عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 31-Oct-2012 الساعة : 08:19 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ناحية مهمة
ومن الضروري ونحن نؤكد على دور السنة في التشريع الاسلامي وفي تفصيل وبيان الايات الكريمة التي أشارت الى ذلك , أن نذكر ناحية مهمة
وهي أن السنة الشريفة التي هي قول المعصوم أو فعله أو تقريره ... هي وحي من الله سبحانه وتعالى كما أشرنا , وليست إجتهادا من النبي (ص) .
فما ورد على لسان النبي (ص) من تفصيلات لآيات القران الكريم وأحكامه والكيفيات التي تمارس بها العبادات وغيرها , كله بوحي من الله , قال الله تعالى ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) ( النجم 3-4)
مثلا أمر المولى سبحانه بالصلاة فقال تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) ولم يحدد في القران كيفية الصلاة بشكل مفصّل , وكذلك لم يحدد أمور الزكاة والمقدار الذي يجب دفعه .
ولكن لبيان الكيفية للصلاة جاء على لسان النبي (ص) , من أعتبار النية والقربة فيها , ومن أعتبار أن التكبير ابتداء الصلاة , ثم القراءة , ثم الركوع , ثم السجود , والتشهد , وغيرها مما يعتبر فيها من الاجزاء والشرائط , كله كان من النبي (ص) , والنبي (ص) أوضحه وبينه بأمر من الله سبحانه , وكذلك مايعتبر قبل الصلاة من الوضوء , وما يعتبر حال الصلاة من الستر والاستقبال , وكذلك أعتبار دخول الوقت للصلاة , كله بيانه وتفصيله كان من الله سبحانه بوحي للنبي (ص) .
وهكذا الحال في الزكاة والصيام والحج وغيرها من الفرائض والواجبات , لأن العبادات – كما ورد – أمور توقيفية , أي يتوقف بياناتها وتفصيلاتها وتحديدها على الشارع المقدس , وليس للعباد دخل فيها .
ومن هنا نؤكد أنه ليس كل مايراه الانسان عبادة يكون عبادة , فالله يريد أن يعبد كما يشاء هو لا كما يشاء العبد .
ومن هنا نجد العبادات المقررة في الشريعة تنسجم تماما مع الواقع الايماني والروحي عند الانسان , وتلبي تطلعاته وحاجاته الروحية والاخلاقية , فالعبادة كما تكون بالتأمل والتفكّر , تكون ايضا بالفعل والعمل وبالقول ايضا , وكما يشرف العقل والتفكر والعمل والقول يعمل ايضا على تنزيه القلب والنفس والروح مما يجعل العابد متمحضا في ذاته لله سبحانه وتعالى .
فالعبادة الصحيحة التي ترتقي بالانسان الى مراتب الاخلاص والكمال , هي ما كانت على النهج المأمور به من الله سبحانه وتعالى , سواء في حالات التأمل والتفكر , أو في القول والعمل وغيرها , وما أراده الله سبحانه أوضحه على لسان نبيه الكريم (ص) , والنبي (ص) علّمه وأعطاه للائمة الاطهار الذين هم الامتداد الطبيعي للنبي (ص) , ولم يحجب عنهم شيئا من العلوم التي فيها الخير والصلاح للعباد في مختلف شؤونهم , وأمورهم , بما يتعلق بالدنيا والاخرة .
عود على بدء
فدور المجتهد في أحكام الشريعة إنما يكون ويصح إذا كان في إطار القران والسنة , ويكون في استخراج واستنباط الاحكام منها بيطبيق القواعد العامة الكلية المعتبرة على القضايا الجزئية الفرعية الخارجية التي يحتاج اليها الناس , والتي هي مورد ابتلائهم واهتمامهم , وكذلك الحال فيما يتعلق بالمعاملات وما يشترط فيها , يكون بإمضاء من النبي (ص) واعتبارا منه لها , ويصير هذا الامضاء والاعتبار أحكام المعاملات كلها أحكام واقعية ومرادة للمشرع الحكيم , هذا مضافا الى النصوص الصريحة والواضحة في المعاملات , فهي أبضا من السنة وبوحي من الله
أهمية الاجتهاد
|