مولد العقيلة زينب صلوات الله عليها
إبنة الأطهار ِ تسمو في السما
قبة ُ في الشام تعلو الأنجما
واستطال المجد ُ فيها كلّما
مرّ يوم ُ في العصور الماضيه
بدأتْ ترسم ُ دربا ً للإباء
صبرت ْمن غير ضعف ٍ وبكاء
حملتْ في كفّها فخر السماء
صبرها فاق العقولَ الواعيه
تخذت في كربلا نهج الإمام
وطريقا خالدا رغم الحمام
لم تبال أبدا وقع السهام
حطمتها والفلول الغازيه
ثورة جاءت بكلّ الخطب ِ
عند أهل الشام ثم ّ العرب ِ
إنها خير ُالنسا والنسب ِ
إنها نبع العيون الصافيه
جعلت من صبرها سر الخلود
ومن الأسر علامات الصمود
أترى هل راعها شد القيود
كسّرت كل القيود الأتيه
حملت فكرا ونهجا بالحياة
وطريقا خالدا مثل الكماة
إنها الفخر وعنوان الثبات
ودروس للحياة الفانيه
خاضت الحرب بصبر ٍ واقتدار
وبيسر وبنهج الإنتصار
نزلت في الحرب في عز الوقار
وتسامت حول تلك الرابيه
دمّرتْ عرش الطليق ابن الطليق
نثرته ُ كرماد ٍ في الحريق
جعلته ُ في متاهات الطريق
هدّمت ْ كلّ العروش الخاويه
ذهب ُ الإبريز يعلو صافيا
قم ْ تأمل في علاها عاليا
وخذ الدرس ونحها باكيا
لاتلمني في العيون الباكيه
رددت في مجلس الظلم خطابا
وكلاما لاذعا ثم ّ كتابا
قد أتاك اليوم َ سيْلا وعذابا
وغدا تلقى الحميم الحاميه
زينبُ الطهر وبنتُ الأولياء
بَضعةُ الكرار فخرُ الأوصياء
خطبتْ عند لعين الطلقاء
إننا تاج البيوت الساميه
سر كما شئت وكد شر مكيد
ستزول اليوم حتما يايزيد
أترى هذا كلامي ببعيد
سترى يوما قبابي العاليه
شاركت سبط الهداة الطاهرين
إنها من نسل خير المرسلين
فغدت ترفع ُفكرا ً للحسين
لا ولا هابت يزيد الطاغيه
صورة مشرقة لاتختفي
وسراج في العلا لاينطفي
وعفاف فيه معنى الشرف
أذهل الدنيا وحتى الباقيه
ضحكت من دهرها بالعجب ِ
كيف تغدرنا ، ألا من سبب ِ
هل وجدت غدرنا في الكتب
أنت من تلك القلوب القاسيه
طأطأ الأرض وشم أعتابها
قمة الصبر فقبل بابها
فمحبي آلها خدامها
في نعيم الله يوم الغاشيه
ظهرت منها كثير المعجزات
باهرات واضحات بينات
وضع الله لها كلّ الصفات
وكرامات بدت بالثانيه
عشتُ في حزن ٍ وفي بلوى الشجون
كلّما أنصت ُ للدهر الخوؤن
بأنين ثم بالدمع الحرون
قد جعلت ُ العين تبقى باكيه
غاب عنها ليثها في كربلا
ياله من بطل ٍ يرقى العُلا
جندل َ الفرسان َ لاقى جحفلا
كعبة ُ الأحرار ِ يوم الهاويه
فقدت ْ في كربلا خير الورى
تركته ُ عاريا ً فوق الثرى
أترى أحزن ُ منه ُ منظرا
وعلى الأرض الدماء ِ الزاكيه
قف ْ قليلا ً وترقب ْ ماجرى
كيف غاب الكلّ ُ عنها ياترى
ورأت في الطفّ جسما ً في العرا
ليت نفسي للوحوش ِ الضاريه
كلّما جاء الدُجى صار انتحاب ْ
بافتجاع ٍ وبحزن ٍ وعذاب
هل عرفت َ الدهر َ يوما ما أصاب ْ
بضعة الطهر ِ البتول الغاليه
لم تطأ رأسا ً لجبار ٍ عنيد
لا ولا ذلّت بيوم ٍ ليزيد
وقفت ْ تطلق ُ قولا ً كالرعيد
هزّ أركان الطغاة الباليه
مَن رآها سيرى نور الخشوع ْ
قامت ْ الليل َ بذكر ٍ وركوع ْ
وتحدّت كلّ أشكال الخنوع ْ
شتّت ْ جمع الخنا والحاشيه
نطقت ْ في مجلس الطاغي يزيد
روّعته ُ ، كبّلته ً ، بالحديد
فضحته ُ ، جعلته ُ كالوليد
ذكّرته ُ بالأصول ِ الجانيه
هي للحقّ منار ُ وشعار
ومع الثوار نصر ُ واقتدار
وعلى الباطل سيف ُ ودمار
حاربت كل الجيوش الغازيه
وإذا المرء أتاها زائرا
واحتمى فيها أسيرا ً عابرا
وهو فعلا كان فيها مُعسرا
وجد َ الخير َ ونال َ العافيه
يالها من آية عند الجليل
حدّث الإسلامُ عنها والخليل
آية الصبر ولا فيها مثيل
نورها يعلو السماء الصافيه
علي كريم الربيعي 8/5/2008