كتاب معتقدات الشيعة - الصفحة 7 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع ناصر حيدر مشاركات 113 الزيارات 22766 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 61  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Apr-2012 الساعة : 04:15 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


تطاير الكتب
المقصود بالكتب كتب الاعمال , فان لكل انسان كتابا تحصى وتدون فيه أعماله باجمعها , الصغير والكبير , الجليل والحقير , حتى النفخة في الرماد , ورمشة الجفن - خاصة اذا كانت تحكي شيئا وتشير الى مقصود يصدق عليه انه عمل - , بل ان الخواطر قد تسجل ايضا حين تحكي ايمانا واعتقادا.
وحين يقدم الانسان على ربه للحساب يعطى كتاب الاعمال , فيجد كل هذه الامور التي فعلها في دار الدنيا مسجلة ومدونة فيه .
قال تعالى ( ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا )
فالنصوص القرانية على هذا الامر ثابتة - كما يستفاد من هذه الاية وغيرها- , قال تعالى ( وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا* أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
وقال تعالى ( فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب الى أهله مسرورا* وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا)
تكلم الجوارح
الجوارح هي أعضاء الانسان من اليد, واللسان , والعين , والاذن, والجلود , فكلها تشهد غدا على الانسان بما عمل بها من اعمال , فينطق الله هذه الجوارح , وتكون شاهدة عليه في افعاله واعماله , لان شهادة الانسان بنفسه على نفسه , وشهادة جوارحه عليه , أبلغ وآكد في الزامه الحجة , فهو اقرار منه بما فعل , هذا أولا ..
وثانيا ليتأكد للانسان انه غير مهمل ولا متروك في شأن من شؤونه.
وقد نص القران الكريم على شهادة الجوارح على الانسان ونطقها.
قال تعالى ( اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون )
وقال تعالى ( اليوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون )
وقال تعالى ( حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون )
الحوض
وهو حوض النبي (ص) وقد وصفه النبي (ص) كما في الحديث المروي عن الاصبغ بن نباتة عن ابي ايوب الانصاري ( ان رسول الله (ص) سئل عن الحوض فقال أما اذا سألتموني عنه فسأخبركم , ان الحوض اكرمني الله به ,وفضلني به على من كان قبلي من الانبياء, وهو مابين ايلة وصنعاء, فيه من الآنية عدد نجوم السماء , يسيل فيه خليجان من الماء , ماؤه اشد بياضا من اللبن , واحلى من العسل , حصاه الزمرد والياقوت , بطحاؤه مسك أذفر , شرط مشروط من ربي , لايرده اخد من امتي الا النقية قلوبهم , الصحيحة نياتهم , المسلمون لوصي من بعدي , الذين يعطون ماعليهم في يسر , ولا يأخذون مالهم (عليهم ) في عسر ... الحديث ( بحار الانوار المجلسي 22-8/21 ح 14 )
والروايات في الحوض ووصفه كثيرة جدا , ومفادها انه حوض للنبي (ص) والساقي فيه هو علي بن ابي طالب يسقي منه المؤمنين , ويذود عنه المنافقين
الشفاعة


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 62  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Apr-2012 الساعة : 07:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الشفاعة
الشفاعة من الامور الثابتة , والتي اتفق عليها العلماء من الشيعة والسنة ايضا, ويعتقد بها الشيعة اعتقادا جازما.
فقد اجمع علماء الاسلام على ان النبي (ص) أحد الشفعاء , أما الامامية , فقد اتفقت كلمتهم على انها للنبي (ص) والائمة وبعض المؤمنين.
ومعنى الشفاعة هي طلب النبي او احد الائمة الذين ثبت لهم الشفاعة في غفران ذنوب العاصين وأهل الكبائر والعفو عنهم والتجاوز عنهم, فهي تكون للعصاة, والشافع هو النبي (ص) والائمة , وتكون للمؤمنين ايضا.
فعن النبي (ص) ( الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي )( مسند ابي داوود الطيالسي ص270 المستدرك الحاكم النيسابوري 1/69)
ولا مانع من ذلك عقلا , فانه تعالى ولي الامور , وله الامر والشأن في كل شيء يتعلق بأمور العباد , الدنيوية والاخروية , والتي منها الصفح والعفو والتجاوز منه ابتداء.
الشفاعة في القران الكريم
ورد في الكتاب العزيز قوله تعالى ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير) فالله سبحانه وعد بالمغفرة والعفو عن الذنوب , ثم جعل سبحانه لذلك اسبابا عديدة
فمن اسباب العفو والصفح التوبة قال تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)
ومن جملة اسباب العفو ايضا الشفاعة فانه تعالى اقرها وجعلها من الاسباب للرحمة والعفو بواسطة النبي (ص) كما قال تعالى ( ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )
هذا في الدنيا , وكذلك تكون الشفاعة من الرسول (ص) موجبة للعفو والرحمة والصفح في الاخرة , وقد اقرها القران الكريم وتحدث عنها بشكل واسع , مما لامجال للنقاش فيها أو التوقف في أمرها.
فقال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون* يعلم مابين ايديهم وما خلفهم ولايشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )
وقال تعالى ( يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )
وقال تعالى( لايملكون الشفاعة الا من أتخذ عند الرحمن عهدا ) وغيرها من الايات كثير
الشفاعة في الاخبار
أما الاخبار في الشفاعة فكثيرة جدا , مما يوجب اليقين والايمان بثبوتها ووقوعها , وأنها ثابتة لأقوام معينين , وهم من كانوا مؤمنين يقرون بالاسلام والايمان و ولايخرجون عن الايمان بذنوبهم , فتكون الشفاعة لهم وسيلة للنجاة من العذاب ودرء العقاب عنهم.
والشفاعة تكون من النبي (ص) والائمة الاطهار الذين ارتضى الله لهم الشفاعة, وكذلك يمكن أن يأذن الله سبحانه للمؤمنين في الشفاعة لأهل المعاصي.
في الحديث عن أمير المؤمنين أنه قال ( قال رسول الله (ص) من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي , ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي)...ثم قال (ص) ( إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي , فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ) ( الامالي الصدوق ص 56 ح 4 , بحار الانوار 8/19 ح49
وقال (ص)( لاشفيع انجح من التوبة , والشفاعة للانبياء والاوصياء والمؤمنين والملائكة, وفي المؤمنين من يشفع مثل في ربيعة ومضر...)
ثم قال ( والشفاعة لاتكون لاهل الشك والشرك , ولا لأهل الكفر والجحود , بل تكون للمؤمنين من أهل التوحيد ) ( الاعتقادات المفيد ص66 , بحار الانوار 8/58)
وعلى هذا فما ورد من الايات الكريمة التي تنفع الشفاعة انما هي خاصة بغير أهل الايمان من الكفار والمشركين , اذ لامجال للشفاعة لهم , لانهم ماتوا على الكفر والشرك, وخرجوا من الدنيا بلا ايمان , فكيف تنالهم الشفاعة.
خلاصة القول
ان الشفاعة التي قلنا بثبوتها لاتستلزم خروج الله عن سلطانه ولا ابطال مولويته , ولا خروج العبد عن العبودية , ولاتستلزم تغيير قانون العبودية والمجازاة على الافعال ابدا و وانما الشفاعة ثابتة مع بقاء كل الاعتبارات المولوية , ومع بقاء الاحكام التي تصدر في حق المشفع له , تنطلق من ان المولى يتفضل على عبده الذي عرضه للعقاب والثواب , باللطف والعفو والرحمة , كما هو شأنه مع عباده .
فالله سبحانه له ان يبدل عملا بعمل كما قال تعالى ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
وله ان يجعل الموجود معدوما كما قال تعالى ( وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
كما ان له تكثير العمل كما قال تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ) وكما قال تعالى( مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )
وله ان يجعل المعدوم موجودا كما قال تعالى ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين )
كذلك يتفضل الله سبحانه على عبده بواسطة شفاعة من رضي له الشفاعة, ويبدل ذنبه - بالعفو والرحمة_ الى لاشيء ةيدخله الجنة.
فالله سبحانه هو الولي يفعل مايشاء ويحكم مايريد , وهو الشفيع على الاطلاق, ( قل لله الشفاعة جميعا) ( مالكم من دونه من ولي ولا شفيع ) فلا مانع من الشفاعة خصوصا اذا كانت بأذنه ( ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له ) وكانت لمثل الانبياء والاوصياء , أو كانت من محمد (ص) وآله الطاهرين اظهارا لفضله (ص) وفضلهم واكراما له (ص) ولهم كل ذلك من فضل الله ولطفه ورحمته.
هذه عقيدة الشيعة في الشفاعة , وانما اطلت الكلام فيها لما لها من أهمية وللكلام الكثير حولها.
الصراط


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 63  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-May-2012 الساعة : 10:19 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الصراط
ورد في القران الكريم ذكر الصراط , وكذلك في الروايات
قال تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وقال تعالى ( وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون )
وقد ورد عن امير المؤمنين انه قال (واعلموا ان مجازكم على الصراط ومزالق دحضه , واهاويل زلله , وتارات أهواله)( خطب نهج البلاغة الشيخ محمد عبده 1/141 , بحار الانوار 8/67 تصنيف نهج البلاغة د . لبيب بيضون ص 255)
وقد ورد ان الصراط جسر على جهنم يمر عليه جميع الخلائق , فالمطيع يمر عليه ويجوز كالبرق الخاطف الى الجنة , والعاصي يمر عليه ولاتثبت له قدم فيهوي الى النار .(انظر الخبر الاتي عن المفضل بن عمر)
وورد انه ادق من الشعر وأحد من السيف وان عليه قناطر ومواقف ( الكافي الكليني 8/312 بحار الانوار 8/64 ح1)
كما ورد عن الصادق في تفسير قوله تعالى ( ان ربك لبالمرصاد ) انه قال ( قنطرة على الصراط لايجوزها عبد بمظلمة )( الكافي الكليني 2/331 ح2 بحار الانوار 8/66 ح6)
وورد في الحديث عن المفضل بن عمر , قال ( سألت أبا عبد الله عن الصراط؟ فقال هو الطريق الى معرفة الله عزوجل, وهما صراطان , صراط في الدنيا , وصراط في الاخرة , فأما الذي في الدنيا فهم الامام المفترض الطاعة , من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه , مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة , ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة , فتردى في نار جهنم )(بحار الانوار المجلسي 8/66 ح3)
وقد ورد في الصحيفة السجادية للامام زين العابدين في دعائه عند ختم القران ( وارحم بالقران في موقف العرض عليك ذل مقامنا , وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل اقدامنا ) (الصحيفة السجادية ص 197)
والحاصل من هذا كله , ان الثابت هو ان الصراط جسر على جهنم , وهو طريق الى الجنة يعبر عليه جميع الناس , المؤمن وغير المؤمن , فمن كان صراطه مستقيما في الدنيا تثبت اقدامه على الصراط , ويجوز الى الجنة كالبرق الخاطف, ومن لم يكن صراطه مستقيما , تزل اقدامه على الصراط ويهوي الى قعر جهنم خالدا في النار.
ولاية علي جواز على الصراط
ويعرف اهل الصراط المستقيم بأيمانهم وبولائهم لعلي , كما ورد عن النبي (ص) انه قال ( ياعلي اذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرائيل على الصراط , فلا يجوز على الصراط الا من كانت معه براءة بولايتك ) ( بحار الانوار المجلسي 8/70 ح 19)
وقال النبي (ص) لعلي ( ما ثبت حبك في قلب امرئ مؤمن , فزلت قدمه على الصراط الا ثبتت له قدم , حتى أدخله الله بحبك الجنة ) ( بحار الانوار المجلسي 8/69 ح17)
وقد ورد عن ابي عبد الله ( اذا كان يوم القيامة , وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما على الصراط ) الى ان قال ( ويناد مناد يامحمد , ياعلي < ألقيا في جهنم كل كفار عنيد > لعلي بن ابي طالب )( بحار الانوار 36/70 ح23 )
وورد عن النبي (ص) ( اذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم , لم يجز عليه الا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن ابي طالب , وذلك قوله تعالى ( وقفوهم انهم مسؤولون )
الحساب


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 64  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-May-2012 الساعة : 06:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الحساب
الحساب يوم القيامة حق, كما نطق به التنزيل الحكيم , قال تعالى( إن الينا ايابهم * ثم ان علينا حسابهم )
وقال تعالى ( وان تبدو مافي انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير)
والحساب هو مقابلة الاعمال بالجزاء عليها , فحين يبعث الله العباد ويحييهم بعد الموت, يحاسبهم على اعمالهم التي عملوها في دار الدنيا, يجزي المحسن على احسانه ويجزي المسيء على اساءته( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
ورد عن ابي جعفر أنه قال ( قال رسول الله (ص) لاتزول قدما عبد مؤمن يوم القيامة بين يدي الله حتى يسأله عن اربع خصال , عمرك فيما أفنيته , وجسدك فيما أبليته , ومالك من أين كسبته وأين وضعته, وعن حبنا أهل البيت ) ( بحار الانوار 7/259 ح3)
دخول الجنة بغير حساب
هناك من يدخل الجنة بلا حساب , كما نص عليه القران الكريم , قال تعالى ( أنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وهم الذين صبروا على طاعة الله وأداء فرائضه, والذين صبروا عن معاصي الله ومحارمه , وكذلك صبروا على ماينزل عليهم من بلاء , فلا يصيبهم جزع ولا تذمر, ولايخرجون بذلك عن الحق.
والمتتبع يجد اقساما أخرى تدخل الجنة بغير حساب , فمنهم من يدخلها بلا حساب لجليل اعمالهم واحسانهم (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا* وينقلب الى اهله مسرورا)
على ان منهم من يحاسب حسابا عسيرا ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا) وقوله تعالى ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا )
كيفية الحساب
وأما كيفية الحساب , فأمره الى الله سبحانه , فهو الذي يتولى حساب عباده , وقد ذكر هذا الامر أمير المؤمنين حين سئل ( كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم , قيل فكيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ قال كما يرزقهم ولا يرونه) ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 206/19 بحار الانوار المجلسي 271/7 ح37)
وروي أنه يحاسبهم كلهم في مقدار لمح البصر ( وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب , ان الله على كل شيء قدير )
هذه عقيدتنا في الحساب.........
الجنة والنار
يعتقد المسلمون اجمع - سنة وشيعة - أن الجنة والنار هما دار الثواب والعقاب , الجنة لمن أطاع الله وأتى بما فرضه الله عليه , وعمل بالحسنى في كل ماكلفه الله به , والنار لمن عصاه وخالف ما أفترض الله عليه ولم يعمل بالحسنى , وأنما كانت اعماله كلها سوءا وضلالا.
والمحسن يخلد في الجنة , والكافر يخلد في النار.
وأما أهل المعاصي من المؤمنين فلا يخلدون في النار , وانما يدخلون النار لمدة يطهرون فيها من أثر المعاصي والذنوب, ثم يدخلون الجنة طاهرين , لأن الجنة لايدخلها الا طاهر نقي.
ومدة التطهير بالنار لهؤلاء تختلف بالايام والاشهر والسنين حسب مشيئة الله في عبده , هذا اذا لم تنله الشفاعة , وأيام الآخرة تختلف عن أيام الدنيا , قال تعالى ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون )
وقد تحدث القران الكريم عنهما بشكل واضح ومفصل وبما فيهما وبأوصافهما
الجنة
قال تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار , كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها , ولهم فيها ازواج مطهرة , وهم فيها خالدون )
وقال تعالى ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا)
وقال تعالى ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب , وفيها ماتشتهيه الانفس وتلذ الأعين , وانتم فيها خالدون )
والآيات كثيرة جدا , نقرأ فيها صفة الجنة ومافيها من نعيم ولذائذ, ويكفي التعبير عنها بقوله سبحانه وتعالى ( وفيها ماتشتهيه الانفس وتلذ الاعين ) حيث ترتقي هذه الاية في نعيم الجنة الى ابعد من حدود الانسان , لينال حظه ويتلاءم مع سعيه وجهده , ويؤكد عظمة عطاء الله وفيضه على العباد , وسعته وعدم تناهيه وعدم محدوديته , لان عطاء الله يجب ان يكون اكبر , وفيضه أشمل.
وقد ذكر أمير المؤمنين وصف الجنة , فقال ( فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج الى الدنيا من شهواتها ولذاتها وزخارف مناظرها , ولذهلت - اي النفس - بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها .....)( خطب نهج البلاغة محمد عبده 2/76 تصنيف نهج البلاغة د. لبيب بيضون ص 261 اصطفاق الاشجار تضارب اوراقها بالنسيم حتى يسمع لها صوت )
والحاصل أنا نعتقد أن الجنة هي دار البقاء ودار السلامة , ودار النعيم , ليس فيها شيء من عوارض الدنيا و من الموت والهرم والسقم والمرض والآفات , ولا غم ولا هم ولاحاجة ولافقر ولانصب ولاتعب , لهم فيها ماتشتهيه الانفس وتلذ الاعين , وهم فيها خالدون , يتنعمون فيها بما جعله الله فيها من لذائذ مادية محسوسة كما تحدث عنها القران
الجنة مخلوقة
ونعتقد ايضا ان الجنة مخلوقة وموجودة , يستفاد ذلك من الايات الكريمة , كقوله تعالى ( أعدت للمتقين ) ( وأزلفت الجنة للمتقين ) بقرينة قوله أعدت , وأزلفت .
ولما ورد في قصة المعراج من دخول النبي (ص) اليها ومشاهدته لها وما فيها ومن فيها ( فمن ذلك ماروي أن النبي (ص) قال لما أسري بي الى السماء دخلت الجنة , فرأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة وربما أمسكوا.... الخبر) ( وقوله(ص) في خبر آخر دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر _ الخ) ( وروايات اخرى كثيرة , انظر بحار الانوار المجلسي ج8 ص 123 ح19 , وص 176 وص 177 وغيرها )
وتصريح القران بذلك , قال تعالى ( ولقد رآه نزلة أخرى , عند سدرة المنتهى , عندها جنة المأوى ) وقصة المعراج ثابتة , وحقيقة واقعة , نؤمن بها كما نؤمن بالنبي (ص) , هذا مضافا الى ماورد تحقيقا من أن النبي (ص) أكل من ثمارها وكانت نطفة الزهراء من تفاحة من الجنة ( بحار الانوار المجلسي 18/43 ح17)
النار


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 65  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-May-2012 الساعة : 02:34 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


النار
أعاذنا الله منها ومن عذابها , وقد ذكر القران الكريم في حشد كبير من الايات الكريمة التي تجسد واقعها , وأهوالها, وعذابها, ومافيها, ومن يدخلها, وصفاتها, وطعامها, وشرابها, وألوان أخرى من مشاهدها, وهي أعدت وسائل لعذاب الكافرين والظالمين والمشركين والعاصين والمعاندين للحق.
بعض الايات التي ذكرت النار
وأذكر بعضا من هذه الايات قال تعالى( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)
وقال تعالى ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
وقال تعالى ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم )
وقال تعالى ( إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار )
وقال تعالى ( والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون )
وقال تعالى ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم * يصهر به مافي بطونهم والجلود* ولهم مقامع من حديد )
وقال تعالى ( إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لايموت فيها ولايحيى )
وقال أمير المؤمنين في وصفها ( واتقوا نارا , حرها شديد , وقعرها بعيد , وحليتها حديد , وشرابها صديد ) ( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 288/7)
وقال ( واعلموا انه ليس لهذا الجلد الرقيق صبرا على النار , فارحموا انفسكم , فانكم قد جربتموها في مصائب الدنيا , أفريتم جزع احدكم من الشوكة تصيبه , والعثرة تدميه , والرمضاء تحرقه! فكيف اذا كنا بين طابقين من نار , ضجيع حجر وقرين شيطان , أعلمتم ان مالكا اذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه , واذا زجرها توثبت بين ابوابها جزعا من زجرته )( شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد 122/10 , تصنيف نهج البلاغة د. لبيب بيضون ص262 )
فاعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من اهل الكفر والعصيان , لايخلد فيها الا الكافر والمشرك , أما أهل التوحيد فلا يخلدون في النار , فقد تدركهم الرحمة والشفاعة فلا يعذبون , وقد يعذبون للتطهير لمدة وأمد ومعدود , ثم يخرجون بلطف الله ورحمته الى جنته كما أشرنا فيما سبق .
وأهل النار هم أهل المسكنة ( لايقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) ( لايذوقون فيها بردا ولا شرابا* إلا حميما وغساقا ) وطعامهم من شجر من زقوم ( لآكلون من شجر من زقوم ) ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) ينادون من مكان بعيد ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) فيقال لهم بعد مدة ( إخسؤوا فيها ولا تكلمون ) ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ماكثون )
الثواب والعقاب


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 66  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-May-2012 الساعة : 12:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الثواب والعقاب
مسألة الثواب والعقاب من المسائل المهمة عند الشيعة, واعتقادهم بهما أنهما يترتبان على العمل, فالعمل الذي يعمله المكلف إن كان طاعة لله سبحانه وامتثالا لأمره تعالى , أثابه الله عليه بالاحسان وجزاه عليه الخير , أما إذا كان العمل على خلاف ماأمر الله سبحانه ومعصية له عز أسمه , كان له سبحانه أن يعاقبه عليه , فالعمل ان كان خيرا كان عليه الثواب , وان كان معصية كان عليه العقاب, وهذا لاكلام فيه .
وإنما الكلام في أن الثواب والعقاب هل هو بالاستحقاق , بمعنى أن العبد هل يستحق الثواب على الطاعة , والعقاب على المعصية , أم لا؟
العقاب استحقاق
لاشك ولاريب في أن العقاب يكون بالاستحقاق , أي اذا عمل المعصية يستحق العقوبة عليها من المولى , وذلك لأنه اذا فعل الذنب والمعصية بأختياره ومحض ارادته , يكون بحكم العقل متمردا , وخارجا عن زي الرقية ورسم العبودية, فأن القوى التي أودعها الله وأوجدها في الانسان من العقل والقوة والارادة والاختيار وغيرها , كان بأمكان المكلف أن يستعملها في الطاعة , إلا أنه بسوء اختياره تمرد وأستعملها في المعصية ومخالفة المولى , فاستحق بذلك سخطه وعقابه .
الثواب تفضل
وأما الثواب , فلا أشكال في أنه تفضل من الله سبحانه ورحمة منه , لأن العباد مهما فعلوا لايمكن أن يؤدوا حق المولى في الطاعة والانقياد , ولو قيست أعمال العباد بمقياس العدل لما كان لأحد عمل ابدا , فأن اعمالهم تقصر عن ان تكون في مقابل ابسط نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى , ولكن الله سبحانه بمقتضى عدله شاء أن يتفضل على عباده بالثواب ويجزيهم عى الطاعة الحسنة بل الحسنات , ووعدهم بذلك , والعقل يدرك حسن التفضل بالثواب بمقتضى الوعد , والله صادق الوعد , كما تنص على ذلك الايات الكريمة .
قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
وقال تعالى ( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا)
فلا أشكال في ان الله سبحانه بإعطائه الثواب على الطاعات والحسنات والأعمال الصالحة متفضل على عباده, إذ ليس لهم عليه سبيل في الاستحقاق , لما سلف لله تعالى عندهم من النعم والفضل والاحسان مايوجب عليهم إداء شكره وطاعته وترك معصيته , فلو لم يثبهم لما كان ظالما لهم , ولكن بوعده الصادق بجعل الثواب تفضلا استحقوا الثواب , ولذلك نسميه استحقاقا تفضليا.
مرتكب الكبيرة
المسلم المرتكب لكبيرة , هل هو كافر أم لا ؟ وهل هو مخلد في النار أم لا ؟ كلام طويل بين أهل المذاهب الاسلامية في هذا الموضوع .
والذي يعتقده الشيعة في مرتكب الكبيرة هو أنه مادام على الاسلام والايمان بالله ربا واحدا لاشريك له , والايمان بمحمد رسولا ونبيا من عند الله , ومصدقا بكل ماجاء به من عند الله , لايمكن الحكم بكفره اطلاقا , وانما هو عاص وفاسق ويستحق العقاب اذا لم يبادر الى التوبة , كما قال تعالى ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد أفترى إثما عظيما ) .
فالذنوب مكفرة ومغفورة بأجمعها , ولو لم يكن باق على الاسلام والايمان فلا معنى للمغفرة , وكذلك لامعنى للتوبة, بل لايكون هناك محل وموضوع للتوبة, كما ورد في القران الكريم حيث يقول تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم )
فمع الاسلام والايمان - وهما من أعظم الطاعات والقربات - لايحكم بالكفر, كما لايحكم بالخلود في النار , لما ورد من أن أهل التوحيد لايخلدون في النار , هذا اذا لم تدركه الشفاعة ,فأنها حق , فقد ورد أن النبي (ص) قال ( إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) ( الامالي الصدوق ص 56 ح 4 بحار الانوار 19/8 ح 4)
فالحاصل أن عذاب مرتكبي الكبائر بالنار إن لم تسبق منهم التوبة للتطهير , لأن الجنة لايدخلها الا طاهر نقي زكي , فيطهر اهل التوحيد بالنار ليخلصوا من غش الذنوب ويدخلوا الجنة بصفاء ونقاء وطهارة .
المعصية وأقسامها
المعصية هي الخروج عن مراسم العبودية لله سبحانه وتعالى بمخالفة أوامره وعدم أمتثالها , وعدم الانتهاء عن نواهيه وارتكابها , وقد يستفاد من بعض الايات أن الذنوب والمعاصي تقسم الى كبيرة وصغيرة , قال تعالى ( إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيائتكم ) وقال تعالى ( والذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش ).
وكذلك يستفاد هذا المعنى من بعض الاخبار والاحاديث
ورد في الحديث عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله أنه قال ( لاصغيرة مع الاصرار , ولا كبيرة مع الاستغفار ) ( الكافي الكليني 288/2 ح1 )
وعن جابر , عن ابي عبد الله في قوله تعالى ( ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون ) قال ( الاصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر منه , ولا يحدث نفسه بتوبة, فذلك الاصرار )( الكافي الكليني 288/2 ح 2 )
كما يستفاد هذا ما ظاهر الحديث الشريف ( لاتنظر الى صغر الخطيئة , ولكن انظر الى من عصيت ) ( من وصية النبي (ص) لابي ذر انظر بحار الانوار 77/74)
الا أن تحديد الصغيرة بشكل مستقل غير مذكور , بل صعب جدا ولذلك قيل , أن الصغيرة هي الذنب بالاضافة الى مافوقه , والكبيرة هي الذنب بالاضافة الى مادونه , فالشرك أكبر الكبائر , فهو كبيرة , والغيبة بالنظر الى الشرك صغيرة , والزنا كبيرة , والسب والشتم بالنظر الى الزنا صغيرة.
ولكن الحقيقة في هذا الموضوع هو النظر الى أصل المعصية , وأنها خروج عن مراسم العبودية والتعدي على حرمات الله سبحانه, فإنه مما يستوجب للعبد البعد عن الله والعقاب , سواء أكان الذنب صغيرا أو كبيرا .
والمسألة دقيقة جدا , لاينبغي للمرء أن يتهاون في أمر المحرمات والمعاصي , لأن فيها جرأة وتعديا على الله , وتعرضا لسخط الله , وسخط الله قد يؤدي الى عواقب وخيمة , أعاذنا الله من الزلل وسوء الخطل
الملائكة


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 67  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2012 الساعة : 09:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الملائكة
يعتقد الشيعة بوجود الملائكة , وانهم خلق من خلق الله تعالى , وعالم غير منظور , ولايدرك بالحواس , وهم عالم نوراني متمحض للخير واعمال الخير , ولهم قدرة فائقة وخلاقة, وهم عقول مجردة , ولذلك ليست لهم صفات البشرية من الشهوات والميول النفسية , وهم بعيدون عن الاثام والخطايا والمعاصي , ولا يأكلون ولايشربون و وهم ينامون , ولكن كيفية نومهم غير معلومة لنا , كما انهم لايتصفون بصفات الانوثية أو الذكورية وغيرها, ولهم القدرة على ان يتشبهوا بصورة البشر وغيرهم الا الكلب والخنزير , كما نص عليه القران الكريم قال تعالى ( ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ ) فهم اذا كانوا بصورة البشر
للملائكة أحوال ووظائف شتى ( أنظر بحار الانوار ج56ص 206-207)
فمنهم من يبلغ الوحي , وهو جبرئيل
ومنهم صاحب الصور وهو اسرافيل
ومهم ذو الجاه وهو ميكائيل
ومنهم ملك الموت وهو عزرائيل
ومنهم خازن الجنان وهو رضوان وسدنة الجنان
ومنهم حملة العرش
ومنهم من يسأل في القبر , وهما منكر ونكير
ومنهم الحافظان يكونان مع الانسان يكتبان اعماله وما يصدرعنه
ومنهم أعوان ملك الموت , وهم على قسمين ( قسم ) ملائكة الرحمة , وهم الذين يقبضون أرواح أهل الطاعة ( وقسم ) ملائكة النقمة , وهم الذين يقبضون ارواح اهل المعصية
وقد أشار القران الى ذلك في بعض الايات الكريمة
كما ان الامام زين العابدين أشار الى ذلك في ادعية الصحيفة السجادية في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب , قال
( اللهم وحملة عرشك الذين لايفترون من تسبيحك , ولايسأمون من تقديسك....) الى ان قال ( واسرافيل صاحب الصور, الشاخص الذي ينتظر منك الاذن , وحلول الامر, فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور, وميكائيل ذو الجاه عندك , والمكان الرفيع من طاعتك , وجبريل الامين على وحيكو المطاع في أهل سماواتك , المكين لديك, المقرب عندك, والروح الذي هو على ملائكة الحجب , والروح الذي هو من أمرك , فصل عليهم , وعلى الملائكة الذين من دونهم , من سكان سماواتك , واهل الامانة على رسالاتك )( الصحيفة السجادية تحقيق الابطحي ص 40-41)
عصمة الملائكة
والملائكة معصومون , وعصمتهم مما لااشكال فيها, فقد صرحت الايات الكريمة بذلك قال تعالى ( عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون ) وقال تعالى 0 لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون )
والايمان بالملائكة والتصديق بوجودهم بأعتبار أنهم أجسام نورانية وعقول مجردة , ولايرون ولايظهرون للعيان ولاتراهم الابصار الا من أذن له , وكل ذلك من الامور الغيبية , ولاسبيل لنا من معرفة ذلك سوى القران الكريم واخبار النبي (ص) , فالقران الكريم كتاب الله وكلامه المنزل والحق المبين الصادق في كل مااخبر به , والنبي (ص) صادق مصدق في كل ماجاء به من عند الله سبحانه , ولاحاجة للخوض في أكثر مما جاء به القران الكريم في شأنهم , وما ورد في السنة الشريفة عن أحوالهم ز
الجن
ومن الامور الثابتة التي لامجال لانكارها ( الجن ) فهم خلق من خلق الله تعالى , سمي الجن من الاجتنان , بمعنى الاستتار والاختفاء, لاستتارهم عن الابصار , وهم أجساد نارية لطيفة نفاذة حية .
قال تعالى ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) وقال تعالى ( وخلق الجان من مارج من نار )
والجن ذوو نفوس قوية غالبة على اجسادها, قادرة على التمدد والانقباض , وعلى التشكل بأشكال مختلفة , مما يوجب سهولة النفوذ في المنافذ الضيقة والقدرة على الاعمال الشاقة , كما وردت الاشارة الى ذلك في قصة سليمان , قال تعالى
( ومن الجن من يعمل بين يديه بأذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير * يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور )
وللجن علوم وادراكات من جنس علومنا وادراكاتنا الوهمية واوائل المعقولات , كما قال تعالى
( وإذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين * قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم * ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم )
ولذلك فهم مكلفون بتكاليف الاسلام كلأنس , كما دلت الاية المتقدمة , وكما قال تعالى ( يامعشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا )
الجن مؤمن وكافر
ولذلك فهم على أقسام , مؤمن وكافر , قال تعالى ( وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )
ولما لم يكن لنا طريق لمعرفة الجن والتعرف على حقيقته وحقيقة وجوده الا القران الكريم والسنة , فلا بد من القطع بوجوده , لأن القران كلام الله المنزل , والنبي (ص) صادق مصدق في كل مايخبر به , وفي كل ماجاء به وقاله , وفي هذا غنى وكفاية في دحض الشبهات والافتراءات الزائفة التي لم تبن على اسس سليمة حول خلق الجن وحقيقة وجودهم , وإنما هي تخرصات واقوال لاتستند الى واقع , وهي من قبيل الظن والتخمين في قبال النصوص الواردة في القران الكريم , والظن لايغني من الحق شيئا .
الايمان بالكتب السماوية
ويعتقد الشيعة اعتقادا جازما , ويؤمنون ايمانا قاطعا , بأن الله تبارك وتعالى أنزل علىانبيائه ورسله كتبا وصحفا ورسالات من عنده , وان هذه الكتب والصحف تضمنت مافيه الخير والصلاح للعباد في عقائدهم وصلتهم بالله تعالى , وفي نظام حياتهم ومعادهم .
وهذه الكتب والصحف عددها مائة واربعة (104) ( أنظر بحار الانوار المجلسي 59/12) وقد ذكر منها القران الكريم , صحف أبراهيم , وتوراة موسى , وزبور داوود , وانجيل عيسى , وقرآن محمد (ص).
والايمان بهذه الكتب عنصر من عناصر الايمان والاسلام , وبه يكون تمام الايمان وتمام الاسلام للانسان المسلم , فقد أقرها الاسلام واعترف بها اعترافه بالانبياء السابقين وعددهم.
والقران طريق من طرق الايمان , وكذلك تصديق النبي (ص) بذلك, فإنه (ص) صدق بالرسالات كلها وأقر بوجودها .
نسخ الرسالات بالاسلام
إلا أن هذه الكتب والصحف نسخت , حيث نسخ الاسلام الرسالات السماوية أجمع , بمعنى أن العمل بهذه الرسالات السماوية منذ ان بعث النبي محمد (ص) لم يعد صحيحا , وان اللازم والواجب هو العمل بدين الاسلام ورسالة الاسلام و دينا وشريعة ومنهاجا ودستورا وعقيدة و وكل الرسالات السابقة أوقف العمل بها , قال تعالى ( إن الدين عند الله الاسلام ) وقال تعالى ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ).
فالتصديق بالرسالات السابقة شيء , والعمل بها شيء آخر
كما نعتقد ونؤمن بأن هذه الكتب الاصلية التي أنزلت على الانبياء من الله تعالى غير موجودة الآن عند أهل الديانات , والنسخ الموجودة منها محرفة وفيها زيادات واضافات وضعت متأخرة حسب الظروف , خصوصا مع تزايد النسخ وتغايرها في الاسلوب والالفاظ , وخصوصا بالنسبة للتوراة والشروح التي عليها , فهي لاتمثل شيئا من واقع التوراة , وهي من وضع السياسة , ولاتعكس بعدا حقيقيا عن الجو الديني والايماني الذي أراده الله على لسان موسى بل تؤكد الوحشية والعنصرية البغيضة التي أشتهر بها اليهود .
الفصل الثامن
عقيدتنا في القران الكريم


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 68  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-May-2012 الساعة : 10:13 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثامن
عقيدتنا في القران الكريم
يعتقد الشيعة ان القران الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد (ص) وهو معجزته الخالدة, وهو دستور المسلمين وأساس تشريعهم ونظامهم , وهو يشتمل على الحقائق والمعارف السامية في كل شيء , قال تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة ) .
ولذلك فقد اشتمل القران على الاحكام , والحكم والمواعظ والعبر, والاخلاق والاداب , وفيه احوال العباد ونظامهم وانتظامهم , وفيه اصول المبدأ والمعاد , وفيه اخبار الماضين.
بل فيه الكثير من العلوم والاسرار , فان القران كلام الله سبحانه ومراداته, أودعه اسراره , فجعل بعض تلك الاسرار في متناول الناس حتى لايكونوا بعيدين عنه , ولكنه سبحانه وتعالى جعل البعض الاخر مما لايدرك بسهولة, بل يحتاج فهمه الى الرجوع للنبي (ص) والائمة صيانة له من العبث والاجتهادات الخاطئة, وصيانة للاسرار والعلوم التي يشتمل عليها مما لاتجد مجالا لفهمها الا عن طريق أهل البيت , لأنهم الأعرف بها والابواب اليها بتعليم من النبي (ص) .
فكون القران تبيانا لكل شيء لايعني أنه كذلك لكل احد من الناس وان بلغ من العلم والكمال العقلي والفكري مابلغ, بل هو لخصوص النبي (ص) وأهل بيته و فالمطلوب منا هو بذل الجهد لفهمه بالاستعانة بما ورد عنهم .
سلامة القران من الزيادة والنقصان
ويعتقد الشيعة ان القران هو مابين الدفتين بألفاظه ومعانيه وأسلوبه وصياغته وكل شؤونه , وهو من عند الله تعالى وليس للنبي (ص) دخل في الفاظه وصياغته كما يزعم بعض المنحرفين والمحرفين.
وليس فيه زيادة ولا نقيصة ولا تحريف ولا تشويه , والقول بالزيادة فيه والنقيصة , قول خاطئ ومشبوه, فيه هدم للدين ومحق للشريعة , لأنه يتنافى تماما مع مبادئ الاسلام من ان القران هو المعجزة الاساسية للنبي (ص) ولاثبات نبوته , وهو مصدر تشريع الاحكام والحجة لنا في كل شيء , فلا بد ان يكون سالما من الزيادة والنقيصة, والا لاتتم حجيته ولامعجزته ولا دستوريته , ولايمكن ان يعتمد عليه في شيء, لأنه على تقدير طرو الزيادة أو النقيصة عليه , تختل البلاغة والمعجزة والحكمة التي أمتاز بها القران الكريم , ويصبح الموجود لا أثر له , فهذا القول باطل.
ولو تأملنا في قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ) لوجدنا أن القول بالزيادة والنقيصة هو خلاف الحفظ من الله تعالى , وحاشا لله تعالى أن يقول قولا لاواقع له , أو يقول قولا يمكن ان يقع ما ينافيه حتى في المستقبل.
وكذلك لو تأملنا في قول الرسول (ص) في حديث الثقلين (إني مخلف فيكم الثقلين , كتاب الله وعترتي اهل بيتي , ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (انظر بحار الانوار 2/226 ورواه آخرون باختلاف في لفظه انظر السنن الكبرى النسائي 45/5 كنز العمال 1/172) فأن ادعاء الزيادة والنقيصة وفرض وجودهما في القران يتنافى مع قوله (ص) ( مخلف فيكم الثقلين) إذ الناقص أو الزائد ليس مما يريده الله تعالى , فكيف يخلفه النبي (ص) بين أظهر المسلمين ويأمر بالرجوع اليه ؟ ! وكيف لايكون التمسك بالكتاب مع الزيادة والنقيصة ضلالا ؟ ! بل يكون ضلالا.
فالنبي (ص) حين يقول هذا القول , فلابد أنه (ص) يعرف حقيقة وواقع القران , وأن ماخلفه واستخلفه بين المسلمين هو هذا الذي بين الدفتين من دون زيادة ولانقيصة .
فدعوى الزيادة والنقيصة لاواقع لها , والذين أثاروها هم الذين يحاولون هدم الدين وإبعاد المسلمين عن دينهم وواقعهم الايماني , وهم من داخل البيت الاسلامي ومن خارجه , والتقت المصالح , فكانت هجمة شرسة على المسلمين في هذا الادعاء وغيره.
اتهام الشيعة بالتحريف
وأما اتهام الشيعة بالقول بالزيادة في القران والنقيصة فيه , فهو باطل وزور وبهتان عليهم لامبرر له , ولايعتقد به الشيعة ابدا , لاعلماؤهم , ولا عقلاؤهم, ولاعوامهم .
وتتأكد هذه الحقيقة بمراجعة آراء العلماء الثقاة وأكابرهم الذين تتبعوا هذه المسألة بدقة فائقة , فقد ذكروا بأجمعهم سلامة القران من الزيادة والنقصان , والتحريف والتزييف, حتى في الحروف.
نذكر منهم الشيخ الصدوق ( الاعتقادات الصدوق ص 84) , والشيخ المفيد ( اوائل المقالات المفيد ص81و 82), والسيد المرتضى (أنظر مجمع البيان الشيخ الطبرسي 1/43 , فقد نقل كلام السيد المرتضى حول ذلك عن كتابه ( جواب المسائل الطرابلسيات )), والشيخ الطوسي (التبيان في تفسير القران الشيخ الطوسي 3/1), بل إجماع العلماء القدماء على هذا , وكذلك العلماء المتأخرين , منهم السيد الامين (أعيان الشيعة السيد محسن الامين 41/1) , والسيد شرف الدين (أجوبة مسائل جار الله السيد عبد الحسين شرف الدين ص 37), والشيخ البلاغي , والسيد حسين يوسف مكي ,بل كل العلماء على هذا ايضا , بل لايمكن لأحد من علماء الشيعة أن يقول بهذا القول , فالشيعة يبرؤون من هذا القول براءة الذئب من دم يوسف.
روايات التحريف مهملة
وما ورد من الروايات التي تذكر مثل هذا القول , فهي روايات ضعيفة وغير ثابتة ولامعتبرة , لاسندا ولامضمونا , ولم يأخذ بها أحد منهم.
والحقيقة أن الذين يتهمون الشيعة بالقول بزيادة القران ونقصانه هم أنفسهم يقولون بالزيادة والنقيصة , وهذه كتبهم طافحة بهذا القول , فقبل ان يتهموا الشيعة به ويشنوا حملاتهم العدوانية عليهم - التي لامبرر لها ولادليل عليها - فلينزهوا أنفسهم عن مثل هذا القول وغيره , ثم ليتكلموا بما يشاؤون.
ولكن هذا شأنهم في كثير من المسائل والامور الاعتقادية والشرعية , وهو إلصاق التهمة بلا دليل , افتراء وبهتانا , وكم لهم من المخالفات التي لايرضى بها العقلاء , فضلا عن ان تكون مرضية عند الله تعالى ومبرئة للذمة بين يديه.
( وصفوة القول ) إن القران الذي بين ايدينا ويقرؤه الناس من عهد الرسول الى يومنا هذا , وتوالت نسخه , واستمر الناس في حفظه والعناية به , والاهتمام بعلومه وتفسيره , وهو الذي بين الدفتين , وهو من يومه الاول الى يومنا هذا بلا زيادة ولا نقيصة ولاتحريف, ولا أريد التوسع في هذا الموضوع بأكثر مما ذكرت.
ومن أراد المزيد من المعرفة والاطلاع على هذا الموضوع , فليراجع الموسوعات العقائدية التي كتبها علماؤنا الابرار , فإنها متوفرة في كل المكتبات , وفيها مايزيل كل شبهة.
حلاوة القران وطراوته
ومن إعجاز القران أنه لايزيد على الايام الا طراوة وحلاوة , اي هو جديد , كلما قرأته وكلما تعمقت به تجد أفكاره ونظرياته وعلومه جديدة وثابتة لاتتغير, بل تتأكد وتزداد القلوب والعقول بها يقينا وإيمانا وتسليما يقول الشاعر احمد شوقي
جاء النبيون بالآيات فانصرمت ---- وجئتنا بجديد غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد ------يزينهن جمال العتق والقدم
حقوق القران
من حقوق القران على المسلمين , ملازمته ومتابعة القراءة فيه دائما وبشكل مستمر, والتأمل والتدبر في آياته والاستفادة منها والعمل بها في مختلف الشؤون. ويجب احترام القران وتوقيره , وعدم اهانته بوضعه في اماكن غير لائقة به , كوضع شيء فوقه فإنه غير لائق به ولايناسبه , ويحرم هجره بمعنى تركه وإهماله , وترك القراءة فيه , ويحرم لمس آياته بدون طهور , ويحرم تنجيسه.
كما يحرم تفسير آياته بالرأي وبدون علم , وبدون مستند الى قول أو رواية معتبرة , فعن النبي (ص) ( من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )( بحار الانوار المجلسي 30/512).
وكذلك يحرم تأول آيات القران وصرفها الى غير واقعها بدون دليل ولابرهان ولا مايثبت ذلك , لأنه كذب على الله تعالى وإفتراء عليه , لأن القرآن مرادات الله ولايعلم مايريده الله الا هو ومن أودع الله عندهم علوم كتابه وهم أهل البيت دون غيرهم و فأنى لغيرهم أن يدعي علوم القران ومعرفته اذا لم يكن قد أخذ منهم .
ودعوى ان الانسان يستطيع ان يستوحي من القران كما يستوحي أهل البيت فهو قول جاهل مغرور , ينفث الشيطان على لسانه ليضله ويبعده عن الهدى والرشاد .
الفصل التاسع
عقيدتنا في التقية


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 69  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-May-2012 الساعة : 08:06 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل التاسع
التقية
ماهي التقية
( التقية) هي إظهار خلاف ما يعتقده ويؤمن به الانسان , وذلك لدفع الضرر والخطر عن نفسه أو عرضه أو ماله , أو عن غيره - إذا كانت التقية تدفع ذلك -.
وهي من الامور الفطرية عند البشر , وتدعو اليها العقول وتؤكدها, وتوجبها الادلة الشرعية, ولذلك كانت التقية معتبرة في كل الشرائع السماوية, وفي الاديان الوضعية ايضا , ويستعملونها في أمورهم الدينية والعادية والمالية, ومنهم من يستعملها حتى لو لم يكن هناك ضرر أو خطر عليه , بل مراعاة للمصلحة أو المنفعة, كما هو شائع بين كثير كمن الناس.
والشيعة وان عرفوا بالتقية حتى صارت شعارا لهم , وصارت من الامور اللازمة واللصيقة بهم, إلا أنهم لايستعملونها إلا في حالات الضرر والخطر على أنفسهم وعلى أموالهم وأعراضهم ودمائهم بسبب إظهار معتقداتهم وإيمانهم وتشيعهم لأهل البيت , لأن خصومهم أوسعوهم ظلما وقهرا وأذى واعتداء , وقد لاقوا منهم أنواع المحن والبلاء والتنكيل والقتل والتشريد واستحلال الاموال والاعراض والدماء , ولايزالون لحد الان يتعرضون للمحن والاعتداء , كما نشاهد من عديد من الناس في أكثر من قضية وواقعة , وخاصة في استحلال الاموال والاعراض , الى درجة أنه لايفعل باليهودي مثله .
وفي مثل هذا الوضع ,ألا يحق للشيعي أن يستعمل التقية حفاظا على نفسه ودينه وماله وعرضه وذريته وكافة شؤونه ؟ ! .
الفرق بين التقية والنفاق
وأود هنا ان أشير الى ناحية هامة في هذا الموضوع , وهي الفرق بين التقية والنفاق.
( التقية) أن يظهر المؤمن خلاف إيمانه وعقيدته , مع ثباته على الحق والايمان , كما أشارت إليه الآية الكريمة ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )
أما ( النفاق) فهو عكس ذلك , أن يظهر الانسان الايمان والدين والالتزام بالحق , والقلب مطمئن بالكفر والضلالة.
ومن معرفة الفرق بين الامرين يظهر الفرق في العمل والتعاطي مع التقية عقلا وشرعا وعرفا.
أما الدليل على شرعية التقية فهو من القران والسنة الشريفة
الدليل على شرعية التقية من القران الكريم
فقد حكى القران الكريم أكثر من قصة وردت في التقية
(منها) قصة حزقيل مؤمن آل فرعون , قال تعالى ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله )
ومؤمن آل فرعون - كما عبر عنه القران - يكتم إيمانه ويظهر الكفر وأنه ظاهرا على ملة فرعون ودينه , وقد مدحه الله سبحانه وتعالى ب (( الايمان )) على فعله هذا , ولو لم تكن التقية مستحسنة منه في مثل هذا المقام , أكان يمدحه الله تعالى بما ذكره في كتابه الكريم ؟ ! .
_ ومنها ) قصة أهل الكهف , الذين كتموا إيمانهم وأظهروا الكفر وعملوا مع ملكهم مدة طويلة , ثم تركوا قومهم وملتهم وآووا الى الكهف , وقد مدحهم الله تعالى بقوله ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) فلو لم تكن التقية مستحسنة منهم شرعا أكان يمدحهم الله تعالى بما مدحهم به , حتى سمى السورة المباركة باسمهم - سورة الكهف-.
( ومنها) قصة آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون , وكانت تعبد الله سرا , قال تعالى في مدحها ( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )
( ومنها ) قصة عمار بن ياسر , فقد أجبر الكفار جماعة من المسلمين على الكفر وفتنوهم عن دينهم , ومنهم عمر بن ياسر , إذ اجبروه على الكفر وإلا قتلوه , فأظهر كلمة الكفر بلسانه وقلبه كان مطمئنا بالايمان , فنزل قوله تعالى ( من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكرهوقلبه مطمئن بالايمان ) وقال له رسول الله (ص) ( ياعمار إن عادوا فعد , فقد أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا) ( بحار الانوار المجلسي 91/19 ح46)
( ومنها ) قوله تعالى ( لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ) تأكيدا على إباحة التقية وجوازها.
وأما ماورد في التقية من السنة الشريفة , فروايات عديدة وكثيرة , وهي روايات صحيحة ومعتبرة , مثل ( التقية ديني ودين آبائي ) (بحار الانوار المجلسي 74/2 ح 41) وسوف نذكرها بالتفصيل
التقية عند السنة
أما التقية عند السنة , فهي كما عند الشيعة بل هي عندهم أشد وأكثر وأوسع مما عند الشيعة - كما يذكرها علماؤهم - , وهي مباحة الى درجة أنهم يجوزون إظهار المودة والمحبة والمدح للكافر , أو للظالم ( المسلم وغيره) , أو لكل من يخاف منه , ولكن على ان يكون قلبه مملوءا بالكراهية لذلك .
يقول الشيخ المراغي في تفسير الاية ( إلا ان تتقوا منهم تقاة )
(( فقد استنبط العلماء من هذه الاية جواز التقية , بأن يقول الانسان أو يفعل مايخالف الحق , لأجل التوقي من ضرر يعود من الاعداء الى النفس أو العرض أو المال , فمن نطق بكلمة الكفر مكرها وقاية لنفسه من الهلاك , وقلبه مطمئن بالايمان , لايكون كافرا, بل يعذر, كما فعل عمار بن ياسر حين اكرهته قريش على الكفر , فوافقها مكرها , وقلبه مطمئن بالايمان , وفيه نزلت الاية ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) )).
وقال في تفسير الاية السابقة ( من كفر بالله من بعد إيمانه )
(( ويدخل في التقية مداراة الكفرة والظلمة والفسقة وإلانة الكلام لهم , والتبسم في وجوههم وبذل المال لهم , لكف أذاهم وصيانة العرض منهم , ولايعد هذا من الموالاة المنهي عنها , بل هو مشروع , فقد أخرج الطبراني قوله (ص) ( ماوقى المؤمن به عرضه فهو صدقة ) )) انتهى ( تفسير المراغي 137-3/136 و 1/173 ط2 وعنه ايضا الشيخ جعفر السبحاني , الاعتصام بالكتاب والسنة ص 325-324 وص 327)
وهكذا تجد أن اغلب المفسرين السنة بالاضافة الى الشيخ المراغي يقولون بجواز التقية , مثل الرازي , والنسفي , والقاسمي , بالاضافة الى الشيخ المراغي المتقدم ذكره , وغيرهم (انظر الاعتصام بالكتاب والسنة السبحاني ص 323 وص 324 فانه حكى ذلك عن الرازي مفاتيح الغيب 13/8 وعن النسفي - التفسير بهامش الخازن 1/277 , وعن الجمال الدين القاسمي - محاسن التأويل 4/82 وغيرهم )
وقد روى في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال ( لم يكذب أبراهيم النبي قط إلا ثلاث كذبات , ثنتين في ذات الله , قوله ( اني سقيم ) وقوله ( بل فعله كبيرهم هذا ) , وواحدة في شأن سارة , فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة , وكانت أحسن الناس , فقال لها إن هذا الجبار أن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك فإن سألك فأخبريه أنك أختي فإنك أختي في الاسلام , فإني لا أعلم في الارض مسلما غيري وغيرك .... الحديث) ( روي في صحيح مسلم 7/98 , وصحيح البخاري 4/112, باب ( وأـخذ الله ابراهيم خليلا )
هذا مايرويه السنة في التقية , وأنها جائزة في شرع الانبياء السابقين , كإبراهيم وموسى وعيسى ويوسف عليهم اليلام من قبل , وفي الاسلام ايضا ...
فلماذا هذا التحامل على الشيعة إن استعملوا التقية , ولماذا هذا التشنيع عليهم بها , بما هو مخالف لله ولرسله وأنبيائه , ولكتاب الله - القران الكريم - وسنة رسوله (ص) ؟ ! .
هذا مع العلم أن الشيعة لم يمدحوا ظالما ولا كافرا , ولم يكذبوا نبيا, ولاحملوا كلامه على الكذب ابدا , وخاصة ابراهيم ويوسف عليهما السلام , وانما وجهوا كلامهم بالتوجيه اللائق لمقامهم وللحادثة التي وردت الايات فيها.
وبحق أقول إن الشيعة يفخرون بالتقية , لأنهم يعملون بما أراده الله وشرعه , ويعملون بقول رسول الله (ص) وهم أهل السنة الشريفة حقيقة , فقد سلكوا بالتقية مسالك أنبياء الله , وعملوا بما به حجج الله على الخلق.
وهل يستطيع اسنة الذين يشنعون على الشيعة بالتقية أن يقولوا إن الانبياء كان عملهم بالتقية غير صحيح ؟
فإن قالوها , فهم يعرفون ماذا يترتب عى هذا القول من الكفر , وإن أقروا بها , فلماذا هذا التجني على الشيعة والتحامل البغيض والقول بأن الشيعة ينافقون في دينهم ويخفون الكثير من آرائهم التي فيها الغش والكيد للدين والمسلمين ! ؟
بل يظهر أن الذي يكيد وكاد للدين وغش المسلمين في دينهم وعقادهم و هو من ينتقد التمسك بشرع الله وشرع الانبياء , وهذا هو النفاق بعينه
موارد جوازها وحرمتها


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 70  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-May-2012 الساعة : 09:09 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


موارد جوازها وحرمتها
ثم ان التقية عند الشيعة - وكما يروون في شأنها ويستفيدونه من الكتاب والسنة - تختلف بأختلاف الظروف والاوضاع التي يمر بها الانسان , فقد تكون التقية واجبة كما في الحالات التي استعرضناها واستعرضنا أسبابها ودوافعها , فإن الهدف منها في هذه الاحوال حفظ الدين والنفس والمال والعرض.
وقد تكون التقية محرمة , كما اذا استلزم منها اراقة الدماء وازهاق الارواح والنفوس , وإشاعة الباطل وترويجه , وكما اذا كانت تؤدي الى الاضرار بالدين بحيث تكون التقية سببا لزواله وإضعافه أو أهانته , ففي مثل هذه الموارد لاتقية أبدا بل الواجب نصرة الدين وإعلاء كلمته, والمحافظة على أرواح المسلمين .
لاسرية ولا أعمال منافية للقران
والحاصل أن التقية التي يعمل بها الشيعة ليست كما يصورها الخصوم وأعداء الشيعة ومن يريدون تشويه صورة التشيع , وأتباع أهل البيت , وأنها عمل خاص ومذهب سري يتكتم به الشيعة على مذهبهم لهدم الدين !.
وإنما التقية كما أشرنا عمل شرعي , منطلقه القران والسنة الشريفة , وكانت في تشريع الانبياء السابقين , والشيعة اتبعوا أمر الله فيها , وأخذوا بما ورد فيها عن الرسول والمعصومين من خلفائه الطاهرين .
واتأكيد هذه الحقيقة أود أن أقول بكل صراحة وكما هو قائموموجود في كتبنا وعملنا , أن لاسرية في المذهب عندنا , ولا أعمال منافية للقران أبدا ولا للسنة الشريفة .
بل أقول بصراحة أكثر , أنه لايوجد مذهب من المذاهب الاسلامية أكثر صراحة ووضوحا وموضوعية وأبعد عن التكتم والسرية من المذهب الامامي الاثني عشري , في كل شؤون المذهب , في عقائده واحكامه , وافكاره , وأخلاقياته, ومواقفه.
واذا كان من يتهم الشيعة أن يفهموا , ولا أن يتفهموا هذا الواقع , ولايريدون ان يتنازلوا عن الموروثات والمكنونات التي تنطوي على الحقد والبغضاء والضغينة والكذب والزور والبهتان , فما الذي يمكننا أن نفعله لهم , وليس من المناسب لنا الرد عليهم بنفس الاسلوب , لأن ذلك يؤدي الى السفاهة واضاعة الحق, وليقولوا ماشاؤوا مادمنا - نحن - على نهج الكتاب الكريم , وأتباع السنة الشريفة , وأتباع أهل الحق - الائمة الاطهار - .
الدليل على شرعية التقية من السنة الشريفة
أما الروايات الواردة في التقية ومشروعيتها فهي عديدة
فقد ورد في الصحيح عن زرارة عن ابي جعفر ( التقية في كل ضرورة , وصاحبها أعلم بها حين تنزل به )
وعن محمد بن مسلم وزرارة , قالا ( سمعنا ابا جعفر يقول التقية في كل شيء يضطر اليه ابن آدم فقد أحله الله له ) ( الوسائل ( مؤسسة آل البيت ) 16/246 , باب 25 من ابواب الامر والنهي ح 1-2)
وعن الصادق أنه قال في حديث ( ... فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية مما لايؤدي الى الفساد في الدين فأنه جائز ) ( الكافي الشيخ الكليني 2/168 حديث 1)
وعنه أنه قال ( وان التقية لأوسع مما بين السماء والارض ) ( مشكاة الانوار , علي الطبرسي ( القرن السابع ) ص 89 وعنه بحار الانوار المجلسي 72/412)
وفي حديث الرفع عن النبي (ص) أنه قال ( رفع عن أمتي تسعة أشياء الخطأ والنسيان, وما أكرهوا عليه , ومالايعلمون , وملايطيقون , وما اضطروا اليه ) ( الوسائل ( مؤسسة آل البيت )15/369 باب 56 من أبواب جهاد النفس ح1 )
فان من فقراته ( وما اضطروا اليه ) , ومعنى ذلك أن أثره مرفوع عنهم .
ولعلي لست أبالغ إن قلت ان الشيعة برغم استعمالهم للتقية , وبرغم معروفيتهم بالتقية , ومع ذلك فهم في مقام التطبيق العملي للدين وأحكامه يتجاهرون بالحق ويدافعون عنه , ويظهرون معتقدهم بكل صراحة و وما الآلاف المؤلفة التي أراق معاوية وأتباعه دماءهم من شيعة علي وأهل البيت إلا لهذا الواقع , ولو كانوا يتبعون التقية لما كان هذا القتل , بل لما كان هذا الواقع الايماني الصادق الذي يجسد الدين والايمان وحفظ الاسلام .
فأقرأ- إن شئت - قصص الاوائل الذين أراق دماءهم - ظلما - معاوية بن ابي سفيان وغيره من الحكام الامويين والعباسيين , أمثال حجر بن عدي الكندي , ورشيد الهجري , وميثم التمار , وسعيد بن جبير , وغيرهم , وغيرهم , وانظر الى حديث التاريخ عن هؤلاء الاتقياء الافذاذ , والى حديث التاريخ عن قتلهم , أولئك ارتقوا الى منازل الابرار وأصبحوا أركان الحق والدين , وأما قتلتهم فلا يذكرهم التاريخ الا بالسب والطعن واللعن .
هذه عقيدتنا في التقية , واضحة نيرة , وهدى الله الخصوم لما فيه صلاحهم وخيرهم , والله من وراء القصد.
الفصل العاشر
عقيدتنا في الرجعة
الرجعة هي ان الله سبحانه وتعالى يرجع قبل يوم القيامة بعض الاموات في دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
والرجعة ليست عامة , بل إنما تكون لبعض الناس ممن كانت أعماله كثيرة وكان في أعلى درجات الايمان , أو كان في قمة الضلال , فهؤلاء يريهم الله دولة الحق.
ثم أن الايمان بالرجعة والاعتقاد بها ويتبع قيام الدليل عليها , فمن عنده الدليل على ثبوتها لزمه الايمان بها, من لم يقم عنده الدليل عليها فلا يحكم بكفره.
وإذا كان الشيعة يؤمنون بها , فلأجل قيام الدليل عندهم عليها من القران والسنة .
قال تعالى ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا ) فقد دلت الاية على أن الحشر هنا خاص ببعض دون بعض , لأن الحشر يوم القيامة عام شامل كما قال تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا ) .
هذا آخر ما أردنا إيراده , ,أسأل الله سبحانه أن أكون قد توصلت لأيضاح ما هو ضروري عندنا ونعتقد به فيما بيننا وبين الله تعالى .
نعم بقي هناك بحوث كنا أشرنا الى بعضها فيما سبق , ولكننا رأينا من المناسب التعرض لها مفصلا إتماما للفائدة فجعلناها خاتمة لهذا الكتاب.
الخاتمة
وفيها مباحث
المبحث الاول الولاية التكوينية للانبياء والاوصياء
المبحث الثاني عدالة الصحابة
المبحث الثالث مصحف فاطمة
المبحث الرابع هل يعلم الائمة الغيب؟
المبحث الخامس الشريعة
المبحث السادس مصادر الاحكام

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc