى رسول الله وسلم .
المصدر: تفسير الأمثل
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك