اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
سيدتي ومولاتي يامن نطقت كنطق ابيها يامن ورثت مصائب امها من انا لاقف في محراب الطهر الجلال القداسة ماذا عساي اقول فيك الا انك بنت خير البرية سيد الرسل صلوات الله عليه واله وانك ابنةي امر المؤمنين وبنت سيدة خير النساءالزهراء سلام الله عليها واخت الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب اهل الجنة وعمة الاوصياء ع كفاك فخرا سيدتي انكم المصطفين الاخيار
شفعاء من والاكم واهتدى بهديكم
اخوتي اعزيكم بوفاة عقيلة بني هاشم عليها ا لسلام وانقل لكم مقتطفات من كتاب الام والبنت والحفيدة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على مُحمّد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين .
وبعد ... هذا الكتاب بعنوان الحفيدة ، وهو يعني الحديث عن زينب الكبرى ليها اللام
والحديث عنها لا يقلّ ضخامةً وسعةً عن الحديث عن أمّها الزهراء ، لأن زينب عظيمة في معانيها ، وكبيرة في آفاقها ، وواسعة في كل ما يتعلّق بها ، فهي ابنة تلك العظيمة الفائقة في كل المعاني ، الزهراء ، وابنة الإمام عليّ الذي تَسَامى في الفضل والكمال والعطاء ، حتى كان صِنْوَ محمد ، ونفسَ محمد . وهي حفيدة تلك المرأة العظيمة ، خديجة ، التي وهبت لله كل ما تملك ، وساهمت في بناء وانتشار الإسلام وإرساء أسسه وأركانه ، ولذلك كان الحديث عنها واسعًا وشاملاً .
ولقد وجدت أنّي أخوض في موضوع
كبير وكبير جدًا ، ووجدت أنه من الصعب أن تُحدّدها الكلمات أو تُحيطها المعاني ، أو يرتقي إليها فكر .. فهي بعيدة كل البعد عن أن يخوض المرء في آفاقها ليستنبط حديثًا عنها وليقول ما هو لائق بمقامها .
ولكن لا بد من الحديث ، ولا بد أن نقول كلمة عنها . والحديث عنها والكلام عنها إنما هو في حدودنا وحدود إدراكنا وفهمنا ، ومن هنا قد يستطيع الإنسان أن يقف على أعتاب محرابها ليقول ما هو مناسب ولائق بمقامها ومنزلتها حتى لو تعثّرت الكلمات .
زينب شاهدت أقسى مأساة في الوجود الإنساني ، وسجّلت على صفحات الوجود ما هو أكبر بكثير من الألم والأسى والحزن . كان ذلك من أجل الدين ، وكان ذلك من أجل الله سبحانه ، وفي سبيله ، وبهذا عَلَّمَتِ الناس كيف يكون المبدأ عظيمًا في النفوس ، وكيف يُفتدى الدين بالنفس والدم .
وقفت زينب في كربلاء وفي ساحة الطفّ ، وأمام جسد أخيها الحسين وهو مقطوع الرأس والأعضاء ، مُرمّل بدمائه ، والسهام تتشابك على جسده الطاهر . وقفت لتُواجه المأساة ، وتُواجه الطُّغاة والعُتاة والجيوش التي كفرت بالله سبحانه ، وكفرت بدين الله ، وبكل القيم ، لتقول : إن النصر ليس بالغلبة ، وإنما النصر
ببقاء المبادئ وبقاء الدين .
وقفت في أرض الطف وهي عالمة بأنّ مسؤوليتها كبيرة جدًا ، وهي ما كانت لتتحمل هذه المسؤولية الكبرى لو لم تكن عالمة وعارفة معرفة حقيقية بالواقع الذي ضحّى من أجله الحسين بدمه ونفسه ، وقدّمهما قربانًا لله سبحانه ، وأن عليها أن تُكمل مسيرة الحسين لتحقق الأهداف المُثلى التي من أجلها خرج الحسين وضحّى بنفسه .
ولو كان الناس يعرفون أين يضعون أنفسهم ويعرفون مَن يواجهون في كربلاء وإلى أين يصيرون بسبب ما جرى ، ما أقدم أحد منهم على ما أقدموا عليه ولا خاطر واحد منهم بما خاطر .
أقول .. لو كانوا يعرفون من يواجهون المعرفةَ الواقعية التي ارتقت بالحرّ بن يزيد الرياحي إلى التوبة ، وإلا فأهل الكوفة وجيش يزيد وابن زياد يعرفون أنهم يقاتلون الحسين ابن بنت رسول الله صلوات الله عليه ، ويعرفون أنه عِدْل القرآن ، ويعرفون أنه الإمام المفترض الطاعة عليهم لله ورسولـه ، ويعرفون أن قتاله كفر وبغي وظلم ، وعتوّ وخروج عن الديـن . ولكنها الدنيا ، والوعود التي كان يطلقها ابن زياد لجيشه وأمراء جيشه ، والمال الذي أغدقه ، والظلم الذي تسلّط به على الناس وأخرجهم عن واقعهم ، فراحوا في غفلة الدنيا وشهواتها ، وتمكّنَ منهم الشيطان ،
فأقدموا على قتل الحسين ، وباؤوا عندئذ بالخيبة والخسران والضلال الكبير .
ولقد كانوا يعرفون أنهم أقدموا على جناية عظيمة لا مغفرة لهم معها أبدًا ، لأن الخروج على إمام الزمان يؤدّي إلى الكفر الحتمي الذي لا تُقبل معه توبة .
ولذلك حين نقول إن مأساة كربلاء وواقعتها من أشد المآسي في تاريخ الإنسانية أجمع ، لا من حيث الوحشية والهمجية التي استولت على عقول وقلوب أتباع يزيد وابن زياد والذين واجهوا الحسين وقتلوه فحسب ، بل من جهة أن ما قاموا به كان حربًا لله ومواجهة مع الله ومع كل القيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية ، ولذلك هي حرب للإنسان كل الإنسان وذات الإنسان .
وزينب حين ارتقت في مواقفها ضد هذه الجموع الكافرة الغادرة بتلك الشجاعة النادرة والعزيمة الفائقة والقوّة العظيمة ، حقّقت ما لم يكن في حساب المعتدين والخائنين لأماناتهم من دين الله وحقه، ألا وهو تأكيد الحق وانتصاره ، وأن كلمة الله ستبقى هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى ، وأكّدت أيضًا -كما أشرنا- على أن الانتصار للمبادئ لا للغلبة والتفوق العسكري ، وأن الحق حق في كل وقت حتى ولو كان مهيض الجناب
كسير الجناح . الحقُّ قوته في ذاته ، يحمل في طياته وداخله معانيه وروحَه ، ولذلك ما أسرع ما يعود إلى الساحات ، لأنه روح الحياة وبدونه لا تكون حياة أبدًا .
أطلقت زينب في أرض الطف كلمات الحق > اللهم تقبّل منّا هذا القربان وسط تلك الجموع الغادرة ، فكانت تهدر في آذانهم هدير الرعد القاصف ، ولكنهم لم يدركوا معناها إلا بعد حين ، واحتفظ الكون بهذه الكلمات لتتردد في ساحات المعتدي على مر الزمان .
لقد كانت الكلمات التي أطلقتها زينب في مجلس ابن زياد وفي مجلس يزيد في الشام شديدة الوقع قوية التأثير ، كانت صرخة مدوية أدّت إلى قلب الأمور على يزيد ، وجعلت النقمة عليه في مجلسه من أتباعه وغيرهم .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
السلام على أم المصائب زينب
هي زينب لو كنت تعرف زينبا شأت الورى أما وبزتهم أبا
أخت الحسين ومن أتمت بعده نهج الجهاد وقارعت نوب السبا
درجت بيثرب عند دار المصطفى والصون يخفرها فسائل يثربا
سل عن الحوراء سل عن عزها متقصيا ولما حوته منقبا
قد ألهمت أسرار نهضة كرلا واستوعبتها وهي عهد الصبا
وتعلمت من أمها مكنون ما أوحى النبي لها وما قد غيبا