اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السؤال : متى استحق المعصومين الكمالات التي حصلوا عليها وقد ولدوا معصومين؟ فإذا قال القائل في عالم قبل الدنيا كما في بعض الأحاديث حول عالم الذر بان النبي(ِ وسلم) أول من اعترف بالربوبية ،نقول بان قوس النزول لا يوجد في تكليف واختيار كما قال العلماء؟
الجواب : لا يوجد هناك زمان مشخص لاستحقاق الائمة لهذه الكمالات, عندما يعلم الله من عبدٍ ماذا يريد، وعندما يعلم بإنَّ إرادته صادقة، يهيأ له بحسب ما يعلم، فعندما يعلم بإنَّ إرادته صادقة، ولكي نقرب الفكرة بمثال نضرب المثال التالي: عندما تعرف بأنَّ ابنك صادق في انه يريد أن يدرس، تهيأ له كل الإمكانات (فسنيسره لليسرى), وكذلك الله سبحانه وتعالى عندما يعلم من عبدٍ انه صادق يريد أن يكون معصوماً ويريد أن يكون مطيعاً لله في كل صغيرة وكبيرة, لا فقط على مستوى الكلام وعلى مستوى النية، وإنما على مستوى العمل أيضاً، الله سبحانه وتعالى يهيأ له الأرضية من ادم إلى يومنا هذا.
وفي الأثر عن النبي : ما زلت انتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني الله في عالمكم هذا.
الآن لماذا فعل الله بالنبي هذا ولم يفعل بي ؟ لأنَّ الله علم من نبيه ما لو علمه مني لأعطاني أيضاً مثل ذلك.
كثير من الناس يقولون الله لو إعطاني كذا ولو أعطاني كذا أعطيت كذا وأنفقت كذا, لكن الله لم يعطي لماذا؟ باعتباره انه يعلم أن كثير من هؤلاء غير صادقين لو أعطاهم لا ينفقون. فيكون وبالا عليهم فالأفضل أن لا يعطيهم, أما لو علم من عبد صدق نيته، لأعطاه أكثر مما تصور هو أيضاً, الله علم من هؤلاء من الأنبياء من الائمة من الأوصياء صدق النوايا فجعلهم أطهاراً من بطون أمهاتهم, إذن لا معنى لأن نسأل هذا السؤال وهو انه متى استحق المعصوم, فالأمر ليس مربوطاً بالزمان وإنما مرتبط بعلم الله سبحانه وتعالى من أفعال هؤلاء.
الكاتب السيد كمال الحيدري
آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 28-Apr-2011 الساعة 05:51 AM.