عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 27-Mar-2012 الساعة : 06:58 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
واحد في الصفات
بمعنى ان صفاته تعالى , عين ذاته لانها اذا لم تكن عين ذاته كانت زائدة عليها, واذا كانت زائدة يلزم من ذلك التعدد, لان الموصوف غير الصفة, والصفة غير الموصوف.
وقد قال امير المؤمنين ( فمن وصف الله فقد قرنه, ومن قرنه فقد ثناه, ومن ثناه فقد جزأه, ومن جزأه فقد جهله, ومن جهله فقد أشار اليه, ومن أشار اليه فقد حده, ومن حده فقد عده). ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 73-1/72 )
فمعنى عينية الصفات وانها عين الذات, هو انه تعالى ليس ذاتا مع زيادة هي الصفة كالانسان والموجودات الاخرى, والا لزم التعدد والاثنينية, اي ذات وصفة, وهو محال على الله تعالى , لانه يلزم التركيب والاشراك. فصفاته تعالى هي نفس الذات , وهي مفاهيم عقلية تنطبق في الواقع على الذات وهي عينها ومتحدة معها, بلا زيادة ولا مغايرة ولاتركيب ولاتكثر فيها, فالله هو الحي, والحي هو الله, وهذا نظير قولنا الوجود موجود , والضوء مضيء , فالوجود هو عين الموجود ونفسه, والموجود هو الوجود وعينه, والضوء هو المضيء, والمضيء هو الضوء ذاته وعينه.
وقد ورد عن الامام الصادق انه قال ( لم يزل الله جل وعز ربنا, والعلم ذاته ولامعلوم, والسمع ذاته ولا مسموع, والبصر ذاته ولامبصر , والقدرة ذاته ولا مقدور). ( الكافي , الكليني 1/107 صفات الذات ح 1 توحيد الصدوق ص 139 ب 11 صفات الذات ح 1)
فالحاصل ان صفاته عين ذاته , وكل كلام غير هذا ,أو توجيه غير هذا , يؤدي الى ان نقول ان الله سبحانه جسم , وهو نقص ومحال عليه, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وعلى هذا الاساس , فما ورد في السنة الشريفة من اسمائه الحسنى وتعددها, فهي لاتعني تعددا في الذات , وانما الذات المقدسة واحدة, وهذه اسماء تعبر عنها من دون اختلاف ولا حدود بينها , فهو تعالى القادر , وهو الحي, وهو العالم, وهو القيوم , وهو المختار, وهو المريد, وهو لاند له ولا ضد له...... وهكذا.
واحد في الافعال
لان الله تعالى قادر, والقادر لايحتاج الى عون في افعاله وتصرفاته, فهو يخلق ويرزق, ويحيي ويميت, ويعطي ويمنع, من دون معاونة احد ولامشاركة احد, ولا افتقار الى احد, والا فاذا لم يكن قادرا ولم يكن له تمام القدرة على كل شئ كان عاجزا , والعجز نقص وافتقار, والله تعالى هو الغني غنى كاملا.
واحد في العبادة
فلا تجوز عبادة غير الله تعالى ابدا, ولا التوجه الى سواه في شيء من الاشياء, ولايجوز اشراك احد معه في العبادة بأي شكل من اشكال العبادة وانواعها, وبأي شكل من اشكال الاشراك , ومن اشرك بعبادة ربه فهو مشرك كافر خارج عن الاسلام وحكمه حكم الكافرين
بعض الافتراءات على الشيعة فيما يتعلق بالتوحيد
ومن هنا نقول ان الشيعة لايعبدون الا الله وحده لاشريك له , ولا يؤلهون احدا غير الله تعالى
وما يتهم به الشيعة من انهم يعبدون الائمة ويتوجهون اليهم ويستجيرون بهم , فهو قول باطل وافتراء واضح, وبهتان عليهم في غير ما يعتقدون , وزور عليهم في غير ما يؤمنون به , وحقد وعداوة يبثها عليهم الطغاة المردة والمستكبرون من اهل الشقاق والنفاق, وممن خافوا على مراكزهم ودنياهم, وباعوا حظهم ودينهم بالثمن البخس والدنيا الزائلة.
بل الائمة بشر, والبشر لايعبدون, والعبادة انما هي لله وحده , الواحد الاحد الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا احد.
زيارة القبور
واما زيارة القبور, فلا تعني العبادة ابدا , والشيعة عندما يزورون قبور الائمة والاولياء لايقصدون العبادة, وانما قصدهم نوع من انواع التقرب الى الله سبحانه, كما في زيارة الاخ لاخيه المؤمن, وزيارة المريض المؤمن, وتشييع جنازة المؤمن, فان فيها تقربا الى الله سبحانه, فكما ثبت في الشرع الحنيف ان هذه الامور مستحبة, ويتقرب بها الى الله تعالى, كذلك ثبت بالدليل الشرعي ان زيارة قبور الائمة ويتقرب بها الى الله تعالى.
واذا كانت زيارة القور من الباطل عند بعض المذاهب, فهذا لايلزم كونه كذلك عند غيرهم, اذ لايلزم مما هو باطل في بعض المذاهب ان يكون باطلا في بقية المذاهب الاخرى.
كما ان من لايملك دليلا على استحباب شئ او وجوبه , لايصح له ان يفترض البطلان في راي وطريقة من لديه الدليل على احدهما.
وكذلك فأن من لايملك الدليل والحجة والبرهات على شئ , أو كان لديه دليل على العكس , لايصح له ان يكفر من يرى الجواز أو الرجحان بالحجة والبرهان, فأن ذلك ليس من موارد الحكم بالكفر, بل هو من التكفير بدون دليل, بل ان التكفير في هذا الحال من القول بلا علم , بل جهل وجرأة على الله تعالى وضلال كبير, وقد ورد في بعض الاخبار ان من يكفر الناس هو الكافر.
وما هذه الامور التي نسمعها والتي يطلقها البعض , من تكفير الناس , وابطال أعمالهم , واجبارهم على طريقتهم, الا تحجر وتشنج وسفاهة رأي .
على ان زيارة القبور ليست من مختصات الشيعة, فغير الشيعة لديهم من الاحاديث والاراء والطرق في زيارة القبور ماليس عند الشيعة ولا يقولون به ابدا, فليراجع من اراد الاطلاع على هذا الامر راي غيرنا, وكتب غيرنا, وطريقة غيرنا في زيارة القبور, وخاصة قبور الاولياء والصالحين, ثم ليتكلم بعدها بما شاء.
ان الشيعة يعتقدون في الائمة الاثني عشر انهم بشر وعباد مكرمون ( لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) ليسوا بآلهة حتى يعبدوا , بل الاله هو الله وحده لاشريك له ولامعبود غيره, ولاتصح العبادة لسواه, فليتق الله من يرمي الشيعة بغير هذا, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
واخيرا
فأن ماذكرناه من صفات الله سبحانه وتعالى قد لايكون واضحا تماما ولكنه محاولة للتأكيد على ان الله سبحانه له الكمال المطلق والغنى المطلق , ويتصف بكل صفات الكمال والجمال. لذلك تبقى هذه المحاولة قاصرة, لمحدودية الانسان في واقعه من جميع الجهات, ولقصور اللغة في الوصول الى ذلك ايضا , ولذلك فأن اهم نقطة نعرف فيها صفاته وتؤكد الكمال المطلق له والغنى المطلق له , هو ان نعرف انفسنا معرفة تامة, عندئذ نعرف الله من صفاته وكماله.
انه تعالى غيرنا تماما, فنحن محدودون في الوجود, وفي الصفات, وفي الزمان, وفي المكان, وفي الحاجة والافتقار, وفي كل شئ , والله سبحانه ليس كذلك , فهو غير محدود بشئ ابدا.
وخير مايعتمد عليه في هذاهم اهل البيت
يقول امير المؤمنين ( من عرف نفسه , فقد عرف ربه)( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 20/292)
وورد عنه قوله( ليس لصفته حد محدود, ولانعت موجود, ولاوقت معدود, ولااجل ممدود)( شرح نهج البلاغة 1/57)
وعن الامام ابي جعفر الباقر انه قال ( كل ماميزتموه باوهامكم في ادق معانيه, مخلوق مصنوع مثلكم, مردود اليكم, ولعل النمل الصغار تتوهم ان الله تعالى زبانتين( الزباني هو الاداة التي تلسع بها النملة عدوها) , فان ذلك كمالها, وتتوهم ان عدمهما نقصان لمن لايتصف بهما , وهذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به)( بحار الانوار 66/ 293 , الانوار النعمانية ج 1 ص 9 )
العدل
|