كتاب معتقدات الشيعة - الصفحة 9 - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع ناصر حيدر مشاركات 113 الزيارات 22766 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 81  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Jul-2012 الساعة : 04:44 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


النقطة الثالثة
لماذا أحرقت الروايات التي جمعت في عهد النبي (ص)
من الثابت والاكيد , أن أصحاب النبي (ص) سجلوا العديد من الروايات التي سمعوها من النبي (ص) , وقد ورد أن أبا بكر سجل خمسمائة حديثا سمعها من النبي (ص) , فلما توفي النبي (ص) أحرقها. (راجع تذكرة الحفاظ الذهبي ج1 ص5, وكنز العمال المتقي الهندي ج10 ص285, فقد رويا عن عائشة أنها قالت جمع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث , فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت فغمّني فقلت أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك ؟ فلما أصبح الصبح قال أي بنية هلمي الاحاديث التي عندك فجئته با , فدعا بنار فحرقها , فقلت لم أحرقتها ؟ قال خشيت ان اموت وهي عندي فيكون فيها احاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك )
وأمر عمر الصحابة بأن يأتوه بما لديهم من الاحاديث التي سجلوها عن النبي (ص) وسمعوها منه مباشرة , فجمعت له فأحرقها بأجمعها. ( راجع طبقات ابن سعد الكبرى 5/188 فقد روى عن عبد الله بت العلاء قال سألت القاسم يملي علي أحاديث فقال ان الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب , فأنشد الناس أن يأتوه بها, فلما أتوه بها أمر بتحريقها ثم قال مثناة كمثناة أهل الكتاب , قال فمنعني القاسم يومئذ أن أكتب حديثا) ( راجع كتاب العلم , ابو خيثمة النسائي (ت 234ه ) ص11 , فقد روى عن يحيى بن جعدة أنه قال أراد عمر أن يكتب السنة ثم كتب في الناس من كان عنده شيء من ذلك فليمحه )
( راجع ايضا كنز العمال المتقي الهندي 10/ 291 - 292 فقد روى أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله (ص) في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها , فطفق عمر رضي الله عنه يستخير الله فيها شهرا , ثم اصبح يوما وقد عزم الله له فقال إني كنت أريد أن أكتب السنن , وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله , وإني والله لاأشوب كتاب الله بشيء ابدا )
بل ان عمر كان ينهى عن الرواية عن النبي (ص) ويقول ( حسبنا كتاب الله ) (راجع مسند احمد 1/325, صحيح مسلم النيسابوري 5/76), بل أنه حبس جماعة من الصحابة , وفرض عليهم الاقامة الجبرية , لأنهم لم يتقيدوا بكلامه.( كنز العمال 10/ 292- 293 قال أخبرني صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث الى اصحاب رسول الله (ص) فجمعهم من الافاق عبد الله بن حذافة , وأبا الدرداء, وأباذر , وعقبة بن عامر , فقال ماهذه الاحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله (ص) في الآفاق ؟ قالوا أتنهانا ؟ قال لا أقيموا عندي , لا والله لاتفارقوني ما عشت , فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم , فما فارقوه حتى مات )
وهنا يتساءل المرء: إذا كان الصحابة هم الحفظة للدين , فما هو الهدف من إحراق هذه الروايات ومحوها؟ هل هو عدم الرواية عنه (ص) كي لايفترى عليه في قول , أو رأي , أو حكم , أم هناك هدف آخر من وراء ذلك ؟.
أظن أنا لانحتاج الى كثير من المؤنة في أثبات الغاية وبيان الهدف من إحراق الروايات التي سمعها الصحابة من النبي وسجّلوها.
فنحن عندما نقرأ الأحداث التي رافقت مرض النبي (ص) الى حين وفاته وما كان من الصحابة في ذلك الوقت , وما جرى من أحداث ومواقف, مثل التخلف عن جيش أسامة مع تشديد النبي (ص) على إنفاذه , ومخالفة النبي (ص) لمّا طلب أن يأتوه بدواة وكتف لكي يكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا , وقولهم ( إن النبي ليهجر) أو غلبه الوجع ( غلبه الوجع ) مما يفيد أنه يهذي وغير متمالك لوعيه و وانقسام المسلمين أثناء ذلك الى قسمين : قسم مؤيد لقول عمر وقسم مستنكر.
وعند وفاته , حيث تسارع القوم الى سقيفة بني ساعدة لانتخاب الخليفة , وتركوا النبي (ص) مسجى لايهمهم أمره ابدا, وعلي وأصحابه وأهله مشغولون بتجهيزه (ص) .
وبعد أن تمت البيعة لأبي بكر بالكيفية التي تمت بها وحصلت , خرج بنو أسلم فورا لنصرة الموقف ومؤازرة البيعة لأبي بكر والوقوف في وجه المعارضة , وقول عمر - لما رأى أن بني أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك- ( ماهو إلا رأيت أسلم , فأيقنت بالنصر )!!( تاريخ الطبري , ابن جرير (ت 310 ه) 2/458 - 459 )
عندما نقرأ هذه الاحداث بأجمعها ونضيف اليها غيرها من الامور التي جرت بعد ذلك مما لايسع المقام لذكره , نعرف تماما لماذا أحرقت تلك الروايات , لقد كانت هذه العملية تستهدف القضاء على كل ماورد في حق علي من احاديث ووصايا سجلها المسلمون في وقتها والتي تضمنت بيان احقية علي بالخلافة بعد النبي (ص) , فأن بقاء تلك الروايات سوف يحدث إرباكا لهم , ولذلك سارعوا الى القضاء على كل ماسجله الصحابة مما سمعوه عن النبي (ص) فيما يتعلق بالامام علي وبالاحكام الشرعية تغطية للموضوع.
وكذلك الدعوة الى القران والاخذ به كما قال عمر ( حسبنا كتاب الله ) ومع الاسف الشديد إن هذه الكلمة لم يكن لها واقع أبدا, فقد اضطر القوم الى أن يرجعوا للسنة كما فعل ابو بكر لمّا أخذ فدكا من فاطمة الزهراء , واستشهد بالرواية التي كانت مخالفة للكتاب تماما, وهي ( نحن معاشر الانبياء لانوّرث , ماتركناه صدقة ) ( هذا الحديث مشهور بينهم , راجع مثلا تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 36/310 ) إتماما لمشروع إبعاد أهل البيت عن حقهم وعن الخلافة بالذات التي ينص عليها القران.
هذه قصة إحراق الروايات بعد وفاة النبي (ص) وهذه خلفياتها , ويؤكد هذه الحقيقة تصريحات عمر لابن عباس لما تولى الخلافة .( شرح نهج البالغة ابن ابي الحديد ( 656 ه) 12/ 20 - 21 قال قال وروى ابن عباس رضي الله عنه قال دخلت على عمر في أول خلافته وقد ألقي له صاع من تمر على خصفة - وهي جلة تعمل من الخوص للتمر - فدعاني الى الاكل , فأكلت تمرة واحدة وأقبل يأكل حتى أتى عليه , ثم شرب من جر- وهي آنية من خزف - كان عنده واستلقى على مرفقة له وطفق يحمد الله يكرر ذلك , ثم قال من أين جئت ياعبد الله ؟ قلت من المسجد قال كيف خلفت ابن عمك؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر قلت خلفته يلعب مع اترابه , قال لم أعن ذلك , إنما عنيت عظيمكم أهل البيت , قلت خلفته يمتح بالغرب - أي يسقي بالدلو - على نخيلات من فلان وهو يقرأ القرآن قال ياعبد الله عليك دماء البدن إن كتمتنيها ! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قلت نعم قال أيزعم أن رسول الله (ص) نص عليه ؟ قلت نعم وأزيدك , سألت أبي عما يدذعيه , فقال صدق , فقال عمر لقد كان من رسول الله (ص) في أمره ذرو - أي طرف - من قول لايثبت حجة , ولايقطع عذرا , ولقد كان يربع في أمره وقتا ما , ولقد أراد في مرض أن يصرح بأسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام , لا ورب هذه البنية لاتجتمع عليه قريش ابدا , ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول الله (ص) أني علمت ما في نفسه , فأمسك وأبى الله إلا إمضاء ماحتم وقال ابن أبي الحديد ذكر هذا الخبر احمد بن ابي الطاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا انتهى . وعنه كتاب سبيل النجاة في تتمة المراجعات , الشيخ حسين الراضي ص 282 ).
ومع هذا كيف يمكننا أن نثبت أن الصحابة هم حفظة الدين والشريعة والأحكام , ونثبت لهم العدالة
لقد اتضح مما خلال ماعرضناه


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 82  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Jul-2012 الساعة : 01:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لقد اتضح من خلال ماعرضناه
أن القول بعدالة الصحابة لايتلائم ولايتناسب ابدا مع الواقع الذي هم عليه , والذي استعرضناه لأكثر من شخص منهم , والذي سجله التاريخ وسجلته الاحداث عنهم في أفعالهم وأقوالهم وتصرفاتهم التي لا تنسجم مع الهدف من عدالتهم وأنهم حفظة الدين والشريعة.
مضافا الى أمور وتصرفات صدرت منهم غير ماذكرنا لاتليق بقوم صحبوا النبي وعاشوا معه فترة ثلاث وعشرين سنة.
فضلا عما غيّروه وبدّلوه من احكام الدين في صلاتهم وعباداتهم وشؤونهم الدينية , وقد اكد هذا القول الروايات العديدة :
أخرج مسلم عن عبد الله قال قال رسول الله (ص) ( أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول يارب أصحابي أصحابي , فيقال إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك) ( صحيح مسلم النيسابوري 7/68 وروي بأختلاف يسير في ألفاظه في بعض المصادر فلاحظ مسند أحمد 3/281 و5/48 و 5/393 وصحيح مسلم شرح النووي 15/64 , ومجمع الزوائد الهيثمي 10/364 )
وقال رسول الله (ص) (إن من أصحابي من لايراني بعد أن أموت أبدا)( كنز العمال 11/ 197 , النهاية في غريب الحديث ابن الاثير 1/154 والحديث عن ام سلمة )
وعن النبي (ص) ( بينما أنا قائم ,إذا زمرة , حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلّم فقلت أين ؟ قال الى النار والله قلت وما شأنهم ؟ قال إنهم أرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى, فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم )( البخاري ج7 كتاب الرّقاق ص 208)
وروى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال ( لقيت البراء بن عازب, فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعت تحت الشجرة , فقال يا ابن أخي إنك لاتدري ماأحدثنا بعده )( مقدمة فتح الباري ,ابن حجر ص 433, رواه عن البخاري , صحيح البخاري ج5 كتاب المغازي غزوة الحديبية ص66 )
وقال أنس بن مالك ( ماأعرف شيئا مما كان على عهد النبي (ص) قيل الصلاة , قال أليس ضيعتم ماضيعتم فيها) ( البخاري ج1 مواقيت الصلاة ص134 )
وفي حديث لجابر بن عبد الله قال ( مامنا أحد إلا غيّر)( المستدرك الحاكم النيسابوري 2/560)
هذا قليل من كثير مما ورد في شأن الصحابة , وتغييرهم وتبديلهم لأحكام الله وسنة رسوله , بل وابتداعهم في سنته, ومعروف أن البدعة ضلالة والضلالة في النار . إما كيف تكون (( نعمت البدعة)) ! ,( هذه الكلمة قالها عمر بن الخطاب , وهي مشهورة عنه راجع مثلا موطأ مالم 1/114 (كتاب الصلاة في رمضان - باب قيام رمضان ) , وصحيح البخاري 2/252 ( كتاب صلاة التراويح ) وعنهما كنز العمال , المتقي الهندي 8/408) , وكيف تكون (( البدعة حسنة)) ! ( كما يقول بذلك علماء العامة ) فهذا راجع بنظرهم الى الاجتهاد حتى ولو كان في قبال النص .
ولاأريد أن أزيد في تتبع مثل هذه الامور التي صدرت من الصحابة , فهي كثيرة وقد ذكرنا بعضها , وتتبعها غيرنا من الذين كتبوا وناقشوا مثل هذا الموضوع , وهي تحكي وتجسد الطبيعة والاتجاه الاخلاقي والايماني الذي كان عليه الصحابة, وإلا فما الداعي لصدورها وصدور أمثالها منهم اذا كانوا عدولا بالشكل الصحيح للعدالة , وكانوا يعيشون مسؤولياتهم الدينية على النهج الذي أوضحه لهم النبي (ص) وعلّمهم إياه , فضلا عن أن يرتقوا في مراتب الورع والتقوى والخشية والخوف من الله سبحانه, ويكونوا مصداقا للآية الكريمة (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .
كيف وهم الذين تربوا في مدرسة النبي (ص) , واحتضنوا تلك الروحية العالية المستتبعة للكمال والقدسية بين جوانحهم وقلوبهم وعقولهم وأفكارهم , فأين هي أذن هذه الروحية من هذا الذي أمتلأت به كتب التاريخ والحديث عنهم وعن أفعالهم وتصرفاتهم المتعارضة مع القران والسنة .
فإما أن نقول أن مانقله التاريخ والرواة خطأ وظلم , وهذه جناية مابعدها جناية, أن يكذب الرواة ويتجنّون على الصحابة .
وإما أن يكون مانقل عنهم صحيحا , فيكون الذي قلناه صحيحا , وهو كذلك, حيث ثبت مانقله التاريخ والرّواة بشكل صحيح, وعلى هذا فهل يمكن لذي عقل وضمير حر أن يعتقد ويقول أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يكون مثل هؤلاء أمناء على الدين وحفظة للشريعة ومبلّغين لأمره تعالى, حتى نقول بعدالتهم وحجية قولهم مهما كانت أفعالهم وصفاتهم !! ألا يكون مثل هذا القول إغراء بالقبيح والمعصية وتهاونا في أمر الدين والشريعة التي جعلها الله من أفضل وأعظم الشرائع السماوية!!
الأدلة التي أستدل بها على عدالة الصحابة ومناقشتها


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 83  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Jul-2012 الساعة : 08:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الادلة التي استدل بها على عدالة الصحابة , ومناقشتها
دليل الاجماع
استدلوا على عدالة الصحابة بالاجماع, فعن ابن حزم : إنا نقطع على غيب قلوبهم إنهم كلهم مؤمنون صالحون, ماتوا كلهم على الايمان والهدى والبر , فكلهم من أهل الجنة لايلج أحد منهم النار.
والعجيب في هذا القول أن ابن حزم كأنه لم يقرأ كتاب الله وماورد في حق الصحابة من قول على خلاف مايقول ممن كفر وممن غيّر وبدّل وزنى , وكذلك لم يقرأ ماورد في السنّة في حق الصحابة من أختلاف آرائهم وأفعالهم المنافية للشرع ولحكم الله و ولم يقرأ أيضا الاخبار التي تقول أن قسما منهم يؤخذ به الى النار .
هذا مضافا الى أن الاتفاق غير تام على عدالتهم بين المسلمين , لما ثبت من قول البعض بفسقهم , وقول بعضهم برّد شهادة الصحابة , وبعضهم يقول بلزوم البحث عن عدالتهم.
ومع الاختلاف يسقط الاجماع قطعا, خصوصا اذا رجعت الى كتب التاريخ وأطلعت على الاختلاف والشجار الجاري بينهم , حتى أن عمر بن عبد العزيز أمر بلزوم الامساك عما وقع بين الصحابة من شجار وخلاف , مما يظهر منه أنه ظهر منهم ماينافي العدالة , فأمر بالستر والتغطية.
وأما مايقوله البعض في الدماء التي أريقت بين الصحابة , وقطعا يعنون بذلك الحروب التي خاضها أمير المؤمنين ضد الناكثين والقاسطين والمارقين, ومعروف من هم هؤلاء , فقد قالوا (( تلك دماء طهّر اللها ايدينا فلا نلوّث بها السنتنا )) ( حكيت هذه الكلمة عن الدر النفيس في كتاب شرح إحقاق الحق المرعشي النجفي ج 32 ص6 وحكاه عن السلف العظيم آبادي في كتابه ( عون المعبود في شرح سنن ابي داوود ) ج 12 ص 274 ) , فهي وان دلت على أن ماظهر من الصحابة من مواقف تؤثر في القول بالعدالة , وتؤكد أن الصحابة صدر منهم أشياء وأشياء مخالفة, إلا أنهم في نفس الوقت يريدون بهذا القول الكيد لعلي بن ابي طالب الذي جابه الناكثين والقاسطين والمارقين - والتسمية تدل على بعدهم عن الحق - , وهذا الكيد هو من القول بالباطل من هؤلاء وممن تقدم ووقف في وجه أمير المؤمنين , لأنهم كلهم - الأوائل والمتأخرون- يعلمون أن أمير المؤمنين كما وصفه رسول الله (ص) ( علي مع الحق والحق مع علي , يدور الحق معه حيثما دار ) ( راجع بحار الانوار 38/28) , فهو قول مشعر بالعداء لعلي وأهل بيته .
وهذا هو الدافع الاساسي لقولهم بعدالة الصحابة , وذلك لأضفاء السلامة والشرعية في أقوال الصحابة وأفعالهم التي قالوها في حق أهل البيت وأفعالهم المنكرة التي مارسوها مع أهل البيت .
والتاريخ مملوء بتلك الامور , ومن أراد مراجعتها فهي مبثوثة في الكتب.
ومنه يمكننا أن نستنبط مقدار صحة الاجماع الذي يدّعى واقعيته , وأنّى لمثل هذا الاجماع أن يثبت أو يصح , ودوافعه بهذا الشكل , بل أن التشديد على القول بعدالة الصحابة والحكم على من يتكلم عليهم بمروقه عن الدين واستباحة دمه تأكيد لهذا .
ومنه سبّ أمير المؤمنين علي على المنابر ثمانين سنة ( وركبت السفينة ص 298) , فما لهم لم يحكموا بمروق من سبه عن الدين , ولم يبيحوا دمه ؟ ولماذا برروا ذلك بأنه اجتهاد ؟ ولماذا لايكون لمن لايرى العدالة بالمفهوم الذي تتحدث عنه السنة اجتهاد؟ أم أن باءهم تجر وباء غيرهم لاتجر!!!!
الاستدلال بالكتاب الكريم


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 84  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 08:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الاستدلال بالقران الكريم
وإذا كان الاجماع غير تام – كما أشرنا وآمل أن تقرأ المناقشة بموضوعية- فالاستدلال بالآيات على عدالتهم ايضا خاضعة للمناقشة بشكل أوسع .
= فمن تلك الايات ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار )
وقد ذكروا أن المقصود بها مطلق الصحابة من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان , وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم بأنه رضي عنهم ورضوا عنه , حتى لو صدر منهم ماصدر , لأن جملة من الصحابة موصوفون بكونهم سابقين أولين بالنسبة الى سائر المسلمين , وكلمة ( من ) بيانية , وليست تبعيضية , أي السابقون الاولون الموصوفون , بكونهم مهاجرين وأنصارا.
والمناقشة في الاستدلال
أولا أنها مشروطة بثباتهم على الطاعة والانقياد لله سبحانه وتعالى في كل الامور , وإلا فهي مخصصة بما دل على حرمة فعل المعاصي والكبائر والمحرمات والفواحش , فيخرجون عن العدالة بهذه الايات المخصصة.
وثانيا أن وصفهم بالسابقين الاولين ورد بنحو التقييد للموضوع , وان الحكم والرضا واقع على خصوص المتّصف بهذا الوصف والمقيّد بهذا القيد , وإلا إذا قلنا باطلاق الآية لعموم الصحابة , لم يكن لهذا الوصف والتقييد معنى , بل قد يكون لغوا , وحاشا أن يكون كلام الله لغوا.
ومنه يظهر أن معنى ( من ) تبعيضية , أي للبعض من المهاجرين والانصار, وهم السابقون الاولون , لا أنها بيانية , لأن بعض الصحابة كانوا في قمة العدالة .
وبهذا يتضح أيضا أن قوله تعالى ( والذين اتبعوهم باحسان ) لايشمل عموم المسلمين والصحابة , فإن قيد (( السابقين الاولين )) قرينة على ان الاصناف الثلاثة (( المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان )) هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه في ذلك الوقت , أي في بداية الاسلام وبداية نزول الاية , وإلا لزم لغوية هذا القيد كما أسلفنا , ويؤكده أن قوله تعالى ( لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ) فهي صريحة في الفرق بين السابقين الاولين وبين غيرهم من المسلمين الذين أسلموا بعدهم في الانفاق والقتال , وأن السابقين الاولين اعظم درجة , فالذين اتبعوهم باحسان , خاص بما كان الاتباع في زمان نزول الاية , ولايشمل غيرهم بقرينة هذه الاية .
= واستدل اخواننا السنة على عدالة الصحابة بقوله تعالى ( كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وذلك بلحاظ قوله تعالى ( خير أمة ) .
إلا أن هذا الاستدلال غير تام , وذلك
اولا لأن الآية مقرونة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومع عدمهما فلا خيرية للامة
وثانيا أن التفصيل الوارد في الاية الكريمة ( كنتم خير أمة) لوحظ فيه المجموع بالنسبة لبقية الأمم , ولم يلحظ فيه تفضيل الافراد على غيرهم , والمعنى أن الامة المنسوبة الى الاسلام والنبي (ص) هي خير من غيرها من الامم , ولذلك لامانع من أن يكون بعض افراد الامم السابقة هم افضل وأحسن من غيرهم , على أنه إذا قلنا بخيرية الامة افرادا وجماعات فلا يكون هناك ميزة للصحابة ولا موجب لتفضيلهم على غيرهم , وهذا مالايمكن القول به لما يعلم من عدم فضيلة الكثير , وليس هذا مايذهب اليه الأخوة السنة , لأن المجموع هو الملحوظ في الاية .
=وأستدل أيضا بقوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
والكلام هو الكلام في الاية المتقدمة
=واستدل ايضا يقوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم )


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 85  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 08:03 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


=واستدل ايضا بقوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم)
استدل اخواننا على عدالة الصحابة برضى الله عنهم وحكموا بأن هذا الرضى شامل لهم جميعا وثابت لهم ابد الآبدين ولو فعلوا ما فعلوا.
إلا أن هذا الاستدلال غير تام , والمناقشة فيه من جهات
اولا أنها حددت من رضي عنهم المولى عزوجل , بأمرين ( الايمان والبيعة )
(1) المؤمنون , فمن ثبت إيمانه فهو مرضي عنه , وأما من لم يثبت إيمانه فهو خارج حتى ولو حضر البيعة , كالمنافقين والذين خرجوا عن الايمان بفعل ما يوجب خروجهم عنه
(2) جعل الرضى معلقا على البيعة ( إذ يبايعونك) فمن بايع يكون مرضيا عنه ومن المقطوع به أن قسما من الصحابة لم يكن موجودا عند البيعة ولم يكن مؤمنا , مثل خالد بن الوليد , ومثل معاوية بن ابي سفيان , وعمر بن العاص , فهؤلاء دخلوا في الاسلام بعد الفتح , فكيف يمكن القول بعدالتهم !
فكل من دخل في الاسلام بعد الفتح لايمكن ان يكون مشمولا في الاية الكريمة , فالاستدلال بها على عدالة عموم الصحابة غير تام .
وثانيا أن الاية مخصّصة أو مقيدة بقوله تعالى ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) فرضاه سبحانه وتعالى عنهم دائر مدار التزامهم وعدم نكثهم لطاعة الله , ومن الواضح حصول النكث من البعض.
وثالثا أنا لو قلنا بأنه الاية شاملة للجميع وأن الرضى على الصحابة مستمر أبد الآبدين حتى ولو عصوا , حتى ولو انحرفوا , حتى ولو كفروا , ألا يكون هذا إغراء بالقبيح وبالمعصية , وفيه من التناقض الواضح في كلامه تعالى مالايخفى –تعالى الله عن ذلك- حيث غض النظر عن أهل بيعة الشجرة حتى ولو عصوا, وفي نفس الوقت يأمر بمعاقبة العاصي والمذنب من غيرهم , وهذا مما لايقبله عقل ولايؤيده دليل اطلاقا , فما هي الميزة لأهل بيعة الشجرة حتى يكونوا بهذه المثابة , بل هو خلاف العدل الالهي .
ورابعا أن الله سبحانه بهذا الشكل – اي لمجرد البيعة تحت الشجرة ثّبت عدالتهم أبد الآبدين – قد جعل الصحابة أفضل من النبي (ص) , لأنه تعالى قال في حق النبي (ص) ( ولو تقوّل علينا بعض الاقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ).
فلم يستثن في حق النبي (ص) , واستثنى في حق الصحابة , ومن المعلوم أن لا أحد أفضل من النبي (ص), وأن المذنب والعاصي يعاقب على المعصية والذنب , ولاكفارة إلا التوبة والاستغفار.
فأي مفارقة يتبناها الاستدلال , وأي كرامة للصحابة حتى يكونوا أميز وأفضل من نبيهم , والله ما هذا إلا افتراء على الله وعلى رسوله , بل وعلى الصحابة أنفسهم , لأنهم لايريدون أن يكونوا متمّيزين كذلك, فنحن نعطيهم مالم يعطهم الله , ونفضلهم بما لم يفضّلهم به, كبر مقتا عند الله أن نفتري على الله الكذب , وأن نقول بمثل هذا القول
وخلاصة الكلام


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 86  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 08:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


=واستدل ايضا بقوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم)
استدل اخواننا على عدالة الصحابة برضى الله عنهم وحكموا بأن هذا الرضى شامل لهم جميعا وثابت لهم ابد الآبدين ولو فعلوا ما فعلوا.
إلا أن هذا الاستدلال غير تام , والمناقشة فيه من جهات
اولا أنها حددت من رضي عنهم المولى عزوجل , بأمرين ( الايمان والبيعة )
(1) المؤمنون , فمن ثبت إيمانه فهو مرضي عنه , وأما من لم يثبت إيمانه فهو خارج حتى ولو حضر البيعة , كالمنافقين والذين خرجوا عن الايمان بفعل ما يوجب خروجهم عنه
(2) جعل الرضى معلقا على البيعة ( إذ يبايعونك) فمن بايع يكون مرضيا عنه ومن المقطوع به أن قسما من الصحابة لم يكن موجودا عند البيعة ولم يكن مؤمنا , مثل خالد بن الوليد , ومثل معاوية بن ابي سفيان , وعمر بن العاص , فهؤلاء دخلوا في الاسلام بعد الفتح , فكيف يمكن القول بعدالتهم !
فكل من دخل في الاسلام بعد الفتح لايمكن ان يكون مشمولا في الاية الكريمة , فالاستدلال بها على عدالة عموم الصحابة غير تام .
وثانيا أن الاية مخصّصة أو مقيدة بقوله تعالى ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) فرضاه سبحانه وتعالى عنهم دائر مدار التزامهم وعدم نكثهم لطاعة الله , ومن الواضح حصول النكث من البعض.
وثالثا أنا لو قلنا بأنه الاية شاملة للجميع وأن الرضى على الصحابة مستمر أبد الآبدين حتى ولو عصوا , حتى ولو انحرفوا , حتى ولو كفروا , ألا يكون هذا إغراء بالقبيح وبالمعصية , وفيه من التناقض الواضح في كلامه تعالى مالايخفى –تعالى الله عن ذلك- حيث غض النظر عن أهل بيعة الشجرة حتى ولو عصوا, وفي نفس الوقت يأمر بمعاقبة العاصي والمذنب من غيرهم , وهذا مما لايقبله عقل ولايؤيده دليل اطلاقا , فما هي الميزة لأهل بيعة الشجرة حتى يكونوا بهذه المثابة , بل هو خلاف العدل الالهي .
ورابعا أن الله سبحانه بهذا الشكل – اي لمجرد البيعة تحت الشجرة ثّبت عدالتهم أبد الآبدين – قد جعل الصحابة أفضل من النبي (ص) , لأنه تعالى قال في حق النبي (ص) ( ولو تقوّل علينا بعض الاقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ).
فلم يستثن في حق النبي (ص) , واستثنى في حق الصحابة , ومن المعلوم أن لا أحد أفضل من النبي (ص), وأن المذنب والعاصي يعاقب على المعصية والذنب , ولاكفارة إلا التوبة والاستغفار.
فأي مفارقة يتبناها الاستدلال , وأي كرامة للصحابة حتى يكونوا أميز وأفضل من نبيهم , والله ما هذا إلا افتراء على الله وعلى رسوله , بل وعلى الصحابة أنفسهم , لأنهم لايريدون أن يكونوا متمّيزين كذلك, فنحن نعطيهم مالم يعطهم الله , ونفضلهم بما لم يفضّلهم به, كبر مقتا عند الله أن نفتري على الله الكذب , وأن نقول بمثل هذا القول
وخلاصة الكلام


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 87  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 08:07 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


وخلاصة الكلام:
أن القول بعدالة الصحابة بالشكل الذي ذكره السنة والادلة التي ذكروها, لم يثبت أمام الآيات القرآنية, ولا أمام ماورد من الاحاديث , ولاأمام العقل , أبدا , ولايمكن اعتماده , خصوصا بالنسبة للمنافقين والمرتدين , وبالنسبة للاعراب الذين وصفهم القران بعدم الايمان , وأنهم أشد كفرا ونفاقا ( الاعراب أشد كفرا ونفاقا ) , (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) , وكذلك بالنسبة للصحابة الذين بدلوا وغيروا في أحكام الله , ودين الله , وفرائض الله , وارتكبوا اشنع الاعمال وأكبر المعاصي من الزنا وشرب الخمر وأكل الربا وقتل النفس المحترمة البريئة .
فأي صحابة هؤلاء الذين نوجب لهم العدالة ونؤكد أنهم حفظة لدين الله ولشريعة الله وأنهم مبلغون عن الله سبحانه!.
ولاأريد أن أتوسع في الحديث بأكثر مما عرضت وذكرت , فليحكم العقلاء بحكمهم في هذا الموضوع , فالناس تستنكر فعل القبيح من أقل الناس , وتتحامل عليه , فكيف اذا صدر القبيح ممن هم حملة الدين وحفظته .
ألا يحق لنا أن نقول الكلمة الحق التي نوافق كتاب الله وتوافق سنّة نبّيه وتوافق العقل !.
وأكتفي بالقول بهذا الموضوع بهذه الكلمات : أن القول بعدالة الصحابة مع ماثبت في حقهم من القران الكريم والسنة الشريفة والوقائع التاريخية , ما هو الا استهتار بالدين وتمرير لغايات وأهداف لم تجد لها طريقا الى الوجود والتطبيق سوى هذا القول , ولعلها لاتخفى على المتأمّل العاقل والمتتبّع الفطن لأحداث التاريخ التي جرت أيام النبي (ص) في حياته وقبل وفاته وبعد وفاته .
وصفوة القول الذي نراه فيما بيننا وبين الله في شأن الصحابة :
أن الصحابة شأنهم شأن غيرهم من المسلمين والمؤمنين , نرجو لهم من الله السعادة والسلامة والمغفرة والرضى والقبول , وهم على أقسام :
فمنهم : من كان على العدالة من أول أمره , وبقي عليها وعلى الاستقامة في كل شؤونه الى حين وفاته , وعددهم كثير , وهم من أجلّة الصحابة وأهل التقوى والورع , فهؤلاء يؤخذ منهم ويعتد بقولهم , ويقتدى بهم , لتقواهم وورعهم , ويقال بعدالتهم , ولكن ليست بالمنزلة التي يذكرها أخواننا السنة .
ومنهم : من لم يكن كذلك , أو لم يعرف حالهم , فيفحص عنهم وعن أحوالهم , فمن ثبتت وثاقته وحصل الاطمئنان به وبتقواه وورعه , يؤخذ بقوله ويحكم بعدالته , وإلا فيكون شأنه شأن غيره من الصحابة , ولانقول فيه وفي غيره الا خيرا , ونرجو له من الله المغفرة والرحمة لصحبته للنبي (ص) ولاترتقي بهم الصحبة إلى أجواء العدالة , أو نقول إن أخطائهم مكفّرة ومغفورة بالصحبة , فما لم تصدر منهم التوبة النصوح , وما لم يكن هناك صدق في التعامل مع أوامر الله سبحانه , والانتهاء عن نواهيه , والاخذ بكتاب الله وسنّة نبيّه (ص) , لا يمكننا القول بالعدالة أبدا, فإن الله لايخدع عن جنته , وهو تعالى الذي يزكّي الأنفس , وحتى لو قلنا بالعدالة فلا يمكن ان نقول بحجية قوله إلا وفق الموازين المعتبرة في علم الحديث والتي وفقها يكون ويتم الاستدلال .
إن الله سبحانه وتعالى قد جعل حفظة لدينه ممن هم أولى وأفضل وأبر وأتقى وأكثر علما ومعرفة بدين الله , وهم إهل البيت والعترة الطاهرة, هؤلاء هم حفظة الدين ولم يغيّروا ولم يبدّلوا وما أحدثوا في دين الله شيئا , ولم يقولوا إلا ماقاله الله وأراده وبيّنه في كتابه وأوضحه على لسان نبيه الكريم (ص).
هذه عقيدتنا في الصحابة , وأكرر القول : لانقول فيهم إلا خيرا , ولكن لا ترتقي الصحبة بهم الى منزلة العدالة فضلا عن العصمة كما توهمّه البعض , ولنا مزيد من القول في هذا الموضوع في كتيب خاص بعنوان (( حقائق تاريخية ))
المبحث الثالث
مصحف فاطمة
الجفر-الجامعة


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 88  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-Aug-2012 الساعة : 01:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المبحث الثالث
مصحف فاطمة , الجفر , الجامعة
من الامور التي يتحدث بها الناس , ويشيع البعض حولها أقوالا لا تتسم بالمسؤولية الادبية ولا الدينية , فضلا عن ان يكون لها نصيب من الصحة , بل فيه البهتان والكذب والنفاق والتلفيق وقول الباطل على الشيعة .
من هذه الامور أدعاء أن لدى الشيعة مصحفا يدعى (( مصحف فاطمة )) وأنه يقابل القرآن , أو هو قرآن ثان لديهم , وأن لديهم الجفر , ولديهم الجامعة , وغير ذلك من الافتراءات والبهتان .
وتحس من خلال ذلك أن هذه الاتهامات والتقولات على الشيعة ليست فقط اتهام وتقوّل , وإنما هي أيضا حقد بغيض يسيطر على العقول والنفوس الى درجة تدفعهم الى التكفير واستباحة الأموال والاعراض والدماء , هذا مع علمهم الأكيد بأن الشيعة لايقولون بذلك ابدا ولا يدّعون ذلك , وما صدر من أحد منهم شيء من ذلك .
ومثل هذه التقوّلات والحملات ضد الشيعة كثيرة ومستمرة , وفي عقيدتي أنها لن تنتهي أبدا , مادام هناك من يحرك الفتن ويثيرها ويستفيد منها , ومادام هناك حقد في النفوس وغشاوة على العقول وظلمات يتخبطون بها .
ولكن مع ذلك لايمكن أن نسكت ونذعن لهذه الافتراءات والتقولات ولانبين الحقيقة التي نحن عليها ونعتقدها ونؤمن بها والتي هي عنواننا وشعارنا فيما بيننا وبين الله سبحانه , رضي الناس أو لم يرضوا , غضب الناس أو لم يغضبوا , شرّقوا أو غرّبوا , ومهما تكن الاتهامات منهم في حجمها وفي طبيعتها وأهدافها , لأنّا بنينا هذه المعتقدات على أسس عقلية أكدها القرآن الكريم والسنة الشريفة .
واذا كان الذين يبهتون على الشيعة ويتقوّلون عليهم بما لم ينزل الله به سلطانا ولايعتقدون به ولايقولون به , ولا يريدون ان يتركوا تلك الموروثات من الحقد والضغينة والبغضاء , والجهل أيضا , فما نفعل لهم ( لايضركم من ضل اذا اهتديتم ) وليس علينا الا البيان وايضاح الحق الذي نؤمن به
مصحف فاطمة
مصحف فاطمة موجود وثابت وأكيد , حق وواقع نؤمن به ونعتقد به .
ولكن هل مصحف فاطمة مصحف في قبال القران ؟ وهل هو قرآن ثان لدى الشيعة ؟
هذا هو الكذب الذي يفترى به علينا.
إن مصحف فاطمة ليس قرآنا أبدا , وليس فيه شيء من القران إطلاقا .
وقبل بيان حقيقة (( مصحف فاطمة )) أقول بأن عقيدتنا في القران الكريم أنه كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد (ص) وهو المعجزة الكبرى للنبي (ص) وهو الدستور الكامل للمسلمين , وهو كتاب واحد لايمكن أن يتعدد , ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , ولا زيادة فيه ولانقصان , ولا يوجد غيره عند المسلمين أجمع على أختلاف مذاهبهم وطوائفهم , ومن يقول غير ذلك فهو كافر , للكذب والافتراء على الله سبحانه وعلى رسوله الاكرم (ص) , هذه عقيدتنا في كتاب الله (( القران الكريم )).
فمصحف فاطمة عبارةعن صحائف ليس فيها شيء من القران إطلاقا , ولا آية وإنما بيان لأحكام الشريعة من الحلال والحرام , وفيه تحديدها - أي تحديد الأحكام ووصفها - , حتى ذكر فيه بيان ومقدار الجلدة ونصف الجلدة , وأرش الخدش , وفيه العبر , وفيه التاريخ , وفيه بيان من يحكم ويملك من لدن آدم الى يوم القيامة , بأسمائهم , وقد يكون فيه تفصيل أوضاعهم .
وهذا المصحف لم يطّلع عليه أحد , ولا هو موجود عند أحد أبدا, وإنما هو موجود عند أهل البيت , وهذا المصحف أو هذه الصحائف هي من إملاء رسول الله (ص) وكتبها علي بن ابي طالب (ع) بخط يده , وكتبها علي (ع) لفاطمة (ع) .
ومعرفتنا بحقيقة هذا المصحف أو الصحائف إنما هي من خلال الروايات الاكيدة التي وردت عن أهل البيت في وصف هذه الصحائف وبيان مافيها .
وأذكر بعض الروايات من باب التأكيد لهذه الحقيقة , وإلا فالروايات عديدة ومتواترة في هذا الموضوع
ففي رواية احمد بن الحسن بن فضّال , عن أبيه , عن ابن بكير وأحمد بن محمد , عن محمد بن عبد الملك , قال ( كنا عند أبي عبد الله نحوا من ستين رجلا وهو وسطنا , فجاء عبد الخالق بن عبد ربه فقال له كنت مع ابراهيم بن محمد جالسا , فذكروا أنك تقول إن عندنا كتاب علي فقال لا والله ماترك علي كتابا , وإن كان ترك علي كتابا ماهو الا إهابين ولوددت أنه عند غلامي هذا فما أبالي عليه , قال فجلس أبو عبد الله ثم أقبل علينا فقال ماهو والله كما يقولون , إنهما جفران مكتوب فيهما , لا والله إنهما لإهابان عليهما أصوافهما وأشعارها مدحوسين - أي مملوئين - كتبا في أحدهما , وفي الاخر سلاح رسول الله (ص) وعندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا ماخلق الله من حلال وحرام إلا وهو فيها , حتى أرش الخدش , وقال بظفره على ذراعه فخط به , وعندنا مصحف فاطمة , أما والله ماهو القران ..... الحديث) ( بحار الانوار المجلسي 38/26 ب 1 ابواب علومهم ح 69 )
وعن الحسين بن ابي العلا قال ( سمعت أبا عبد الله يقول إن عندي الجفر الابيض قال قلنا وأي شيء فيه ؟ قال لي زبور داوود , وتوراة موسى , وانجيل عيسى , وصحف ابراهيم , والحلال والحرام , ومصحف فاطمة ماأزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس الينا ولانحتاج الى أحد , حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش , وعندي الجفر الاحمر ). ( بحار الانوار 36/26 ب1 ابواب علومهم ح 68 )
وفي رواية ابي بصير


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 89  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-Aug-2012 الساعة : 03:49 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


وفي رواية ابي بصير قال ( دخلت على ابي عبد الله قال فقلت له إني أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس هاهنا أحد يسمع كلامي ؟
قال فرفع أبو عبد الله سترا بيني وبين بيت آخر , فاطّلع فيه , ثم قال يا أبا محمد سل عما بدا لك .
قال قلت جعلت فداك أن الشيعة يتحدثون أن رسول الله (ص) علّم عليا بابا يفتح منه ألف باب ؟
قال فقال ابو عبد الله يا أبا محمد , علّم والله رسول الله (ص) عليا ألف باب , يفتح له من كل باب ألف باب .
قال قلت له هذا والله العلم , فنكت ساعة في الارض , ثم قال إنه لعلم وما هو بذاك
قال ثم قال يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة , وما يدريهم ماالجامعة
قال قلت جعلت فداك وما الجامعة ؟
قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (ص) وأملاه من فلق فيه - أي شق فمه- وخط علي بيمينه , فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج اليه الناس حتى الأرش في الخدش , وضرب بيده إلي وقال أتأذن لي يا أبا محمد ؟ قال قلت جعلت فداك أنا لك , أصنع ماشئت , فغمزني بيده ( أراد بكلامه هذا توضيح أرش الخدش وأمثاله مما يستوجب الدية والحق الشرعي , تأكيدا على أن لكل شيء حدا , وأن الناس عليهم أن يتقيدوا بأحكام الشرع في كل حركة وإن كانت بسيطة ) فقال حتى أرش الخدش هذه , كأنه مغضب .
قال قلت جعلت فداك , هذا والله العلم , قال إنه لعلم وليس بذاك , ثم سكت ساعة ثم قال إن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر , مسك شاة أو جلد بعير .
قال قلت جعلت فداك ما الجفر؟
قال وعاء احمر وأديم أحمر , فيه علم النبيين والوصيين.
قلت هذا والله العلم قال إنه لعلم وليس بذاك , ثم سكت ساعة ثم قال وإن عندنا لمصحف فاطمة , وما يدريهم ما مصحف فاطمة , قال فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ( فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات أي من حيث الكم والحجم ثم عقب أنه ليس فيه من القرآن الموجود حرف واحد , للتأكيد على أنه ليس بقرآن مقابل القرآن المنزل ) والله مافيه من قرآنكم حرف واحد .......الحديث (بحار الانوار 26 / 38 - 39 ب 1 ابواب علومهم ح 70 )
وفي رواية ( قال ابو عبد الله العجب لعبد الله بن الحسن ( هو عبد الله بن الحسن بن الحسن ويسمى بعبد الله بن الحسن المثنى عاند الامام الصادق (ع) وأخذ البيعة لولده محمد الذي ادعى الخلافة [ راجع ترجمته في معجم رجال الحديث الخوئي 170/11 رقم 6805 ] ) يقول ليس فينا إمام صدق , ما هو بإمام ولا كان أبوه إماما ؟! ويزعم أن علي بن ابي طالب لم يكن اماما ويردد ذلك ؟ ! وأما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج اليه الناس الى يوم القيامة من حلال وحرام , إملاء رسول الله (ص) وخط علي (ع) بيده , وفيه مصحف فاطمة مافيه آية من القرآن ...... الحديث ) ( بحار الانوار 42/26 ب1 باب ابواب علومهم ح 74 )
والروايات عديدة في شأن هذه الصحائف , أو مصحف فاطمة , فهي بمجموعها ليست قرآنا في مقابل الكتاب العزيز , وقد سبق التصريح بأن مصحف فاطمة ليس فيه حرف واحد من القرآن , كل ذلك للتأكيد على أنه ليس بقرآن .
والكتب الاخرى الجامعة والجفر أيضا ليسا قرآنا , وانما كتب فيهما الحلال والحرام , وفيهما التاريخ , وفيهما مايحتاجه الناس في مختلف شؤونهم .
فأين مايدعيه أخواننا السنة بأن هذه الكتب قرآن أو قرآئين ؟ وما أدري ما يقال لهم بعد البيانات المتكررة والمتعددة من كل علماء الشيعة على مختلف الازمنة والامكنة , فهذا الموضوع قد كتب فيه الاوائل كما كتب فيه المتأخرون , وكتب فيه متأخرو المتأخرين , وفي عصرنا هذا , وأن مصحف فاطمة والجفر والجامعة وغيرها من الكتب ليست قرآنا في مقابل القرآن الكريم وقد أوضحنا قبل قليل ماهي عقيدة الشيعة في القرآن الكريم .
الشيعة الاماميون الاثنا عشرية , عقيدتهم في القرآن الكريم أنه كتاب الله المنزل على نبيه المرسل , وهو الذي بين أيدي المسلمين , والذي يتداولون نسخة منه الآن والى يوم القيامة , ولايمكن أن يكون كتاب سواه , ومن يدعي غير هذا أو يقول بغير ذلك فهو كافر قطعا , من أي مذهب كان , لما أسلفناه من القول بأنه يستلزم تكذيب الله سبحانه وتعالى وتكذيب رسوله وإنكار المعجزة .
ومن يتهم الشيعة بالقول الباطل , ويفتري عليهم بما لايقولون به في معتقداتهم , يمكننا ان نقول فيه , بل نقول فيه قولا قاسيا , ولكنّا نتحاشى أن نخرج عن حدود اللياقة والادب , جريا على ما تعلمناه من نبينا الاكرم والائمة الاطهار من الادب والقول الحسن , والدعوة الى الله والحق , بالحكمة والموعظة الحسنة .
ولذلك أتمنى على اخواننا السنة أن يكونوا أكثر عقلانية ووعيا ويكفوا عن هذه الاباطيل والموروثات الحاقدة , والجاهلية , والتي أكل عليها الدهر وشرب , والتي لايجنون منها الا المهاترات والمواقف السلبية , والامة الاسلامية أحوج ماتكون الآن وسابقا الى جمع الكلمة وتوحيد الموقف.
هذا وقد أشار السيد الوالد قدس الله سره في كتابه ( عقيدة الشيعة في الامام الصادق وسائر الائمة ) توضيحا لهذه الكتب (عقيدة الشيعة في الامام الصادق وسائر الائمة السيد حسين مكي ص 52 وما بعدها ) أذكر ملخصا عنه
الجفر هو جلد شاة , أو جلد بعير , كان يتخذ لكتابة العلوم فيه , وقد أتخذ منه الائمة وعاء للسلاح وللكتب المدون فيها العلوم .
ثم أن الكتب التي دونّت على صحائف هذه الجلود , كانت وديعة النبي (ص) وعلي (ع) عند الائمة على أقسام
(1) الجامعة


ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 230
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 90  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Aug-2012 الساعة : 02:05 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


( 1) الجامعة
وهي كتاب طوله سبعون ذراعا , من إملاء رسول الله (ص) وخط علي , فيها جميع مايحتاج اليه الناس من حلال وحرام وغير ذلك , حتى أن فيها أرش الخدش , وقد ورد وصفها في روايات عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام , وسميت فيما ورد عنهما ب (( الجامعة )) و (( الصحيفة )) و(( كتاب علي )) و (( الصحيفة العتيقة )) , وقد رآها بعض الرواة الثقاة من أصحاب الامامين عليهما السلام .
( 2) صحيفة الفرائض
ويعبر عنها بكتاب الفرائض , وهي بعض الجامعة الكبيرة , وهي إملاء رسول الله (ص) وخط علي بيده , وهي ثابتة وأكيدة , وقد أثبت هذا الامر رواة الحديث من الشيعة .
( 3) كتاب الجفر
وهو من إملاء رسول الله (ص) وتأليف علي وهو على قسمين
الجفر الابيض , والجفر الاحمر
-الجفر الابيض وعبر عنه الامام الصادق بأنه وعاء من أدم , فيه علوم الانبياء والوصيين , وعلم العلماء الذين مضوا من بني أسرائيل , كصحف ابراهيم وموسى , وزبور داوود , وإنجيل عيسى , وغيرها فهو - مضافا الى انه كتب فيه علم الحوادث - جعل وعاء للكتب التي دونت فيها العلوم , ووعاء لمصحف فاطمة .
- الجفر الاحمر فيه علم الحوادث , وجعل وعاء للسلاح , سلاح رسول الله (ص)
وفي بعض الروايات ان الجفر الابيض فيه زبور داوود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف ابراهيم , والحلال والحرام , ومصحف فاطمة , وفيه مايحتاج الناس الينا ولانحتاج الى احد , حتى ان فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش , وأن الجفر الاحمر وعاء فيه السلاح , يفتح للدم , يفتحه صاحب السيف للقتل ( راجع الكافي الكليني ج1 ص 240 باب ذكر الصحيفة والجفر ح 3 . وبما ان هذه الكتب والصحائف الموجودة عند الامام الحجة سلام الله عليه , فليس ببعيد أن المقصود بصاحب السيف هو سلام الله عليه ) تفسيرا لما أشرنا اليه وتأكيدا لذلك .
وبالجملة الجفر علم مستقل , هو علم الحوادث , ومايكون في المستقبل , وهو موجود عند الائمة , وأنه من مؤلفات الامام , فيه علم الحوادث وغيرها .
وأما كيفية استنباط العلوم منه, وأنه يكون على طريقة الحروف , أو الاخبار , فلم يظهر لنا , ولو ظهر ووصل الينا لأمكن الجزم على كيفية أستخراج الحوادث , ولذلك كان ماينكره علماء الشيعة ولايؤيدونه هو كيفية استخراج الحوادث , لا أصل وجود هذا العلم , فإن إنكاره أمر غير ممكن , اتواتر الروايات عنه .
( 4 ) مصحف فاطمة
وهو إملاء رسول الله (ص) على علي , وكتبه علي (ع) , وقد تعرضت له الروايات , وأطلق عليه (( المصحف )) ولكنه ليس قرآنا , ولا فيه شيء من القران , ( فيه مايحتاج الناس الينا ولانحتاج الى احد ) كما عبرت الروايات السابقة .
وتشعر بعض الروايات الى ان في هذا المصحف أسماء الملوك الذين يتواردون على الملك , وأنه ليس لبني الحسن شيء من الخلافة , وأن فيه علم مايكون من الحوادث .
وفي بعض الروايات , كما ورد في رواية الحذّاء عن ابي عبد الله ( قال وقد سئل عن مصحف فاطمة إن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وسبعين يوما , وقد دخلها حزن شديد على أبيها , وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزائها على أبيها , ويطيّب نفسها ويخبرها عن ابيها , ومكانه , ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها , وكان علي يكتب ذلك , فهذا مصحف فاطمة .
انتهى ملخصا ما أردناه من كتاب السيد الوالد قدس سره
أقول يظهر أن لها مصحفين أو صحيفتين إحداهما إملاء رسول الله (ص) والثانية من حديث جبرائيل .
ووصفهما كما ذكرته الروايات , وليس غريبا ان يحدثها جبرائيل , فأن الملائكة كانت تنزل على مريم وتحدثها قال تعالى ( وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين ).
وقال تعالى بالنسبة لأم موسى ( وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) .
فإذا كانت الملائكة تحدّث مريم وأم موسى - ومن المعلوم والمقطوع به لدى المسلمين أجمع أفضلية فاطمة الزهراء على نساء العالمين , من الاولين والآخرين , كما هو وارد وثابت في الاخبار , أنها ( سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين )- ( مستدرك سفينة البحار النمازي ( ت 1405 ه) 246/8 ) فليس غريبا إذن نزول جبرائيل اليها ويحدثها , هذا مع ان الثابت والاكيد أن الملائكة كانت تخدم أهل البيت .
وخاتصة القول
أن مصحف فاطمة وغيره من الكتب - كما أشرنا اليه - ليس قرآنا في قبال القران العزيز الذي هو بين أيدينا الان , بل ليس من القرآن الكريم إطلاقا .
هذا واقع هذه المصاحف أو الصحف أو الكتب , وهذه عقيدتنا فيها , ولايمكن ان نقول غير ذلك , وما قلناه لن يقال غيره ابدا , لما أسلفناه مكررا , فليّتق الله من يتهم الشيعة بغير مايقولون , وما جدوى هذه الاتهامات التي ام تحقق شيئا لهم , سوى تعميق الخلاف وتوسيع دائرته , وإن كنا نعلم تماما ما الهدف من وراء هذا وغيره , مما هو أشد من الاتهام , ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
المبحث الرابع
هل يعلم الائمة الغيب

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc