اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قسّم الرسول الأكرم وسلم العمل بين عليّ والزهراء عليهما السلام فجعل العمل داخل البيت على عهدة فاطمة وخارجه على عهدة عليّ . فقالت : "فلا يعلم ما داخلني من السرور إلّا الله بإكفائي رسول الله وسلم تحمّل رقاب الرجال".
يقول العلامة المجلسي في شرح ذلك: "تحمّل رقاب الرجال أي تحمّل أمور تحملها رقابهم من حمل القرب والحطب، ويحتمل أن يكون كناية عن التبرّز من بين الرجال..."19.
وعلى أيّ حال فقد تحمّلت السيدة الزهراء أعباء البيت حتّى قالت : "يا رسول الله لقد مجلت يداي من الرحاء أطحن مرّة وأعجن مرّة"20.
وبيت عليّ والزهراء عليهما السلام يشكل قدوة في نظامه للمؤمنين عموماً، لذلك نجد الروايات التي تتحدّث عن عمل المرأة داخل بيتها فعن النبيّ الأكرم وسلم: "أيّما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلّا نظر الله إليها ومن نظر الله إليه لم يعذّبه"21.
والأسرة كما ذكرنا هي مجتمع صغير قائم على المودّة والرحمة وتلفّه أجواء السكن والطمأنينة، ولكنّ هذا لا يعني عدم الحاجة لوجود قيّم يعتبر الرأس لهذا المجتمع الصغير، والرجل هو القيّم الذي اختاره الله تعالى لرئاسة هذا المجتمع الصغير يقول تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾22.
وهذا ما أكّدته الروايات أيضاً، فعن النبيّ الأكرم وسلم: "ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"23. وعن الباقر : "لا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجه"24.
وهكذا كان البيت القدوة الذي يتولّاه المعصومان عليّ والزهراء ، حيث نُقل من كلماتها : "البيت بيتك والحرة زوجتك افعل ما تشاء"25.
19- بحار الأنوار، ج43، ص81.
20- ذخائر العقبى، ص50.
21- وسائل الشيعة، ج21، ص451.
22- سورة النساء، الآية 34.
23- الكافي، ج5، ص327.
24- وسائل الشيعة، ج20، ص222.
25- بحار الأنوار، ج28، ص303.
يا رقية مددي...