اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إضاءات قرآنية
(28)
متى يذكر القرآن { الله } ومتى يذكر { الرحمن } ؟ :
إن كان السياق فيه تهديد ووعيد يذكر { الله } ، وإن كان السياق فيه ذكر بعض معجزات الله التي فيها رحمة يذكر { الرحمن } ، كقوله تعالى في سورة الملك : { أوَلم يرَوا إلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويقبِضْنَ ، ما يمسكهنّ إلا الرحمنُ } " الملك 19 "، وقوله : { قلْ هوَ الرحمنُ آمنّا به وعليه توكلنا } " الملك 29 ".
أما سورة الأنعام التي يشيع فيها التحذير والتهديد ، فقد ذُكرت فيها لفظة الجلالة { الله } 87 مرة ، ولم يرِد فيها ذكر { الرحمن } ولا مرة .
أما ذكر { الربّ } فيرد عند ذكر الرسالة ، كقوله تعالى : { ربَّنا يعلم إنّا إليكم مُرسَلون } " يس 16 " .
الفرق بين { الرحمن } و { الرحيم } :
أعظم آية في القرآن هي البسملة ، ذكرت { الرحمن } و { الرحيم } للتأكيد على الرحمة الإلهية ، وأن رحمة الله وسعت كلَّ شيء ، أفلا تسع العبد المذنب ؟.
ويتساءل المؤمن : ما الفرق بين اسم { الرحمن } واسم { الرحيم } حتى ذكرا معاً ؟.
لقد ذكر العلماء أربعة فروق بين هذين الاسمين الكريمين مِن أسماء الله الحسنى :
1- أن اللهَ { رحمن } بكل المخلوقات ، { رحيم } بالمؤمنين خاصة .
2- أن الله { رحمن } في الدنيا ، { رحيم } في الآخرة .
3- أن الله { رحمن } في ذاته ، { رحيم } في آثاره .
4- أن { الرحمن } صفة خاصة بالله وحده ، بينما { الرحيم } فهي صفة مشتركة بينه وبين مخلوقاته . لذلك فإن اسم { الرحمن } له ميزة خاصة ، أنه ينوب عن لفظ الجلالة { الله } ، كما في قوله تعالى : { قلِ ادعوا اللهَ ، أو ادعوا الرحمنَ ، أيـَّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } " الإسراء 110 ".
... يتبع ..
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إضاءات قرآنية
(29)
الفرق بين ( الرسول ) و ( النبيّ ) :
في أصل اللغة كلُّ مَن يتنبأ فهو ( نبي ) ، وكلّ مَن ترسله فهو ( رسول ) .
ولذلك وصف القرآن جبرائيل بأنه رسول في قوله تعالى في سورة مريم (ع) : { قال إنما أنا رسول ربِّكِ } ، وقال سبحانه في قصة يوسف : { فلما جاءه الرسول ، قال : ارجعْ إلى ربّك فاسأله } " يوسف 50 ".
ولقد وضعت عدة فرضيات عن الفرق بين ( النبيّ ) و ( الرسول ) ؛ منها أن الرسول يأتي برسالة جديدة تنسخ الرسالة التي قبله ، بينما النّبي فهو يبلّغ الرسالة الموجودة في زمانه . ومنها أن الرسول ينزل عليه الوحي ، بينما النّبي لا يوحى إليه . ومنها أن الرسول تكون رسالته عامة شاملة لكل البشرية ، بينما النّبي فيكون مسؤولاً عن منطقة محددة مِن الأرض . وهذا يفسّر تعدّد الأنبياء في آن واحد ، فقد كان في بني إسرائيل العديد مِن الأنبياء في وقت واحد .
وإذا وضعنا هذه الفرضيات على محكّ المناقشة ، نجد أنها كلها مردودة وفق معطيات القرآن ، فإذا كان الرسل هم الذين كانت لهم رسالات ، وهم الخمسة أولو العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) ، فلقد وصف القرآن أنبياء غيرهم بصفة ( الرسول ) ، ووصف بعضهم بأنهم أنبياء ورسل في آن واحد ، كما في قوله تعالى :
{ إذْ قال لهم أخوهم هودٌ : ألا تتّقون * إني لكم رسول أمين } " الشعراء 125 ".
{ إذ قال لهم أخوهم صالحٌ : ألا تتّقون * إني لكم رسول أمين } " الشعراء 143 ".
{ واذكرْ في الكتاب إسماعيل ، إنه كان صادقَ الوعد، وكان رسولاً نبيّاً } " مريم 54 " .
{ ورُسُلاً قد قصصناهم عليكَ مِن قبلُ ، ورُسُلاً لم ننقصصْهم عليكَ } " النساء 164 " .
الفرق بين الرَّقّ والرِّقّ :
الرِّقّ : العبودية ، والشيء الرقيق . والرَّقّ : ما يُكتب به . ومنه قوله تعالى :
{ والطّورِ * وكتابٍ مسطور * في رَقٍّ منشور } " سورة الطور 1-3 ".
... يتبع ..