عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 01-Jul-2012 الساعة : 05:22 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عدالة الصحابة
هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي وقع الخلاف فيها بين الشيعة والسنة , فالسنة يرون أن جميع الصحابة عدول , والوجه في ذلك عندهم أنهم حملة الشريعة والحفّاظ للدين , وباعتبار هذه الناحية يلزم القول بعدالتهم , إذ كيف يعد الله بحفظ دينه بقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) , مع كون حفظته وحملته غير عدول , وهناك أدلة أخرى اعتمدوها للقول بعدالتهم , يمكن التعرف عليها من خلال البحث في هذا الموضوع , وان كانت الاقوال والادلة لايمكن أن تثبت للنقاش , فضلا عن أن يتقبلها رأي أو عقل حصيف سليم .
وبناء على القول بعدالة الصحابة أجمع , ذهب أخواننا السنة الى عدم الجواز نقد الصحابة والتكلم عليهم وسبهم والجرح فيهم , بل بنوا على اكثر من هذا , أن من سبهم يخرج عن الدين ويستباح دمه .
وقبل أن نناقش هذا الموضوع ونوضّح أبعاده , أود أن أعرض بعض النقاط التي تتعلق بعدالة الصحابة ليكون القارئ عارفا بها معرفة تبعده عن الاهواء والتقليد وهي :
(1) من هو الصحابي ؟
(2) هل نقل الصحابة شيئا من أحكام الشريعة وأفتوا بها بعد رسول الله (ص) ؟
(3) لماذا أحرق أبو بكر وعمر الروايات التي كانت عند الصحابة وبين أيديهم , يتداولونها كمصدر تشريعي , وسجلوها على عهد رسول الله وأيامه , والتي كانت تعتبر مصدر الشريعة , كما القرآن مصدر التشريع ؟
النقطة الاولى : من هو الصحابي؟
الذي يظهر من كلمات السنة في تحديد الصحابي أنه ( كل مسلم رأى النبي (ص)) هذا الذي ذهب اليه ((النووي )) في شرحه على صحيح مسلم ( شرح صحيح مسلم النووي 1/35 وعنه مروان خليفات في كتابه ( وركبت السفينة ) ص240 ) وإن اعتبرت بعض التفصيلات التي تضاف الى الرؤية مثل ( الرواية عنه ) كما يذكرها البعض .
ونحن وإن كان لنا مناقشة في هذا الرأي في تحديد الصحابي , إلا أنا نسلمه ونقول بما قالوه من أن من لقي النبي (ص) مسلما ورآه فهو صحابي.
إلا أن الاشكال ليس في لقاء النبي (ص) والصحبة له , ولكن الاشكال المهم في هذا الموضوع , هو أثبات العدالة لهؤلاء الصحابة , وكيف يمكن أن تثبتها لهؤلاء الصحابة بأجمعهم وفيهم المنافق , وفيهم من كفر وارتد عن الاسلام , وفيهم من شرب الخمر , وفيهم من أقيم عليه الحد لمخالفات ومعاص تستوجبه , وفيهم من زنا وثبت عليه الزنا , وفيهم من قتل المسلمين , وفيهم , وفيهم , وفيهم من لايسع الحديث عنه وتعداده في هذا المختصر ..... هذا أولا.
وثانيا : هل من المعقول أن يقال بأن صحبة سنة أو ساعة أو أيام , أو لقاء مع النبي (ص) , ترتقي بالانسان الى مراتب الكمال والثقة والاطمئنان , والعدالة , ويصبح بين عشية وضحاها ممن لايمكن أن يخضع للجرح والتعديل ولا للنقد .
إلا أن هذا إن قيل , فهو ارتقاء في المفاهيم الى المعجزة , وهذا قطعا لم يقع , وما كان , ولن يكون مادمنا نقرأ عن اختلاف الصحابة في مراتبهم ومواقفهم ما نقرأ .
وإذا كانت الصحبة تؤثر هذا الاثر السريع , فلماذا لم تؤثر صحبة أمرأة نوح وأمرأة لوط الصلاح والسداد , ولمّ يصفهما القران بالكفر ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ) .
وإذا كانت الصحبة تؤثر هذا الاثر السريع , فلماذا ندد القران الكريم ببعض زوجات النبي (ص) حيث قال ( إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) فإن قوله تعالى ( إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما ) - أي مالت عن الحق - كشف عن وجود استعدادات بعيدة تمام البعد عن الدين والايمان عما كان عليه النبي (ص) من الايمان والتقوى , والتظاهر عليه وضدّه ..... فأين الصحبة!
إن مقتضى الصحبة ان يكون أثرها في التلاؤم في سبيل الحق والاستفادة من النبي أكبر وأكبر , الامر الذي يؤكد بأن الصحبة بما هي صحبة لا تقتضي هذا التأثير والتحول السريع في الشخص المصاحب والتغير من كافر الى مؤمن عادل عالم متق متبتل خائف من الله مترقب .
إن ارتقاء الانسان في مرتبة العدالة يحتاج الى زمن طويل من الاستمرار على هدى الشريعة وتطبيق الدين ومجاهدة النفس والاهواء , وليست هي مسحة رسول بمجرد لقاء النبي (ص) أو رؤيته سنة أو شهر أو أيام وهكذا ....
إن هذا المعنى يجب أن يستوعبه المرء بعقلانية وعلم ومعرفة تتوافق مع أصول الاسلام والعقيدة والشرع , ولانقع في التناقضات التي تؤثر على الفكر الاسلامي وعلى التشريعات الاسلامية , وهذا مانقرؤه في الاسلام ذاته, فليس للصحابي أي ميزة ولاخصوصية تميزه عن بقية الناس في مسألة العدالة , فالناس كلهم سواء في أمر العدالة وفي الحصول على العدالة , وفي شروط العدالة واسبابها والارتقاء بها الى مقامات عالية.
المنافقون :
وهل يمكننا ان نقول بما قاله (( النووي )) في أمر المنافقين , حيث ذكر أن النبي (ص) ( لم يقتل المنافقين لهذا المعنى - أي للصحبة - ولإظهارهم الاسلام , وقد أمر بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر , ولأنهم كانوا معدودين في اصحابه ( راجع صحيح مسلم , شرح النووي 16/139) .
إن في هذا القول مفارقة غريبة وعجيبة , ومخالفة صريحة لكتاب الله سبحانه في شأن المنافقين , فتجد القران الكريم يتحدث عن المنافقين بأسلوب لايحتمل معه أي تفسير أو تبرير لحسن الظن بهم أو في حملهم على أي محمل من محامل الصحة :
( فتارة ) يؤكد القران الكريم وجود المنافقين بين المسلمين , والاخبار بذلك للحذر والحيطة منهم , وعدم إدخالهم في أي شأن من شؤون المسلمين , قال تعالى ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم ) .
( وأخرى ) يكذبهم الله في ادعائهم الاسلام وغيره من الامور , قال تعالى ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )
( وثالثة) يحكم بكفرهم , وهو الحكم النهائي في حقهم , بما لايدع معه مجالا ومحملا لكلمة (( النووي )) وأنهم اظهروا الاسلام , قال تعالى ( يحلفون بالله ماقالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم ) .
أما الايات الاخرى التي وردت في حق المنافقين فهي تأكيد لما قلنا , ومعه لابد من اتباع كلام الله سبحانه في شأنهم , وهو أولى من أن نجتهد ونحمل الكلام والرأي على مايخالفه وبما يغري أهل النفاق بالنفاق , وأهل العصيان بالعصيان , ويحرؤهم على التمادي في كفرهم وبغيهم وضلالهم , وما يعرفه المسلمون من مواقفهم العدائية للنبي (ص) وللدين , شاهد على ذلك .
ومع هذا الواقع والبيان القراني لحال المنافقين , كيف يمكننا أن نقول بصحبتهم ! وكيف يمكننا أن نقول بعدالتهم ! وأي عدالة هذه التي يقال بها للمنافقين ! وكيف يؤتمن هؤلاء على الدين ! وكيف يقبل قولهم في دين الله سبحانه ! بل كيف يمكن أن يكونوا حفظة لهذا الدين وشريعته وأحكامه , وهم مافتئوا يكيدون له في كل موطن وموقف وشأن.
المرتدون :
والكلام في شأن المرتدين من الصحابة هو الكلام في شأن المنافقين , وللتأكيد على ذلك يمكن للانسان أن يستعرض الايات الكريمة التي وردت لبيان أفعالهم وأقوالهم ونواياهم التي تحكي وتوضّح مخالفتهم لأحكام الله ودينه .
ومادمنا نتحدث عن المنافقين , فليكن الحديث عن غيرهم ممن زنوا وشربوا الخمر وأقيم عليهم الحد وكفروا وارتدوا عن الدين , لننظر هل هناك مجال لعدالتهم ؟
من زنى من الصحابة :
|