اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لماذا هذا الاهتمام بالمهدي فلماذا كل هذا الاهتمام بالمهدي الموعود ؟ . . .
ولماذا هذا التأكيد عليه ؟
الذكر الشيخ المفيد في كتابه الفصول العشرة للغيبة
للجواب نضع عدة نقاط :
( أ ) كل هذا الاهتمام ، للتعريف بالامام المهدي لجميع الخلق ، وأنه صاحب الحكم الالهي ودولة الحق الذي وعد الله عباده بها ، فيعتقد به من لم يدركه بقلبه ويدعو له بالفرج ، ويطيعه من يدركه .
( ب ) كل هذا ، لاجل الذين يدركون غيبته ، لئلا يزيغوا ويضلوا ، لئلا يشكوا في إمامهم ووجوده وظهوره ، لتتركز عقيدتهم بامامهم اكثر ، ليعدوا أنفسهم لظهوره ، ليرفعوا الموانع المانعة عن ظهوره .
( ج ) كل هذا ، لاجل معرفة الذين يدركون غيبته أهمية قيام دولته - عجل الله فرجه - التي بشر بها الانبياء والصديقون والائمة وتمنوا لو أدركوها .
( د ) كل هذا ، ليطمئن المؤمن بوجود رجعة في الدنيا قبل الاخرة ، يؤخذ للمظلوم حقه من الظالم ، يعذب المجرمون ويذوقوا عذاب الدنيا قبل الاخرة ، ينعم المحسنون والمتقون في الدنيا قبل الاخرة .
( ه ) كل هذا ، ليعرف الخلق أن أولياء الله الصالحين - الذين تجرعوا غصص الظلم وانواع العذاب - سيحكمون الارض بالعدل ، لانهم الوارثون . . . ( إن الارض يرثها عبادي الصالحون ) .
( و ) كل هذا ، ليعرف الناس عظم مسالة المهدي ودولته ، وما يصيبه وشيعته في غيبته ، فيحزنوا عليهم ويدعوا لهم بالفرج ، فيكونوا قد شاركوهم فيما يجري عليهم من مصائب وآلام ، ويشتركوا معهم بالاجر والثواب .
( ز ) وأخيرا لا آخرا ، كل هذا ، ليعرف الخلق باجمعه : أن للحق دولة ، ترفع فيها كلمة الله ، وكلمة الله هي العليا .
و من كتب عن المهدي إلى اخر القرن الرابع ذكر : ان الله سبحانه ثم الانبياء كافة هم الذين ذكروا المهدي وفتحوا أبواب البحث عنه وعن ظهوره عجل اللة فرجه الشريف .
وعند ظهور نبينا محمد وسلم برسالته كان الترويج لفكرة المنقذ المنتظر أكثر ، حيث أولى وسلم اهتماما كبيرا بقضية المهدي ورد الشبهات عنه ، والاحاديث الواردة عنه وسلم من طريق الفريقين خير شاهد على هذا المطلب .
ومن بعده وسلم كانت مهنة التبليغ لفكرة الامام المهدي على عهدة خلفائه أئمة أهل البيت ، فكانوا ينتهزون الفرص لتثبيت المسلمين على الاعتقاد بالمهدي ، والروايات الكثيرة الواردة عنهم في هذا الشان شاهد لهذا المطلب .
وكلما قرب وقت ولادة الامام عجل الله فرجه كان الاهتمام بذكره والخبر باحواله وصفاته وغيبته أكثر ، حتى أن الامامين العسكريين سلام الله عليهما كان عندهما نوع ما من الغيبة وعدم الاتصال مباشرة باصحابهم وخروج التوقيعات من قبلهم ، كل هذا ليتعود الشيعة على ما سيحصل من غيبة الامام القائم عجل الله فرجه الشريف .
وعند ولادة الامام المهدي بدأ نوع جديد من التحرك والتبليغ من قبل أبيه الامام العسكري ، لان هذه المرحلة تعدت من المرحلة النظرية إلى العملية ، فبدأ الامام العسكري بخطوات كبيرة لثبيت عقائد الشيعة بإمامة ولده المهدي المنتظر ورد الشبهات عنه ، حتى أن الامام العسكري كان
يظهر والده المهدي إلى خواص شيعته بين حين وآخر ، وكانوا يتحدثون معه ويسألونه فيجيبهم .
وبعد شهادة الامام العسكري ، وتسلم الامام المهدي منصب الامامة ، كانت مهمة التبليغ على شخص الامام بواسطة النواب الخاصين رضوان الله عليهم ، فكانت ترد عليه الاسئلة من شيعته بواسطة الابواب وتخرج التوقيعات من الناحية المقدسة فيها جوابات الاسئلة وحل مشاكل الشيعة ورد الشبهات عنه عجل اللة فرجه الشريف .
وآخر توقيع ، خرج عنه في الغيبة الصغرى إلى علي بن محمد السمري اخر ابوابه الخاصين نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع امرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية [ التامة ] ، فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل ، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا . . .
وبعد وقوع الغيبة الكبرى صارت مهمة التبليغ الاسلامي بصورة عامة وتثبيت عقائد الشيعة بإمامة المهدي المنتظر وغيبته بصورة خاصة على عهدة الفقهاء والمحدثين .
ففي التوقيع الخارج على محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه : . . . واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم .
ففي بداية الغيبة الكبرى كانت مهمة ترسيخ عقائد الشيعة بامامهم كبيرة وصعبة ، لذا ترى علماءنا رضوان ، الله عليهم بدئوا برد الشبهات عنه عجل الله فرجه بمناظراتهم ودروسهم وخطبهم ومؤلفاتهم .
وهنا نذكر على طريق الاختصار بعض من ألف من العلماء من موضوع الامام المهدي عجل الله فرجه والدفاع عنه إلي آخر القرن الرابع الهجري . فمنهم :
( 1 ) أبو اسحاق ابراهيم بن اسحاق الاحمري النهاوندي ، سمع منه أبو احمد القاسم بن محمد الهمداني في تسع وستين ومائتين ، له كتاب الغيبة .
( 2 ) أبو اسحاق ابراهيم بن صالح الانماطي الكوفي الاسدي ، من اصحاب الامام الكاظم ثقة ، له كتاب الغيبة ، يرويه عنه جعفر بن قولويه بواسطة واحدة .
( 3 ) احمد بن الحسين بن عبد الله المهراني الآبي ، له كتاب ترتيب الادلة فيما يلزم خصوم الامامية دفعه عن الغيبة والغائب .
( 4 ) أبو بكر خيثمة احمد بن زهير النسائي ، المتوفي سنة 279 ، له جمع الاحاديث الواردة في المهدي .
( 5 ) الحافظ أبو نعيم احمد بن عبد الله الاصبهاني ، المتوفي سنة 430 ، له كتاب الاربعين حديثا في ذكر المهدي ، وذكر المهدي ونعوته وحقيقة مخرجه وثبوته ، ومناقب المهدي .
6 ) أبو العباس [ أبو علي ] احمد بن علي الرازي الخضيب [ ابن الخضيب ] ، الايادي ، له كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة .
( 7 ) أبو العباس احمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي ، نزيل البصرة ، كان ثقة في حديثه متقنا لما يرويه فقيها بصيرا بالحديث والرواية ، وهو استاذ الشيخ النجاشي وشيخه ومن استفاد منه ، توفي حدود النيف والعشرة بعد الاربعمائة ، له كتاب أخبار الوكلاء الاربعة .
( 8 ) أبو الحسن احمد بن محمد بن عمران بن موسى المعروف بابن الجندي ، استاذ الشيخ النجاشي ، له كتاب الغيبة .
( 9 ) أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بن ابراهيم بن ايوب الجوهري ، له كتاب ما نزل من القرآن في صاحب الزمان ، واخبار وكلاء الائمة الاربعة .
( 10 ) الحافظ النسابة الواعظ الشاعر الاشرف بن الاغر بن هاشم المعروف بتاج الملك العلوي الحسيني ، المولود بالرملة سنة 482 والمتوفي بحلب سنة 610 عن 128 سنة ، له كتاب الغيبة وما جاء فيها عن النبي والائمة ووجوب الايمان بها .
( 11 ) الجلودي ، المتوفي سنة 332 ، له كتب اخبار المهدي .
( 12 ) أبو محمد الحسن بن حمزة بن على بن عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، المعروف
بالطبري والمرعش ، كان من اجلاء هذه الطائفة وفقهائها ، توفي سنة 358 ، له كتاب الغيبة .
( 13 ) أبو علي الحسن بن محمد بن احمد الصفار البصري ، شيخ من اصحابنا ثقة ، روى عنه الحسن بن سماعة ، له كتاب دلائل خروج القائم .
( 14 ) أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، المعروف بابن أخي طاهر ، المتوفي في ربيع الاول سنة 358 ، له كتاب الغيبة وذكر القائم .
( 15 ) أبو الحسن حنظلة بن زكريا بن حنظلة بن خالد بن العيار التميمي القزويني ، له كتاب الغيبة .
( 16 ) أبو الحسن سلامة بن محمد بن اسماعيل [ اسماء ] ، بن عبد الله بن موسى بن أبي الاكرم الارذني [ الازوني ] ، المتوفي سنة 339 ، له كتاب الغيبة وكشف الحيرة .
( 17 ) أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجني الاسدي الكوفي ، المتوفي سنة 250 أو 271 ، له كتاب أخبار المهدي ويسميه المسند .
( 18 ) أبو الفضل عباس بن هشام الناشري الاسدي ، من اصحاب
الرضا ، متوفي سنة 220 ، له كتاب الغيبة .
( 19 ) أبو العباس عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك الحميري القمي ، ثقة ، شيخ القميين ووجههم ، له كتاب الغيبة والحيرة ، وقرب الاسناد إلى صاحب الامر ، والتوقيعات .
( 20 ) أبو محمد عبد الوهاب المادرائي [ البادرائي ] له كتاب الغيبة .
( 21 ) أبو القاسم علي بن الحسن بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة 329 س ، له كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة .
( 22 ) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسن بن جعفر بن محهد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، المعروف بالشريف المرتضى علم الهدى ، مولده في رجب سنة 355 ، قال النجاشي : مات لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة 436 وصلى عليه ابنه وتوليت غسله ومعي الشريف أبو يعلى . . . ، له كتاب الغيبة ، المقنع في الغيبة .
( 23 ) أبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم بن ابان المعروف بعلان الرازي الكليني ، خال ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني ، وأحد العدة الذين يروي عنهم عن سهل بن زياد في كتابه الكافي ، له كتاب اخبار القائم .
24 ) علي بن محمد بن علي بن سالم بن عمر بن رباح بن قيس السواق القلا ، له كتاب الغيبة .
( 25 ) أبو الحسن علي بن مهزيار الدورقي الاهوازي ، كان ابوه نصرانيا وقيل : إن عليا ايضا أسلم وهو صغير ومن الله عليه بمعرفة هذا الامر ، وتفقه وروى عن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام ، واختص بابي جعفر الثاني ، له كتاب القائم .
( 26 ) أبو موسى عيسى بن مهران المستعطف ، له كتاب المهدي .
( 27 ) أبو محمد الفضل بن شاذان بن جبرئيل [ الخليل ] الازدي النيسابوري ، المتوفي سنة 260 ، لقي على بن محمد التقي ، له كتاب اثبات الرجعة ، والرجعة حديث ، والقائم .
( 28 ) أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني ، المعروف بابن أبي زينب الكاتب ، تلميذ ثقة الاسلام الكليني ، له كتاب الغيبة ، ويعرف هذا الكتاب بملاء العيبة في طول الغيبة .
( 29 ) أبو علي محمد بن احمد بن الجنيد ، قال النجاشي : سمعت بعض شيوخنا يذكر أنه كان عنده مال للصاحب وسيف أيضا وصى به إلى جاريته ، له كتاب إزالة الران عن قلوب الاخوان في الغيبة .
( 30 ) أبو عبد الله محمد بن احمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال ، المعروف بالصفواني ، الشريك مع النعماني في القراءة على ثقة الاسلام الكليني ، له كتاب الغيبة وكشف الحيرة
( 31 ) أبو العنبس محمد بن اسحاق بن أبي العنبس العنيسي الصيمري ، له كتاب صاحب الزمان .
( 32 ) أبو الحسين محمد بن بحر الرهني السجستاني [الشيباني] المتكلم ، له كتاب الحجة في إبطاء القائم
( 33 ) محمد بن الحسن بن جمهور العمي [ القمي ] البصري ، روي عن الرضا ، له كتاب صاحب الزمان ، وكتاب وقت خروج القائم .
( 34 ) أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، قرأ على الشيخ المفيد ، له كتاب الغيبة .
( 35 ) محمد بن زيد بن علي الفارسي ، له كتاب الغيبة .
( 36 ) أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني ، المتوفى سنة 323 ، كان متقدما في اصحابنا ومستقيم الطريقة ، فحمله الحسد لاب . القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الردية ، فظهرت منه -
مقالات منكرة ، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية ، له كتاب الغيبة .
( 37 ) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفي سنة 381 ، له كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ، الفه بامر الامام المهدي عجل الله فرجه ، والرسالة الاولى في الغيبة ، والرسالة الثانية في الغيبة ، والرسالة الثالثة في الغيبة .
( 38 ) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، المتوفي سنة 449 ، له كتاب البرهان على طول عمر صاحب الزمان ، والاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الانصاف .
( 39 ) أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي ، معاصر ابن همام الذي توفي سنة 332 له كتاب الغيبة .
( 40 ) أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياض السلمي السمرقندي ، المعروف بالعياشي ، كان في اول عمره عامي المذهب وسمع حديث العامة فاكثر منه ، ثم تبصر وعاد إلينا ، له كتاب الغيبة .
( 41 ) أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني ، من السفراء ، قرأ على المفيد وحضر مجلس درس المرتضى والشيخ ولم يقرأ عليهما ، له كتاب الغيببة .