وليؤدّ هذا العمل لا أقلّ من مرّة في كلّ شهر، وروي انّ من جلس يوم الجمعة يعقّب الى طلوع الشّمس ، رفع له سَبعون درجة في الفِردوس الاعلى، وروى الشّيخ الطوسي انّ من المسنُون هذا الدّعاء في تعقيب فريضة الفجر يوم الجُمعة :
الثالث : روي انّ مَن قال بعد فريضة الظّهر وفريضة الفجر في يوم الجُمعة وغيره من الايّام: اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ لم يمت حتّى يدرك القائم () .. وان قاله مائة مرّة قضى الله له ستّين حاجة ثلاثين من حاجات الدّنيا ، وثلاثين من حاجات الاخرة .
الرابع : أن يقرأ سُورة الرَّحمن بعد فريضة الصّبح فيقول بعد فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ: لا بشيء مِنْ آلائكَ رَبِّ اُكَذِّبُ .
الخامس : قال الشّيخ الطوسي (رحمه الله): من المسنون بعد فريضة الصّبح يوم الجُمعة أن يقرأ التّوحيد مائة مرّة، وَيُصلّي على محمّد وآل مُحمّد مائة مرّة، ويستغفر مائة مرّة، ويقرأ سورة النّساء وهُود والكهف والصّافات والرّحمن .
السادس : أن يقرأ سورة الاحقاف والمؤمنُون، فعن الصّادق ()قال: مَنْ قرأ كلّ ليلة من ليالي الجمعة أو كلّ يوم من أيّامها سورة الاحقاف لم يصبه الله بروعة في الحياة الدّنيا ، وأمّنه من فزع يوم القيامة ان شاء الله، وقال ايضاً: من قرأ سورة المؤمنون ختم الله له بالسّعادة ، اذا كان يدمن قراءتها في كلّ جمعة وكان منزله في الفردوس الاعلى مع النّبيّين والمرسلين .
السّابع : أن يقرأ سُورة (قُل يا أيُّها الْكافِرُونَ) قبل طلوع الشّمس عشر مرّات ثمّ يدعو ليستجاب دعاؤه وروي انّ الامام زين العابدين () كان اذا أصبح الصّباح يوم الجمعة أخذ في قراءة آية الكرسى الى الظّهر.. ثمّ اذا فرغ من الصلاة أخذ في قراءة سُورَة (اِنّا اَنْزَلْناهُ) .. واعلم انّ لقراءة آية الكرسى في يوم الجُمعة فضلاً كثيراً .
الثامن : أن يغتسل وذلك من وكيد السّنن وروى عن النّبي ( وسلم)انّه قال لعليّ () : يا علي اغتسل في كلّ جمعة ولو انّك تشتري المآء بقوت يومك وتطويه فانّه ليس شيء من التطوّع اعظم منه، وعن الصّادق صلواتُ الله وسلامه عليه قال : من اغتسل يوم الجُمعة فقال : اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني مِنَ التَّوّابينَ واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرينَ كان طهراً من الجمعة الى الجُمعة أي طهراً من ذنوبه أو انّ أعماله وقعت على طهر معنوي وقبلت والاحوط أن لا يدع غُسل الجُمعة ما تمكّن منه، ووقته من بعد طلُوع الفجر الى زوال الشّمس وكلّما قرب الوقت الى الزّوال كان أفضل .
التاسع : أن يقص شاربه ويقلّم أظفاره فلذلك فضل كثير يزيد في الرّزق ويمحو الذّنوب الى الجمعة القادمة، ويوجب الامن من الجنون والجُذام والبرص، وليقل حينئذ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وِعلى سُنَّةِ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وليبدء في تقليم الاظفار بالخنصر من اليد اليسرى ويختم بالخنصر من اليد اليمنى وكذا في تقليم أظفار الرّجل ثمّ ليدفن فضُول الاظافير .
العاشر : أن يتطيّب ويلبس صالح ثيابه .
الحادى عشر : أن يتصدّق فالصّدقة تضاعف على بعض الرّوايات في ليلة الجُمعة ونهارها ألف ضعفها في سائر الاوقات .
الثانىعشر : أن يطرف أهله في كلّ جمعة بشيء من الفاكهة واللّحم حتّى يفرحُوا بالجمعة .
الثالث عشر : أن يتفرّغ فيه لتعلّم أحكام دينه، لا أن ينفق يومه هذا في التجوال في بساتين النّاس ومزارعهم، ومصاحبة الاراذل والاوباش، والتهكم والتحدّث عن عيوب النّاس، والاستغراق في الضحك والقهقهة، وإنشاء القريض والخوض في الباطِل وأمثال ذلك فانّ ما يترتّب على ذلك من المفاسد أكثر من أن يذكر، وعن الصّادق () قال : أفّ على مسلم لم ينفق من اسبُوعه يوم الجُمعة في تعلّم دينه ولم يتفرّغ فيه لذلك، وعن النّبي ( وسلم) انّه قال : اذا رأيتم يوم الجُمعة شيخاً يقصّ على النّاس تاريخ الكفر والجاهليّة فأرموا رأسه بالحصى.
الرابع عشر : أن يصلّي على النّبي وآله ألف مرّة، وعن الباقر () قال : ما من شيء من العبادة يوم الجُمعة أحبّ اليّ من الصلاة على محمّد وآله الاطهار صلّى الله عليهم أجمعين .
أقول : فإن لم تسنح له الفرصة بالصلاة ألف مرّة فلا أقلّ من المائة مرّة ليكون وجهه يوم الحساب مشرقاً، وروي انّ من صلّى على محمّد وآله يوم الجُمعة مائة مرّة وقال مائة مرّة: اَسْتَغْفِرُ اللهَ رَبّى واَتُوبُ اِلَيْهِ وقرأ التّوحيد مائة مرّة غفر له البتّة، وروى ايضاً انّ الصلاة على محمّد وآله بين الظّهر والعصر تعدل سبعين حجّة .
الخامس عشر : أن يزُور النّبي والائمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين وستأتي كيفيّة الزّيارة في باب الزّيارات .
السادس عشر : أن يزور الاموات ويزور قبر أبويه أو أحدهما وعن الباقر () قال : زوروا الموتى يوم الجُمعة فانّهم يعلمون بمن أتاهم ويفرحون .
السابع عشر : أن يقرأ دعاء النّدبة وَهُو من أعمال الاعياد الاربعة وسيأتي في محلّه ان شاء الله .
الثامن عشر : اعلم انّه قد ذكر ليومِ الجُمعة صلوات كثيرة سوى نافلة الجُمعة التي هي عشرون ركعة وصفتها على المشهور أن يصلّي ستّ ركعات منها عند انبساط الشّمس، وستّاً عند ارتفاعها، وستّاً قبل الزّوال، وركعتين بعد الزّوال قبل الفريضة، أو أن يصلّي الستّ ركعات الاولى بعد صلاة الجُمعة أو الظّهر على ما هُو مذكور في كتب الفقهاء وفي المصابيح، وينبغي هُنا ايراد عدّة من تلك الصّلوات المذكورة ليوم الجُمعة وإن كان أكثرها لا يخص يوم الجُمعة ولكنّها في يوم الجُمعة أفضل . من تلك الصّلوات الصلاة الكاملة التي رواها الشّيخ والسّيد والشّهيد والعلاّمة وغيرهم باسناد عديدة معتبرة عن الامام جعفر بن محمّد الصّادق صلوات الله وسلامه عليهما عن آبائه الكرام عن رسول الله ( وسلم) قال : مَن صلّى يو م الجُمعة قبل الزّوال أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد عشر مرّات وكلاًّ مِن (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ وقُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وقُلْ يا أيُّها الْكافِرُونَ) ومثلها آية الكرسى، وفي رواية اُخرى يقرأ أيضاً عشر مرّات (اِنّا اَنْزَلْناهُ فى لَيلةِ الْقَدر) وعشر مرّات آية (شَهِدَ الله) وبعد فراغه من الصلاة يستغفر الله مائة مرّة ويقول : سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَاَللهُ اَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوةَ إلاّ بِالله الْعَليِّ الْعَظيمِ مائة مرّة ويصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة . من صلّى هذه الصلاة دفع الله عنه شَرِّ أهل السّماء وأهل الارض وشرّ الشّيطان وشرّ كلّ سُلطان جابر .
صلاة اُخرى : روى الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين () انّه قال : اِنِ استطعت أن تصلّي يوم الجُمعة عشر ركعات تتمّ سجودهنّ وركوعهنّ وتقُول فيما بين كلّ ركعتين (سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) مائة مرّة فافعل فانّ لها فضلاً عظيماً .
صلاة اُخرى : بسند معتبر عن الصّادق () قال : مَن قرأ سُورة ابراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعاً في يوم الجُمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون ولا بلوى.
توقيع عاشـقة المهدي
لو يدرك الإنسان....كيف يدبر الله له الأمور...
لذاب في حبه...وفوض الأمر له وحده....
وهو مطمئن وواثق...أن الخيرة فيما يختاره الله...
فثق بالله وارض بحكمه...