إضاءات قرآنية
(14)
حرف الثاء
الفرق بين ( الثـِّقْل ) و ( الثـَّقَل ) :
الثِـّـقْل : الوزن ، والحِمل الثقيل ؛ جمعها أثقال ، ومنه قوله تعالى : { وأخرجتِ الأرضُ أثقالها } " الزلزلة 2 ".
وتستخدم بمعنى الذنب ، كما في قوله تعالى : { ولَيحمِلُّنّ أثقالَهم وأثقالاً مع أثقالهم } " العنكبوت 12 ".
وأما الثـِـّقَل : فهو عكس الخِـفّة ، نقول : رجل به خِفّة ، ورجل به ثِقَل .
أما الثَّقَل : فهو المتاع ، والشيء النفيس ، كما في الحديث : إني تارك فيكم الثـَّقَلَين : كتابَ الله ، وعِترتي . والثَّقَلان : الجنّ والإنس ، كما في قوله تعالى : { سنفرُغُ لكم أيـُّهَ الثَّقَلانِ } " الرحمن 31 ".
الفرق بين ( ثَمّ ) و ( ثـُمّ ) :
( ثَمّ ) : اسم إشارة بمعنى هناك . يقول تعالى : { وإذا رأيتَ ثَمَّ ، رأيتَ نعيماً ومُلكاً كبيراً } " الإنسان 20 ".
أما ( ثـُمّ ) : فهي حرف عطف . والفرق بينه وبين ( فاء ) العطف ، أن الفاء تعني العطف القريب ، أما ثُمّ فتعني العطف البعيد .
خير شاهد على ذلِكَ قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان مِن سُلالة مِن طين ، ثُمّ جعلناه نطفةً في قرار مَكين ، ثمّ خلقنا النُّطفة علقة . فخلقنا العلقة مُضغة ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً . ثمّ أنشأناه خَلقاً آخرَ . فتباركَ اللّـهُ أحسن الخالقين } " المؤمنون 15 ".
في قوله ( ثُمّ ) إشارة دقيقة خفيّة إلى المدة والبعد بين خلق الإنسان مِن سلالة ، وبين جعله نطفة ، وبين خلقه علقة ؛ فهذه الأدوار الثلاثة مِن خلق الإنسان متباعدة . أما الأدوار الباقية المذكورة فهي متقاربة في البعد متتالية في الحدوث ، فعطفها على بعضها بحرف ( الفاء ) للدلالة على ذلِكَ .
... يتبع ..