اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ماذا تراك فاعل؟
كل إنسان يجمع أموره في هذه الليلة المودع فيها كل البشر
والموت كلمح البصر وجعل في نظرية الموت الدرجة الأولى لدى الإنسان
أتوجه إلى الله تعالى وإلى أهل البيت()
والخوف من الموت له سببان وهما:
السبب الأول: أن الإنسان إذا لم يكن ملتزما بالشريعة وقواعدها وحدودها, أن مثل هذا الإنسان داره الأخروية خربة ولم يعمرها، وإنما عمر داره الدنيوية، أن مثل هذا الإنسان يخشى ويخاف أن يُنقل من دار معمرة إلى دار خربة.
السبب الثاني: أما إذا كان إنسانا مؤمنا ومع ذلك يخاف، فحيث أن الله سبحانه وتعالى أراد من الإنسان أن يكون بين الخوف والرجاء، فينبغي للإنسان أن يبقى بين الخوف والرجاء. وإلا إذا يئس أو اطمئن انه من أهل الجنة سوف لن يعمل شيئا، وإذا يئس من الجنة وجزم انه من أهل النار فسوف يقدم على أي عمل حرام.
{ كُلُّ نَفْس ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ }
تشير هذه الاية الشريفة إلى حقيقة أن الموت هو نهاية الإنسان.
ما المراد بالنفس في هذه الآية الشريفة؟
ذهب جمع من المفسرين أن المراد بالنفس هنا هي الروح, ولكن العلامة الطباطبائي ذهب إلى أن المراد منها هو الإنسان نفسه, حيث لم يعهد نسبة الموت إلى الروح في كلام الله سبحانه وتعالى.
نجد صورة جمالية في هذا الخطاب الإلهي :
استخدم القرآن الكريم المفردة ( ذائقة ) للإشارة إلى شمولية الموت للإنسان, وتوجد دقة لفظية في استخدام هذه المفردة, حيث أن التعبير بالتذوق إِشارة إِلى الإِحساس الكامل, لأن التذوق عادة يستخدم لإحساس اللسان بالغذاء, حيث أن مجرد رؤية الغذاء بالعين أو ملامسة الغذاء باليد لاتحقق إحساسا كاملا, فالإحساس الكامل يكون بالتذوق.
إن لهذه المفردة ( ذائقة ) ظلال معنوية فهي يرسم صورة جمالية يرسم فيها علاقة معنوية بين الغذاء والموت.