اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أنفلونزا المبتعثين
مع انطلاق المرحلة الخامسة للابتعاث الخارجي، يرحل متوجها مع أقرانه من أبناء وبنات لإكمال دراسته الجامعية في احد الدول الغربية. فيخرج من مجتمعه المحافظ ولو ظاهريا، إلى آخر منفتحا بلا حدود وبدون قيود.
من مراقبة تعد عليه خطواته إذا زل، إلى من تأخذ بيده وتوجهه. ترسم أمامه خارطة طريق، للأخذ بمباهج الدنيا حلالها وحرامها. تكسوه ريشا وتخرجه من قفص شرع الله، ناشرا جناحيه محلقا في فضاء الشهوات الفسيح. حيث لا تحده حدود، ولا تعيقه حواجز.
عليه وحده أن يقرر، الخط الذي يسير فيه دون رقيب إلا العلي الأعلى وضميره. فهل يجعله نصب عينيه، في كل خطوة يخطوها؟ أم سيترك العنان لنفسه، تقوده حيث شاءت؟ كالخليفة العباسي -المتوكل- الذي أطغاه السلطان، وأبطره المال. فاتخذ عباد الله خولا - وماله نحلا - وكتابه دغلا. فمال مع شهواته، يقترف من ملذات الدنيا، دون أن يخاف العزيز الجبار - أو يخشى سطواته.
أو في اثر سيده ومولاه الإمام على الهادي(ع)، ويكون فاعلا ومؤثرا. حين طلب منه المتوكل مشاركته مجلس اللهو والشراب. فرفض غير هيابا من سلطانه - ولا خائف من قوة بطشه. بل قلب حلقة السمر والشراب، إلى أخرى من الخوف والبكاء. عندما جلجل مدويا بقصيدة شعرية ألقاها في حضرة الحاكم مطلعها
باتوا على قلل الجبال تحرسهم- غلب الرجال فلم تنفعهم القلل.
يعود بشهادة علمية، تكللها العفة والتقوى. وينجو بنفسه كما نجا النبي يوسف(ع) من مخالب زليخة وسحرها؟ محافظا على الثقة، التي منحها إياه عزيز مصر. مرتقيا بإيمانه وعفته، إلى مراتب عالية. أو يؤوب خائبا محملا، بوزره ووزر من أظلهم معه.
عندها لن تتمكن الأجهزة الطبية المزروعة على منافذ الوطن، من الكشف عن قوة إيمانه. كما تكشف عن الأمراض المعدية، مثل حمى الخنازير. ولن تتمكن من الكشف عن الأمراض الروحية والعادات الخلقية، التي اكتسبها في رحلته تلك.
نحن علينا الانتظار حتى يعود، لنتأكد هل إيمانه مستقر أم مستودع. هل بقي متمسكا بدينه، أم انقلب على ظهره خسر الدنيا والآخرة؟
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية